تستكمل إثيوبيا تعبئة خزان «سد النهضة» على نهر النيل، للعام الثالث على التوالي، في إجراء أعلنت مصر والسودان، احتجاجهما عليه. وكشفت صورة فضائية، انتهاء أديس أبابا من تخزين المليار الأول فيما قالت الحكومة المصرية، إنها تعمل على رصد إيراد النيل، ومراجعة منشآتها المائية.
وتسعى القاهرة والخرطوم (دولتا المصب)، منذ سنوات، إلى إبرام اتفاق قانوني ملزم ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، والذي تقول مصر إنه قد يعرض إمداداتها الشحيحة من المياه للخطر. وخلال المؤتمر الصحافي، مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في برلين، مساء (الاثنين)، شدد الرئيس المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، على موقف بلاده الذي وصفه بـ«الثابت» من ضرورة «التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري، ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث».
وأظهرت أحدث صور بالأقمار الصناعية، التقطت يوم الاثنين، انتهاء إثيوبيا من تخزين المليار الأول في الملء الثالث لسد النهضة. وأوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، وأحد أبرز الخبراء المتابعين للسد الإثيوبي، أن صور الأقمار الصناعية وبعد مرور 7 أيام من بدء التخزين الثالث، كشفت عن اكتمال أكثر من مليار متر مكعب من التخزين الثالث، مع استمرار فتح بوابتي التصريف رغم انتشار السحب في منطقة سد النهضة.
وأضاف، في تدوينة على صفحته الرسمية، أرفقها بالبيانات والصور، أن إجمالي إيراد الأسبوع الماضي حوالي 1.5 مليار متر مكعب، كما تم تصريف نصف مليار متر مكعب من خلال بوابتي التصريف وحجز المليار المتبقي، مشيرا إلى أن بعض الصور من الموقع تظهر استمرار وضع الخرسانة لمزيد من تعلية الممرالأوسط الذي يصل ارتفاعه حاليا حوالي 590 مترا فوق سطح البحر. وقال إنه من المتوقع للتخزين الثالث أن يكون حوالي 5 مليارات متر مكعب، بالإضافة إلى تخزين العامين الماضيين ليصبح الإجمالي حوالي 13 مليار متر مكعب. وفي بداية يونيو الماضي، التقطت الأقمار الصناعية صوراً كشفت أن السلطات الإثيوبية تواصل تعلية الممر الأوسط في السد وتفريغ بعض السدود الأخرى استعداداً لموسم الفيضان والتخزين.
وتطالب مصر والسودان، إثيوبيا بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية، قبل إبرام اتفاقية قانونية تضمن لهما الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة للسد.
من جهته، قام وزير الموارد المائية المصري، محمد عبد العاطي، (الثلاثاء)، بزيارة إلى محافظة أسوان (جنوب البلاد) لمتابعة الاستعداد لموسم الفيضان وتفقد منشآت السد العالي وخزان أسوان، ومتابعة موقف المشروعات المائية المنفذة. ووفق بيان للوزارة، فإن عبد العاطي «حريص على متابعة جاهزية المنشآت المائية، خصوصاً منظومة السد العالي».
وتنظر مصر إلى «سد النهضة» على أنه تهديد لقدرتها على تلبية حاجات مواطنيها من المياه، الذين يعتمدون على النيل للحصول على المياه العذبة، بتوفيره ما يصل إلى 97 في المائة من تلك الاحتياجات .
وجرت آخر جلسة للمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، في أبريل (نيسان) 2021. وفشلت في التوصل إلى اتفاق حول آلية ملء وتشغيل «السد». الأمر الذي دعا مصر والسودان لعرض النزاع على مجلس الأمن الدولي.
إثيوبيا تستكمل تعبئة «سد النهضة» ومصر تراجع منشآتها المائية
إثيوبيا تستكمل تعبئة «سد النهضة» ومصر تراجع منشآتها المائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة