هونغ كونغ تشدد الأمن في ذكرى تيانانمين

بلينكن يقول إن الصين تسعى لـ«محو ذكريات» قمع ميدان بكين

أغلقت شرطة هونغ كونغ الجمعة قسماً كبيراً من حديقة فيكتوريا التي كانت سابقاً موقعاً للاحتفالات السنوية لإحياء ذكرى قمع التظاهرات (أ.ب)
أغلقت شرطة هونغ كونغ الجمعة قسماً كبيراً من حديقة فيكتوريا التي كانت سابقاً موقعاً للاحتفالات السنوية لإحياء ذكرى قمع التظاهرات (أ.ب)
TT

هونغ كونغ تشدد الأمن في ذكرى تيانانمين

أغلقت شرطة هونغ كونغ الجمعة قسماً كبيراً من حديقة فيكتوريا التي كانت سابقاً موقعاً للاحتفالات السنوية لإحياء ذكرى قمع التظاهرات (أ.ب)
أغلقت شرطة هونغ كونغ الجمعة قسماً كبيراً من حديقة فيكتوريا التي كانت سابقاً موقعاً للاحتفالات السنوية لإحياء ذكرى قمع التظاهرات (أ.ب)

حلت أمس (السبت)، الذكرى السنوية 33 لفتح القوات الصينية النار بغية إنهاء الاضطرابات التي قادها طلاب في ميدان تيانانمين الواقع بوسط بكين وما حوله، ونشرت هونغ كونغ قوات الأمن بكثافة بالقرب من حديقة رئيسية أمس (السبت)، محذرة المواطنين من التجمع، ما أجبر الذين يريدون إحياء هذا الحدث السنوي على القيام بذلك سراً، فيما ثمنت واشنطن الذكرى والوقفة الشجاعة للذين طالبوا باحترام حقوق الإنسان في الصين. وفي بيان صدر أمس (السبت)، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حملة القمع في تيانانمين بأنها «هجوم وحشي». وأضاف: «جهود هؤلاء الشجعان لن تُنسى. كل عام، نتذكر أولئك الذين دافعوا عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية». وقال: «اليوم، لا يزال الكفاح من أجل الديمقراطية والحرية يتردد صداه في هونغ كونغ، حيث حظرت جمهورية الصين الشعبية وسلطات هونغ كونغ الوقفة السنوية لإحياء ذكرى مذبحة تيانانمين بغرض محو ذكريات ذلك اليوم». وأضاف بلينكن: «سنواصل فضح الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جمهورية الصين الشعبية، خصوصاً في هونغ كونغ وشينجيانغ والتيبت، وسنطالب بالمحاسبة».
وأغلقت شرطة هونغ كونغ الجمعة، قسماً كبيراً من حديقة فيكتوريا التي كانت سابقاً موقعاً للاحتفالات السنوية لإحياء ذكرى قمع تظاهرات. وجاء الإغلاق في وقت متأخر من الليل، غداة تحذير السلطات للسكان من التوجه إلى الحديقة في الرابع من يونيو (حزيران)، لإحياء الذكرى حتى لو كانوا بمفردهم. وفرضت سلطات هونغ كونغ، وهي منطقة صينية تتمتع بحكم ذاتي جزئي، منذ عامين قانوناً للأمن القومي لقمع المعارضة بعد احتجاجات ضخمة مؤيدة للديمقراطية عام 2019. وقالت سلطات هونغ كونغ الجمعة، إن معظم أماكن التجمع في فيكتوريا بارك، بما في ذلك ملاعب كرة القدم التي كانت تستخدم للوقفة الاحتجاجية وإضاءة الشموع في السنوات السابقة، ستغلق من مساء الجمعة حتى فجر الأحد. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، خلال حديثه يوم الخميس في مؤتمر صحافي دوري ببكين، موقف الحكومة الثابت بشأن تلك الأحداث. وقال: «لقد توصلت الحكومة الصينية منذ فترة طويلة إلى نتيجة واضحة بشأن الحادث السياسي الذي وقع في أواخر الثمانينات».
وتحظر السلطات الصينية أي مظاهر عامة لإحياء الحدث في البر الرئيسي. وفي الرابع من يونيو 1989، أرسل النظام الشيوعي الدبابات وقوات من الجيش لقمع متظاهرين سلميين احتلوا لأسابيع ساحة تيانانمين الشهيرة للمطالبة بتغيير سياسي ووضع حد لفساد النظام. وأدى سحق الحركة إلى مقتل مئات الأشخاص، إن لم يكن أكثر من ألف حسب تقديرات. ولم تعلن بكين قط حصيلة كاملة للقتلى، لكن جماعات حقوقية وشهوداً يقولون إن العدد قد يصل إلى الآلاف. ومنذ ذلك الحين، تبذل السلطات الصينية ما في وسعها لمحو تيانانمين من الذاكرة الجماعية. وهي غير واردة في كتب التاريخ المدرسية، وتخضع المناقشات عبر الإنترنت حول هذا الموضوع لرقابة منهجية.
وقال المحامي الصيني البارز في مجال حقوق الإنسان تنغ بياو لـ«رويترز» من الولايات المتحدة: «التذكر يعني المقاومة». وأضاف: «إذا لم يتذكر أحد فلن تتوقف معاناة الشعب وسيواصل الجناة جرائمهم دون أن ينالوا جزاءهم». وقالت زعيمة مدينة هونغ كونغ كاري لام الأسبوع الماضي، إن أي فعاليات لإحياء ذكرى من قتلوا في حملة القمع عام 1989 ستخضع لقوانين الأمن القومي. وكانت تشير بذلك إلى قانون صارم فرضته الصين على هونغ كونغ في يونيو 2020 يعاقب على أعمال التخريب والإرهاب والتآمر مع القوات الأجنبية بالسجن المؤبد. وحظرت هونغ كونغ الوقفة الاحتجاجية السنوية منذ عام 2020، متذرعة بقيود مكافحة فيروس كورونا.
وفي بكين، نشرت السلطات أجهزة للتعرف على الوجه في الشوارع المؤدية إلى الساحة. ويقوم رجال الشرطة المنتشرون بأعداد كبيرة بعمليات تدقيق في الهويات. وإحياء ذكرى تيانانمين محرم في الصين منذ 1989، لكن هونغ كونغ شكلت استثناء حتى 2020. وفرضت بكين بعد ذلك قانوناً صارماً للأمن القومي على المنطقة شبه المستقلة لخنق كل المعارضة بعد احتجاجات ضخمة مؤيدة للديمقراطية في 2019. وحذرت شرطة هونغ كونغ من أن المشاركة في «تجمع غير مصرح به» يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات. ينطبق هذا التحذير خصوصاً على حديقة فيكتوريا، حيث جمعت وقفة احتجاجية على ضوء الشموع في يوم من الأيام عشرات الآلاف من الأشخاص في الرابع من يونيو. وأغلق جزء كبير من هذا المتنزه مساء الجمعة، وتم نشر عدد كبير من رجال الشرطة السبت. وطوق رجال أمن مسؤولاً سابقاً لـ«تحالف هونغ كونغ»؛ الجمعية التي نظمت وقفات احتجاجية، بينما كان يتجول في الحي حاملاً باقة من الورود الحمراء والبيضاء في يده، وفتشوا حقيبته. وكان الزعيم السابق للتحالف لي تشوك يان كتب في رسالة نُشرت على الإنترنت، أنه سيصوم ويشعل عود كبريت ويغني أناشيد تذكارية السبت، في زنزانته. وصرح رجل يرتدي ثياباً سوداء ويحمل زهرة أقحوان لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه خضع أيضاً للتفتيش. وقال: «أمرتني الشرطة بعدم القيام بأي عمل من شأنه تحريض الناس على التجمع»، موضحاً: «لكن الناس يذهبون إلى العمل وكل ما فعلته هو المرور حاملاً زهرة الأقحوان». وفي حي كوز باي التجاري القريب اعتقل عشرة من رجال الشرطة فنانة نحتت قطعة بطاطس على شكل شمعة. وقالت دوروثي (32 عاماً)، وهي امرأة من هونغ كونغ، لوكالة الصحافة الفرنسية في محيط المتنزه، إن «الحكومة خائفة جداً من تجمع محتمل». وعبرت عن أسفها لأن نهاية الوقفات الاحتجاجية «خسارة كبيرة للمجتمع». وذكرت سيدة أخرى تقيم في هونغ كونغ لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها أشعلت شمعة في منزلها ووضعت نسخة طبق الأصل من تمثال «إلهة الديمقراطية» رمز حركة تيانانمين على حافة النافذة. وخوفاً من أي ملاحقات، ألغيت القداديس الكاثوليكية التي تقام كل سنة، وكانت واحدة من آخر الطرق التي اتبعها سكان هونغ كونغ لإحياء ذكرى تيانانمين.
ونشرت قنصليات غربية عدة في هونغ كونغ رسائل متعلقة بساحة تيانانمين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد مكتب الاتحاد الأوروبي صحة معلومات نشرتها وسائل إعلام محلية، وتفيد بأن السلطات الصينية طالبت هذه القنصليات بالامتناع عن ذلك. لكن في الخارج يجري إحياء ذكرى تيانانمين، فقد أقام منشقون في المنفى متاحفهم الخاصة في الولايات المتحدة، ويخطط ناشطون لإحياء «عمود العار» في تايوان، وهو تمثال كان قد أزيل من هونغ كونغ.


مقالات ذات صلة

بطاريات قابلة للزرع في خلية سرطانية تساعد على قتلها

بطاريات قابلة للزرع في خلية سرطانية تساعد على قتلها

بطاريات قابلة للزرع في خلية سرطانية تساعد على قتلها

تحتوي الخلايا السرطانية بشكل عام على مستويات منخفضة من الأكسجين، وهي حالة تعرف باسم «نقص الأكسجة»، وقد وفرت هذه الميزة هدفاً جذاباً وواضحاً، وهو تصميم نظام توصيل الأدوية الذي يبحث عن بيئة منخفضة الأكسجين، لاستهدافها بأدوية قاتلة للسرطان. لكن كانت هناك مشكلة تعوق هذا النهج، وهي مستويات «نقص الأكسجة» غير الكافية أو غير المتكافئة في الأورام الصلبة، وهي المشكلة التي حلها فريق بحثي صيني، عبر إنتاج بطارية مستهلكة للأكسجين يتم زرعها في بيئة الخلية السرطانية، وتم الإعلان عن تفاصيل هذا الإنجاز في العدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس». وهذه البطارية التي تم الإعلان عن تفاصيلها، ذاتية الشحن، وتعمل على ز

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق تشيونغ تشينغ لونغ (من اليمين) مع زميله بالفريق البحثي (جامعة هونغ كونغ)

دواء للسكري يُقلل مخاطر أمراض الكلى والجهاز التنفسي

اكتشف فريق بحثي في قسم الصيدلة بكلية الطب بجامعة هونغ كونغ، أن دواءً جديداً يستخدم لخفض الغلوكوز لمرضى السكري من النوع الثاني، يمكن أن يكون مفيداً في تقليل خطر إصابتهم بأمراض الكلى والجهاز التنفسي، بما في ذلك أمراض الكلى في مرحلتها النهائية، ومرض انسداد مجرى الهواء، والالتهاب الرئوي. وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي»، قدم الفريق البحثي دليلاً بالتجارب السريرية على أن مثبطات الناقل (SGLT2i)، وهي فئة جديدة من أدوية خفض الغلوكوز لمرض السكري من النوع 2.

حازم بدر (القاهرة)
العالم صورة تجمع أعلام الولايات المتحدة والصين وهونغ كونغ (رويترز - أرشيفية)

الصين تستدعي القنصل الأميركي في هونغ كونغ إثر تصريحات «غير لائقة»

استدعى كبير الدبلوماسيين الصينيين في هونغ كونغ مؤخراً القنصل العام الأميركي؛ بسبب تصريحات اعتبرها «غير لائقة»، وحذّره من تعريض الأمن القومي الصيني للخطر، وفق ما أفاد متحدث وكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الخميس). والتقى مفوض وزارة الخارجية الصينية في هونغ كونغ ليو غوانغيوان القنصل العام الأميركي غريغوري ماي «قبل أيام قليلة»، من أجل «تقديم احتجاجات رسمية والتعبير عن الرفض الشديد له ولقنصليته، بسبب تصريحاتهم وأفعالهم غير اللائقة التي تدخلت في شؤون هونغ كونغ»، وفق متحدث باسم مكتب ليو. ولم يذكر المتحدث موعد الاجتماع بالضبط. خلال فعالية عبر الإنترنت، الشهر الماضي، قال الدبلوماسي الأميركي الذي تولى من

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم الرئيس الصيني شي جين بينغ (يمين) والرئيس التنفيذي لهونغ كونغ الخاصة جون لي (إ.ب.أ)

