محمد خضير: الثمانون تفضح خداعَ المعادلة التي تساوي بين الزمنين الإبداعي والعُمري

الوسط الثقافي العراقي يحتفي بثمانينيات صاحب «المملكة السوداء»

محمد خضير: الثمانون تفضح خداعَ المعادلة التي تساوي بين الزمنين الإبداعي والعُمري
TT

محمد خضير: الثمانون تفضح خداعَ المعادلة التي تساوي بين الزمنين الإبداعي والعُمري

محمد خضير: الثمانون تفضح خداعَ المعادلة التي تساوي بين الزمنين الإبداعي والعُمري

يحتفي الوسط الثقافي العراقي هذا العام بثمانينية القاص والروائي محمد خضير، الذي يعد أحد الشواخص الإبداعية والرائدة في القص العراقي والعربي، ومن الرموز المهمة في الثقافة العراقية، حيث صاغ لنفسه وعبر ستة عقود من الكتابة أسلوبه الخاص، وحضوره الأدبي المتميز.
ولد خضير في مدينة البصرة عام 1942، وحصل فيها على شهادة دار المعلمين. نشر أول قصة له في مجلة «الأديب» العراقية عام 1962، وصدرت له مجموعته الأولى «المملكة السوداء» عام 1972. نال عدداً من الجوائز منها جائزة سلطان العويس عام 2004، وجائزة «القلم الذهبي» من اتحاد الأدباء في العراق عام 2008. التقته «الشرق الأوسط» لإضاءة بعض تفاصيل تجربته في الكتابة.

> في وقت نحتفل فيه بثمانينيتك، نتذكر أن علينا الاحتفاء بستينيتك في الكتابة، حيث كانت أول قصة نشرتها عام 1962 في مجلة «الأديب العراقي»... عندما تنظر إلى الخلف وبمسافة ستين عاماً، ما الذي تتحدث فيه عن تجربتك؟
- الثمانون حد زمني افتراضي أستعيد من عنده محطات عُمرية سابقة، وذكريات هادئة وعنيفة، وأياماً حافلة بالدهشة والأسى اللذيذ. عندما ألتفت للوراء، ألفي الفتى الشاب وقد انتقل من عمل «النشرات الحائطية المدرسية» إلى كتابة القصة القصيرة، وسط مجرى اجتماعي مضطرب. لم يكن ذاك انتقالاً هادئاً، فقد كانت «الستون» قفزة فوق سياج المدرسة النظامية إلى شارع الثورة الصاخب. لم يكن ذلك الحد البعيد سنة التخرج فقط من الدراسة الثانوية، بل عاصر أيضاً محاولة اغتيال الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم، وتحليق يوري غاغارين في الفضاء، وتظاهرات التأييد الجماهيرية لثورة الجزائر. وحدث أن عُينت بعد سنة من تخرجي عام 1959 معلماً في مدرسة ابتدائية في ريف محافظة «الناصرية». حملتُ معي حماقاتي ولذاتي المدنية وخلطتُها بدهشة الأهوار وسكونها وعمقها الاجتماعي والطبيعي. ونتجت عن هذه الخلطة كتابة أول قصة ناضجة تحت عنوان «النيساني» نشرتها مجلة اتحاد الأدباء العراقيين عام 1962، اشتمل موضوع القصة على مناظر حصاد القمح الذي يشارك فيه عمال المزارع الوافدون من محافظات جنوبية مجاورة إلى جانب فلاحي الأهوار. كان عملاً جنيتُ منه فكرة اختيار شخصيات بأسمائها الحقيقية، وهو خلل بنيوي لم أكرره في قصصي التالية، التي احتوتها مجموعتي الأولى (المملكة السوداء) الصادرة عام 1972.
> في «كتاب العقود» يرى بعض النقاد أن النصوص التي تضمنته، هي مقتطفة من سيرتك الذاتية، وتحاكي حياتك، وإن حاولت نفي هذه «الشبهة» بجرعات من الخيال، وافتراض حيوات ومصائر... ماذا تقول في ذلك؟
- تضمن «كتاب العقود» بابين مهمين، مخصصين لسرد خبراتي الشخصية البعيدة. ففي باب «الثمانون» كتبتُ قصصاً تجري أحداثها تحت الأرض، أستبق بها حياتي التي يشاركني في تخيلها مجموعة سكان مدينة تحت لهب الشمس. أما باب «التسعون» الافتراضي فقد احتوى استباقاً من نوع آخر تحت تسمية «تجارب في الموت». والأهم من ذينك التصورين الخياليين ما حققتُه في البابين من ترابط روائي تجلى في كتبي الأخيرة، التي أنتجتها تحت شعور فلسفي ذاتي، وضحته في أحد مقالاتي. أعتقد أن حياة الكاتب العراقي، والعربي عموماً، تنقسم إلى فصلين، أو حدين افتراضيين، هما فصل «الكاووس» وفصل «الناموس». ففي الفصل الأول تتخذ حياة الكاتب منحى فوضوياً جامحاً، يأخذ به وبنصوصه إلى عنان السماء؛ لكنها تستقر وتهدأ ولا تغادر الأرض في فصل «الناموس». ولعل الفصل الثاني «الناموس» هو الذي طبعَ نصوصي الأخيرة بطابع السيرة الذاتية، حيث يتزود الكاتب لنصوصه السردية من خزين العمر المنسي والمهمل في زوايا السنين المواضي.
> بين «المملكة السوداء» مجموعتك المهمة الأولى، وسردياتك التي كتبتها أخيراً صلة ما... هل تعتقد أن هناك تواصلاً طبيعياً بينها؟ أم تراه نضجاً في الكتابة؟
- بل هو انتقال بنيوي أساسي في الرؤية والتشكيل يعكس بحث الذات الساردة عن مستقر أخير في خضم رحلة «الثمانين» المتعرجة بين الفصول والمحطات العُمرية. ولا أعني انتظام الحياة والكتابة في جوابي السابق عن فصلي «الكاووس والناموس»، إذ أنني لا أشعر بتطور تقني متجاوب قطعياً مع مرحلة متقدمة من عمري، بل عكس ذلك، فالثمانون تفضح خداعَ المعادلة التي تساوي بين الزمنين الإبداعي والعُمري. فقد يسبق الكاتب زمنَه التطوري بما ينتجه من نصوص «حكيمة» في شبابه، وقد يشعر بتيار السنين المتسارع في كهولته فينتج ما كان قد أبطأ في إنتاجه من قبل (عدد الكتب المنشورة في المدة الأخيرة وكثرتها قياساً إلى فترة الكاووس الأولى). ولكي أبرهن على هذا التداخل بين الحدين الافتراضين، الكاووس والناموس، أضرب مثلاً بصبي «الكُتاب» الذي يشعر باستباقه عمره ونموه الزمني عندما يختم القرآن الكريم (يحفظه عن ظهر قلب). إني في مرحلة ما من عمري ذلك الطفل - صبي الكُتاب - الذي تعملق بسبب «ختمته» القرآن فظن أنه عاش عمر واحدٍ من «أهل الكهف».
> اللغة هي الهاجس الأساس في عالم محمد خضير السردي، على حساب الحدث والحوار. في نصوصك منذ البدايات، جمل سردية مشحونة بالدلالة، أرى أنها خارج فن القصة القصيرة، بتعريفها المتعارف عليه... ما رأيك؟
- على العكس من ذلك، أعتقد أن اللغة السردية تكونت ونَمَت واستقرت على سُوقها (حقلها السردي الأخير خصوصاً، أي حقل النصوص السيرية الذاتية، بقوة وتمرس). والسبب في هذا الاتساق والنمو اللغوي يرجع إلى قوة المرجع الحكائي الذي شحنَ النصوص بالدلالة القصوى والمرمى البعيد. فاللغة كائن ينمو ويشتد عوده باستمرار التثقيف الذاتي والاختبار العمري للثيمات الفريدة التي لا يشترك الكاتب في صياغتها مع غيره. ومن دون ثيمة قوية، تتعطل اللغة ولا تؤدي دورها في الإشعار و«التشعير» - من الشِعرية - وتخمد كموقد النار. تصور معي ثيمة قصة «حكاية الموقد» من مجموعتي الأولى، هل لها أن تتقد بغير حكايات العجوز التي تزور أسرة الجندي الغائب بانتظام كل مساء؟ ليست الحرب من تؤجج موقد الحكايات، ولكن القلوب المكتوية بها هي من تكتب قصتَها بما تملك من مرجعيات الألم والفراق عبر لسان الجدات المعمرات فوق سن الثمانين، أو أن أولئك تجاوزنَ الأعمار فبلغنَ نهاية الحد الافتراضي للقول الحكائي المتوارث عبر القرون.
> في مجموعتك «المحجر» تتناول تظاهرات تشرين 2019، وتضع ثوار تشرين مقابل الثوار الألمان الذين أسقطوا جدار برلين عام 1989... إلى أي مدى أسهمت قصص «المحجر» في وصف هذه الحدث التاريخي؟
- في مقالة لي من كتاب «رسائل من ثقب السرطان» عنوانها «فوات ما فات وما يأتي» استعرضتُ «فواتات» كاتبٍ هرِم، عاصرَ أحداثاً مهمة كالثورة والحرب والديكتاتورية والحصار والاحتلال، طيلة قرن كامل، من دون أن يُدلي بشهادة قوية عنها. تركَ تلك الحوادث الخطيرة تذهب وكأنها طيف مرعب مسه في الحلم وسلبه إرادته ولسانه؛ فإذا هو في كهولته أمام حدثٍ من نوع خاص، احتجاج أو انتفاضة شعبية، لها طعم خاص يجمع نكهات الماضي «الفائت» مع «شعواط» الحاضر في مطبخ واحد. اندلعت حوادث تشرين 2019 لتؤجج النبرة الخافتة في نصوص سابقة دارت حول الواقع ولم تقتحمه من الداخل. أصبح الواقع جاهزاً على طبق من إعداد ماركس وحنة أرندت في نص المجموعة الأول «تحت الجسر»، واجتمعت شخصيات مركبة هبطت من «الفوات» الأعظم لحياة الكاتب الثمانيني. أعتقد أن قصص المحجر تعويض عادل، لا لكاتب النص الأول، بل لشخصيات ولِدت من رحم الأجيال الجديدة، وعاصرت الانقلاب الكبير في تعبير الأجيال القديمة الواقعي. صار كسر «التابو» الثوري ممكناً ومباحاً، من خلال تعويض الخيال الديستوبي بالخيال اليوتوبي الذي ساد زمناً في قصص الماضي. اشتغلت ثيمة الديستوبيا في الطبقة العميقة من نصوص «المحجر»، خصوصاً في القصة المفردة بهذا العنوان، من خلال المزاوجة بين الثورة والوباء (كوفيد - 19) لتدل دلالة مباشرة على مرحلتها.
> قلت لي مرة في أحد حواراتنا: إن من يساق إلى مشغل الكتابة مثل سجين محكوم بالأبدية، وهو قدر مخيف، لأنه يصلبني مثل بروميثيوس... هل هو ما يجعلك تميل إلى الجوهري والأساسي من التجارب والمعارف، وتؤمن بأن «ليس كل ما نكتبه ذا قيمة»؟
- في مراجعات عديدة (ضمنتُها سيرتي النظرية في ثلاثة كتب: الحكاية الجديدة/ السرد والكتاب/ الحديقة في الصيف) تساءلتُ عن جدوى الكتابة، فيما إذا لازمتْ جنساً أدبياً واحداً، وطريقة واحدة في رؤية الواقع. وفي هذا الحد الافتراضي - الثمانين - أطرح السؤال ذاته: أكتبنا شيئاً ذا قيمة؟ ألم نحصر ذواتنا في زاوية ضيقة، ولم نفتحها على إمكانات كثيرة أدركها كتاب مختلفون من العالم قبلنا؟ وما هذه الإمكانات في أقرب التسميات؟
لقد نبهنا تفكك نظُم العالم المركزية (الآيديولوجيات المهيمنة) إلى موت السرديات الكلاسيكية الكبرى: الواقعية والرمزية والسريالية، وشهدت السرديات الفرعية تحولاً أساسياً نحو «سرد الحقيقة»، وهو نوع يكسر حاجز التخييل ويزيح وهم المحاكاة الواقعية لصالح كتابة هي أشبه بالتقرير الصحافي، وفي أحسن الأشكال هو أقرب للسيرة الشخصية. وفي هذا النوع من السرد يتولى «الساردون الحقيقيون» تقديم شهادات مهمة عن عصرهم (كونديرا، ساراماغو، غاليانو، إيزابيل إليندي، كنزو بورو أوي، بول أوستر، كارول جويس أوتس...). وفي هذا الحد من الإزاحة الكبرى لمحاكاة الواقع، فقد يتحول اتجاه فن عريق، ومنضبط، كالقصة القصيرة وينحاز لسرد الحقيقة، الذي يتولاه سارد فعال، لا يختفي وراء ظهر راوٍ متخيل وحوادث مصطنعة. وبصفتي سارداً للقصة القصيرة، فقد جربت شكلاً ثانوياً من القص هو «السكيتش السردي»، محاولاً اكتشاف إمكانيته وإعادته إلى سكة السرد الرئيسة، بعد تطوير لطبيعته الصحافية. إنه انتقال شبيه بتطور فنون التشكيل والسينما، المستند إلى التجارب الجديدة في فن البوب والميديا الرقمية. كما أنه خلاص مؤقت من أزمات السرد وانسداد مجراه الحقيقي.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

