وليامز لـ «المعرقلين» في ليبيا: طفح الكيل... وكفى تعني كفى

ترقب نتائج الجولة الأخيرة من اجتماعات «النواب» و«الدولة»

صورة وزعتها المستشارة الأممية لاجتماع القاهرة بين مجلسي النواب والدولة
صورة وزعتها المستشارة الأممية لاجتماع القاهرة بين مجلسي النواب والدولة
TT

وليامز لـ «المعرقلين» في ليبيا: طفح الكيل... وكفى تعني كفى

صورة وزعتها المستشارة الأممية لاجتماع القاهرة بين مجلسي النواب والدولة
صورة وزعتها المستشارة الأممية لاجتماع القاهرة بين مجلسي النواب والدولة

بينما تترقب ليبيا نتائج اجتماعات الجولة الأخيرة التي انطلقت في القاهرة، أمس، بين مجلسي «النواب» و«الدولة» لحسم الخلافات حول القواعد الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة، منح المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفى، وزيري الدفاع والداخلية بحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مهلة 72 ساعة، لتقديم تقريرهما عن ملابسات الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس قبل يومين.
ودعت ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، خلال افتتاح مباحثات القاهرة، أمس، من وصفتهم بـ«المعرقلين، وأولئك الذين يرغبون في تعطيل العملية السياسية الدقيقة من خلال استخدام القوة إلى أن يتوقفوا».
وخاطبتهم قائلة: «يجب أن تضعوا أسلحتكم جانباً، يجب أن تتوقفوا عن ترويع السكان المدنيين، فقد طفح الكيل... وكفى تعني كفى».
وبعدما لفتت إلى أن هذه الجولة الأخيرة تأتى في ظل ما وصفته بـ«المنعطف الحرج الذي تمر به البلاد»، أشارت إلى أنه «بعد مرور 11 عاماً، وحالة الانقسام والضعف والنزاع والفوضى والاستقطاب أرهقت الليبيين فإن أمام المجتمعين فرصة حقيقية ومسؤولية كبيرة حقاً لإحياء الأمل فيهم ومنحهم سبيلاً يُفضي إلى الانتخابات ضَمن إطار دستوري».
وقالت ويليامز إن «المجتمع الدولي يدعم مشاورات لجنتي مجلسي (النواب) و(الدولة)، وسيدعم أي مخرجات لهذه الجولة ويساندها»، مضيفة أن «كل الأنظار تتجه إلى هذه الجولة الأخيرة وتريد مخرجات حقيقية وتوافق حقيقي... فلا تخيبوا آمال الليبيين وقرابة 3 ملايين ناخب».
بدوره، قال عبد الله بليحق الناطق باسم مجلس النواب إن «الجولة الثالثة» من اجتماعات المسار الدستوري في القاهرة برعاية البعثة الأممية «تستهدف الاتفاق على تعديل النقاط الخلافية في مسودة الدستور».
فيما هدد رئيس المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، في بيان له، مساء أول من أمس، من يعرض حياة المدنيين للخطر، ويعبث بالممتلكات الخاصة والعامة أنه «سيعرض نفسه للملاحقة القانونية»، ودعا إلى التعامل بمسؤولية وتغليب مصلحة الوطن.
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» رسمياً أنها باشرت في عمليات التحقيق حول وقائع الاشتباكات المسلحة داخل العاصمة طرابلس.
وندد وكيل وزارة الداخلية الليبية لشؤون المديريات، بشير الأمين، بهذه الاشتباكات التي نتج عنها ترويع المواطنين الذين كانوا داخل المتنزهات والحدائق والشواطئ بوسط العاصمة طرابلس، وأكد على أن «الإجراءات القانونية مستمرة لملاحقة ومحاسبة المتسببين في هذه الاشتباكات وإحالتهم للنيابات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».
وقال المنفى إنه ناقش هاتفياً، مساء أول من أمس مع المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز، الأوضاع الأمنية الأخيرة في العاصمة، والتأكيد على «التزام الجميع بالمحافظة على الأمن، وعدم تعريض حياة المدنيين للخطر، لأن ذلك يعد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون».
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن «شديد انزعاجه إزاء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية».
وقال المتحدث باسم أبو الغيط المستشار جمال رشدي إن الأمين العام للجامعة «يهيب بجميع الأطراف الليبية، الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والحيلولة دون انهياره، باعتباره المنجز الأبرز والأهم الذي شهدته الساحة الليبية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، والسعي لتنفيذ جميع بنوده واستحقاقاته، وفي مقدمتها البند الخاص بإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد».
في غضون ذلك، بحث المنفى في اتصال هاتفي مع السفير الأميركي ريتشارد نورلاند سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، واجتماعات المسار الدستوري المنعقدة في القاهرة، حيث تم التأكيد على أهمية نجاح أعضاء اللجنة المشتركة لمجلسي النواب والأعلى للدولة، في الوصول إلى صيغة توافقية، لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في إجراء الاستحقاقات الانتخابية في أقرب الآجال، باعتبارها السبيل الوحيد للعبور لحالة الاستقرار والسلام في البلاد.
على صعيد آخر، دعا رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة إلى «المشاركة في التصويت في انتخابات برلمان شباب ليبيا، التي كان يفترض أن تتم عملية التصويت فيها أمس حتى الساعة 8 مساء بالتوقيت المحلي».
وفي المقابل، شدد فتحي باشاغا رئيس «حكومة الاستقرار» خلال اجتماع مع بعض وزرائه مساء أول من أمس على «ضرورة الأخذ بالملاحظات الواردة من مجلس النواب والمؤسسات الرقابية والمالية حول الميزانية العامة حتى يتم تمريرها، وجدول المرتبات الموحد من قبل السلطة التشريعية».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الصين ومصر تتفقان على ضرورة تشجيع السلام في الشرق الأوسط

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي يتصافحان بعد إحاطة مشتركة في دار الضيافة الحكومية دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن بكين اتفقت مع القاهرة على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في بكين، اليوم (الجمعة)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (يسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال إحاطة مشتركة في دار ضيافة الدولة دياويوتاي في بكين، 13 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقال وانغ إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها.

وسيطر مقاتلو المعارضة السورية على العاصمة دمشق دون مقاومة يوم الأحد بعد أن فر الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، مما أنهى حكم عائلته الاستبدادي الذي استمر عقوداً. وقال عبد العاطي إنه ناقش مع وانغ أهمية وجود «عملية سياسية شاملة في سوريا، وأن يتم إدارة مرحلة انتقالية لا تقصى أحداً، وتعكس التنوع الطائفي والديني والعرقي داخل سوريا». كما قال وانغ إن البلدين يرحبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، ويأملان في تنفيذه بشكل فعال.