العراق يواجه جفافاً غير مسبوق... وعشرات السدود الإيرانية والتركية تعمق المشكلة

أزمة المياه تتفاقم في «بلاد ما بين النهرين»

أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
TT

العراق يواجه جفافاً غير مسبوق... وعشرات السدود الإيرانية والتركية تعمق المشكلة

أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
أطفال عراقيون يقفون على مركب راس في مجرى مائي ضربه الجفاف بمحافظة ذي قار (أ.ف.ب)
على امتداد التاريخ، كان الاسم الأشهر لما عرف ببلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين هو «أرض السواد» لكثرة ما فيها من زرع ونخيل. وحتى ثمانينات القرن الماضي كانت أعداد النخيل في العراق تزيد عن 30 مليون نخلة، لكن المعلومات تفيد بأن ما بقي منها الآن أقل من النصف، والسبب الرئيسي هو الجفاف، ارتفاع نسبة ملوحة شط العرب، وعدم الاهتمام الحكومي. كما تميز نهرا دجلة والفرات طوال معظم عقود القرن العشرين بكثرة الفيضانات، الأمر الذي أجبر الأنظمة السياسية في البلاد، ملكية أم جمهورية، على بناء سدود.
ومع أن آخر فيضان كبير بالعراق هو الذي حصل عام 1954 وأغرق معظم مناطق العاصمة العراقية بغداد، فإن السدود التي أقيمت فيما بعد، وآخرها وأهمها سد الموصل الذي افتتح عام 1986، أسهمت إلى حد كبير في حماية المدن، والسكان، خصوصاً الذين يقطنون قرب الأنهار من الفيضانات.
ورغم استمرار أزمة المياه بين العراق وتركيا بالدرجة الأولى، وسوريا شطراً من سبعينات القرن الماضي كانت مستمرة، لكن لأسباب لا تتعلق بقلة المياه التي تأتي إلى العراق بوصفه دولة مصب، بقدر ما تتعلق بالحقوق الثابتة للعراق في مياه نهري دجلة والفرات، التي كان يراها غير قابلة للتصرف، بصرف النظر إن كان يستخدم كل الكميات الداخلة إلى العراق بالزراعة أو توليد الطاقة الكهربائية أو تذهب إلى الخليج. لذلك استمرت أزمة المياه على المستوى السياسي مع الدول التي تتشاطأ على دجلة والفرات (تركيا وسوريا) قبل أن تنشأ في وقت لاحق أزمة مع إيران في السنوات القليلة الماضية، حين بدأت إيران تغلق الأنهار التي تغذي بعض الروافد العراقية، لا سيما في محافظة ديالى، بحيث تصل حد الجفاف الكلي مثلما هو حاصل اليوم، أو تفتحها في مواسم الفيضانات، بحيث تغرق قرى عراقية حدودية بالكامل مثلما حصل قبل بضع سنوات عندما هطلت كميات كبيرة من الأمطار في أحد المواسم.

*دجلة الظمآن
لكن الأمر اختلف الآن كلياً. فمنذ نحو أكثر من عقد يعاني العراق شحاً واضحاً في المياه إلى حد أن نهر دجلة يعبر من بعض المناطق مشياً على الأقدام، حيث بات يعاني من الجفاف والتصحر والعواصف الترابية. نهر دجلة الذي طالما تغنى به كبار شعراء العراق، في مقدمتهم محمد مهدي الجواهري، الذي يصفه قائلاً «حييت سفحك عن بعد فحييني/ يا دجلة الخير يا أم البساتين/ حييت سفحك ظمآناً ألوذ به/ لوذ الحمائم بين الماء والطين». نهر دجلة الذي هو توأم نهر الفرات وينبع من تركيا، ويمر عبر مسافة قصيرة في سوريا، ثم يدخل الأراضي العراقية من جهة محافظة نينوى، بات في حالة يرثى لها، الأمر الذي أدى إلى تقليص المساحات الزراعية بأهم المحاصيل الاستراتيجية، في مقدمتها القمح والأرز، بالإضافة إلى المحاصيل الحقلية والخضراوات، بحيث جعلت العراق يستورد كل شيء، بينما كان يصدر في خمسينات وستينات وشطر من سبعينات القرن الماضي شتى أنواع المحاصيل، ويكتفي ذاتياً بالكثير منها، في مقدمتها القمح والشعير والذرة وغيرها. الجفاف تسبب بهلاك أبرز موارد العراق المائية، في مقدمتها بحيرتا حمرين وساوة. جفافٌ بات يهدد العراقيين بأن كنوز بلاد الرافدين في طريقها للتلافي.

