«العفو الرئاسي» في مصر تُبشر بإفراجات جديدة بين النشطاء

طالبت بإدراج المرشح الأسبق عبد المنعم أبو الفتوح

حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي الشهر الماضي (نشطاء)
حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي الشهر الماضي (نشطاء)
TT

«العفو الرئاسي» في مصر تُبشر بإفراجات جديدة بين النشطاء

حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي الشهر الماضي (نشطاء)
حمدين صباحي يستقبل الصحافي حسام مؤنس فور خروجه من السجن بعفو رئاسي الشهر الماضي (نشطاء)

بشرت لجنة «العفو الرئاسي» بمصر، بمزيد من الإفراجات بين النشطاء السياسيين، خلال اليومين المقبلين، فيما قدمت طلباً بأن تشمل قائمة المعفو عنهم، المرشح الرئاسي الأسبق عبد المنعم أبو الفتوح، الذي نال، أول من أمس، حكماً بالسجن 15 عاماً بعد إدانته بـ«نشر أخبار كاذبة».
وقال النائب البرلماني طارق الخولي، عضو لجنة العفو الرئاسي، أمس، إنه جارٍ الانتهاء من إجراءات الإفراج عن 6 نشطاء، بالإضافة إلى «مجموعة أخرى سيتم الإفراج عنها يوم الخميس المقبل».
وعدّد الخولي الأسماء الجاري الإفراج عنهم، وهم (أيمن عبد المعطي عبد الرسول ورد، ومحمد رضا السيد جمعة، وشريف الروبي، ومحمد وليد سعد، وسامح سعودي، ومحمد محيي الدين).
وأفرج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن عدد من النشطاء، الفترة الأخيرة، بعد أن أوصى نهاية الشهر الماضي بإعادة تفعيل «لجنة العفو الرئاسي»، بالتزامن مع الدعوة لـ«حوار سياسي مع التيارات الحزبية والشبابية بلا استثناء»».
ومن بين الأسماء الجدلية، التي يطالب سياسيون بالإفراج عنهم، المرشح الرئاسي الأسبق عبد المنعم أبو الفتوح، خصوصاً بعد الحكم عليه أمس بـ15 سنة سجناً مشدداً، لكن كمال أبو عيطة، عضو لجنة العفو الرئاسي، قال إنه «ضمن الأسماء المقترحة»، مضيفاً: «اللجنة تتلقى طلبات العفو كافة بغض النظر عن آراء البعض».
وأوقف أبو الفتوح في فبراير (شباط) 2018 قبل نحو شهر ونصف الشهر من الانتخابات الرئاسية في مصر التي فاز خلالها الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي. ودعا أبو الفتوح مع عدد من الشخصيات، آنذاك، إلى مقاطعة تلك الانتخابات».
وأُدين أبو الفتوح في اتهامات عدة، من بينها «الانضمام لجماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون ونشر أخبار كاذبة داخل وخارج مصر تضر بمصالح البلاد»، رغم إعلانه الاستقالة من «جماعة الإخوان المسلمين المحظورة». وسبق أن خاض أبو الفتوح انتخابات الرئاسة في مصر في 2012، التي فاز فيها الرئيس الراحل محمد مرسي. ووفق عضو لجنة العفو الرئاسي كمال أبو عيطة، سيتم خلال هذا الأسبوع «التخلص من وجع يعاني منه الوطن بأكمله، شعباً وحكومة ومعارضة»، من خلال قوائم العفو، لكنه رفض ذكر رقم يقيني حول القائمة. وأضاف، في مداخلة تلفزيونية: «اللجنة في انتظار مراجعة الأجهزة المعنية للقوائم التي اقترحتها، والإعلان عن الأسماء التي تمت الموافقة عليها»، موضحاً أن «المعارض يحيى حسين عبد الهادي في مقدمة السياسيين، وممتاز فتحي عبد التواب في مقدمة العمال المحبوسين، بالإضافة إلى عمال وموظفي شركات التأمين وعمال هيئة النقل العام». وتابع: «أسماء السياسيين المعروفة كافة لدى الرأي العام تم تقديمها من اللجنة إلى الجهات المعنية، بالإضافة إلى عمال تم حبسهم في فترة معينة وفق توسيع قاعدة الاشتباه». وذكر أن «لجنة العفو ليس لديها أجهزة بحث، لكن لديها قواعد عامة تتضمن كل مَن لم تلوث يده بدماء ولم يشترك في عنف أو إرهاب». بدوره، قال المحامي المصري، خالد علي، إن جهات التحقيق قررت إخلاء سبيل الناشط عبد الرحمن طارق، المعروف إعلامياً باسم «موكا»، وذلك عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». وقوبل قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي، بأصداء إيجابية واسعة داخل الأوساط السياسية في البلاد، خصوصاً مع ترحيب رموز المعارضة السياسية، الذين وصفوا القرار بخطوة على طريق الإصلاح السياسي.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تعزّز تعاونها مع الصومال بـ«منتدى رجال الأعمال»

