موسكو تطلق عملية «تحرير سيفيرودونيتسك»

جندي روسي يقوم بدورية بالقرب من مجمّع آزوفستال في 13 يونيو (أ.ف.ب)
جندي روسي يقوم بدورية بالقرب من مجمّع آزوفستال في 13 يونيو (أ.ف.ب)
TT

موسكو تطلق عملية «تحرير سيفيرودونيتسك»

جندي روسي يقوم بدورية بالقرب من مجمّع آزوفستال في 13 يونيو (أ.ف.ب)
جندي روسي يقوم بدورية بالقرب من مجمّع آزوفستال في 13 يونيو (أ.ف.ب)

بعد مرور يوم واحد على إخفاق موسكو في محاولات إخراج المدنيين المحاصرين في مجمع «آزوت» الصناعي في سيفيرودونيتسك، أطلقت القوات الانفصالية مدعومة بغطاء ناري مكثّف من جانب الجيش الروسي، أمس، ما وصف بأنه «عملية عسكرية خاصة» للسيطرة على المنطقة التي تعدّ آخر معاقل المقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك.
وكانت موسكو اتّهمت الجانب الأوكراني بإفشال خطة لفتح ممر آمن لخروج المدنيين المحاصرين في المصنع، ودعت الجنود الأوكرانيين فيه إلى الاستسلام. وبدا، أمس، أن القوات الروسية قرّرت حسم المعركة عبر تحرك عسكري. وأفادت القوات الانفصالية في لوغانسك بأن مجموعات من وحداتها معززة بدعم من الجيش الروسي، تمركزت في المنطقة الصناعية في سيفيرودونيتسك، بما في ذلك بالقرب من مصنع آزوت للكيماويات.
وقال أحد ضباط قوات لوغانسك أندريه ماروتشك: «قامت قواتنا مع بعض الوحدات الروسية، بالتمركز في المنطقة الصناعية، وبدأت بتنفيذ عملية خاصة. وهذا يعني أننا بدأنا بالفعل في التحرك ببطء على طول المجمعات الصناعية لتطهير هذه المنطقة».
في الوقت ذاته، أفاد الناطق باسم قوات لوغانسك إيفان فيليبونينكو بأن «هناك فصائل من القوات الشعبية ومن القوات الحليفة ممثلة بفوج أحمد (القوات الشيشانية) تقوم بتطهير المنطقة». واستمرت المعارك من أجل السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك منذ بداية شهر مايو (أيار). وأعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو، الأسبوع الماضي، عن تحرير المناطق السكنية في المدينة بشكل كامل، في حين تحصّن نحو 2500 جندي أوكراني ومعهم مئات المدنيين داخل المجمع الصناعي المحاصر منذ أسابيع. وبدا أن تحصن القوات الأوكرانية في المناطق الصناعية المنيعة تحول إلى ظاهرة متكررة في الحرب الأوكرانية، على غرار سيناريو مجمع آزوفستال في ماريوبول الذي سيطرت عليه القوات الروسية بصعوبة بعد مرور نحو شهرين على إحكام حصار مطبق حوله.
وقال فيتالي كيسيليوف، مساعد وزير داخلية لوغانسك، أمس، إن مسلحين أوكرانيين زرعوا أكثر من 50 طناً من المتفجرات في مصنع «زاريا» في بلدة روبيجني التابعة لإقليم لوغانسك. وذكر كيسيليوف أن قوات لوغانسك وجّهت ضربات صاعقة بالمدفعية، كما تقدمت المشاة بسرعة كبيرة. ووفقاً له، أذهل هذا الهجوم الصاعق «الأوكرانيين الذين لاذوا بالفرار». وقال إنه «بفضل هذا الهجوم غير المتوقع، لم يتمكن الأوكرانيون من تفجير العبوات الناسفة الضخمة التي زرعوها في المنطقة». وأضاف: «كان هناك 50 طناً من المتفجرات في مكان واحد فقط بالمصنع، كما تم وضع متفجرات تحت الصهاريج والخزانات».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.