عراقيون يعبرون أمام نهر ديالى الذي تراجع منسوبه بشكل كبير (أ.ب)

عراقيون يعبرون أمام نهر ديالى الذي تراجع منسوبه بشكل كبير (أ.ب)

*تشخيص وحلول
وزير البيئة العراقي الدكتور جاسم الفلاحي، يقول في حديث إلى «الشرق الأوسط»، إن «الحديث عن الحراجة المائية يقصد به عدم وصول مياه ذات نوعية جيدة إلى محافظات أسفل النهر، على سبيل المثال البصرة وميسان وذي قار والمثنى. وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن الأهوار العراقية، التي تشكل بيئة فريدة وفلتراً طبيعياً، ساهمت على مدى آلاف السنين في الحفاظ على النظام البيئي، ليس فقط في جنوب العراق وإنما في الدول المجاورة، لذلك يجب ألا تعامل على أنها خزان لخزن المياه الفائضة عن الحاجة، أو لتفادي أخطار الفيضان، وإنما ضرورة لاستدامة هذا النظام الإيكولوجي الفريد من نوعه». ويضيف أن «العراق يعاني، وللسنة الثالثة على التوالي، من جفاف نتيجة تناقص معدل تساقط الأمطار بشكل غير مسبوق، حيث تراجعت حصتنا المائية إلى أقل من 30 في المائة من احتياجاتنا الأساسية». ويرجع الفلاحي ذلك إلى «مشاريع في دول المنبع، وبسبب تأثير التغييرات المناخية، التي أثرت بشكل حقيقي على إيراداتنا المائية، فضلاً عن زيادة تأثير العواصف الغبارية والجفاف والتصحر»، مبيناً أنه «يجب العمل على تخصيص نسبة ثابتة للأهوار العراقية، خصوصاً في محافظات الوسط والجنوب».
في سياق ما يعانيه العراق على مستوى شح المياه والتصحر والجفاف، يقول خبير الحدود والمياه الدولية في «مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية» اللواء الركن الدكتور جمال إبراهيم الحلبوسي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الشرق الأوسط يشهد، إسوة بمناطق العالم، تغيرات مناخية بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث تعد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة الأكثر ضرراً في التأثيرات المناخية، وهذا يزيد من معاناة الدول العربية مثل مصر واليمن وعُمان والأردن وسوريا بسبب شح في المياه وازدياد في التصحر. ويأتي العراق ضمن المجموعة الثانية من دول الضرر في العقود المقبلة». ويوضح أن «من أسباب معاناة العراق من حالة الجفاف المستمرة، التزايد السكاني وتقليص الأراضي الزراعية وعدم استخدام الطرق الحديثة في الري والسقي، وتغييرات جودة ونوعية المياه البيئية بسبب المخلفات الصناعية ومياه الصرف الصحي، وتداخل قنوات المباذل مع الأنهار العذبة، والتبخر، وانتشار أحواض الأسماك داخل مجاري الأنهار، وتجاوزات استخدام الحصص المائية بين المحافظات».

*الدور التركي والإيراني
رداً على سؤال بشأن الدور التركي والإيراني في هذا المجال، يقول الحلبوسي إن «دور كل من إيران وتركيا يعد دوراً سلبياً جداً مع العراق رغم كل الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة معهما، حيث كانت حصة مياه العراق في نهري دجلة والفرات وروافدهما لا تقل عن 100 مليار م3 قبل عام 1990، فللعراق مع تركيا 8 أنهار تناقصت نسب حصتهما إلى 40 في المائة، بعد إنشائها أكثر من 23 سداً كبيراً وقرابة 100 سد صغير لحصاد الأمطار». وأوضح أن «إيران هي الأخرى قامت بإنشاء أكثر من 80 سداً لقطع مياه الأنهار المشتركة، البالغ عددها 42 نهراً ومجرى مائياً محددة ببروتوكول مستقل باتفاقية الجزائر ومحاضر مشتركة كثيرة، وهي مؤشرة مع إيران لمحافظاتنا (السليمانية 11 نهراً - ديالى 17 نهراً - الكوت 4 أنهار - العمارة 7 أنهار - البصرة 3 أنهار). وجراء هذا، أصبحت الأراضي العراقية في جانب دجلة تعاني من شح متزايد بسبب قلة المياه، وفي جهة نهر الفرات أيضاً أصابها شح المياه، خصوصاً في السماوة والناصرية مع تدني خزين البحيرات العراقية جميعها، وظهرت أكثر الأضرار التي حصلت الآن في الأهوار الجنوبية وبحيرات الرزازة وحمرين والحبانية وحديثة».
بشأن المعالجات والحلول، يقول الحلبوسي إن «من أهم المعالجات والحلول هي المطالبة بالحصص المائية المنصفة مع الدول المجاورة تركيا وإيران وسوريا، بموجب الاتفاقيات والبروتوكولات المشتركة واتفاقية الأمم المتحدة للأنهار والمجاري غير الملاحية الموقعة في جنيف عام 1997، التي أصبحت ملزمة لكل الدول المتشاطئة ووضع خطط محلية كفيلة باستخدام المكننة الحديثة في الري والسقي، وتدوير المياه، ومعالجة تصريف المخلفات الصناعية والطبية والصرف الصحي والمبازل وأحواض الأسماك، واستخدام المياه الجوفية للتشجير».

عراقيون يعملون في حقل أرز في النجف (رويترز)

عراقيون يعملون في حقل أرز في النجف (رويترز)
*صالح على خط الأزمة
الرئيس العراقي برهم صالح، أحد المهتمين الكبار في العراق بأزمة شح المياه والتصحر والجفاف، طالما حذر من المخاطر المترتبة على ذلك، لا سيما في ظل حصول انفجار سكاني كبير في البلاد. ففي كلمة له بعد تداول أخبار عن جفاف بحيرة ساوة جنوب العراق، حذر من «حدوث انفجار سكاني هائل بعد عقد من الزمن في العراق». صالح الذي كتب سلسلة تغريدات حول المشكلة، وصف بحيرة ساوة التي تقع في محافظة المثنى بأنها «لؤلؤة الجنوب في السماوة، أتذكر زيارتي لها مع والدي عندما كنتُ يافعاً، منبهراً بجمالها وبريقها»، مؤكداً أن «جفافها أمر مؤسف وتذكير قاس بخطر التغير المناخي الذي يشكل تهديداً وجودياً لمستقبلنا في العراق والمنطقة والعالم، لذا يجب أن يصبح التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية للعراق».
وأضاف أن «عدد سكان العراق اليوم أكثر من 41 مليوناً، وسيكون 52 مليوناً بعد عشر سنوات، ستترافق مع زيادة الطلب على المياه. التصحر يؤثر على 39 في المائة من أراضينا وشح المياه يؤثر الآن سلباً على كل أنحاء بلدنا، وسيؤدي إلى فقدان خصوبة الأراضي الزراعية بسبب التملح». وأشار صالح إلى أن «العراق في المرتبة الخامسة من أكثر البلدان هشاشة عالمياً لجهة نقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى»، متوقعاً «وصول العجز المائي في العراق إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035 حسب دراسات وزارة الموارد المائية بسبب تراجع مناسيب دجلة والفرات والتبخر في مياه السدود وعدم تحديث طرق الري».
وكان صالح طرح العام الماضي مبادرة إنعاش بلاد الرافدين، وتمت الموافقة عليها من قبل مجلس الوزراء.

*ماذا في جعبة إلينا؟

السفيرة الأميركية الجديدة لدى العراق إلينا رومانوسكي، أعلنت حال مباشرتها عملها في العراق مؤخراً، أنها تحمل تفويضاً لمواصلة دعم إدارة الموارد المائية في العراق وتعزيز اكتفائه الذاتي. وكتبت رومانوسكي في مقال: هنا في العراق «بلاد ما بين النهرين»، يُعد ضمان إمدادات المياه للعراق مصلحة استراتيجية تشترك فيها الولايات المتحدة مع العراقيين. لقد تزامن وصولي الشهر الماضي مع بداية صيف آخر طويلٍ حارٍ وجاف. وفي مستهلِ لقاءاتي مع المسؤولين العراقيين، أدهشني قلقهم بشأنِ أزمة شح المياه وآثار الجفاف على البلاد. وكما هو الحال مع البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، يؤدي الأمن المائي دوراً حاسماً في ضمان سلام العراق وازدهاره. بيدَ أنه يواجه العديد من العراقيين تحديات متزايدة في الحصولِ على المياه النظيفة اللازمة للحياة اليومية». وأضافت: «يعتمد العراق على جيرانه في المنبع، إذ يواجهون جميعاً تحديات المياه الخاصة بهم. وتشير التوقعات الطويلة الأمد إلى أن العراق سوف يحصل على الحد الأدنى من الأمطار الإضافية خلال الأشهر الستة المقبلة. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا الوضع بمثابة فرصة أمام العراق لإنجاز الكثير بمفرده، وحتى أكثر من ذلك مع التزام الولايات المتحدة بالعمل إلى جانب العراق بصفتها شريكاً داعماً». وأكدت رومانوسكي أن «الولايات المتحدة ترغب بمساعدة الشعب العراقي في ضمان الحصول على الموارد المائية التي يحتاجها في الحياة اليومية والزراعة والصناعة»، مبينة أن «تقليل حصة المياه المستخدمة في الزراعة من خلال استخدام تقنيات ري حديثة وفعالة والاستثمار في البنية التحتية للمياه يعد من الأمور الأساسية لمستقبل المياه في العراق. في يوليو (تموز)، سيسافر 25 مهندساً حكومياً من المختصين في مجال المياه والزراعة إلى غرب الولايات المتحدة لزيارة منطقة تواجه تحدياً مماثلاً بسبب شح المياه. حيث سيتسنى لهم التعاون مع خبرائنا والاطلاع عن كثب حول كفاءة الري والحفاظ على المياه والتحكم في الملوحة». وأوضحت أن «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية تواصل تدريب المهندسين العراقيين على كيفية حساب تراكم المياه واستهلاكها في حوض دجلة والفرات من خلال مصادر البيانات المختلفة. ستساعد هذه الجهود في ضمان حصول العراق على بيانات قابلة للتنفيذ وذات رصانة علمية عندما يتعلق الأمر بطاولة المفاوضات مع جيرانه».
ويبدو من حديث السفيرة الأميركية أن مستوى العلاقة بين بغداد وواشنطن سوف ينتقل إلى مستوى جديد يجسد إلى حد كبير روح ومضمون الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين عام 2009، التي تلزم الولايات المتحدة بتقديم شتى أنواع المساعدة للعراق على كافة المستويات في ميادين الاقتصاد والتنمية المستدامة.