يرفضون مغادرة المنزل والوحدة تطمئنهم... ماذا تعرف عن متلازمة «هيكيكوموري»؟

«هيكيكوموري» مصطلح يعني حرفياً الانسحاب الاجتماعي (good therapy)
«هيكيكوموري» مصطلح يعني حرفياً الانسحاب الاجتماعي (good therapy)
TT

يرفضون مغادرة المنزل والوحدة تطمئنهم... ماذا تعرف عن متلازمة «هيكيكوموري»؟

«هيكيكوموري» مصطلح يعني حرفياً الانسحاب الاجتماعي (good therapy)
«هيكيكوموري» مصطلح يعني حرفياً الانسحاب الاجتماعي (good therapy)

«هيكيكوموري» مصطلح يعني حرفياً الانسحاب الاجتماعي أو العزلة بالنسبة للمراهقين أو حتى للبالغين، وهذه الظاهرة تفسر بقاء الناس في منازلهم لأكثر من 6 أشهر من دون الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل أو حتى الخروج من عتبة المنزل.

ومصطلح «هيكيكوموري»، الذي نشأ في اليابان، عبارة عن مزيج من الكلمتين «هيكي» (الانسحاب) و«كوموري» (الوجود في الداخل)، في إشارة جماعية، بحسب تقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

و«هيكيكوموري» هي متلازمة ثقافية، تمت دراستها على نطاق واسع في اليابان، وتنتشر الآن في جميع أنحاء العالم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الوحدة المتنامية بالفعل، وفق الموقع.

انتشار عالمي لمتلازمة «هيكيكوموري»

وفقاً لدراسة أجريت عام 2023 في مجلة «Clinical Child and Family Psychology Review»، فإن «الهيكيكوموري» شكل متطرف من أشكال الانسحاب الاجتماعي يتأثر بمجموعة من العوامل بما في ذلك:

- الحالات النفسية.

- سمات الشخصية غير التكيفية.

- ديناميات الأسرة السلبية بما في ذلك الأبوة والأمومة الضارة.

- تجارب الأقران السلبية.

- الضغوط المجتمعية.

- الاستخدام المفرط للإنترنت والوسائل الرقمية.

ويعاني أصحاب الحالة الهيكيكومورية بالرفض المستمر لمغادرة المنزل لأكثر من ستة أشهر، وعدم الاهتمام بمعظم الأنشطة، والتسرب من المدرسة، وترك العمل للبقاء في المنزل، والاعتماد على الأسرة من دون أي خطط للاعتماد على الذات.

كشف استطلاع أجرته الحكومة اليابانية عام 2022 عن وجود ما يقرب من 1.46 مليون منعزل في اليابان ضمن الفئة العمرية 15-64 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، أشار استطلاع عام 2019 إلى أن 613 ألف بالغ ياباني تتراوح أعمارهم بين 40 و64 عاماً يندرجون أيضاً ضمن الفئة المعروفة باسم «الهيكيكوموري البالغ».

كما يسلط الاستطلاع الضوء على «ظاهرة 80-50» حيث يقوم الآباء في الثمانينات من العمر برعاية أولادهم الذين يكونون في الخمسينات. على الرغم من أن معايير اختيار العينة كانت مختلفة في كل مسح، فإن الآثار المترتبة واضحة - حيث تتأثر جميع الفئات العمرية بمتلازمة هيكيكوموري إلى حد ما.

لكن المتلازمة لا تقتصر على اليابان فحسب، بل تنتشر تدريجياً إلى معظم البلدان المتصلة رقمياً على مستوى العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل ودول أوروبية أخرى.

