الديمقراطيون بدأوا حربهم على قرارات المحكمة العليا حول الإجهاض والسلاح

ترمب قد يعلن ترشحه مبكراً لحماية الانتخابات النصفية واستباقاً لنتائج التحقيقات في «أحداث 6 يناير»

إيمي باريت تؤدي اليمين الدستورية أمام ترمب وقاضي المحكمة العليا كلارينس توماس لدى تعيينها في المحكمة عام 2020 (أ.ب)
إيمي باريت تؤدي اليمين الدستورية أمام ترمب وقاضي المحكمة العليا كلارينس توماس لدى تعيينها في المحكمة عام 2020 (أ.ب)
TT

الديمقراطيون بدأوا حربهم على قرارات المحكمة العليا حول الإجهاض والسلاح

إيمي باريت تؤدي اليمين الدستورية أمام ترمب وقاضي المحكمة العليا كلارينس توماس لدى تعيينها في المحكمة عام 2020 (أ.ب)
إيمي باريت تؤدي اليمين الدستورية أمام ترمب وقاضي المحكمة العليا كلارينس توماس لدى تعيينها في المحكمة عام 2020 (أ.ب)

بدا أن المخاوف التي لطالما حذر منها استراتيجيون جمهوريون، في طريقها لتصبح حقيقة، من عواقب إصدار المحكمة العليا الأميركية قرارات مثيرة للانقسام، من شأنها أن تنعش الأمل لدى الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي. وشهدت الولايات الأميركية الديمقراطية والجمهورية، حملات مكثفة ضد المحكمة العليا ومعها، فيما انتشرت المطالبات بحرمان مرشحي ترمب من الفوز في الانتخابات النصفية المقبلة، لمنع المجالس التشريعية في الولايات من إصدار قوانين تكرس قرارات المحكمة العليا. وتصاعدت تلك الدعوات في ظل اصطفافات ديمقراطية وليبرالية ومن الجمهوريين أنفسهم، الذين يعتبرون أن ما صدر عن المحكمة العليا في قضايا السلاح والإجهاض، وغيرها من القوانين الجاري «إعادة النظر» فيها على قدم وساق، سيعيد البلاد إلى حقبات سوداء.
وأعطت استطلاعات الرأي، التي أشارت جميعها إلى رفض غالبية الأميركيين، إلغاء قانون الإجهاض، وتوسيع قوانين حيازة السلاح، دفعة لمعارضي قرارات المحكمة العليا. وفي جلسة استثنائية عقدتها حاكمة الولاية كاثي هوشول، بدأت منذ الخميس، أقر المشرعون في ولاية نيويورك التي يسيطر عليها الديمقراطيون، إجراءات من شأنها حظر حمل الأسلحة المخفية، وفرض قيود كبيرة على حمل المسدسات في العديد من الأماكن العامة. كما أقر المشرعون تعديلاً يسمح ليس فقط بالإجهاض، وإتاحة وسائل منع الحمل للنساء، بل ويكرس هذا الحق في دستور الولاية. وعدت التشريعات التي أقرتها نيويورك، في الوقت الذي تستعد فيه ولايات أخرى كبرى لإقرار قوانين مماثلة، مقابل ولايات يقودها الجمهوريون للاتجاه يميناً، دليلاً على تزايد الهوة، ليس فقط بين الحزبين، بل وبين الديمقراطيين والمحكمة العليا التي يهيمن عليها المحافظون، الساعية إلى إعادة تأكيد نفوذها على الحياة السياسية الأميركية. وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول، التي وقعت في وقت لاحق من مساء الجمعة على مشروع قانون الأسلحة، «لن نتراجع إلى الوراء». «قد يعتقدون أنهم يستطيعون تغيير حياتنا بجرة قلم، لكن لدينا أقلام أيضاً». ويحظر قانون الأسلحة الجديد في الولاية حمل المسدسات في العديد من الأماكن العامة، على رأسها ساحة «تايم سكوير» ومترو الأنفاق والحافلات والحدائق والمستشفيات والملاعب ورياض الأطفال. كما تحظر الأسلحة على الممتلكات الخاصة ما لم يوافق مالك العقار على ذلك. كما اقتربت ولايتا كاليفورنيا وفيرمونت من وضع حماية الإجهاض في دساتيرهما. وقدم هذا الأسبوع، المشرعون في كاليفورنيا، تعديلاً دستورياً يكرس هذا الحق، على أن تصوت الولايتان عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