مقالات ذات صلة

انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

المشرق العربي انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

انفجار في السليمانية... وأنباء عن استهداف قائد «قسد»

راجت أنباء عن وقوع محاولة لقتل مسؤول كردي سوري بارز في السليمانية بشمال العراق مساء اليوم الجمعة. فقد أورد موقع «صابرين نيوز» القريب من الحرس الثوري الإيراني، نقلاً عن «مصادر كردية»، أن قصفاً استهدف قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي «في محاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيّرة». من جهتها، أعلنت مديرية قوات الأمن (آسايش) في مطار السليمانية أنها تحقق في انفجار وقع قرب سياج مطار السليمانية دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق الناجم عنه سريعاً، بحسب موقع «رووداو» الكردي.

المشرق العربي مسيحيات فررن من العراق يتعلمن مهارت الخياطة لكسب لقمة العيش

مسيحيات فررن من العراق يتعلمن مهارت الخياطة لكسب لقمة العيش

في إحدى الكنائس في الأردن، تخيط العشرينية سارة نائل قميصاً ضمن مشروع أتاح لعشرات النساء اللواتي فررن من العنف في العراق المجاور، مهارات لكسب لقمة العيش. نجت نساء عديدات بصعوبة من العنف المفرط الذي مارسته «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» على مساحات واسعة من العراق وسوريا، قبل أن ينتهي بهن المطاف في الأردن يعانين للحصول على عمل. تنكب سارة نائل (25 عاماً)، وهي لاجئة مسيحية عراقية من بلدة قرقوش تعلمت مهنة الخياطة في الطابق الثالث في كنيسة مار يوسف في عمان، على ماكينة الخياطة في طرف المكان لتخيط قطعة قماش مشرقة زرقاء اللون تمهيداً لصنع قميص. وتقول سارة التي وصلت إلى الأردن عام 2019 وبدأت تعم

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي «الشيوخ الأميركي» يقترب من إلغاء تفويضي حربي العراق

«الشيوخ الأميركي» يقترب من إلغاء تفويضي حربي العراق

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة، أمس (الاثنين)، لصالح الدفع قدماً بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونغرس لإعادة تأكيد دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال. وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتاً، أي تجاوز الستين صوتاً اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مائة عضو، مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ خطوة جديدة في «الشيوخ» الأميركي نحو إلغاء تفويضي حربي العراق

خطوة جديدة في «الشيوخ» الأميركي نحو إلغاء تفويضي حربي العراق

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة أمس (الاثنين) لصالح الدفع قدما بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونغرس لإعادة التأكيد على دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال، وفقاً لوكالة «رويترز». وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتا أي تجاوز الستين صوتا اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مائة عضو مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع. وجميع الأصوات الرافضة كانت لأعضاء في الحزب الجمهوري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي 20 عاماً على الزلزال العراقي

20 عاماً على الزلزال العراقي

تحلُّ اليومَ، الأحد، الذكرى العشرون للغزو الأميركي للعراق، وهو حدثٌ كان بمثابة زلزال ما زالت المنطقة تعيش تداعياتِه حتى اليوم. لم يستمع الرئيسُ الأميركي آنذاك، جورج دبليو بوش، لتحذيراتٍ كثيرة، غربيةٍ وعربية، سبقت إطلاقَه حرب إطاحة نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003، وحذرته من أنَّ خطوتَه ستفتح «باب جهنم» بإدخال العراق في فوضى واقتتال داخلي وستسمح بانتشار التطرفِ والإرهاب. أطلق بوش حملةَ إطاحة صدام التي أطلق عليها «الصدمة والترويع» ليلة 19 مارس (آذار) بقصفٍ عنيف استهدف بغداد، في محاولة لقتل الرئيس العراقي، قبل إطلاق الغزو البري.


تقرير: إصابة شخصين جراء سقوط صاروخ في شمال إسرائيل

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
TT

تقرير: إصابة شخصين جراء سقوط صاروخ في شمال إسرائيل

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع لبنان (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم الأربعاء، بإصابة شخصين بجروح طفيفة؛ جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات قرب بلدة رموت نفتالي في شمال إسرائيل، الليلة الماضية.

ونقلت الصحيفة عن مركز طبي القول إن الشخصين المصابين كانا يستقلان شاحنة بالمنطقة، وإن الصاروخ أصاب الشاحنة بصورة مباشرة، أثناء وقوف هذين الشخصين خارجها، مشيراً إلى أنهما تلقّيا العلاج وغادرا المستشفى.

في سياق متصل، أعلن «حزب الله» اللبناني استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ‏ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية، صباح اليوم.

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن طائرات حربية أغارت، خلال الليلة الماضية، على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في خمس مناطق بجنوب لبنان.

وأوضح أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن الغارات قصفت أهدافاً لـ«حزب الله» في منطقتي الخيام وكفركلا بجنوب لبنان، منها مواقع للاستطلاع وبنى تحتية.

كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على بنية تحتية لـ«حزب الله» ومبنى عسكري للجماعة في مناطق بليدا عديسة وميس الجبل، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

وكانت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قد ذكرت، في وقت سابق اليوم، أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على أطراف بلدة عيترون في جنوب البلاد، في ساعة متأخرة، الليلة الماضية.

كما أفادت قناة «الميادين» بأن طائرات حربية إسرائيلية نفذت عدة غارات على أطراف بلدتي كفركلا وميس الجبل ووادي برغز.


أميركا «مصممة» على التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» الآن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
TT

أميركا «مصممة» على التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» الآن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الأربعاء) خلال زيارته إسرائيل، أن الولايات المتحدة «مصممة» على التوصل إلى اتفاق هدنة مرفق بالإفراج عن الرهائن، بين إسرائيل و«حماس».

وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في تل أبيب: «حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يعيد الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو (حماس)».


إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين

الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
TT

إبرام أول صفقة بين جامعة أميركية مرموقة وطلاب مؤيدين للفلسطينيين

الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)
الطلاب يوسعون مخيماً احتجاجياً لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا (رويترز)

أعلنت جامعة «براون» الثلاثاء، أنّها توصّلت إلى اتفاق مع مجموعة من طلابها مناهضة للحرب في غزة، ينصّ على أن يزيل الطلاب المحتجّون مخيّمهم من الحرم الجامعي، مقابل وعد بأن تعيد الجامعة النظر في علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل، في أول اتفاق من نوعه بين جامعة أميركية مرموقة والحراك الطلابي الداعم للفلسطينيين.

وقالت كريستينا باكسون، رئيسة الجامعة الواقعة في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند (شمال شرقي الولايات المتّحدة)، إنّ الطلاب المحتجّين وافقوا على إنهاء احتجاجهم، وتفكيك مخيّمهم، بحلول الساعة 17:00 بالتوقيت المحلّي من عصر الثلاثاء.

وأوضحت في بيان أنّ الطلاب وافقوا أيضاً على «أن يمتنعوا حتى نهاية العام الدراسي عن القيام بأي أفعال أخرى، من شأنها أن تنتهك قواعد السلوك الخاصة بجامعة (براون)».

وأضاف البيان أنّه في المقابل «ستتمّ دعوة 5 طلاب للقاء 5 أعضاء من مؤسّسة جامعة (براون) في مايو (أيار) لتقديم حججهم بشأن سحب استثمارات (براون) من شركات تسهّل الإبادة الجماعية في غزة وتستفيد منها».

ويمثّل هذا الاتفاق أول تنازل كبير من جانب إدارة جامعة أميركية مرموقة، إزاء الحركة الطلابية الاحتجاجية التي لا تنفكّ تتّسع نطاقاً في الولايات المتّحدة. وتسببت هذه الاحتجاجات في توقيف مئات الطلاب، وشلل جامعات عدّة، وانقسام حادّ في الرأي العام الأميركي.

ويمثّل قطع العلاقات بين كبريات الجامعات الأميركية الخاصة ورعاة وشركات مرتبطة بإسرائيل، أحد مطالب الحركة الطلابية التي تدافع عن القضية الفلسطينية، وتدعو لوقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

وخلال الأسبوعين الماضيين امتدّت الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، إلى جامعات تتوزع في سائر أنحاء الولايات المتّحدة، من كاليفورنيا غرباً (جامعة كاليفورنيا- لوس أنجليس، جامعة جنوب كاليفورنيا) إلى الولايات الشمالية الشرقية (كولومبيا، ييل، هارفارد، يوبين) مروراً بالولايات الوسطى والجنوبية، مثل تكساس وأريزونا.

ولا يزال يتعين على طلاب جامعة «براون» وإدارتها مناقشة الخطوط العريضة لهذا الاتفاق، خلال الفترة الممتدة من مايو وحتى أكتوبر (تشرين الأول).

وفي المخيّم الاحتجاجي الذي بنوه في حديقة الجامعة، قفز طلاب فرحاً بالاتفاق، وعانق بعضهم بعضاً وهم يغنّون.


الأمم المتحدة تطالب الدول صاحبة النفوذ بمنع إسرائيل من شن هجوم رفح

جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تطالب الدول صاحبة النفوذ بمنع إسرائيل من شن هجوم رفح

جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)
جندي إسرائيلي يوجِّه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

حذرت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن هجوماً إسرائيلياً على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة يلوح «في الأفق القريب» مضيفة أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تستغل التقدم «التدريجي» في إدخال المساعدات للتحضير أو تبرير العملية.

وناشد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للمنظمة، الدول صاحبة النفوذ لدى إسرائيل «بذل كل ما في وسعها» لمنع أي هجوم إسرائيلي على رفح؛ حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون نازح فلسطيني.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بتنفيذه منذ فترة طويلة على رفح، بغض النظر عن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترح لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين.

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في بيان، إن «العالم يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع الابتعاد عن رفح؛ لكن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب».

وأضاف: «الحقيقة البسيطة هي أن العملية البرية في رفح لن تكون أقل من مأساة تتجاوز الكلمات».

وتعهدت إسرائيل قبل شهر تقريباً بتحسين وصول المساعدات، بعد أن طالب الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ خطوات للتخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة التي يقطنها نحو 2.3 مليون نسمة، قائلاً إن واشنطن يمكن أن تضع شروطاً على الدعم، إذا لم تتحرك إسرائيل.

وقال غوتيريش للصحافيين إن «تقدماً تدريجياً» أُحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية» في شمال قطاع غزة؛ لكن توجد حاجة ملحة لبذل مزيد من الجهد.

وقال: «هذه التحسينات في إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة لا يمكن استخدامها للتحضير أو تبرير هجوم عسكري شامل على رفح».

ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح معبرين إلى شمال قطاع غزة، حتى يتسنى توصيل مساعدات مباشرة من ميناء أسدود الإسرائيلي والأردن، والسماح بوصول المساعدات بسرعة وسلامة ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع.

وقال أيضاً: «العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في أنحاء غزة هي انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني والأشخاص الذين نساعدهم. يتعين ألا تكون قوافل المساعدات الإنسانية والمنشآت والعاملون والأشخاص المحتاجون أهدافاً».

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع غزة (إ.ب.أ)

وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر في مارس (آذار) أن المجاعة وشيكة ومحتملة بحلول مايو (أيار) في شمال غزة، وقد تنتشر عبر القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص بحلول يوليو (تموز).

وقال غوتيريش: «في شمال غزة، الفئات الأكثر ضعفاً، من الأطفال المرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة، يموتون بالفعل من الجوع والمرض».

وحين سئل عن الضغط الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على حليفتها إسرائيل، لتعزيز وصول المساعدات وتجنب الهجوم على رفح، قال غوتيريش: «من المهم جداً ممارسة كل الضغوط الممكنة، لتجنب ما يمكن أن تكون مأساة مدمِّرة تماماً».

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الإجراءات التي ما زال يتعين على إسرائيل اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.

وقال غوتيريش: «أشجع بقوة حكومة إسرائيل وقيادة (حماس) على التوصل الآن إلى اتفاق... من دون ذلك، أخشى أن تتفاقم بشدة الحرب، بكل عواقبها في غزة وفي أنحاء المنطقة».

وتجري الأمم المتحدة محادثات مع الولايات المتحدة، لإنشاء رصيف عائم للسماح باستقبال مساعدات بحرية قادمة من قبرص إلى غزة. وقال غوتيريش: «نرحب بتوصيل المساعدات جواً وبحراً؛ لكن لا بديل عن الاستخدام المكثف للطرق البرية».

وقال نائب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جوناثان ميلر، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل واصلت «تعزيز وتكثيف» دعمها للمساعدات، وقد تحققت نتائج جوهرية مع «زيادة كبيرة» في حجم المساعدات خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية على «حماس» في غزة، بسبب الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قُتلوا، واحتُجز أكثر من 250 رهينة في هجوم «حماس»، وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 34 ألف شخص في حملتها على غزة منذ ذلك الحين.


تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة

الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
TT

تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة

الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)
الفلسطينيون يعودون إلى منازلهم المدمرة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحي النمساوي في خان يونس (د.ب.أ)

خلال المفاوضات الجارية في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في حرب غزة، ظهرت تفاصيل حول اقتراح اتفاق قدمته حركة «حماس».

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس (الثلاثاء)، نقلاً عن مسؤولين مصريين، أن الاقتراح الذي شاركت إسرائيل في صياغته ولكنها لم توافق عليه بعد، يقوم على مرحلتين.

وتشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 رهينة في غضون 3 أسابيع، مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين. وأضافت أنه يمكن تمديد المدة يوماً واحداً لكل رهينة إضافي.

وتشمل المرحلة الثانية وقف إطلاق النار لمدة 10 أسابيع، تتفق فيه «حماس» وإسرائيل على إطلاق سراح الرهائن على نطاق أوسع ووقف أطول للقتال قد يستمر لمدة تصل إلى عام، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول إسرائيلي قوله، أمس، إن «إسرائيل ذهبت إلى أبعد الحدود في إظهار مرونة للتوصل إلى اتفاق». فعلى سبيل المثال، انخفض عدد الرهائن الذين ستفرج عنهم «حماس» في خطوة أولى.

وأضافت أن إسرائيل منفتحة أيضاً على إمكانية عودة الفلسطينيين الذين فروا من القتال إلى جنوب قطاع غزة المغلق إلى الشمال، دون تفتيش أمني إسرائيلي.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية بأن أحد الخيارات التي يتم فحصها حالياً هو أن تتولى مصر عمليات التفتيش الأمني.

وتتوقع الحكومة الإسرائيلية رداً من «حماس» على العرض الأخير مساء الأربعاء، حسبما نقلته الصحيفة عن المسؤول الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين إسرائيليين ومصريين قولهم إن إسرائيل مستعدة لإرسال وفد إلى المفاوضات غير المباشرة في القاهرة في الأيام المقبلة.

