اقتتال فصائلي «دامٍ» لليوم الثاني شمال حلب

إيران تشكل غرفة عمليات عسكرية جديدة لمواجهة تركيا في سوريا

صورة أرشيفية لمقاتلين من «الفيلق الثالث» في الجبهة الشامية (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لمقاتلين من «الفيلق الثالث» في الجبهة الشامية (الشرق الأوسط)
TT

اقتتال فصائلي «دامٍ» لليوم الثاني شمال حلب

صورة أرشيفية لمقاتلين من «الفيلق الثالث» في الجبهة الشامية (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لمقاتلين من «الفيلق الثالث» في الجبهة الشامية (الشرق الأوسط)

تواصلت المواجهات العنيفة لليوم الثاني على التوالي، بين فصائل «معارضة» مدعومة من تركيا، في مناطق حلب، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى بين الطرفين، إلى أكثر من 20 قتيل وجريح، ومقتل طفلين وإصابة مدنيين آخرين بجروح خطيرة جراء إصابتهم برصاص الفصائل، وسط حالة من الفوضى وقطع الطرق الرئيسية بين المدن، وحشود عسكرية ضخمة من الطرفين، تنتشر في مدن ريف حلب الشمالي.
وأكد شهود عيان، في مناطق ريف حلب الشمالي، أن «حركة أحرار الشام الإسلامية» استقدمت تعزيزات عسكرية ضحمة تضم مئات المقاتلين والسيارات المزودة بالأسلحة الرشاشة من مناطق إدلب، إلى منطقة جنديرس وعفرين في شمال حلب، لمؤازرة قواتها التي تخوض مواجهات عنيفة مع فصيل «الجبهة الشامية»، في منطقة الباب، واستنفار كبير لباقي فصائل «الجيش الوطني السوري» في مدن الباب والراعي ومارع وعفرين وجنديرس، وتوقف الحياة فيها تماماً. جرى ذلك، وسط مخاوف من أنباء عن نية «هيئة تحرير الشام» المحسوبة على «القاعدة» شنّ عملية ضد الفصائل، بوصول أرتال عسكرية للأخيرة إلى حدود مناطق العمليات التركية (غصن الزيتون) في منطقة دارة عزة غرب حلب، للسيطرة على منطقة عفرين شمال حلب، الأمر الذي دفع بعدد من الفصائل، إلى رفع الجاهزية القتالية ضد الهيئة، وقطع الطريق الواصلة بين منطقة الغزاوية وعفرين، وطريق دير بلوط وجنديرس، أمام حركة المدنيين، لأكثر من 6 ساعات.
وصرح قيادي في «الجيش الوطني» أن «سبب الاقتتال الدائر بين الفصيلين يعود إلى رفض الفرقة 32 في (أحرار الشام)، تطبيق قرار اللجنة الوطنية للإصلاح، القاضي بعدم شرعية مغادرتها للفيلق الثالث (أحد مكونات الجبهة الشامية)، ورفض إعادة المستحقات من سلاح ومقرات، وبناء عليه وافق كل من المجلس الإسلامي السوري وقادة الفيالق بالجيش الوطني ووزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، على تحرك فصائل الجبهة عسكرياً، في الباب وريفها، ضد الفرقة (32)، ومنعها من الانشقاق وشق الصف». لافتاً إلى «مفاوضات بين الفصيلين، برعاية الجانب التركي، لوقف الاقتتال الدائر، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبيل اندلاع المواجهات، وإنهاء حالة الاستنفار العسكري في مناطق العمليات التركية، من قبل جميع الأطراف».
في سياق آخر، كشف تقرير صادر عن صحيفة «المونيتور» أن «الحرس الثوري» الإيراني، في محافظة حلب، شكّل مؤخراً جسماً عسكرياً موحداً وغرفة عمليات عسكرية مشتركة، تضم مقاتلين من قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، وميليشيات محلية أجنبية موالية لإيران، وخبراء روس، ضمن غرفة عمليات أطلق عليها «العاصفة الشمالية»، مقرها في منطقة حردتين بريف حلب الشمالي، لمواجهة تركيا عسكرياً في شمال سوريا.
ونقل موقع «بلدي» عن «المونيتور»، أنه «بعد مفاوضات استمرت لأكثر من شهر بين الجانب الإيراني وشخصيات مسؤولة في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات النظام، توصلت الأطراف إلى اتفاق يقضي بتشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة، بقيادة ضباط من (قسد) وقوات النظام السوري وخبراء عسكريين إيرانيين، إضافة إلى ضباط روس، وتضم الغرفة نحو 600 مقاتل من (الحرس الثوري) الإيراني وميليشيات موالية لإيران، من بينها حركة النجباء (العراقية) ولواء فاطميون (الأفغاني) وقوات أخرى من (حزب الله اللبناني) وميليشيات محلية موالية لإيران، وقوات من (قسد) وقوات النظام، بهدف مواجهة العملية العسكرية التي تستعد لها القوات التركية وفصائل سورية (معارضة) موالية لها، للسيطرة على منطقة تل رفعت ومحيطها، وهي المنطقة الفاصلة بين مناطق النفوذ التركي وقوات النظام و(قسد) ومناطق نبل والزهراء (الشيعيتين) المواليتين لإيران في شمال غربي حلب».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.