لماذا يصبح الناس «هيكيكوموريين»؟

تشير دراسة أجريت عام 2019 في مجلة «Frontiers of Psychology» إلى أن الهيكيكوموري يرتبط في المقام الأول بالعلاقات الشخصية، وأن هؤلاء الأفراد يظهرون أيضاً عوامل خطر الانتحار. تشير دراسة أخرى إلى أن الهيكيكوموري يتميز بما يلي وفق الموقع:

- اليأس

أبلغ المشاركون عن شعورهم بعدم الكفاءة في عالم مليء بالتحديات. ويشعر الكثيرون بالصدمة بسبب التجارب السابقة ويعربون عن تحفظاتهم بشأن مواجهة تحديات العالم الحقيقي المستقبلية.

- التعب من العلاقات

سبب آخر لانسحاب الناس من المجتمع هو التجارب السلبية مع الأشخاص في مدرستهم أو مكان عملهم أو منزلهم. وأعرب بعض المشاركين عن أن الوحدة أقل إيلاماً بالنسبة لهم من التعامل مع الآخرين.

- الجزم والخوف

«أنا شخص ضعيف. لا أستطيع إلا أن أختبئ في الظلام»، هكذا يقول أحد المشاركين في الاستطلاع، ويبدو أن الافتقار إلى البدائل والحتمية الواضحة لمصيرهم باعتبارهم «هيكيكوموري» يطغى على هؤلاء الأفراد، مما يؤدي إلى صراعات مع تدني احترام الذات والثقة والتفاعلات في الحياة الواقعية.

وسيطر الخوف من الحكم على بعض المشاركين، مما ساهم في انسحابهم لأنهم كانوا خائفين من إحباط الآخرين وشعروا بالفشل.

كيف يمكن دمج «الهيكيكوموريين» مرة أخرى في المجتمع؟

من المهم ملاحظة أنه ليس كل «الهيكيكوموريين» مقاومون للعلاج؛ في الواقع، هناك عدد كبير يطلب المساعدة ولكن قد لا يكون متأكداً من كيفية الوصول إليها أو يشكك في قدرته على القيام بذلك.

وتشير الأبحاث إلى أن هناك أملاً في حقيقة أن العديد من أصحاب الحالة «الهيكيكومورية» يعيشون مع أفراد الأسرة، مما يشير إلى أن رحلة الشفاء يمكن أن تبدأ في المنزل.

فيما يلي ثلاث طرق يمكن لـ«الهيكيكوموري» من خلالها البدء في مغادرة منازلهم تدريجياً وبعناية:

الدعم العائلي

يمكن للأهل اتخاذ خطوات استباقية من خلال تغيير نهجهم، والتحول من توبيخ أطفالهم أو إصدار الأوامر إلى تشجيعهم بصبر على بدء المحادثات أو اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقد يستفيدون أيضاً من حضور العلاج الأسري، وتعزيز مهارات الاتصال، وتعديل توقعاتهم، حيث قد يستغرق التقدم بعض الوقت.

البدء بخطوات صغيرة

البدء بأنشطة بسيطة وقابلة للتنفيذ مثل مغادرة غرفتهم عدة مرات يومياً للذهاب للنزهة في الصباح الباكر عندما لا يكون أحد بالخارج أو زيارة متجر قريب.

دعم الصحة العقلية

يمكن للمجتمعات المتصلة بالإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت أن تقدم دعماً قيماً للأفراد الذين يتنقلون في ظروف صعبة على حياتهم.

ويمكن للمعالج أن يلعب دوراً حاسماً ليس فقط في مساعدتهم على معالجة صراعاتهم والتعامل معها ولكن أيضاً في تقديم التوجيه الرحيم للمساعدة في عملية التعافي.


الوحدة تزيد من الرغبة الشديدة في تناول السكريات

الوحدة يمكن أن تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية (أ.ف.ب)
الوحدة يمكن أن تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية (أ.ف.ب)
TT

الوحدة تزيد من الرغبة الشديدة في تناول السكريات

الوحدة يمكن أن تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية (أ.ف.ب)
الوحدة يمكن أن تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية (أ.ف.ب)

توصلت دراسة جديدة إلى أن الوحدة يمكن أن تزيد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السكرية.

ووفقا لموقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص، فقد استكشف الباحثون كيفية تأثير العادات الاجتماعية على كيمياء الدماغ وعلى الإشارات الغذائية لدى 93 مشاركا.

وكشفت النتائج التي توصلوا إليها أن أولئك الذين عانوا من الوحدة أو العزلة لديهم نسبة أعلى من الدهون في الجسم وأظهروا سلوكيات الأكل السيئة، مثل إدمان الطعام والأكل غير المنضبط.

واستخدم العلماء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة كيفية استجابة المشاركين لصور أطعمة حلوة ومالحة. وأظهرت النتائج أن أولئك الذين عانوا من العزلة كان لديهم أكبر نشاط في مناطق معينة من الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في الاستجابة للرغبة الشديدة في تناول السكريات. وأظهر هؤلاء المشاركون أنفسهم رد فعل أقل في المناطق المسؤولة عن الاحتمال وضبط النفس.

وكتب الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة «جاما» أن نتائجهم تشير إلى وجود صلة بين الوحدة وسوء الصحة العقلية، وزيادة الرغبة في تناول السكريات وبالتالي زيادة الوزن، وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة أربانا غوبتا، الأستاذ المشارك ومدير مركز جي أوبنهايمر لبيولوجيا الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «على الرغم من أنه من المعروف أن السمنة مرتبطة بالاكتئاب والقلق، وأن الشراهة عند تناول الطعام تعد آلية للتكيف مع الوحدة، فإننا أردنا مراقبة مسارات الدماغ المرتبطة بهذه المشاعر والسلوكيات».

وأضافت: «لقد وجدنا أدلة على حقيقة أن روابطنا الاجتماعية هي المفتاح فيما يتعلق بكيفية تناولنا للأطعمة غير الصحية، وخاصة الحلويات والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية».

وسبق أن ربطت دراسة نشرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين الوحدة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، فيما أكدت دراسات سابقة أنها يمكن أن ترفع من احتمالات الإصابة بالخرف.


انهيار الأذرع الأربع للطاحونة الحمراء في باريس بعد 135 عاماً

المَعْلم الشهير تصدّى للعواصف (موقع الملهى)
المَعْلم الشهير تصدّى للعواصف (موقع الملهى)
TT

انهيار الأذرع الأربع للطاحونة الحمراء في باريس بعد 135 عاماً

المَعْلم الشهير تصدّى للعواصف (موقع الملهى)
المَعْلم الشهير تصدّى للعواصف (موقع الملهى)

فوجئ باريسيون يتسكعون ليلاً بعوارض تعرقل سيرهم على رصيف الشارع الرئيسي في حيّ بيغال. ولدهشتهم اكتشفوا أنها أذرع ملهى «الطاحونة الحمراء» التي انهارت من واجهة المبنى السياحي الشهير، ومعها الأحرف الثلاثة الأولى من اسمه.

حضرت الشرطة، وتأكدت من عدم إصابة أحد بأضرار. فسُيِّج الموقع تمهيداً لفحص خبراء المبنى، والتأكد من متانته تحسباً لانهيار أكبر.

يقع الملهى في بولفار كليشي بالدائرة 18 من باريس. ولم تُعرَف أسباب انهيار طاحونته المصنوعة من المعدن بعدما صمدت أمام العواصف لأكثر من قرن. خلال تلك السنوات، تحوَّل الملهى الليلي مؤسّسةً أسطورية تعيد ابتكار نفسها، تصطف أمامها حافلات السياح كل ليلة للاستمتاع بسهرة مميّزة عند سفح هضبة مونمارتر، ومشاهدة رقصة «الكانكان» الفرنسية الشهيرة.

تدير الملهى عائلة كليريكو منذ عام 1955، وقد نجحت 4 أجيال منها في الحفاظ على المكان واحداً من رموز العاصمة الفرنسية الظاهرة في البطاقات البريدية، مثل برج إيفل وكاتدرائية نوتردام.

الطاحونة على الرصيف (إكس)

رأت «الطاحونة الحمراء» النور في خريف 1889. وكانت الفكرة إنشاء مبنى مذهل يضمّ صالة للرقص تتمتّع بحرّية تفوق ما كانت تلتزم به المسارح الباريسية السابقة لها. ثم تحوَّل المكان مُلهماً لرسّامين وموسيقيين من مختلف أنحاء العالم، أشهرهم الفرنسي هنري دو تولوز لوتريك الذي كان يقصده كل ليلة، وترك ثروة من اللوحات التي تُصوّر راقصاته على المسرح أو في الكواليس. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتحرُّر من الاحتلال الألماني، استعادت باريس شغفها بالحياة والسهرات، وظهرت فكرة العروض المصحوبة بالعشاء على ضوء الشموع، بينما تتركّز الأضواء على الحلبة. ووفق جان فكتور كليركو، المدير الحالي للملهى الذي ورثه عن جدّه وأبيه، فإنهم لا يزالون يعملون كعائلة ويحافظون على تقاليد العروض الأصيلة بعيداً عن الموضة. وبفضل نجاح هذه الوصفة، راح الملهى يقدّم عرضَيْن كل مساء طوال العام، ويعمل فيه 60 فناناً وفنانة، يرتدون الأزياء المحلّاة بالريش والمطرّزات اللامعة، هذا عدا عمّال المطعم والخدمات. كان شعارهم: «الطاحونة الحمراء لا تنام مطلقاً».