وترى إسرائيل في الاقتراح الأخير «فرصة أخيرة». وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع «حماس» قريباً، فسيبدأ الهجوم البري المخطط له على مدينة رفح في جنوب غزة، حسبما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً عن مسؤولين كبار.

وقال أحد المسؤولين لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الاستعدادات لشن هجوم في رفح مستمرة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أمس، إن إسرائيل تتفاوض بحسن نية، وإن على «حماس» قبول الاقتراح.

وتصر «حماس» على إنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل. ولا يتفاوض الجانبان بشكل مباشر؛ بل عبر مصر وقطر والولايات المتحدة.


نتنياهو يفصل «اجتياح رفح» عن «الهدنة»


صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)
TT

نتنياهو يفصل «اجتياح رفح» عن «الهدنة»


صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها قيادة «سنتكوم» الأميركية أمس تظهر رصيفاً عائماً قبالة قطاع غزة في إطار مساعي إنشاء ميناء لإيصال المساعدات (أ.ب)

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى فصل مسار خطته لاجتياح مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، عن مصير مفاوضات ترعاها مصر لتحقيق «هدنة» مع حركة «حماس» وتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين.

وتماشى نتنياهو مع دعوات اليمين المتطرف في حكومته بالمضي في اجتياح رفح، في وقت تترقب فيه أوساط دولية وإقليمية، رد «حماس» على مقترح الهدنة. وقال نتنياهو في اجتماع مع عائلات جنود قتلوا في غزة وآخرين محتجزين لدى «حماس»، «سندخل رفح ولن نستسلم لـ(حماس) باتفاق أو من دونه».

وتسعى القاهرة إلى تحقيق «هدنة» في غزة، ما قد يفضي إلى «تأجيل» اجتياح إسرائيلي واسع في رفح المتاخمة للحدود المصرية. وأكد مصدر مصري مطلع على المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصعوبات بشأن اتفاق الهدنة تتضاءل، ولا توجد مشكلات كبيرة في تفصيلات المقترحات». وقال إن «الصعوبات الآن مرتبطة بإرادة الطرفين ورغبتهما في إنجاز الاتفاق».

على صعيد متصل، أكد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة، الاثنين، مع وزراء خارجية وممثلي الدول الأوروبية، دعم الجهود الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وأهمية وضرورة اعتماد نهج شامل نحو مسار موثوق به لا رجعة فيه، لتنفيذ حل الدولتين وفقاً للقانون الدولي والمعايير المتفق عليها.


تكاثر «الفصائل» يثير قلقاً في لبنان


من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)
من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)
TT

تكاثر «الفصائل» يثير قلقاً في لبنان


من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)
من تشييع أحد عناصر «الجماعة الإسلامية» في بيروت (أ.ب)

شغل النشاط العسكري لخمسة فصائل لبنانية وفلسطينية على جبهة الجنوب، المستوى السياسي اللبناني، حيث سيكون لبنان أمام تحدي جمع السلاح المنتشر بيد «فصائل المقاومة» التي ظهر السلاح الثقيل معها خلال الحرب الأخيرة في جنوب لبنان.

ومع أن السلاح الفردي «موجودٌ بين أيدي اللبنانيين كتقليد منذ الحرب الأهلية»، حسبما يهمس المسؤولون اللبنانيون، ظهر السلاح الثقيل بحوزة مقاتلي «حزب الله» و«حركة أمل» و«الجماعة الإسلامية»، كذلك بحوزة «كتائب القسام»، وحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين.

وبينما يثير تكاثر هذه الفصائل قلقاً في البلاد، تغيب التقديرات الأمنية لأعداد المقاتلين التي تتراوح بين «العشرات والمئات»، حسب كل فصيل.

ورغم «القلق» من هذه الظاهرة، والتساؤلات حول كيفية معالجتها بعد انتهاء الحرب، لم يناقش هذا الملف على المستوى السياسي بعد بين الأفرقاء والقوى السياسية، ويبدو أن أياً من القوى السياسية لا تملك تصوراً «لكيفية التعامل مع هذا الواقع المستجد».

ويرفض عضو كتلة «التغيير» النائب إبراهيم منيمنة «تكريس ثقافة قبول السلاح خارج الدولة»، رافضاً «استثمار السلاح لفرض معادلات سياسية جديدة».

كما يؤكد نائب رئيس البرلمان السابق إيلي الفرزلي أن «الضمانة لمعالجة مسألة السلاح لا توجد إلا بالدولة وبتطبيق الدستور بدءاً من انتخاب رئيس».


غارات إسرائيلية على أطراف بلدة عيترون جنوب لبنان

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية على أطراف بلدة عيترون جنوب لبنان

دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية على قرية كفر شوبا بجنوب لبنان (أرشيفيىة - أ.ف.ب)

قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، اليوم (الأربعاء)، إن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة على أطراف بلدة عيترون في جنوب البلاد في ساعة متأخرة الليلة الماضية.

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن طائرات حربية إسرائيلية نفذت عدة غارات على أطراف بلدتي كفركلا وميس الجبل ووادي برغز.


الصحة العالمية تحذر من «كارثة إنسانية» إن اجتاحت إسرائيل رفح

مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)
مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)
TT

الصحة العالمية تحذر من «كارثة إنسانية» إن اجتاحت إسرائيل رفح

مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)
مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة كما بدا يوم أمس (ا.ف.ب)

حذر تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من حدوث ما وصفها بأنها ستكون «كارثة إنسانية» إذا نفذت إسرائيل تهديدها ونفذت اجتياحاً واسع النطاق لرفح في جنوب قطاع غزة.

وناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إسرائيل عبر منصة «إكس»، بعدم المضي قدما في الاجتياح، وحث جميع الأطراف على العمل من أجل وقف إطلاق النار.

وقبل قليل، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث من الأمر نفسه، وقال إن عملية برية «تلوح في الأفق» ضد رفح رغم من مناشدات العالم لإسرائيل على مدى أسابيع لتجنّب الهجوم.


الاعتراف بدولة فلسطينية... رافعة لمفاوضات حل الدولتين

صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
TT

الاعتراف بدولة فلسطينية... رافعة لمفاوضات حل الدولتين

صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)
صورة من جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - رويترز)

رغم بعده الرمزي، قد يكون اعتراف دول أوروبية عدة بدولة فلسطين، وهو أمر مرتقب في مايو (أيار)، بمثابة رافعة لمفاوضات حل الدولتين الذي يدعو إليه الغرب لحل الصراع في غزة، وفق محلّلين.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، في الرياض إنه يتوقع أن تعلن دول أوروبية عدة اعترافها بدولة فلسطين في مايو، من بينها إسبانيا وآيرلندا وبلجيكا وسلوفينيا ومالطا.

من جهتها، أكّدت أنييس لوفالوا من معهد البحوث والدراسات حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، أن «ذلك قبل كل شيء لفتة رمزية لن تغير في البداية حياة الفلسطينيين، لكنها قد تكون وسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على الاعتراف بدولة فلسطين». لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر تعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنه الحل الوحيد على المدى الطويل.

وبعد الهجوم غير المسبوق الذي نفّذته حركة «حماس» في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، يعد نتنياهو أن ذلك سيكون «هدية» للحركة، وفق حسني عبيدي من مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط.

وأضاف: «على عكسه، يعتقد الأوروبيون أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو خطوة إضافية نحو إرساء حقوق الفلسطينيين عبر تعزيز السلطة الفلسطينية وإضعاف موقف (حماس)».

وتابع: «من شأن ذلك أن يعزز ديناميكية... السلام التي لم تكن نقطة القوة لا لـ(حماس) ولا لنتنياهو».

من جهته، رأى برتران بيزانسونو السفير الفرنسي السابق لدى قطر والسعودية، أن اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية لن يكون له تأثير مباشر على موقف نتنياهو. وقال: «سيثير ذلك غضبه، لكنني لا أرى أنه سيغير قناعاته». وأضاف: «من ناحية أخرى، سيساعد ذلك إدارة بايدن في ضغوطها على نتنياهو عبر إظهار أنّ هناك تحركاً أوروبياً في هذا الاتجاه، وأنه لا يمكننا التظاهر بأن المسألة غير مطروحة».

في 10 أبريل (نيسان)، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام النواب الإسبان، إن الاعتراف بدولة فلسطينية «يصب في المصلحة الجيوسياسية لأوروبا».

وجاء ذلك بعد أيام من نشر بيان مشترك مع نظرائه الآيرلندي والمالطي والسلوفيني يفيد بأنهم «مستعدون للاعتراف بدولة فلسطين» عندما يساهم ذلك في «تقديم مساهمة إيجابية» في حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

ضمن استراتيجية حل الدولتين

وذكّر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في الرياض «نظراءه بأن مسألة الاعتراف (بدولة فلسطينية) ليست من المحرمات بالنسبة إلى فرنسا، لكن يجب أن تكون مفيدة في إطار استراتيجية عالمية لحل الدولتين».

من جهتها، حذّرت لوفالوا من «فخ حقيقي» يتمثل في الاعتراف بدولة فلسطينية «لإراحة الضمير» من دون أي التزام ملموس آخر.

حتى اليوم، اتخذت 137 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 هذا القرار.

وفي مقال نُشر في صحيفة «نيويورك تايمز» منتصف ديسمبر (كانون الأول)، حضّ ديفيد هاردن، المستشار للرئيس الأسبق باراك أوباما، ولاري غاربر الناشط في المجال الإنساني، واشنطن على القيام بالمثل، وبررا ذلك بأنه وسيلة للنيل من «طموحات (حماس) في إقامة دولة إسلامية (من النهر إلى البحر)»، ولفتا إلى أن ذلك «سيشجع الشعب على اختيار قادة جدد يعملون على تحقيق الحلم الفلسطيني بالاستقلال».