بريطانيا وفرنسا تتبادلان الاتهامات حول «فوضى دوفر»

تراس تعهدت إلغاء قوانين «الأوروبي»... وسوناك لإعلان «حالة تأهب قصوى»

سيارات وشاحنات عالقة في ازدحام مروري في دوفر أمس (د.ب.أ)
سيارات وشاحنات عالقة في ازدحام مروري في دوفر أمس (د.ب.أ)
TT

بريطانيا وفرنسا تتبادلان الاتهامات حول «فوضى دوفر»

سيارات وشاحنات عالقة في ازدحام مروري في دوفر أمس (د.ب.أ)
سيارات وشاحنات عالقة في ازدحام مروري في دوفر أمس (د.ب.أ)

دعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، فرنسا إلى التحرك بشأن عمليات التأخير «التي يمكن تجنبها بالكامل» على الحدود، في وقت يواجه فيه المسافرون وسائقو الشاحنات يوماً آخر من الازدحام الشديد في دوفر.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن الطوابير الطويلة تشكلت مجدداً، السبت، عقب يوم من التكدس المروري الجمعة. وتُعدّ الإجازة الصيفية إحدى أكثر الفترات ازدحاماً على حدود إنجلترا. وقالت تراس إن عمليات التأجيل والطوابير «غير مقبولة»، وألقت باللائمة على شحّ موظفي الهجرة من الجانب الفرنسي.
في المقابل، ألقى سياسي فرنسي باللائمة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في حدوث هذه الفوضى. وقال بيير - هنري دومون، العضو الجمهوري بالبرلمان عن منطقة كاليه على الجانب المقابل من الكنال الإنجليزي، إن المشاكل عند ميناء كِنت سوف تتكرر. وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «هذه تداعيات بريكست. يجب أن نقيم نقاط تفتيش أكثر من ذي قبل». وتابع دومون أن ميناء دوفر «صغير للغاية»، وهناك أكشاك قليلة بسبب محدودية المساحة، مشيراً إلى أن الحكومة البريطانية رفضت مقترحاً فرنسياً بزيادة أكشاك موظفي الهجرة الفرنسيين قبل أشهر.
وأخذت قضية «بريكست» و«استعادة السيطرة على الحدود» حيّزاً مهمّاً في الحملة الانتخابية المحافظة لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون، والتي أصبحت محصورة اليوم بين تراس ووزير الخزانة السابق ريشي سوناك.
وتعهدت تراس بإلغاء جميع قوانين الاتحاد الأوروبي التي لا تزال سارية في بريطانيا بحلول عام 2023، إذا فازت في السباق على زعامة حزب المحافظين. وتتقدم تراس على سوناك في السباق للفوز بأصوات أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم نحو 200 ألف، والذين سيصوتون لاختيار رئيس وزراء جديد للبلاد. ولا تزال علاقة بريطانيا بأوروبا مصدر قلق كبيراً لأعضاء حزب المحافظين، الذي يوصف عموماً بأنه أكثر تشككاً في أوروبا من باقي سكان البلاد.
وفي محاولة للاستفادة من ذلك، وعدت تراس بإلغاء جميع قوانين الاتحاد الأوروبي المتبقية في لوائح النظام الأساسي. وكانت تراس قد دافعت عن «البقاء» في الاتحاد الأوروبي باستفتاء عام 2016، ولكن يُنظر إليها الآن على أنها وريثة موقف جونسون المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي. ولتجنب الغموض والارتباك مع انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بعد 40 عاماً من العضوية، دمجت الحكومة تلقائياً آلافاً من قوانين ولوائح الاتحاد الأوروبي في القانون البريطاني، حتى تظلّ سارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت تراس في بيان، إن «لوائح الاتحاد الأوروبي تعرقل أعمالنا ويجب أن يتغير هذا». وتابعت: «سأنتهز الفرصة في داونينغ ستريت لإلغاء قوانين وأطر الاتحاد الأوروبي القديمة والاستفادة من الفرص التي أمامنا». وأبدت الحكومة بالفعل عزمها على استبدال أو إلغاء قوانين الاتحاد الأوروبي الحالية، ولكنها لم تحدد إطاراً زمنياً لذلك.
من جهته، قال وزير الخزانة السابق إنه سيضع الحكومة في حالة تأهب قصوى منذ «أول يوم» لتوليه منصبه، كما نقلت عنه صحيفة «التايمز» البريطانية الجمعة. وقال سوناك، في مقابلة مع الصحيفة، إنه يعتقد أن بريطانيا تواجه حالة طوارئ عامة على خمس جبهات، من بينها الاقتصاد والصحة والهجرة. واعتبر أن التضخم هو «التحدي الأول الذي نواجهه»، مضيفاً أنه بموجب خطط تراس يمكن أن ترتفع أسعار الفائدة في البلاد بشكل كبير. وأضاف سوناك أنه يعتزم خفض الضرائب، ولكن بعد السيطرة على التضخم الذي يبلغ الآن نحو 10 في المائة. واتهم منافسيه بتقديم وعود من قبيل «القصص الخيالية» بشأن التخفيضات الضريبية. وقدمت تراس وعوداً أخرى بإجراء تخفيضات ضريبية، ستتكلف ما يقدر بنحو 30 مليار جنيه إسترليني (36.01 مليار دولار) سنوياً.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.