لكن الطاحونة نامت بعد منتصف الليلة الماضية من دون سابق إنذار. وجاء الحادث بينما كان أصحابها يستعدّون لعرض جديد مُبهر يقدّمونه في الخريف بمناسبة الاحتفال بمرور 135 عاماً على افتتاحها. كما يُخطَّط للقيام بجولة عالمية لتقديم الاستعراض في كبريات العواصم. لذا، من المتوقَّع ترميمها خلال أيام، لا سيما أنّ الموسم السياحي مستمر في كل الفصول، وليل باريس لا ينام.


بيع لوحة غوستاف كليمت «الغامضة» و«المفقودة» منذ قرن بسعر غير مُتوقَّع

رجل يتأمل لوحة غوستاف كليمت «الغامضة» (أ.ب)
رجل يتأمل لوحة غوستاف كليمت «الغامضة» (أ.ب)
TT

بيع لوحة غوستاف كليمت «الغامضة» و«المفقودة» منذ قرن بسعر غير مُتوقَّع

رجل يتأمل لوحة غوستاف كليمت «الغامضة» (أ.ب)
رجل يتأمل لوحة غوستاف كليمت «الغامضة» (أ.ب)

بيعت لوحة «بورتريه الآنسة ليسر» للرسّام الشهير غوستاف كليمت التي ظهرت بعدما ظلّت مفقودة 100 عام، بـ30 مليون يورو في مزاد بفيينا. ويشكّل هذا المبلغ رقماً قياسياً لمزاد في النمسا رغم الغموض في شأن مصدرها. وخمّنت دار «إم كينسكي» سعر اللوحة بين 30 و50 مليون يورو، لكنّها بيعت في النهاية بالسعر التقديري الأدنى، أي أقلّ بكثير من السعر الذي بيعت به لوحة أخرى لكليمت بلندن في يونيو (حزيران) 2023؛ وهو 86 مليون يورو. لكنّ هذا السعر لا يقلّل شأن المزاد الذي وصفته رئيسة قسم الفنّ الحديث في الدار كلوديا مورث غاسر بأنه «تاريخي»، إذ «لم يسبق طرح أي عمل مماثل للبيع في البلد الذي يتحدّر منه الرسّام». وأضافت: «لم يتوقّع أحد أنّ لوحة تحمل أهمية كبيرة ومفقودة منذ 100 عام، ستُعاود الظهور»، في حين يعود آخر رقم قياسي لعمل نمساوي إلى لوحة فلمنكية بيعت عام 2010 لقاء 7 ملايين يورو «فقط». وأثارت اللوحة المُستعادة وغير الموقّعة ضجة كبيرة، خصوصاً أنها كانت محفوظة جيداً وبقيت على الأراضي النمساوية. ومنذ أن كُشِف النقاب عنها في يناير (كانون الثاني)، سارع المهتمّون للاطّلاع عليها ضمن معارض أقيمت في سويسرا، وألمانيا، وبريطانيا، وهونغ كونغ، قبل طرحها في المزاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وعُرضت بطبيعة الحال في النمسا داخل قصر باروكي مذهل، محاطة برسوم تخطيطية أوّلية لكليمت، وأعمال أخرى لفنانين معاصرين منهم إيغون شيله، مطروحة للبيع أيضاً. وتمثّل اللوحة العائدة إلى عام 1917 ولم يكتمل إنجازها، امرأة شابة سمراء ذات ملامح واضحة، ترتدي سترة مطبّعة بالورود على خلفية حمراء. وقد توفّي الرسام في العام التالي، وسط غموض تناولته الصحافة يحيط بهوية هذه المرأة. مَن هي هذه الشابة النمساوية المتحدّرة من الطبقة البرجوازية الغنيّة، التي زارت 9 مرات مشغل رسّام عبقري كان محبوباً في عصره؟

اللوحة بيعت في مزاد «تاريخي» (أ.ف.ب)

للإجابة، ذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أنها تُصوّر إحدى بنات أدولف أو يوستوس ليسر، الأخوين من عائلة ثريّة من الصناعيين اليهود. لكن هل هي هيلين أو أنّي، إحدى ابنتَي هنرييت ليسر، الثرية المطلّقة التي كانت رائدة في قضية تمكين المرأة؟ أم أنها مارغريتيه، نجلة صهرها أدولف، وفق ما ورد في أول كتالوغ كامل لأعمال كليمت المُنجَز في الستينات؟ تشكل الصورة الوحيدة المعروفة للوحة حتى الآن، التي ربما التقطت عام 1925 ضمن معرض، مؤشّراً إلى أنها كانت مملوكة لليلي ليسر في ذلك العام.

من جهته، يقول مؤرخّاً الفن توماس ناتر، وألفريد ويدنغر، إنها تعود إلى شخصية مارغريت كونستانس ليسر، كريمة أدولف ليسر. لكن دار «كينسكي» للمزادات في فيينا تشير إلى أنها يمكن أن تصوّر أيضاً إحدى ابنتَي يوستوس ليسر وزوجته هنرييت.

كانت هنرييت، المعروفة باسم ليلي، راعية للفنّ الحديث، فرحَّلها النازيون وماتت في معسكر أوشفيتز خلال المحرقة، بينما نجت ابنتاها، هيلين وأنّي، من الحرب العالمية الثانية.

وقالت دار المزاد إنّ المصير الدقيق للوحة بعد عام 1925 «غير واضح».

بدورها، أوضحت صحيفة «دير ستاندارد اليومية» المستندة إلى مراسلات مؤرشفة في متحف نمساوي، أنّ ليلي أعطت اللوحة لأحد موظّفيها قبل وفاتها عام 1943، لكنها عاودت الظهور مع تاجر نازي قبل أن ترثها ابنته، ثم أقاربه البعيدون. إلا أنّ الدار المتخصِّصة في إجراءات استعادة الممتلكات، ترى أنّ هذه الرواية مجرّد «فرضية من فرضيات قائمة». وبعد الحرب، لم يطالب أحد من أحفاد ليسر الثلاثة الناجين باللوحة، رغم مطالبتهم بأغراض أخرى. وتشرح كلوديا مورث غاسر أنّ ربّ عملها تلقّى قبل عامين اتصالاً من مالكي اللوحة لاستشارته من الناحية القانونية، من دون أن يذكروا هوياتهم، فأبلغت الدار مَن يملكون حقوق اللوحة من عائلة ليسر المقيمين في الولايات المتحدة، فسافر بعضهم لمعاينتها، قبل توقيع عقد مع مالكيها يزيل العوائق الحائلة دون بيعها. ولم يتسرّب أي تفصيل بشأن شروط هذه الاتفاقية الودّية التي ينتقدها عدد من الخبراء لسرعة إتمامها رغم الريبة المحيطة بمصير عمل ذي قيمة كبيرة. وتقول رئيسة قسم الأرشيف في متحف «بلفيدير» الذي يضم لوحة «قبلة» الشهيرة لكليمت، مونيكا ماير: «لم نتوصّل حتى اليوم إلى معلومات دقيقة بشأن مصدرها، ويتعيّن تخصيص وقت مناسب لإجراء دراسة أكثر تعمّقاً». ولم تُعرَض اللوحة في الولايات المتحدة، خشية أن يصادرها القضاء في حال النزاع عليها، أسوةً بأعمال يُشتبه في أنها منهوبة.


«أذكى الموظفين لن يحصلوا على الترقيات»... مليونير يكشف عن أسرار «الشخصية» للثراء

أذكى الأشخاص في المكتب لم يكونوا بالضرورة هم الذين يحصلون على العلاوات والترقيات (Shutterstock)
أذكى الأشخاص في المكتب لم يكونوا بالضرورة هم الذين يحصلون على العلاوات والترقيات (Shutterstock)
TT

«أذكى الموظفين لن يحصلوا على الترقيات»... مليونير يكشف عن أسرار «الشخصية» للثراء

أذكى الأشخاص في المكتب لم يكونوا بالضرورة هم الذين يحصلون على العلاوات والترقيات (Shutterstock)
أذكى الأشخاص في المكتب لم يكونوا بالضرورة هم الذين يحصلون على العلاوات والترقيات (Shutterstock)

ترك الأميركي ستيف أدكوك وظيفته في الشركة في عام 2016 عن عمر يناهز 35 عاماً، بعد أن وفّر نحو 900 ألف دولار، وإلى الآن لا يزال الرجل البالغ من العمر 42 عاماً يعمل بشكل غير إلزامي، وقد ارتفع صافي ثروته إلى نحو 1.3 مليون دولار، بحسب شبكة «سي إن بي سي».

لكن كيف؟

وفقاً للشبكة، فإنه على مدار العقدين الماضيين، صحّح أدكوك الكثير من الأمور المتعلقة بأمواله، لكنّ هناك شيئاً واحداً يقول إنه يتمنى لو كان يعرفه وهو في العشرينات من عمره لكان من الممكن أن يجعله أكثر ثراءً بوقت أسرع.

ونصح أدكوك بأن «شخصيتك ستجعلك أغنى بعشر مرات من ذكائك»، وقال: «لقد تعلمت ذلك طوال مسيرتي المهنية، ببطء ولكن بثبات. لقد عملت مع الكثير من الأشخاص الأذكياء، لكن أذكى الأشخاص في المكتب لم يكونوا بالضرورة هم الذين يحصلون على العلاوات والترقيات».

وأشار أدكوك إلى أنه يدرك كيف قد يبدو هذا الأمر غير بديهي، خصوصاً بالنسبة للشباب الذين يأملون في العمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) مثله، لكنه أوضح أن «كونك الأذكى في الغرفة هو ما يؤتي ثماره في المدرسة، ولكن في العالم الحقيقي، يعد ذكاؤك العاطفي الأهم».

وأضاف: «بعد تخرجي في الكلية، افترضت أنني يجب أن أكون أذكى شخص في المكتب. لكن هذا ليس هو الحال في عالم العمل، إذ سيوفر لك الذكاء العاطفي المزيد من المال وفرصاً للترقية أكثر بكثير من معدل الذكاء».

كيف تُظهر ذكاءك العاطفي في العمل

لا أحد يقول إن كونك ذكياً وجيداً في عملك ليس أمراً مهماً. يجب أن تكون ذكياً وكفؤاً لتسلق سلم الشركة في أي مجال تقريباً، لكنك على الأرجح لن تتقدم في حياتك المهنية بناءً على الذكاء وحده، من وجهة نظر أدكوك.

ولفت إلى أن أذكى الأشخاص في وظيفة التكنولوجيا القديمة التي كان يشغلها «كانوا هم الذين يقومون بالأعمال الشاقة، ومن الواضح أننا بحاجة إلى هؤلاء الأشخاص، لكنك تحتاج أيضاً إلى رغبة الأشخاص في العمل معك. كونك سهل المعشر سيدفعك إلى الأمام، وهذا ما سيضعك في وضع يسمح لك بالحصول على الترقيات والعلاوات».

وهذه نصيحة تنطبق على فيكي ساليمي، الخبيرة المهنية في «مونستر»، وفقاً لـ«سي إن بي سي»، التي قالت إنه حتى الشخص الذي يتفوق في وظيفته قد يجد نفسه قد تم تجاوزه إذا كان هناك شعور بأنه يفعل ذلك من أجل نفسه.

وأضافت: «قد لا يتمتع شخص آخر بنفس السجل المتميز، لكنه يحفز الناس، وله تأثير إيجابي على مكان عمله وزملائه، ويحب الناس الوجود حوله، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى دفع هذا الشخص إلى الأمام».

وشرحت أن الموضوع أكثر من مجرد التمتع بروح المبادرة أو إجراء محادثة جيدة، وفيما يلي 3 طرق يمكنك من خلالها أن تثبت لصاحب العمل أنك تتمتع بنوع من المهارات الناعمة التي تجعلك تستحق الترقية.

1 - قم بتمثيل الدور

إذا كنت مستعداً لتولي وظيفة أكبر في شركتك، فابدأ في القيام بهذا الدور حيثما أمكنك ذلك، وفقاً لساليمي، وقالت: «حتى لو لم يكن هناك منصب إداري، تصرف كما لو كنت المدير وتولى زمام المبادرة».

هذا لا يعني أن تبدأ بارتداء قمصان ذات ياقات بيضاء وتتولى إدارة زملائك. بدلاً من ذلك، احرص على الحضور باستمرار إلى الاجتماعات، مستعداً لاقتراح أفكار ومبادرات جديدة. خذ زمام المبادرة في تنظيم الأحداث أو «البرامج اللامنهجية» لك ولزملائك في العمل، حسبما نصحت.

وأضافت: «بشكل عام، كن من النوع الذي يرغب زملاؤك في الفريق في الالتفاف حوله».

2 - اجعل الجميع في صفك

وفي هذه النقطة، قالت ساليمي: «إذا كنت تتطلع إلى صقل مهاراتك الشخصية، فاسأل رئيسك في العمل عن المهارات التي يعتقد أنه يجب عليك التركيز عليها من أجل تطوير حياتك المهنية. اسألهم عن المجالات التي تحتاج إلى تطويرها. اجعلهم جزءاً من هذه الرحلة معك».

ووفقاً لها، إن الشيء نفسه يمكن أن ينطبق على الزملاء وحتى العملاء الخارجيين، واقترحت أن تسأل عن رأيهم في الأشياء الأكثر فائدة بالنسبة لك للتركيز عليها، وقالت: «مرة أخرى، أنت تجعلهم جزءاً من الحل».

وتابعت: «ثم خذ نصيحتهم واعمل بها. إذا أخبروك، على سبيل المثال، أنه يمكنك أن تكون أفضل عندما يتعلّق الأمر بالتواصل الكتابي، وهناك الكثير من العروض عبر الإنترنت عندما يتعلق الأمر بتعزيز مهارة ما».

3 - أبحث عن معلم أو مرشد

وسألت: «هل لديك شخص مفضل في المكتب يمكن أن يكون الشخص الذي تطمح إلى الوصول إلى مركزه في حياتك المهنية أو الزميل الذي تستمتع بالعمل معه أكثر من غيره؟»، وأضافت: «اطلب منه أن يوضح لك الأمور، سواء في علاقة توجيه رسمية أو غير رسمية. والأكثر من ذلك، فكر فيما يجعله رائعاً وقلّده».


شاهد... جنوح نحو 100 حوت طيار على سواحل غرب أستراليا

أشخاص يسيرون بالقرب من الحيتان على الشاطئ (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من الحيتان على الشاطئ (رويترز)
TT

شاهد... جنوح نحو 100 حوت طيار على سواحل غرب أستراليا

أشخاص يسيرون بالقرب من الحيتان على الشاطئ (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من الحيتان على الشاطئ (رويترز)

أفادت السلطات الأسترالية بجنوح ما بين 50 و100 حوت طيار على سواحل غرب البلاد، اليوم (الخميس)، بحسب «وكالة الصحافة الألمانية».

وأوضحت هيئة المتنزهات والحياة البرية في غرب أستراليا أن الحيتان جنحت في المياه الضحلة بالقرب من بلدة دنسبورو الصغيرة، التي تبعد نحو 250 كيلومتراً جنوب بيرث.

وهرع العديد من نشطاء حقوق الحيوان والسكان المحليين إلى الشاطئ لصب المياه على الحيتان لإبقائها على قيد الحياة. ومع ذلك، حثت السلطات المحلية الجمهور على الاقتراب من الحيتان فقط بإرشاد من الخبراء.

وجاء في البيان الذي أصدرته الهيئة: «نحن نعلم أن الجمهور يريد المساعدة، لكننا نطلب منه عدم محاولة إنقاذ الحيوانات من دون توجيه من موظفي الهيئة لأن هذا قد يتسبب في إصابات أخرى وإزعاج للحيوانات ويعوق جهود الإنقاذ المنسقة».

وقال خبير الأحياء البحرية إيان ويز، الذي كان في مكان الحادث، إن عدة حيتان قد نفقت بالفعل.

تظهر هذه الصورة التي قدمتها إدارة التنوع البيولوجي والحفظ والجذب السياحي مجموعة من الحيتان الطيارة التي علقت على شاطئ في توبي إنليت في غرب أستراليا (أ.ب)

ووقعت أكبر عملية جنوح جماعي في أستراليا في نفس المنطقة عام 1996، عندما جنح 320 حوتاً. ونجت جميع الحيتان تقريباً.

وفي عام 2018، نفق 100 حوت طيار في خليج هاملين بغرب أستراليا بعد جنوح جماعي آخر.

وتشكّل الحيتان الطيارة روابط وثيقة للغاية مع بعضها. وفي أوقات معينة من السنة، تتنقل في مجموعات كبيرة.


أجور الممثلات والممثلين... تمييز جندريّ صادم والفوارق بالملايين

أجور الممثلات والممثلين... تمييز جندريّ صادم والفوارق بالملايين
TT

أجور الممثلات والممثلين... تمييز جندريّ صادم والفوارق بالملايين

أجور الممثلات والممثلين... تمييز جندريّ صادم والفوارق بالملايين

«لو كان اسمي أوليفر، لكنتُ تقاضيتُ أجراً أعلى بكثير مما أتقاضى فعلاً». اعتمدت الممثلة البريطانية أوليفيا كولمان نبرة ساخرة، لتعيد التذكير بالإجحاف الذي يلحق بالممثلات الإناث بسبب التفاوت في الأجور بينهنّ وبين زملائهنّ الذكور.

كولمان الحائزة على أوسكار عام 2018، والمعروفة بأدائها شخصيّة الملكة إليزابيث في الموسمَين الثالث والرابع من مسلسل «ذا كراون» على «نتفليكس»، كانت تتحدّث قبل أسابيع إلى الإعلامية كريستيان أمانبور عبر شبكة «سي إن إن». وهي انتقدت التمييز الجندريّ في الأجور داخل قطاع الصناعة السينمائية والتلفزيونية. أما سبب هذه الظاهرة المستمرة منذ عقود، فهو وفق تفسيرها، «زَعمٌ فاتت مدّة صلاحيّته يدّعي أنّ الممثلين الذكور يستقطبون الجمهور أكثر مما تفعل الممثلات الإناث».

الممثلة أوليفيا كولمان بدور الملكة إليزابيث في مسلسل «ذا كراون» (نتفليكس)

الممثلون الأعلى أجراً... 80 في المائة ذكور

رغم موجة الاعتراضات الصاخبة على عدم تكافؤ الأجور في هوليوود، التي انطلقت منذ 10 سنوات، فإنّ الواقع لم يتحسّن. فقد أظهرت قائمة «فوربس» للممثّلين الأعلى أجراً عام 2023، أن 8 من بين الـ10 الأوائل هم من الذكور، في وقتٍ اكتفت الممثلات الإناث بمرتبتَين ضمن القائمة.

ووفق أرقام «فوربس»، فإنّ الممثل الأميركي آدم ساندلر يتصدّر القائمة بأجرٍ سنوي هو 73 مليون دولار. تَليه الممثلة مارغو روبي بمبلغ 59 مليون دولار، مع العلم بأنّ وصول روبي إلى المرتبة الثانية هو حالة استثنائيّة؛ نظراً لبطولتها وإنتاجها فيلم «باربي»، الذي حطّم الأرقام القياسيّة التاريخيّة على شبّاك التذاكر العام الفائت.

ولروبي رفيقة وحيدة ضمن القائمة هي الممثلة جنيفر أنيستون في المرتبة السادسة مع 42 مليون دولار، ليستأثر الممثلون الذكور بباقي المراتب، ومن بينهم توم كروز، وراين غوسلينغ، ومات ديمون، وليوناردو دي كابريو.

مارغو روبي الممثلة الأعلى أجراً في عام 2023 والسبب بطولتها وإنتاجها فيلم «باربي» (رويترز)

الفارق بين الذكور والإناث... مليون دولار

وفق دراسة أكاديميّة أعدتها مجموعة من الباحثات الأميركيّات عام 2017، فإنّ نسبة الفارق بين أجور الممثّلات والممثلين هي 25 في المائة، ما يساوي تقريباً مليوناً و100 ألف دولار لصالح الذكور. وكلّما تقدّم الممثّلون في السنّ، اتّسعت الفجوة في الأجور ما بين الجنسَين. فالممثلة التي تخطّت الـ50 من عمرها، تتقاضى 4 ملايين دولار أقلّ من زميلها الذي يبلغ السنّ نفسه، حتى وإن كانا متساويين شهرة وانتشاراً.

وإذا كانت أوليفيا كولمان تملك ما يكفي من الجرأة لإعادة التذكير بالقضيّة، فإنّ سلَفَها في «ذا كراون» الممثلة كلير فوي صمتت لمدّة طويلة قبل أن يتكشّف ما حصل معها في المسلسل. هي أطلّت بدور أساسي وبمشاهد أكثر من الممثل مات سميث الذي أدّى شخصية الأمير فيليب، إلّا أنها تقاضت أجراً أقلّ بكثير مما تقاضى هو، لمجرّد كونها امرأة.

الممثلة كلير فوي بدور الملكة إليزابيث في مسلسل «ذا كراون» (نتفليكس)

قشّة «سوني» قصمت ظهر البعير

عام 2014 وبعد أن تعرّضت أنظمة «سوني بيكتشرز» الإلكترونية للقرصنة، أظهرَ البريد الخاص لعدد من مديري الشركة، أن الممثلتَين جنيفر لورانس وإيمي آدمز تقاضتا أجراً أقلّ من شركائهما في فيلم «American Hustle»، برادلي كوبر وكريستيان بيل وجريمي رينر. جاءت الحادثة بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير.

لكن رغم الضجيج الذي أحدثته تلك الفضيحة، ومع أنّها سلّحت الممثلات بجرأة البَوح بالظلم المادي الذي يتعرّضن له، فإنّ شيئاً لم يتغيّر. والدليل على ذلك، أنّ جنيفر لورانس نفسها، وبعد 7 أعوام على ما جرى، تقاضت أجراً يقلّ 5 ملايين دولار عمّا تقاضاه شريكها الممثل ليوناردو دي كابريو في فيلم «Don’t Look Up».

جنيفر لورانس وليوناردو دي كابريو في فيلم «Don’t Look Up» (نتفليكس)

شهادات إجحاف بالعشرات

لا تنتهي شهاداتُ الممثلات حول أجورهنّ المنخفضة مقارنة مع زملائهنّ الذكور، وقد ساهمت في رفع أصواتهنّ حملة #MeToo (أنا أيضاً) عام 2017، التي كشفت الكثير من المستور عن كواليس هوليوود.

من بين الممثلات اللواتي رفعن الصوت ذلك العام، ميشيل ويليامز، بعد أن اكتشفت أنّ زميلها في فيلم «All the Money in the World» الممثل مارك والبرغ، قد تقاضى 1.5 مليون دولار مقابل إعادة تصويره بعض المشاهد في الفيلم، فيما اكتفت هي بألف دولار عن تلك المهمة. أما عن مجمل العمل الذي تَشاركا بطولته، فقد نالت ويليامز 625 ألف دولار، فيما حصل شريكها على أجرٍ قدرُه 5 ملايين.

حملت ويليامز تلك القضية إلى الكابيتول وإلى الحكومة الأميركية، حيث ألقت خطاباً عام 2019 ذكّرت فيه المسؤولين والرأي العام بالفضيحة التي تعرّضت لها، وبأنّ «المساواة في الأجور بين الممثلات والممثلين حقّ غير قابل للمصادرة».

الممثلة ميشيل ويليامز متحدّثة في مبنى الكابيتول الأميركي عام 2019 (أ.ب)

مثلُ زميلتها ويليامز، حملت الممثلة باتريشيا أركيت قضيّتها إلى الكابيتول وإلى محفل الأوسكار. لكن حتى بعد رفع الصوت، فهي اضطرّت للاعتذار عن أدوار عدّة بسبب الأجر المنخفض الذي عُرض عليها، مقارنة مع زملائها الذكور.

لا تتوقّف شهادات الإجحاف عند ويليامز وأركيت، فقد كشفت الممثلة جيسيكا تشاستين في أحاديث صحافية، أنها تقاضت 7 ملايين دولار مقابل دورها في فيلم «The Martian» عام 2015، في وقتٍ حصل شريكُها في البطولة مات ديمون على 25 مليوناً.

الممثلان الأميركيان جيسيكا تشاستين ومات ديمون في افتتاح فيلم «The Martian» (رويترز)

تشمل قائمة الممثلات اللواتي تعرّضن للتمييز المادّي، جيليان أندرسون في سلسلة «The X - Files»، وروبن رايت في «House of Cards»؛ وقد اضطرّت رايت إلى التهديد برفع الصوت أمام الإعلام إن لم يجرِ تصحيح أجرها وجعله متساوياً وأجر زميلها كيفن سبيسي.

أما ناتالي بورتمان فأعلنت عام 2017 أن شريكها في فيلم «No Strings Attached» الممثل أشتون كوتشر، تقاضى أجراً يبلغ 3 أضعاف ما تقاضته هي. ومن بين الممثلات كذلك، تشارليز ثيرون، وسيينا ميلر، وبريانكا شوبرا، وإيما ستون، وغيرهنّ.

