البيئة في مجلات الشهر: نافذة 1.5 درجة المناخية تنغلق بسرعة

البيئة في مجلات الشهر: نافذة 1.5 درجة المناخية تنغلق بسرعة
TT

البيئة في مجلات الشهر: نافذة 1.5 درجة المناخية تنغلق بسرعة

البيئة في مجلات الشهر: نافذة 1.5 درجة المناخية تنغلق بسرعة

تغيُّر المناخ كان السِّمَة العامة لأغلب الموضوعات التي تناولتها المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر يوليو (تموز)، خصوصاً ما يتعلق بالواقع المناخي الذي يجعل تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية بعيد المنال سنة بعد سنة. كما لم يفُت بعض المجلات، مثل «ناشيونال جيوغرافيك» و«ساينس نيوز» و«سميثسونيان»، رصد عدد من المشكلات البيئية التي تواجهها الجزر حول العالم بما فيها جاوة وبورنيو ومدغشقر.
- ناشيونال جيوغرافيك
عرضت ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) في عددها الجديد تقريراً مصوراً عن المدن الغائصة في جزيرة جاوة الإندونيسية. وتُعدّ جاوة أكثر الجزر اكتظاظاً بالسكان في العالم، إذ يبلغ عدد سكانها 150 مليون نسمة، ولديها إحدى أسوأ حالات انخساف الأرض على الكوكب؛ حيث يغرق ساحلها الشمالي بنحو 8 سنتيمترات سنوياً. وتتعرض بعض القرى الساحلية للفيضانات بشكل دائم حتى عند انخفاض المد، ويبتلع البحر المنازل. ويتكوَّن السهل الساحلي في جاوة من رواسب نهرية ناعمة تراكمت على مدى آلاف السنين. وقد ازداد ارتصاص هذه الرواسب وانخسافها نتيجة الضخ المفرط للمياه الجوفية، وبناء المدن والبنى التحتية، وتناقص الطمي بعد إنشاء السدود.
- نيو ساينتست
تعتبر نيو ساينتست (New Scientist) أن الهدف المتمثل في الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية لم يعد ممكناً على أرض الواقع، وهذا أمر يجب أن يدركه العلماء والسياسيون، وأن يتخذوا إجراءات جديدة حياله. وتقترح ورقة بحثية، جرى نشرها قبل أسابيع في دورية «نيتشر كلايمت تشينج»، أن نافذة 1.5 درجة مئوية أخذت تنغلق بسرعة. وأظهرت 8 سيناريوهات مستقبلية للانبعاثات أنه ستكون هناك فرصة بنسبة 66 في المائة لتجاوز هذه العتبة بحلول 2032، وكانت حرارة الكوكب قد ارتفعت فعلياً بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ عصور ما قبل النهضة الصناعية، وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ إن الأرض تتجه نحو ارتفاع مقداره 3 درجات مئوية مع نهاية القرن، في غياب تدابير جذرية.
- ساينس
خلص بحث جديد، نشرته ساينس (Science)، إلى أن الأدلة المتاحة حتى الآن لا تشير إلى التزام العالم جدياً بإبقاء الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية. ووفقاً للبحث، يشير مسار الانبعاثات الحالي إلى أن الأرض ستتجاوز هذه العتبة في أقل من 10 سنوات، رغم تباطؤ معدل نمو الانبعاثات الكربونية العالمية وتعزيز العديد من البلدان أهدافها المناخية الوطنية. ويرى البحث أن العوائق الأساسية التي تحول دون تحقيق مسار متوافق مع 1.5 درجة مئوية ليست جيوفيزيائية، وإنما نتيجة القصور الذاتي في الأنظمة السياسية والتكنولوجية. وتوجد حاجة لمواجهة هذا القصور من قبل السياسيين والشركات، إلى جانب تعزيز اعتراف المجتمعات بضرورة تغيير نمط الحياة على مستوى النظام والأفراد.
- ساينتفك أميركان
