تحذيرات من تأثير الحر الشديد على صحة الرضع والأطفال

طفل يغسل وجهه باستخدام أنبوب مياه مكسور بالشارع خلال أحد الأيام الحارة في نيودلهي (رويترز)
طفل يغسل وجهه باستخدام أنبوب مياه مكسور بالشارع خلال أحد الأيام الحارة في نيودلهي (رويترز)
TT

تحذيرات من تأثير الحر الشديد على صحة الرضع والأطفال

طفل يغسل وجهه باستخدام أنبوب مياه مكسور بالشارع خلال أحد الأيام الحارة في نيودلهي (رويترز)
طفل يغسل وجهه باستخدام أنبوب مياه مكسور بالشارع خلال أحد الأيام الحارة في نيودلهي (رويترز)

حذرت دراسة علمية جديدة من أن ارتفاع درجة حرارة الجو يمكن أن يسبب مشاكل صحية حرجة للرضع والأطفال.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد اعتمدت الدراسة على تحليل البيانات الخاصة بالتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة بعدة مناطق في الولايات المتحدة، وربطها بتزايد عدد الأطفال الذين تم إدخالهم للمستشفيات بسبب مشكلات صحية ناتجة عن الطقس الحار.
وخلص الباحثون إلى أن حرق الوقود الأحفوري، وما ينتج عنه من تلوث بالهواء، وارتفاع شديد في درجات الحرارة، يشكل خطراً كبيراً ومتزايداً على صحة الرضع والأطفال.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت أمس (الأربعاء) في مجلة نشرت مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، أن مجرد التعرض للحرارة الشديدة يزيد من احتمالية حاجة الطفل لزيارة غرفة الطوارئ لأي سبب، وأن الأطفال المولودين في عصرنا الحالي أكثر ميلاً بنحو 35 مرة للإصابة بمشكلة صحية كبيرة نتيجة للطقس الحار مقارنة بالأطفال المولودين قبل 60 عاماً.

ورغم أن الدراسة نظرت في المشكلات الصحية الناتجة عن العديد من الأحداث المناخية المتطرفة بما في ذلك الفيضانات وكذلك تلوث الهواء، فإن الباحثين يقولون إن الحرارة تظل الأكثر دموية من بين جميع الكوارث الطبيعية على صحة الأطفال والرضع، وأنها قد تتسبب في دخولهم للعناية المركزة بشكل أكبر.
وقالت فريدريكا بيريرا، المؤلفة الرئيسية للدراسة ومديرة مركز كولومبيا للصحة البيئية للأطفال في جامعة كولومبيا: «يعتبر التأثير السلبي لارتفاع درجات حرارة الطقس على الأطفال والرضع أكثر حدة من الكبار، نظراً لاعتماد الصغار على البالغين بشكل كبير فيما يخص الرعاية وتلقي ما يكفي من السوائل والجلوس في مكان بارد. وللأسف لا يتمتع جميع البالغين بالوعي الكافي لتقديم هذا النوع من الرعاية. فعلى سبيل المثال، لقد رأينا حالات مأساوية لأطفال يموتون في سيارات متوقفة أثناء موجات الحر، حيث لم يفهم الآباء مدى تأثير سخونة الجو عليهم».

وأضافت: «بالإضافة إلى ذلك، فإن آليات الدفاع البيولوجي لإزالة السموم من المواد الكيميائية، وإصلاح تلف الحمض النووي، وتوفير الحماية المناعية، تكون غير ناضجة عند الرضع والأطفال الصغار، الأمر الذي يزيد من حدة المشكلة».
وعبرت بيريرا عن أملها في أن تسهم هذه الدراسة في تحفيز الحكومات على اتخاذ موقف صارم ضد الأنشطة المحفزة لتدهور المناخ وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
ومن جهته، قال الدكتور آرون برنشتاين، طبيب الأطفال، والمدير المؤقت لمركز المناخ والصحة والبيئة العالمية في جامعة «هارفارد»، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه لاحظ خلال السنوات الأخيرة تزايد عدد الأطفال الذين يزورون غرف الطوارئ بالمستشفيات بسبب إصابتهم بأمراض ناتجة عن أزمة المناخ والطقس الحار.
وأضاف برنشتاين: «من بين هذه الأمراض: التشنج الحراري والإغماء الحراري. كما أن موجات الحرارة قد تؤدي إلى تفاقم مجموعة واسعة من الأمراض، من الربو إلى اضطرابات الصحة العقلية إلى مرض السكري وأمراض الكلى».
أما الدكتورة ميشا روزنباخ، طبيبة الأمراض الجلدية والناشطة، فقد أكدت أن تغير المناخ سهل من انتشار الأمراض المعدية التي تنقلها المياه.
وقالت روزنباخ: «يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم في ارتفاع مستوى سطح البحر، وارتفاع درجة حرارة مياه البحر، وزيادة الكوارث الطبيعية الشديدة، مثل الأعاصير والفيضانات. وهذه الأحداث مرتبطة بمجموعة من الأمراض المعدية، بما في ذلك أمراض الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجلد».


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق أحداث الطقس المتطرفة كلّفت العالم تريليوني دولار خلال عقد (أ.ب)

تقرير: الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار خلال العقد الماضي

كشف تقرير جديد عن أن الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار على مدى العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا قاعة طعام غارقة بالمياه في أحد الفنادق وسط طقس عاصف في النرويج (رويترز)

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.