ضغوط من المستوطنين على «الليكود» للتصويت مع قانون الضفة الغربية

مستوطنون إسرائيليون يتابعون اعتقال متظاهرين فلسطينيين في القصبة بالبلدة القديمة في الخليل أبريل الماضي (إ.ب.أ)
مستوطنون إسرائيليون يتابعون اعتقال متظاهرين فلسطينيين في القصبة بالبلدة القديمة في الخليل أبريل الماضي (إ.ب.أ)
TT

ضغوط من المستوطنين على «الليكود» للتصويت مع قانون الضفة الغربية

مستوطنون إسرائيليون يتابعون اعتقال متظاهرين فلسطينيين في القصبة بالبلدة القديمة في الخليل أبريل الماضي (إ.ب.أ)
مستوطنون إسرائيليون يتابعون اعتقال متظاهرين فلسطينيين في القصبة بالبلدة القديمة في الخليل أبريل الماضي (إ.ب.أ)

توجه قادة المستوطنين إلى جميع الأحزاب اليمينية في الائتلاف والمعارضة، طالبين الترفع عن الحسابات الحزبية وتمرير القانون، الذي «يعتبر مصلحة قومية عليا». يأتي ذلك، في الوقت الذي تتخبط فيه أحزاب الائتلاف الحاكم حول تمديد سلطة القانون الإسرائيلي على المستوطنين في الضفة الغربية، وتحاول المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو إحراج الحكومة بالتصويت ضده.
وقال رئيس مجلس المستوطنات في الضفة، ديفيد الحياني، إن «هذا القانون، الذي سُنّ بشكل مؤقت عام 1967 ويتم تجديده بشكل تلقائي مرة كل خمس سنوات، ينظم حياة المستوطنين كمواطنين إسرائيليين؛ إذ إن غياب القانون يجعلهم خارج الإجماع الوطني ويجعل حياتهم غارقة بالفوضى». وأضاف «كل الحكومات الإسرائيلية تمكنت من تمرير القانون بأكثرية ساحقة؛ لأنه ينظم حياة المستوطنين بشكل طبيعي. ومن لا يريد هذا القانون، عليه أولاً أن يطرح بديلاً له. والبديل الذي نراه مناسباً هو فرض السيادة الإسرائيلية بالكامل على يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وطالما أن الحكومات عندنا لا تجرؤ على سنّ قانون كهذا، لحسابات سياسية ودولية، فإن مصلحة المستوطنين تقتضي تمرير القانون المؤقت». وطالب الحياني جميع رؤساء الأحزاب بأن «يظهروا وقوفهم مع الاستيطان، وترك الخلافات الحزبية جانباً والتصويت إلى جانب القانون عند طرحه يوم الاثنين المقبل».
يذكر، أن وزير القضاء غدعون ساعر، الذي يعدّ الحياني مقرباً منه، هدد بتفكيك الائتلاف الحكومي في حال فشل في تمرير القانون. وهو يواجه مصاعب في ذلك مع حزب ميرتس اليساري، والقائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، اللذين يستصعبان التصويت مع القانون. وقد اضطر ساعر إلى سحب القانون عن جدول الأعمال في مطلع الأسبوع، خوفا من سقوطه. إذ أن المعارضة قررت استغلال هذا القانون وغيره من المشاريع الحكومية للتصويت ضدها وإسقاطها، بهدف أضعاف موقف الائتلاف الحكومي والتعجيل بنهايته.
وقد جاءت رسالة مجلس المستوطنات كحبل نجاة للائتلاف الحكومي، في مواجهة خطة الليكود وشركائه في المعارضة. والقانون المذكور، يقضي بسريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين في القضايا الجنائية، ويمنح المستوطنات حقوقاً مالية ومادية لدى وزارة الداخلية. وهو قانون طوارئ، قائم منذ العام 1967، بعدما احتلت إسرائيل المناطق العربية في الحرب وفرضت حكماً عسكرياً شاملاً عليها، وأصبح قائد اللواء الشمالي حاكماً عسكرياً على هضبة الجولان السورية، وقائد اللواء في المنطقة الوسطى حاكماً عسكرياً على الضفة الغربية، وقائد اللواء الجنوبي حاكماً عسكرياً على سيناء المصرية وقطاع غزة. وبعد اتفاقيات السلام مع مصر واتفاقيات أوسلو، وقرار إسرائيل ضم الجولان إلى حدودها، بقيت منطقة تعادل 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية خاضعة لنظام الحكم العسكري. ويعيش على هذه المنطقة 450 ألف مستوطن يهودي ونحو 200 ألف مواطن فلسطيني.
وكان الفلسطينيون في الضفة الغربية بداية الاحتلال، يعدون سكان منطقة محتلة مؤقتاً بنظر الإسرائيليين، وبهذا يحل عليهم ميثاق جنيف. لكن، بعد أربعة أشهر من الاحتلال تراجعت إسرائيل وشطبت البند الذي يربط الميثاق بهم. وقررت أنهم يخضعون للقانون الأردني. ثم راحت تجري تعديلات على القانون الأردني بواسطة فرض أوامر جديدة من الحاكم العسكري. وبلغ عددها 1800 أمر عسكري تتحكم من خلالها بحياة الفلسطينيين وتمكّن الاحتلال من مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتنفيذ الاعتقالات.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

غزة: 30 قتيلاً بقصف إسرائيلي لمكتب بريد يؤوي نازحين

فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

غزة: 30 قتيلاً بقصف إسرائيلي لمكتب بريد يؤوي نازحين

فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)
فتاة مصابة تجلس داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (إ.ب.أ)

كشف مسعفون عن أن غارة إسرائيلية، على مكتب بريد يؤوي سكاناً من غزة، أسفرت عن مقتل 30 فلسطينياً على الأقل وإصابة 50 آخرين. وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه كان يستهدف عضواً بارزاً في حركة «الجهاد»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأفاد المسعفون بأن العائلات النازحة؛ بسبب الصراع المستمر منذ 14 شهراً، لجأت إلى مكتب البريد في مخيم النصيرات، وأن الغارة التي وقعت في وقت متأخر أمس (الخميس) رفعت حصيلة القتلى في القطاع أمس إلى 66 قتيلاً.

وذكرت إسرائيل أنَّها كانت تستهدف قيادياً في حركة «الجهاد» هاجم مدنيين وقوات إسرائيلية. واتهمت إسرائيل الحركة المسلحة باستغلال البنية التحتية المدنية والسكان دروعاً بشرية لأنشطتها.

وقال بيان عسكري إسرائيلي إنه يراجع التقارير بشأن عدد القتلى. ولم يذكر هوية عضو «الجهاد».

و«النصيرات» هو أحد المخيمات الـ8 القديمة في قطاع غزة التي كانت في الأصل مخصصة للاجئين الفلسطينيين الذين فروا من حرب عام 1948 التي رافقت قيام إسرائيل. وهو اليوم جزء من منطقة حضرية مكتظة بالنازحين من جميع أنحاء القطاع.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، أنه تناول في محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ضرورة موافقة حركة «حماس» على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال بلينكن عقب اجتماعه مع فيدان في أنقرة: «في مباحثاتي مع الرئيس إردوغان والوزير فيدان تحدَّثنا عن ضرورة موافقة (حماس) على الاتفاق (في غزة) الذي يمكن أن يساعد أخيراً على وضع حد للأمر».

وتابع: «نقدِّر كثيراً الدور الذي يمكن أن تضطلع به تركيا باستخدام تواصلها مع (حماس)، لمحاولة إنهاء الأمر».