حفتر يحذّر من فشل معالجة الأزمة الليبية في غياب «تأييد شعبي»

خسائر حقلي الشرارة والفيل النفطيين تتجاوز 34 مليون دولار يومياً

حفتر خلال الاحتفال بذكرى «شهداء عملية الكرامة» (القيادة العامة للقوات المسلحة)
حفتر خلال الاحتفال بذكرى «شهداء عملية الكرامة» (القيادة العامة للقوات المسلحة)
TT

حفتر يحذّر من فشل معالجة الأزمة الليبية في غياب «تأييد شعبي»

حفتر خلال الاحتفال بذكرى «شهداء عملية الكرامة» (القيادة العامة للقوات المسلحة)
حفتر خلال الاحتفال بذكرى «شهداء عملية الكرامة» (القيادة العامة للقوات المسلحة)

اعتبر المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، أن أي مسار لمعالجة أزمات البلاد «لن يكتب له النجاح ما لم يكن نابعا من إرادة الشعب»، وأن أي اتفاق للتسوية الشاملة «مصيره الفشل ما لم يحظ بتأييد الشعب»، واستشهد على ذلك بـ«معركة الكرامة» قائلا إنه «لولا أنها كانت استجابة لنداء الشعب، ولولا أنها حظيت بتأييد شعبي منقطع النظير لما كان لها أن تنتصر».
وقال حفتر في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، خلال احتفال أقيم بمنطقة بنينا تخليدا لذكرى «شهداء عملية الكرامة»، التي أطلقها عام 2014 لتطهير المنطقة الشرقية من الجماعات الإرهابية: «لقد رأينا مصير كل الاتفاقات والمبادرات، التي تجاهلت مصادقة الشعب عليها ودعمه لها، وما ترتب عنها من إحباط وتضاؤل في الأمل، ومن ضياع للجهد والوقت، واستنزاف للثروات»، متابعا: «هذا هو مصير الاتفاقات والمبادرات، التي تتجاوز إرادة الشعب وتستهين بها، وتصادر حقه في تقرير مصيره بنفسه، رغم ما تحمله من شعارات براقة».
ورأى حفتر أنه «لكي يستقيم الحال، فإن على الشعب الليبي، بكل مكوناته المدنية الوطنية، أن يمتلك بنفسه زمام المبادرة، ويرسم خريطة طريقه، دون نيابة أو وصاية من أحد، وعندئذ سيجد الشعب جيشه حاضرا بكل فصائله وعدته وعتاده، ليحمي المسار الذي اختاره الشعب».
في غضون ذلك، قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الجديدة، إن حكومته «حريصة على أمن العاصمة طرابلس وضمان سلامة سكانها، وتتطلع دوماً للعمل المشترك مع حكمائها»، ورحب بالبيان الصادر عن القيادات الاجتماعية والسياسية والأمنية بمنطقة سوق الجمعة بهذا الشأن.
في المقابل، أكد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية المؤقتة، لدى مشاركته مساء أول من أمس في معرض «صنع في الجزائر» بطرابلس، بحضور عدد من الوزراء والسفير الجزائري، أن حكومته «لمست حرص الجزائر ورئيسها عبد العزيز تبون في أن تكون ليبيا بلداً مستقراً، وقد سمعت موقفاً واضحاً جداً من أخي تبون تجاه استقرار ليبيا، وأشكره تماما وأبعث له سلاما خاصا».
وفي هذا السياق تعهد الدبيبة بأن تعمل حكومته على إطلاق إجراءات خاصة، تعزز الجهود المبذولة والمتعلقة بالتعريفة الجمركية، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، والتفكير في إطلاق خط بحري يربط بين الموانئ الليبية والجزائرية.
كما أكد الدبيبة خلال اجتماع مع مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء على ضرورة متابعة المشروعات الجارية، والعمل لإدخالها للشبكة، مع التركيز على خطة الشركة في تقليل الاستهلاك وتوفير الطاقة.
بدوره، قال مسؤول مشاريع الإنتاج بالشركة إن الأحداث، التي وقعت الفترة الماضية غرب طرابلس، أدت إلى تأخير جاهزية المحطة، ومغادرة عدد من الفنيين بشركة «سيمنس»، وهو ما ساهم في تأخير اختبار محطة مصراتة للبدء بتشغيلها، مشيرا إلى أن العمل جارٍ لدخولها الأسبوع الأخير من الشهر الجاري لتصل الإنتاجية إلى 7400 ميغاوات. إلى جانب بعض العمرات والصيانات الطارئة، فيما حثت الشركة الجميع على ضبط الاستهلاك.
من جهة ثانية، قال عبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب، إن الاجتماع الأول للجنة مناقشة ودراسة مخرجات اجتماع سرت، بشأن الميزانية المقترحة من حكومة «الاستقرار» خلص إلى مخاطبة المفوضية العُليا للانتخابات لتقديم تقرير إلى اللجنة بشكل عاجل، قصد رفعه لمجلس النواب، يتضمن ما قامت به من إجراءات لإزالة العوائق والعقبات لإجراء الانتخابات، وذلك عقب تعذر إجرائها في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وما هو المطلوب من السلطات المختلفة.
كما تقرر مخاطبة الأجهزة الرقابية بتقديم تقارير مفصلة للجنة بشكل عاجل، حول متابعتها لصرف المال العام منذ بداية أعمال حكومة «الوحدة»، وعمل مصرف ليبيا المركزي، وإحالة تقاريرها الدورية لمجلس النواب بالخصوص. بالإضافة إلى مخاطبة المصرف لإحالة تقرير مفصل للجنة بشكل عاجل، بخصوص أعمال الصرف من المال العام، منذ بداية أعمال هذه الحكومة المنتهية الولاية، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، أعلن آمر حرس المنشآت النفطية، علي الديب، رفض إغلاق الحقول النفطية، واتهم الحرس التابع للطرف الآخر بإيقاف الإنتاج بحقل الشرارة، بعد عودته التدريجية أول من أمس، وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية إنه بصدد تقديم مذكرة للنائب العام بالخصوص.
وقال مهندسان يعملان في الحقل إن إنتاجه توقف مجددا في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، بعد استئنافه لفترة وجيزة، علما بأن المؤسسة الوطنية للنفط قدرت الخسائر المترتبة على إغلاق حقلي الشرارة والفيل بحوالي 160 مليون دينار ليبي يومياً، أي أكثر من 34 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.