من جهة أخرى، بدا أن الرئيس السابق دونالد ترمب، يسعى إلى تسريع إعلان ترشحه في انتخابات 2024، لتحقيق هدفين: مساعدة مرشحيه في الانتخابات النصفية الخريف المقبل، للوقوف في وجه الحملات التي يتعرضون لها، بسبب قرارات المحكمة العليا، والدفاع المبكر عن نفسه عبر الاستقواء بقاعدته الشعبية، لدرء نتائج التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق في أحداث 6 يناير (كانون الثاني)، واحتمال توجيه اتهامات جرمية له، للترويج بأن تلك الاتهامات تحركها دوافع سياسية، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز». غير أن عدداً من مساعديه، من بينهم ابنه البكر، دونالد جي آر، يخشون أن يكون تسريع هذه الخطوة غير متلائمة مع الاستعدادات اللوجيستية لحملته، التي تعاني الكثير من النواقص. ورغم أن العديد من الجمهوريين سيرحبون بهذا الإعلان، إلا أن خطوته قد تساهم أيضاً في زيادة الانقسامات حول ما إذا كان ترمب هو الخيار الأفضل للحزب عام 2024، ويرى البعض أن ترشحه الآن سيؤدي إلى نتائج عكسية. وبدلاً من تعزيز حظوظ مرشحيه، فقد يؤدي إعلان ترشحه الآن إلى إضعافهم، عبر تمكين الديمقراطيين من تحويل الانتخابات النصفية، الخريف المقبل، إلى استفتاء مبكر ضد مرشحي الحزب على قاعدة رفض ترمب، والتحريض ضده بأن انتخابه قد يكون تهديداً مباشراً للديمقراطية. في المقابل يرى ترمب أن خسارة بعض مرشحيه المفضلين الانتخابات التمهيدية الأخيرة، رفع الآمال بين منافسيه الجمهوريين المحتملين، بأن الناخبين قد يبتعدون عنه بسبب قبضته الحديدية على الحزب. وهو ما شجعه على إعادة تأكيد نفسه زعيماً للحزب، وسرقة الانتباه من المنافسين المحتملين، بما في ذلك حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، المفضل لدى المانحين والناخبين. وسيدخل ترمب السباق باعتباره المرشح الأول، مع نسبة تأييد تبلغ حوالي 80 في المائة بين الجمهوريين، رغم وجود دلائل على أن عدداً متزايداً من ناخبي الحزب يستكشفون خيارات أخرى. وقالت هالي باربور، رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية السابقة التي خدمت ثماني سنوات أيضاً كحاكمة لميسيسبي، «لا أعتقد أن أي شخص لا يمكن استبداله». ورغم أن توقيت الإعلان عن ترشحه لا يزال غير مؤكد، إلا أن الكشف عن هذه الوجهة، قبل عامين من الانتخابات، عد أمراً غير عادي، وقد يؤدي إلى مضاعفات سلبية على الجمهوريين الذين يسعون لإعادة سيطرتهم على الكونغرس في الخريف المقبل.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يعهد للرئيس التنفيذي لشركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يعهد للرئيس التنفيذي لشركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، اليوم (السبت)، حليفه ديفين نونيز، وهو مشرّع أميركي سابق يدير الآن منصة ترمب للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، رئيساً للمجلس الاستشاري للاستخبارات التابع للرئيس.

وقال ترمب في منشور على المنصة إن نونيز، المدافع منذ فترة طويلة عن ترمب، الذي قاد لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي خلال جزء من فترة ولاية ترمب الأولى في البيت الأبيض، سيظل الرئيس التنفيذي لـ«تروث سوشيال» أثناء عمله في اللجنة الاستشارية.

وبصفته رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، زعم نونيز أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تآمر ضد ترمب أثناء تحقيقه في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي هزم فيها ترمب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وقال ترمب: «سيعتمد نونيز على خبرته بصفته رئيساً سابقاً للجنة الاستخبارات بمجلس النواب، لتزويدي بتقييمات مستقلة حول مدى فعالية وملاءمة أنشطة مجتمع الاستخبارات الأميركي».

ديفين نونيز (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، فالمجلس الاستشاري للاستخبارات الرئاسية هو لجنة تابعة للبيت الأبيض تقدم للرئيس الأميركي تقييمات «مستقلة» لفعالية وكالات الاستخبارات وتخطيطها.