بدء محاكمة أبرز الشخصيات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ

بدأت اليوم (الاثنين) محاكمة 47 من أبرز الشخصيات المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ، في أكبر قضية قضائية حتى الآن بموجب قانون الأمن القومي الذي قضى على كل معارضة في المدينة. ويواجه المتهمون عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدينوا "بالتآمر لارتكاب عمل تخريبي"، وتتهمهم سلطات هونغ كونغ بمحاولة إطاحة حكومة المدينة الموالية لبكين.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
العالم جيمي لاي مكبّل اليدين (إ.ب.أ)

حكم جديد بالسجن بحق جيمي لاي على خلفية خرق عقد إيجار

أصدر القضاء في هونغ كونغ، اليوم (السبت)، حكما جديداً بحق قطب الإعلام المؤيد للديمقراطية جيمي لاي يقضي بسجنه 5 سنوات و9 أشهر بعد إدانته بالاحتيال في عقد إيجار. ولاي، البالغ 75 عاماً، أحد مؤسسي صحيفة «أبل ديلي» المغلقة حالياً، أمضى أخيراً عقوبة بالسجن 20 شهراً، بعد عدة إدانات لدوره في احتجاجات وتجمعات غير مرخصة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

باللغة العربية... أول رسالة من «البطل» أحمد الأحمد بعد هجوم سيدني (فيديو)

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
TT

باللغة العربية... أول رسالة من «البطل» أحمد الأحمد بعد هجوم سيدني (فيديو)

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)

زار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الثلاثاء، مستشفى سانت جورج في جنوب سيدني لزيارة أحمد الأحمد، بالتزامن مع تداول مقطع أول رسالة للبطل الذي تصدّى لهجوم إطلاق النار في سيدني.

وكان الرجل البالغ من العمر 43 عاماً قد ظهر في مقطع مصوّر وهو يهاجم أحد المهاجمين من الخلف وينجح في نزع سلاحه، خلال الهجوم الذي وقع الأحد.

وانتشر المقطع الاستثنائي على نطاق واسع حول العالم، وشوهد عشرات الملايين من المرات عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأُصيب الأحمد بأربع إلى خمس طلقات نارية في كتفه أثناء تدخله البطولي، قبل أن يُنقل إلى المستشفى، حيث خضع لعمليات جراحية عدة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، في تصريحات للصحافيين عقب الزيارة، إن لقاء الأحمد كان «شرفاً كبيراً». وأضاف: «إنه بطل أسترالي حقيقي يتسم بتواضع كبير، وقد شرح لي ما دار في ذهنه عندما شاهد الفظائع تتكشف أمامه».

وتابع: «اتخذ قرار التحرك، وشجاعته تشكّل مصدر إلهام لجميع الأستراليين».

كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه التقى والدي صاحب المتجر، اللذين يزوران أستراليا قادمين من سوريا، قائلاً: «إنهما والدان فخوران».

وفي وقت سابق من صباح الثلاثاء، بدأ تداول مقطع فيديو لأحمد الأحمد وهو يتحدث من سرير المستشفى باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال في الفيديو إنه «يقدّر جهود الجميع».

وأضاف: «جزاكم الله خيراً، ومنحكم الله العافية»، بينما كان طاقم الرعاية الصحية يدفع سرير المستشفى عبر أحد الممرات.

وتابع: «إن شاء الله نعود إليكم بالفرح. وبفضل الله، مررت بمرحلة صعبة جداً، لا يعلمها إلا الله».

وقُتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد «حانوكا». ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الاثنين، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

من جانبها، قالت الشرطة الأسترالية، الاثنين، إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.


فيديو جديد... زوجان نزعَا سلاح أحد منفذي «هجوم سيدني» قبل مقتلهما

خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
TT

فيديو جديد... زوجان نزعَا سلاح أحد منفذي «هجوم سيدني» قبل مقتلهما

خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)

أظهرت لقطات مصوّرة نُشرت حديثاً من سيدني زوجين وهما يشتبكان بالأيدي مع أحد منفذي الهجوم الدموي الذي استهدف احتفالات عيد «حانوكا»، حيث تمكّنا لفترة وجيزة من انتزاع سلاحه قبل أن يُطلق عليهما النار ويُقتلا.

ويأتي الفيديو الجديد بعد واقعة أحمد الأحمد الذي وصف بالبطل لنجاحه في التصدي لأحد منفذي الهجوم.

وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنهم أصدروا تحذيرات إلى عدد من أجهزة الاستخبارات حول العالم، محذّرين من احتمال وقوع هجمات إرهابية تستهدف أهدافاً يهودية، وداعين السلطات الدولية إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة.

وأظهرت اللقطات الجديدة، التي بثّتها هيئة الإذاعة الأسترالية الرسمية (ABC)، الزوجين وهما يواجهان أحد الإرهابيين من دون أي أسلحة. ويَظهر في الفيديو اشتباكهما معه ومحاولتهما نزع سلاحه، وهو ما نجحا فيه لفترة وجيزة.

وحسب صحيفة «ديلي ميل»، تمكّن الإرهابي لاحقاً من استعادة السيطرة على سلاحه ومواصلة هجومه الدموي. وكان الزوجان من بين الضحايا الذين قُتلوا في الهجوم الإرهابي.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد «حانوكا». ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، أمس، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

من جانبها، قالت الشرطة الأسترالية، أمس، إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم (داعش)» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

اقرأ أيضاً


منفِّذا «هجوم سيدني» تلقيا تدريبات عسكرية في الفلبين الشهر الماضي

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
TT

منفِّذا «هجوم سيدني» تلقيا تدريبات عسكرية في الفلبين الشهر الماضي

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)

أكدت مصادر أمنية لهيئة الإذاعة الأسترالية «إيه بي سي» أن المسلحين ساجد أكرم وابنه نافيد، اللذين نفذا الهجوم على حشد كان يحتفل بـ«عيد حانوكا اليهودي» على شاطئ بوندي في سيدني، سافرا إلى الفلبين لتلقي تدريبات عسكرية مكثفة الشهر الماضي.

صلة منفذي هجوم بوندي بـ«داعش»

كانت هيئة الإذاعة الأسترالية قد كشفت بالأمس أن وكالة الاستخبارات الأسترالية (ASIO) حققت مع نافيد أكرم عام 2019 بشأن صلاته بأعضاء خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في سيدني.

ولقي 15 شخصا حتفهم جراء الهجوم الذي وقع يوم الأحد وكان أسوأ إطلاق نار جماعي تشهده أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاما. ويجري التحقيق فيه باعتباره عملا إرهابيا كان يستهدف اليهود.

وقال مصدر أمني رفيع إن نافيد، الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً آنذاك، أظهر «علاقات مثيرة للقلق» بـ«داعش» تم التحقيق فيها من قبل وكالة الاستخبارات الأسترالية، إلا أنها لم ترَ حاجةً لمزيد من التحقيقات في ذلك الوقت.

ويُجري المحققون حالياً تحقيقاً في صلات ساجد أكرم وابنه بشبكة إرهابية دولية، بعد اكتشاف سفرهما إلى مانيلا في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لمسؤولين مطلعين على التحقيق.

وقال مكتب الهجرة في الفلبين الثلاثاء إن منفذي الهجوم في سيدني سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر (تشرين الثاني) على متن الرحلة (بي.آر212) للخطوط الجوية الفلبينية من سيدني إلى مانيلا ومنها إلى مدينة دافاو، حيث تنشط فيها جماعات إرهابية، من بينها فصائل مرتبطة بتنظيم «داعش».

وذكر المتحدث باسم المكتب أن ساجد أكرم (50 عاما)، وهو مواطن هندي مقيم في أستراليا، سافر بجواز سفر هندي، بينما استخدم ابنه نافييد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، جواز سفر أستراليا. ووصلا معا على متن تلك الرحلة.وغادر الرجل وابنه في 28 نوفمبر تشرين الثاني على نفس الرحلة من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني قبل الهجوم بأسابيع

وأفاد مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب في أستراليا، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن ساجد ونافيد سافرا إلى جنوب الفلبين وخضعا لتدريب عسكري.

وتُعدّ الفلبين بؤرةً للمتشددين منذ أوائل التسعينيات، حين أُعيد إنشاء معسكرات تدريب إرهابية كانت قائمةً على الحدود الباكستانية الأفغانية في جنوب جزيرة مينداناو.

وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر تنظيم «داعش» على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين وتمكنوا من الاحتفاظ بها لخمسة أشهر رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنها. وأدى حصار ماراوي، الذي شكل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100 معظمهم من المسلحين.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الثلاثاء، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

وقالت الشرطة الأسترالية إن السيارة التي استخدمها المسلحان كانت تحتوي على علمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في الهجوم الذي نُفذ مساء الأحد.