تناولت ساينتفك أميركان (Scientific American) الدور الذي تلعبه شركات الطاقة الأميركية في صياغة المناهج التعليمية من رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الثانوية في الولايات المتحدة، ولا سيما في ولاية تكساس. وتتبنى كل ولاية معاييرها الخاصة في المناهج التعليمية التي يتم تطويرها غالباً من قبل لجان تطوعية تحرص صناعة الطاقة على الوجود فيها. وكانت لجنة خبراء، شكّلتها مجموعات تهتم بالدفاع عن التعليم في سنة 2020، قامت بتقييم مناهج العلوم في الولايات الأميركية الخمسين والعاصمة واشنطن. وخلصت إلى أن العاصمة و30 ولاية تغطي أزمة المناخ بشكل ممتاز أو جيد، فيما أعطت تكساس وخمس ولايات أخرى تقييماً سيئاً للغاية.
- «بي بي سي ساينس فوكاس»
سلّطت بي بي سي ساينس فوكاس (BBC Science Focus) الضوء على مشروع «حديقة نيمو» الذي يجري اختباره قبالة ساحل ليغوريا في إيطاليا. ويتكوَّن المشروع من ست كبسولات بلاستيكية تستند إلى قاع البحر على بعد 40 متراً من الشاطئ، وهي أولى الدفيئات المعدّة للزراعة تحت الماء في العالم. ويهدف المشروع إلى إنشاء نوع جديد من الزراعة المستدامة والصديقة للبيئة، وتتم فيه مراقبة درجات الحرارة والرطوبة ومستويات الضوء لضمان الظروف المثالية لنمو النبات. وتشير النتائج الأولية إلى أن الضغط المتزايد داخل الكبسولات يسرّع الإنبات، كما لا توجد حاجة لاستخدام المبيدات. وتُزوَّد النباتات بمياه البحر المحلاة والماء الناتج عن التكاثف على جدران الكبسولات.
- ديسكفر
مع ازدياد شدة العواصف الموسمية في الولايات المتحدة وتكرارها نتيجة تغيُّر المناخ، ناقشت ديسكفر (Discover) الأسلوب الأجدى لإيصال تحذيرات دائرة الأرصاد الجوية الأميركية إلى المواطنين. وفي المتوسط، نجحت الدائرة في تقديم تحذيرات طارئة من العواصف العنيفة قبل نصف ساعة من وقوعها، ومع ذلك سقط الكثير من الضحايا نتيجة عدم اتخاذهم تدابير الوقاية والاستجابة على نحو مناسب. ويؤدي رصد كل عاصفة محتملة إلى كثير من التحذيرات، ما يخلق تأثير «الراعي الكاذب» الذي يجعل الناس غير مبالين بالمخاطر. وتقترح المجلة قيام مذيعي الأحوال الجوية بعرض تفاصيل دقيقة عند سرد حالة الطقس، مما يساعد الناس على اتخاذ قرارات حاسمة وفعّالة.
- ساينس نيوز
عرضت ساينس نيوز (Science News) حالة القرد الهجين الذي جرى رصده في غابات بورنيو الماليزية، وأثار قلق العلماء كونه نتيجة تزاوج جنسين مختلفين، هما قرد الململة المعروف بخطمه الطويل وقرد اللانغور الفضي. ويربط العلماء هذه الحالة النادرة، التي تحدث فقط بوجود ضغط بيئي، مع فقدان الموائل وتدهورها نتيجة التوسع في مزارع نخيل الزيت على طول نهر كيناباتانغان في بورنيو. وبين 1973 و2010، فقدت المنطقة 40 في المائة من غطائها الحرجي، وتسبب ذلك في تعزيز التنافس بين الأنواع الحية على الطعام والأزواج والموارد الأخرى. وتثبت صورة للقرد الغامض أنه أنثى ترعى طفلاً، وهو تطور مفاجئ لأن الأنواع الهجينة تميل لأن تكون عقيمة.
- سميثسونيان
اختارت سميثسونيان (Smithsonian) التنوُّع الحيوي في مدغشقر موضوعاً لغلافها. وتبعد جزيرة مدغشقر نحو 400 كيلومتر شرق القارة الأفريقية، وهي بحجم فرنسا تقريباً. وفيما لا تزيد مساحتها على 0.4 في المائة من مساحة اليابسة على كوكب الأرض، فإنه مقابل كل 100 نوع نباتي وحيواني معروف علمياً توجد 5 أنواع في مدغشقر. ونتيجة لعزلتها الجغرافية، فإن 88 في المائة من نباتات مدغشقر و95 في المائة من زواحفها و92 في المائة من ثديياتها لا توجد في أي مكان آخر في العالم. وتعدّ مدغشقر من بين الدول الأكثر فقراً في العالم، وهي تشهد نمواً سكانياً مرتفعاً يضع ضغوطاً كبيرة على نظمها الطبيعية.


مقالات ذات صلة

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

يوميات الشرق أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست» ببريطانيا، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزيرة البيئة الأوكرانية تلقي كلمة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في أذربيجان 20 نوفمبر 2024 (رويترز)

أوكرانيا تُقدّر الضرر البيئي نتيجة الحرب بـ71 مليار دولار

قالت وزيرة البيئة الأوكرانية إن الضرر البيئي بسبب العمليات العسكرية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير 2022 يقدّر بـ71 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
بيئة ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات نبعث منها كميات من غاز الميثان أكبر من أي وقت مضى.

«الشرق الأوسط» (باكو)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)
أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)
TT

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)
أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

تسببت درجات حرارة المحيطات المرتفعة بشكل قياسي في زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية التي سُجّلت سنة 2024، بحسب دراسة نُشرت الأربعاء، ما يؤكد أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف.

وأظهرت هذه الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل من 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال معدّ الدراسة، دانييل غيلفورد، في حوار مع وسائل الإعلام: «لقد أثرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى على درجات حرارة سطح البحار في مختلف أنحاء العالم».

وفي خليج المكسيك، تسببت هذه الانبعاثات في ارتفاع درجات حرارة سطح البحر بنحو 1.4 درجة مئوية مما كانت عليه، لتكون في عالم لا يواجه تغيراً مناخياً.

وهذا الارتفاع في درجات الحرارة يفاقم رياح الأعاصير التي تزداد قوتها. وتحوّلت ظواهر مثل «ديبي» و«أوسكار» بشكل سريع من عواصف استوائية إلى أعاصير فعلية.

صورة تظهر الأضرار التي لحقت بمدينة أشفيل في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية بعد مرور إعصار هيلين 29 سبتمبر 2024 (رويترز)

وارتفع مستوى أعاصير مثل «ميلتون» و«بيريل» على مقياس سافير-سيمبسون من الرابع إلى الخامس، بسبب التغير المناخي، بينما ارتفع مستوى إعصار «هيلين» من الثالث إلى الرابع.

ويُترجَم هذا الارتفاع في المستوى بزيادة القدرة التدميرية أربع مرات تقريباً.

وكان الإعصار «هيلين» مدمراً بشكل خاص، إذ أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، وعُدّ ثاني أعنف إعصار يضرب القارة الأميركية منذ أكثر من نصف قرن، بعد إعصار «كاترينا» عام 2005.

وبحسب دراسة أخرى أجراها «كلايمت سنترال» بين عامي 2019 و2023، باتت حدّة 84 في المائة من الأعاصير أكبر بكثير بسبب احترار المحيطات الناجم عن الأنشطة البشرية.

وعلى الرغم من أن دراستيهم ركزتا على حوض المحيط الأطلسي، فإن الباحثين أكدوا أن النهج الذي اعتمدوه يمكن تطبيقه على الأعاصير المدارية على نطاق عالمي.

وحذّر علماء المناخ من احتمال تفاقم التأثيرات مع تخطي الاحترار 1.5 درجة مئوية.