وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قطاع غزة بعد 15 عاماً على فرض إسرائيل إغلاقاً عليه أعقب سيطرة حماس على القطاع بالقوة، أنه «سجن كبير في الهواء الطلق».
واتهمت المنظمة إسرائيل في الذكرى الـ15 للإغلاق الذي فُرض عام 2007، بحرمان أكثر من مليوني نسمة من السكان من فرص تحسين حياتهم، ومنعهم من مغادرة القطاع مقيدة بذلك حقوقهم في العمل والتعليم. وطالب عمر شاكر، مدير إسرائيل وفلسطين في المنظمة الدولية، بإنهاء المنع العام للسفر الذي تفرضه تل أبيب على سكان غزة والسماح بحرية تنقل الأشخاص من القطاع وإليه، والاكتفاء، في أقصى الحالات، بالفحص الفردي والتفتيش الجسدي لأغراض أمنية.
وتمنع إسرائيل منذ عام 2007، الفلسطينيين، من المغادرة عبر معبر بيت حانون، وهو معبر المسافرين من غزة إلى إسرائيل يمكنهم من خلاله الوصول إلى الضفة الغربية والسفر إلى الخارج، عبر الأردن، مع استثناءات ضيقة. كما تمنع إسرائيل السلطات الفلسطينية من تشغيل مطار أو ميناء بحري في غزة. كذلك، تقيد السلطات الإسرائيلية بشدة دخول البضائع وخروجها. وفرضت إسرائيل هذا الإجراء بعد أن سيطرت حماس بالقوة على غزة، وقالت السلطات الإسرائيلية إنها تريد تقليص السفر بين غزة والضفة الغربية «لمنع تصدير شبكة بشرية إرهابية» من غزة إلى الضفة الغربية، التي لها حدود غير مُحكَمة مع إسرائيل ويعيش فيها مئات آلاف المستوطنين الإسرائيليين.
وقالت «هيومن رايتس ووتش»، إن هذه السياسة قلصت السفر بشكل كبير مقارنة بما كان عليه قبل عقدين، وبسبب هذه السياسات، فقد المهنيون، والطلاب، والفنانون، والرياضيون الفلسطينيون الذين يعيشون في غزة فرصاً مهمة للتقدم غير متوفرة في غزة. وأكدت المنظمة الدولية، أن إسرائيل ملزمة باحترام الحقوق الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، بما في ذلك حقهم في حرية التنقل في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الخارج، ومُلزمة أيضاً باحترام حقوق الفلسطينيين التي تعتمد على حرية التنقل كشرط مسبق. وأضافت «بعد 55 عاماً من الاحتلال و15 عاماً على الإغلاق في غزة دون نهاية تلوح في الأفق، على إسرائيل أن تحترم الحقوق الإنسانية للفلسطينيين احتراماً كاملاً، باستخدام الحقوق التي تمنحها للمواطنين الإسرائيليين كمعيار».
وجاء في التقرير أن «معظم الفلسطينيين الذين نشأوا في غزة في ظل هذا الإغلاق، لم يغادروا قط قطاع غزة البالغة مساحته 40 × 11 كيلومتراً، على مدى السنوات الـ25 الماضية التي فرضت فيها إسرائيل قيوداً متزايدة على تنقل سكان غزة. وعندما أخذت حماس السيطرة على غزة من السلطة الفلسطينية، تم إغلاق غزة في الغالب».
وفوراً رحبت حركة حماس بتقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وجددت في بيان الدعوة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، العمل على إنهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وتسهيل حركة تنقل وسفر الفلسطينيين بحرية، موقفاً إيجابياً. هذا وكانت حركة فتح قد هاجمت بشدة استمرار «انقلاب» حماس في غزة، وقالت إنها تعمل من أجل إعادتها للشرعية.
«رايتس ووتش»: إسرائيل حولت غزة إلى سجن في الهواء الطلق
«رايتس ووتش»: إسرائيل حولت غزة إلى سجن في الهواء الطلق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة