تعاون مصري ـ سعودي في إنتاج صناعات الألمنيوم المتطورة

سفير المملكة بالقاهرة: العلاقات بين البلدين وصلت لمستوى متنام يليق بمكانتهما

القاهرة والرياض تتطلعان لتعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
القاهرة والرياض تتطلعان لتعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
TT

تعاون مصري ـ سعودي في إنتاج صناعات الألمنيوم المتطورة

القاهرة والرياض تتطلعان لتعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات الاقتصادية (الشرق الأوسط)
القاهرة والرياض تتطلعان لتعزيز التعاون بينهما في كافة المجالات الاقتصادية (الشرق الأوسط)

شهد المهندس محمد أحمد مرسي وزير الإنتاج الحربي المصري مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة القومية للإنتاج الحربي وتحالف شركتيّ «أوكتا إنترناشيونال» المصرية و«الوبكو» التابعة لمجموعة «العليان» السعودية فــي مجــال إنتــاج صناعــات الألمنيــوم المتطــورة، بحضــور أسامة بن أحمد نقلي سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، وذلك بديوان عام الوزارة.
أشار وزير الدولة للإنتاج الحربي، في بيان صحافي صادر عن الوزارة، أمس، إلى أن التوقيع يأتي في ضوء العلاقات التاريخية وأواصر الترابط والتآخي بين مصر والسعودية وفي ظل التقارب بين قيادتيّ البلدين الشقيقين، وفي إطار البدء في تدشين تعاون بين تحالف مجموعة «الوبكو» السعودية التابعة لمجموعة «العليان» وكل من شركة «أوكتا إنترناشيونال» ووزارة الإنتــاج الحربــي بهدف إقامة مصنع تشكيل وتصنيع منتجات وتطبيقات الألمنيوم لقطاعات الإنشاءات وغيرها من المنتجات عالية الجودة.
وأضاف أن «الهيئة القومية للإنتاج الحربي بموجب هذا التعاون ستعمل على توفير العمالة اللازمة للتشغيل والأرض والمساحات اللازمة لإقامة المصنع إلى جانب القيام بأعمال الإدارة المشتركة والتشغيل والصيانة».
وأوضح مرسي أن «الاستثمار الأجنبي المباشر يبلغ 500 مليون جنيه من خلال التعاون الوثيق مع الشركاء الموثوق بهم من القطاع الخاص المصري (شركة أوكتا إنترناشيونال) بهدف توطين التكنولوجيا الحديثة وتعميق التصنيع المحلي في صناعات الألمنيوم الوسيطة والنهائية في مصر»، منوهاً إلى تطلعه إلى مواصلة التعاون المثمر مع الجانب السعودي في مجالات التصنيع المختلفة وفتح آفاق جديدة للتعاون مع مختلف الشركات السعودية في ضوء سياسة الوزارة الرامية إلى نقل تكنولوجيات التصنيع الحديثة ودعم خطط واستراتيجيات التنمية المستدامة بالدولة من خلال الاعتماد على قدرات التصنيع والموارد المحلية المتاحة.
من جانبه، أشاد أسامة بن أحمد نقلي سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة بالدور المهم الذي تلعبه وزارة الإنتاج الحربي في دعم وتشجيع الاستثمار في مصر، مؤكداً أن المناخ الاستثماري في مصر على الرغم من التحديات العالمية فإنها سوق جاذبة للاستثمارات، معرباً عن اهتمام الشركات السعودية بتعزيز الشراكة مع الجانب المصري وخاصةً وزارة الإنتاج الحربي في إطار ما تمتلكه من إمكانيات تصنيعية وتكنولوجية وفنية وبشرية وبحثية كبيرة، كما أعرب عن فخره واعتزازه بما وصلت إليه العلاقات المصرية السعودية سواء بين القيادتين أو الشعبين الشقيقين من مستوى متنام يليق بمكانة الدولتين في المنطقة والعالم.
أوضح المهندس خالد عبد المنعم الرئيس التنفيذي لشركة منتجات الألمنيوم «الوبكو ALUPCO» التابعة لمجموعة العليان السعودية، أن شركته تلتزم بالمعايير الأوربية والألمانية والبريطانية (بي إس) والأميركية (آي إس تي إم) والسعودية (ساسو) في كل خطوة من عملياتها، لافتاً إلى أن الشركة ستقوم بموجب هذا التعاون بتوفير الاستثمار الكلي للمشروع والقيام بالإنشاءات الخاصة بالمصنع وتمويل المواد الخام ولوازم التشغيل، معرباً عن تطلع مجموعة العليان إلى تحقيق تعاون مثمر مع وزارة الإنتاج الحربي يعود بالنفع على الجانبين في ظل امتداد عمل المجموعة في 27 دولة حول العالم.
وأشاد خالد معتوق رجل الأعمال والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة «أوكتا إنترناشيونال» بالإمكانيات المتطورة لشركات ووحدات الإنتاج الحربي وما يتوافر بها من كوادر بشرية متميزة، الأمر الذي يشجع على إيجاد مجال خصب للتعاون المشترك بين الجانب المصري والسعودي والذي سيعود مردوده بالإيجاب على الجانبين.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».