الممثلان ديفيد دكوفني وجيليان أندرسون بطلا سلسلة «The XFiles» (إنستغرام)

في تبرير الهوّة

عندما تحاول الجهات المنتجة تبرير الهوّة الحاصلة بين أجور الممثلين الذكور والإناث، تُعدّد 3 أسباب أساسيّة. أوّلاً، نوع الفيلم؛ وأفلام الحركة أو «الأكشن» هي الأكثر جماهيريّة وغالباً ما يكون أبطالها ذكوراً، ما ينعكس ارتفاعاً في أجورهم.

ثانياً، سنوات الخبرة التي تلعب دوراً أساسياً في تحديد الأجر. وثالثاً، الشهرة والانتشار.

أما فيما خفي من أسباب، فيبدو أن الإناث أقلّ صرامة وإلحاحاً من الذكور حين يتعلّق الأمر بالتفاوض على الأجر، لذلك فإنهنّ يكتفين بما هو أقلّ.


فيلم «شِقو» يحقّق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية

صورة دعائية لفيلم «شِقو» (حساب الشركة المنتجة)
صورة دعائية لفيلم «شِقو» (حساب الشركة المنتجة)
TT

فيلم «شِقو» يحقّق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المصرية

صورة دعائية لفيلم «شِقو» (حساب الشركة المنتجة)
صورة دعائية لفيلم «شِقو» (حساب الشركة المنتجة)

تمكّن فيلم التشويق المصري «شِقو» من تحقيق إنجازٍ استثنائي في صناعة السينما المصرية، مسجلاً أعلى إيرادٍ يومي في تاريخها. وأدى نجاحه إلى تحفيز فريق العمل لإنتاج جزء ثانٍ منه.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» يقول الفنان عمرو يوسف، أحد أبطال الفيلم: «حقّق (شِقو) أعلى إيرادٍ يومي في تاريخ السينما المصرية، بعد تخطّيه حدود 51 مليون جنيه مصري في 12 يوم عرض فقط، وهذا رقم كبير جداً، وأنا سعيد بهذه النتيجة، وسعيد أيضاً بالنتيجة التي وصل إليها كريم السّبكي، إنها حقاً مبهرة لنا جميعاً وللجمهور الذي شاهد الفيلم، توقّعت إعجاب الناس به، ولكن بعد عرضه في صالات السينما فاق نجاحه كل توقعاتي».

وكشف عمرو يوسف عن عزم فريق العمل إنجاز جزء ثانٍ من الفيلم، الذي أنتجه أحمد السبكي، وأخرجه كريم السبكي، وهو من تأليف وسام صبري، وبطولته إلى جانب كلٍ من محمد ممدوح، وأمينة خليل، ودينا الشربيني، ويسرا.

عُرض الفيلم بالتزامن مع عيد الفطر في جميع صالات السينما المصرية، وشهد إقبالاً جماهيرياً ضخماً منذ اليوم الأول.

بدأ عرض «شِقو» في مدينة جدة السعودية، مساء الثلاثاء 24 أبريل (نيسان) الحالي، في حفل خاص بحضور جميع الفنانين باستثناء الفنان محمد ممدوح.

يتحدّث «شِقو» عن علاقة متينة تربط بين صديقين يتعاونان معاً في كل الظروف، فماذا يقول عمرو يوسف عنها؟ وهل هي موجودة في عالمنا؟: «في الواقع قد لا يكون الممثلون أصدقاء، ولكنهم يستطيعون أن يقدّموا عملاً جيداً معاً. ولا شك في أن الصداقة إن وُجدت ستُخرج عملاً أفضل بكثير، وهذا ما حدث بيني وبين محمد ممدوح (تايسون)، التي تجمع بيننا صداقة متينة، وقد عملنا معاً لأكثر من 5 أو 7 مرات، وأستطيع القول إنه (شِقو بجد) والكيمياء التي بيننا واضحة على الشاشة».

محمد ممدوح «تايسون الشاشة المصرية» في دور حجازي (حساب الشركة المنتجة)

وبسؤال عمرو يوسف عن دور صالات السينما في السعودية في خلق بيئة سينمائية استثمارية، يقول: «هذه الصالات ساهمت كثيراً في رفع مستوى صناعة السينما بشكل عام».

ووصف عمرو يوسف الجمهور السعودي بـ«الطيب والجميل وصاحب الحفاوة في الاستقبال»، مبدياً سعادته باستمتاعهم بصالات السينمات ومجالات الترفيه المختلفة التي أصبحت موجودة.

شهد الفيلم وجود كوكبة مجتمعة من نجوم السينما المصرية، ويرى عمر يوسف أن النص الذي كتبه وسام صبري، كان غاية في الذكاء والحرفية، واصفاً صبري بالكاتب المهم، الذي يستمتع بالعمل معه. وتحدّث عن كريم السبكي قائلاً إنه مخرج كبير، لديه رؤية مهمة في الفيلم. مؤكداً أن جميع هذه العوامل اجتمعت معاً، وأظهرت نتيجة فوق المرضية بكثير.

الفيلم مستوحى من رواية «أمير اللصوص» للكاتب والروائي الأميركي تشاك هوغن، وكلمة «شِقو» بالعامية المصرية تعني الصديق الذي يقترب في مكانته من الشقيق، وتدور أحداثه حول صديقين شريكين في الإجرام، هما إسماعيل (عمرو يوسف) وحجازي (محمد ممدوح) المسجل خطر من فئة (أ)، يعملان تحت إمرة سيدة غامضة تُطلق على نفسها لقب «الدكتورة»، تسند إليهما مهام سرقات خطيرة، وتبدأ الحبكة الحقيقية حين تطلب منهما سرقة خزنة ثري مريض يعيش وحيداً في قصره مع ممرضة متخصّصة اسمها فاطمة (دينا الشربيني).

ويدور الفيلم في إطار من التشويق والكوميديا، ولا بد من ذكر أن كثيراً من مشاهد الحركة التي قام بها عمرو يوسف كانت حقيقية.

ويُعد الفيلم المصري إنجازاً سينمائياً مهماً، ويعكس القوة والتأثير اللذين تحظى بهما السينما المصرية على المستويين المحلي والعالمي، ويشير إلى قدرتها على تحقيق نجاحات كبيرة تجاوزت كل التوقعات.


سيطرة شبابية على «دراما المنصات» بعد انتهاء رمضان

لقطة من مسلسل «البيت بيتي 2» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «البيت بيتي 2» (الشركة المنتجة)
TT

سيطرة شبابية على «دراما المنصات» بعد انتهاء رمضان

لقطة من مسلسل «البيت بيتي 2» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «البيت بيتي 2» (الشركة المنتجة)

في حين يحظى موسم دراما رمضان بعرض عشرات الأعمال التي يتصدر بطولاتها كبار نجوم الصف الأول على مستوى العالم العربي، فإن الموسم الدرامي الراهن يخضع لسيطرة شباب الممثلين خصوصاً عبر المنصات الرقمية.

ويشهد موسم «الأوف سيزون»، تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة من ناحية عدد الأعمال المعروضة وتنوعها، ووفق نقاد ومتابعين فإن المنصات الرقمية عززت مكانتها من خلال عروض درامية جديدة لاقت رواجاً وتفاعلاً كبيراً بين المشاهدين.

ومن بين الأعمال التي تم الإعلان عن تقديمها قريباً مسلسل «البيت بيتي 2»، بطولة الفنانين كريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر، كما تم عرض البرومو الدعائي لمسلسلي «إنترفيو»، بطولة المصرية رنا رئيس.

وتسيطر «البطولة الشبابية»، على تلك الأعمال، حيث تقدم الفنانة المصرية رنا رئيس البطولة لأول مرة عبر مسلسل «إنترفيو»، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي، ويشاركها البطولة الممثل السوري خالد شباط وديانا هشام، تأليف أمينة مصطفى، وإخراج أحمد خالد أمين.

رنا رئيس في لقطة من مسلسل «إنترفيو» (الشركة المنتجة)

وتستكمل الفنانة السعودية إلهام علي رفقة الفنان حسن عسيري تقديم مسلسل «سندس 2» خلال 25 حلقة، الذي بدأ عرضه عبر «شاهد»، بعد أن عرض الجزء الأول منه عام 2022 خلال 30 حلقة، ويشارك في بطولة العمل عدد كبير من النجوم الشباب من بينهم فيصل العمري، وعبد الرحمن نافع، سارة اليافعي، وآلاء السالم، وعبير عبد الله، وزين جهاد، ومحمد الحربي، بجانب الأطفال رسيل العتيبي، ومسك العجمي، وتدور أحداثه في إطار عائلي لايت كوميدي، من تأليف علاء حمزة وإخراج رامي رزق الله وإنتاج حسن عسيري.

لقطة من البرومو الدعائي لمسلسل «سندس 2» (الشركة المنتجة)

كما ينفرد أمير عيد بالبطولة في «دواعي السفر»، بعد المشاركة من قبل في مسلسلات بطولة جماعية من بينها «ريفو 1» و«ريفو 2»، ويشارك في بطولة المسلسل كل من نادين وكامل الباشا وأيمن الشيوي، ومن تأليف وإخراج محمد ناير.

وتعود ثنائية الفنانين المصريين كريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر في مسلسل «البيت بيتي 2»، الذي عرض موسمه الأول قبل عامين في إطار كوميدي، ويشاركهم البطولة محمود حافظ، وميرنا جميل، والمسلسل من تأليف أحمد عبد الوهاب وكريم سامي، وإخراج خالد مرعي.

لقطة من مسلسل «البيت بيتي 2» (الشركة المنتجة)

وتوقع الناقد الفني المصري رامي المتولي أن «تحقق المسلسلات التي تم الإعلان عن عرضها قريباً نسب مشاهدة عالية؛ نظراً لتنوعها ومشاركة أبطالها في أعمال سابقة ناجحة، بجانب مسلسلات الأجزاء التي يرتبط بها الجمهور منذ الجزء الأول».

ويؤكد المتولي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «وجود الشباب في أعمال درامية جديدة دليل على نجاحهم في اكتساب قاعدة جماهيرية واسعة»، مشيراً إلى أن «العروض الدرامية الجديدة ملائمة من حيث التوقيت الذي يتزامن مع بداية موسم الصيف».

أمير عيد في لقطة من البرومو الدعائي لمسلسل «دواعي السفر» (الشركة المنتجة)

ويوضح المتولي أن «فكرة الاعتماد على الشباب لن تلغي وجود النجوم الكبار من جميع الأجيال، الذين يشاركون بالفعل في بطولة المسلسلات الدرامية والكوميدية بمستوى فني مختلف، والسبب هو الإنتاج الجيد وصناعة الدراما التلفزيونية القادرة على استيعاب النجوم بمختلف المراحل العمرية والخبرات الفنية».

ونوه المتولي إلى أن «المواسم الدرامية التي تعقب شهر رمضان الذي يعد الموسم الأهم في الدراما التلفزيونية، تشهد حضوراً وتنظيماً جيداً في الفترة الأخيرة من ناحية تنوع العروض على مدار شهور السنة».

وأرجع المتولي زيادة نسب مشاهدة أعمال المنصات بالآونة الأخيرة إلى «إنتاج أعمال درامية جديدة كل شهر، وعدم الاعتماد على عرض الأعمال القديمة».

ورأى أن «المنصات أصبحت فرصة جيدة للمشاهدة بعيداً عن الإعلانات التجارية التي تستحوذ على مساحة كبيرة من الوقت، كما أنها توفر المشاهدة عند الطلب وتتيح للجمهور المتابعة بلا تشبع».


ما حقيقة نجاح مصر في توطين زراعة «البن»؟

خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)
خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)
TT

ما حقيقة نجاح مصر في توطين زراعة «البن»؟

خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)
خطة مصرية طموحة لتوطين زراعة البن في أراضيها (الهيئة العامة للاستعلامات)

أثارت أنباء عن نجاح مصر في تجارب «أولية» لزراعة «البن» في أراضيها؛ تمهيداً لتوطين زراعته محلياً، بعد نحو 40 عاماً من التجارب العلمية، تساؤلات حول إمكانيات النجاح في تعميم التجربة بالبلاد، والمعوقات المناخية التي يسعى العلماء لحلها.

وفي حين قوبلت الأنباء بترحيب واسع من قطاعات واسعة من المصريين، واحتفاء على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى خبراء أنه من السابق لأوانه الحكم على نجاح التجربة، لا سيما أن المناخ المصري غير مناسب لزراعة البن، كما أنه وفق الخبراء يوجد الكثير من العوامل الأخرى المؤثرة، منها جودة المنتج، وتكاليف إنتاجه.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر بوزارة الزراعة المصرية (الأربعاء) تأكيدها أن «معهد البساتين التابع لوزارة الزراعة يجري حالياً التجارب على زراعة البن المصري في منطقة القناطر الخيرية (شمال القاهرة)، حيث إنه من المستهدف زراعة 120 ألف شتلة وفقاً للخريطة التي يعدها معهد البساتين في عدة محافظات، لم يتم تحديدها حتى الآن»، وأشارت المصادر إلى أنه «فور الانتهاء من تجارب زراعة شتلات البن المصري، سيتم الإعلان رسمياً عن المحافظات التي يتم زراعته فيها».

مزارع يتابع قطف البن بالقناطر الخيرية (شمال القاهرة) (الهيئة العامة للاستعلامات)

وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، الثلاثاء، تحت عنوان «البن هيبقى مصري»، أنه «لأول مرة في تاريخها الزراعي... مصر تحصد إنتاجها من البن بالقناطر الخيرية»، وقالت الهيئة، إنه «بعد عدة تجارب لمدة 40 عاماً، نجح معهد البحوث الزراعية في زراعة وحصاد البن بعدد من المحافظات منها القليوبية والبحيرة والإسماعيلية وأسيوط والمنيا بطاقة تصل إلى 600 طن على أن يتم تعميم التجربة بشكل أوسع الفترة المقبلة».

وتشكل القهوة أهمية كبيرة للمصريين، وترتبط بفكرة «المزاج» والاستمتاع بالحياة، وشهدت الأسواق المصرية ارتفاعاً مستمراً لأسعار البن خلال العامين الماضيين، ويبلغ استهلاك المصريين من البن نحو 70 ألف طن سنوياً، وفق شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة. ويواجه محصول البن أزمة عالمية نتيجة انخفاض الإنتاجية بسبب التغيرات المناخية، والتضخم العالمي الذي أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج، وحذرت دراسة لمنظمة القهوة العالمية «ICO» في فبراير (شباط) 2022 من استمرار انخفاض إنتاجية البن عالمياً، وقالت الدراسة إن «مزارعي البن في بعض البلدان المنتجة مثل: البرازيل، وكولومبيا، وكوستاريكا، والسلفادور، يتكبدون خسائر في الفترة الأخيرة».

مصر تراهن على توطين زراعة البن لتقليل فاتورة الاستيراد (الهيئة العامة للاستعلامات)

وقال خبراء لـ«الشرق الأوسط» إن «زراعة البن» تحتاج إلى مناخ خاص، كما يجب أن يزرع في أرض يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 1200 و1600 متر، ويبلغ الإنتاج العالمي من البن نحو 10 ملايين طن سنوياً، وتحتل البرازيل قائمة الدول الأكثر إنتاجاً، حيث تنتج ما بين 30 و32 في المائة من الإنتاج العالمي، تليها فيتنام 18 في المائة، ثم كولومبيا وإندونيسيا بنسبة 8 في المائة لكل منهما، وإثيوبيا 6 في المائة، وتنتج دول أخرى نسباً أقل، منها أوغندا والهند والمكسيك. فيما يتم الاحتفال باليوم العالمي للقهوة في أول أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.

ورأى أستاذ الاقتصاد الزراعي الدكتور جمال صيام أنه «من السابق لأوانه الحكم على تجربة مصر في زراعة البن»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات ضبط بيئة الزراعة بسبب عدم تناسب مناخ مصر مع زراعة البن قد يؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج، كما أنه من المستبعد منافسة دول (مخضرمة) في زراعة البن، مثل البرازيل وكولومبيا، وستتضح الكثير من التفاصيل بعد خوض التجربة ونتائجها».

باحثة بمعهد البساتين التابع لوزارة الزراعة المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأكد مدير معهد البساتين بوزارة الزراعة المصرية الدكتور أيمن حمودة «نجاح التجارب المبدئية لزراعة البن»، وقال في تصريحات صحافية إن «النتائج المبدئية لزراعة البن مبشرة، حيث وصلت إنتاجية الشجرة ما بين 7 إلى 9 كيلو غرامات»، موضحا أنه «يتم استخدام بعض المركبات للحد من تأثير ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية التي تؤثر سلباً على محصول البن».

وقوبلت أنباء زراعة البن في مصر باحتفاء واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وحرص كثير من المشاركين على نشر صور لأول حصاد لمحصول البن، مصحوبة بتعليقات مرحبة.

وأكد رئيس شعبة البن في غرفة تجارة القاهرة حسن فوزي لـ«الشرق الأوسط» إن «زراعة البن في مصر ستوفر ملايين الدولارات التي ننفقها في الاستيراد، وأتمنى نجاح التجربة، إذ من الممكن أن نقوم بالتصدير للخارج»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن الحكم على التجربة بالوقت الراهن، لكن سننتظر تكلفة الإنتاج وجودة البن، وهل هو مناسب للذوق والمستهلك المصري أم لا».