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعزّز تعاونها مع الصومال بـ«منتدى رجال الأعمال»

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)

في خطوة تستهدف تعزيز التعاون المصري - الصومالي، أعلنت السفارة الصومالية في القاهرة استضافة العاصمة المصرية «منتدى رجال الأعمال المصري – الصومالي»، الأربعاء المقبل، لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي.

ومن المقرر أن يُعقد المنتدى على مدار يومين، بمشاركة رجال أعمال ومستثمرين صوماليين ومصريين، حسب إفادة للسفارة الصومالية بالقاهرة.

وتشهد العلاقات المصرية الصومالية تطوراً متنامياً في الفترة الحالية، خاصة إزاء مساندة القاهرة لمقديشو في أزمتها مع أديس أبابا، بشأن مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري بالاتفاق مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي.

وعدّ سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير علي عبدي انعقاد منتدى الأعمال «خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لتعزيز التعاون بين بلاده ومصر على المستويات كافة، خاصة المجال الاقتصادي»، وأكد في إفادة للسفارة الصومالية «أهمية التعاون مع الحكومة المصرية، بوصفها شريكاً تجارياً داعماً لاقتصاد بلاده».

وحسب السفير، «تمتلك مقديشو العديد من المقومات الجاذبة للاستثمارات»، داعياً المستثمرين المشاركين في المنتدى إلى «الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في بلاده»، وأعرب عن تطلعه لنجاح المنتدى في تحقيق أهدافه وتوسيع ودفع مستوى العلاقات الاقتصادية المصرية الصومالية.

وأشاد عبدي بمستوى التطور في العلاقات المصرية الصومالية، مشيراً إلى «وجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين لدعم وتعزيز التعاون المشترك»، حسب بيان السفارة الصومالية.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال محادثاته مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي في القاهرة، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أهمية «العمل على إنجاح منتدى الأعمال المصري الصومالي المزمع عقده بالعاصمة المصرية»، مشدداً على «أهمية تعزيز العلاقات التجارية والارتقاء بها».

ويشكل انعقاد منتدى الأعمال المصري الصومالي خطوة مهمة في مسار التقارب بين القاهرة ومقديشو، وتوسيع روابط العلاقات بين البلدين، وفق تقدير رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة يسري الشرقاوي، مشيراً إلى أن «المنتدى سيجمع عدداً كبيراً من ممثلي القطاع الخاص المصري والصومالي، لإرساء قواعد عمل وشراكات تجارية واستثمارية».

ويرى الشرقاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصومال في حاجة لخبرات واستثمارات في قطاعات مهمة، مثل الأمن الغذائي والأدوية والمنسوجات»، مشيراً إلى أن «المنتدى يستهدف تعزيز الشراكات والاستثمارات في هذه القطاعات، بما يعزز من مستوى التبادل التجاري بين البلدين».

وارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والصومال إلى 59 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2024، مقابل 31 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023 بنسبة ارتفاع قدرها 88 في المائة، وسجلت الصادرات المصرية 57 مليون دولار، في مقابل 2 مليون دولار واردات، حسب الجهاز المركزي للإحصاء المصري.

بدوره، يرى خبير الشؤون الأفريقية المصري رامي زهدي أن «الوقت بات مناسباً في الصومال لتدشين شراكات استثمارية وتجارية، بعد هدوء التوترات الداخلية»، وقال إن «مقديشو تستهدف تطوير قدراتها الاقتصادية لاستكمال بناء كامل أركان الدولة من خلال الاستعانة بخبرات الدول الصديقة لها ومنها مصر».

ويعتقد زهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعاون المصري الصومالي مؤخراً يوفر الغطاء السياسي والتشريعي لاستثمارات مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين»، مشيراً إلى أن «القاهرة تستهدف دعم قدرات الصومال ومؤسساته الوطنية، بما يسهم في إنهاء التوترات في القرن الأفريقي، والمساهمة في أمن البحر الأحمر»، منوهاً بـ«المساعدات العسكرية التي تقدمها مصر للحكومة الصومالية، لتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصاً خطر الإرهاب».

وعزّزت مصر تعاونها العسكري مع الصومال، ووقع البلدان، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتُّفق حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة من 2025 إلى 2029، كما دعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية.