انتهاء تصوير «طريق الوادي» استعداداً لإطلاقه العام القادم

جانب من تصوير فيلم {طريق الوادي}
جانب من تصوير فيلم {طريق الوادي}
TT

انتهاء تصوير «طريق الوادي» استعداداً لإطلاقه العام القادم

جانب من تصوير فيلم {طريق الوادي}
جانب من تصوير فيلم {طريق الوادي}

أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) الانتهاء من تصوير فيلم «طريق الوادي» الذي سبق الإعلان عنه العام الماضي خلال مشاركة «إثراء» في الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي 2021 وذلك استعداداً لإطلاقه في العام القادم.
الفيلم الذي اتخذ منحى مغايراً عن الأفلام الروائية، تجول في أكثر من 10 مواقع تصوير في وسط المملكة وجنوبها، وأصبح أشبه بالمغامرة، لاسيما بعد أن تم بناء قرية كاملة لتصوير الفيلم السينمائي في منطقة تنومه جنوب المملكة والتي ستبقى معْلمًا دائمًا لأهالي المنطقة تميزها عن غيرها، فتصوير «إثراء» لقصة الفيلم أعاد الحياة من جديد لقصر «المقر – النماص» بعد أن كان مغلقًا لفترة تجاوزت 8 أعوام، ما أسهم في إنعاش حركة السياحة وجذب الزوّار إلى المنطقة، في حين تم تصوير مشاهد أخرى في قرية «صدريد» التي تتنفس بشموخها وتمتاز بصلابة جذورها.
رئيس الفنون المسرحية والسينما في «إثراء» والمنتج لفيلم «طريق الوادي» ماجد زهير سمّان، قال إن «صناعة السينما متنامية في المملكة وتشهد تسارعا يتطلّب تحفيز وتهيئة البيئة السينمائية»، ومن منطلق التزام «إثراء» في دعم الإنتاج السينمائي فإنّنا نعمل على الارتقاء بمستوى المواهب المحلية لتصل إلى العالمية، مشيرًا إلى أن فيلم «طريق الوادي» سيكون بمثابة وجهة للتغيير في عالم صناعة الأفلام، فقد وظّف الفيلم أدوات إبداعية ابتكارية تستخدم لأول مرة في الإنتاج السينمائي.
قصة الفيلم تكشف شخصية الطفل «علي» الذي يعاني من متلازمة الصمت، فبعد أن ضلّ طريقه أثناء توجهه لرؤية طبيب في قرية مجاورة، ينتهى به المطاف وحيدًا في مكان ناءٍ، إلا أن سلسلة العقبات والتحديات لم تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره؛ حينها فقط اُدركت عائلته أن ما يعانيه علي ليس عائقا وإنما ميزة، منحته سيلا من الخيال والتخيّل.

لقطة من تصوير الفيلم

مواقع التصوير شكلت أبرز محطات المخرج السعودي خالد فهد، الذي استطاع من خلالها نقل تفاصيل قصة «طريق الوادي» بطريقة متسلسلة وآمنة، فخلال مرحلة التحضير والاستعداد التي استمرت 180يومًا حرص الفريق على إنشاء مؤسسة إنتاج خاصة للفيلم، فضلًا عن توظيف أكثر من 120 فنانا مختصا في مجال صناعة الأفلام لمرحلة ما قبل الإنتاج، و تخصيص 30 يومًا لتجارب أداء وتصوير متنوعة، ناهيك من القيام بـ20 رحلة استكشافية لمواقع التصوير بمدينة الرياض وجنوب المملكة، تخللها أكثر من 10 جلسات استشارية مع مختصين في صناعة الأفلام تهدف إلى تطوير نص الفيلم وحيثياته ضمن بوتقة تنصهر بها قصة الفيلم، كما تم تخصيص 80 جلسة تدريب لأبطال الفيلم وطاقم العمل.
لم يقتصر الفيلم على جانب التصوير والتمثيل ورواية أحداث القصة، وإنما تعداه إلى ضخ دماء جديدة في قطاعات عدة تركت تأثيرًا اجتماعيًا واقتصاديًا في المنطقة، التي احتضنت مواقع إنتاج وتصوير الفيلم، فقد أدى وجود فريق العمل في المكان إلى حركة اقتصادية تمثّلت في دعم المبدعين وإيجاد فرص عمل لقطاعات متعددة كالحراسات الأمنية والحِرف اليدوية والمقاولات، ناهيك من إتاحة فرصة لسكّان المنطقة للمشاركة في تمثيل بعض مشاهد الفيلم.


مقالات ذات صلة

السينما التونسية تترك بصمتها في «أسوان السينمائي»

يوميات الشرق ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)

السينما التونسية تترك بصمتها في «أسوان السينمائي»

تركت السينما التونسية بصمة في الدورة الثامنة لمهرجان «أسوان لأفلام المرأة» ليس فقط بوصفها ضيف شرف هذه الدورة بل لأنها حصدت بفيلم «بنات ألفة» 3 جوائز.

انتصار دردير (أسوان (مصر))
سينما كونتِن تارنتينو وراء الكاميرا خلال تصوير «غريندهاوس» (دايمنشن فيلمز)

كونتِن تارنتينو يُلغي فيلمه المقبل ولا جديد

قرر المخرج كونتِن تارنتينو إلغاء مشروع فيلم كان أعلن عنه قبل أكثر من سنة تحت عنوان «The Movie Critic».

محمد رُضا (لندن)
سينما آن ماري جاسر (آب أند بيورن)

مستقبل مخرجين فلسطينيين خارج الحدود

تضع الحرب الدائرة في قطاع غزّة المخرجين الفلسطينيين أمام تساؤلات مهمّة تتعلّق بما يستطيعون القيام به لتحقيق أفلامهم المقبلة.

محمد رُضا (لندن)
سينما «حرب أهلية» (A24)

شاشة الناقد: نبوءة الحرب الأهلية

نبوءة الحرب الأهلية أصبحت فيلماً جيداً لا يُضيف، لكنه يلتقي على نحوٍ غير مباشـر مع نبوءة أخرى لفيلم كوبولا «المحادثة».

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق أجور الممثلات والممثلين... تمييز جندريّ صادم والفوارق بالملايين

أجور الممثلات والممثلين... تمييز جندريّ صادم والفوارق بالملايين

تعاني الممثلات في هوليوود من تمييزٍ في الأجور بينهنّ وبين زملائهنّ الذكور. هذا الواقع القديم المتجدّد لم تتمكّن الحملات المعترضة من معالجته.

كريستين حبيب (بيروت)

تكالة وسفير الاتحاد الأوروبي يبحثان «مقترحات» لإنهاء «الجمود السياسي»

تكالة مستقبلاً سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو (المجلس الأعلى للدولة في ليبيا)
تكالة مستقبلاً سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو (المجلس الأعلى للدولة في ليبيا)
TT

تكالة وسفير الاتحاد الأوروبي يبحثان «مقترحات» لإنهاء «الجمود السياسي»

تكالة مستقبلاً سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو (المجلس الأعلى للدولة في ليبيا)
تكالة مستقبلاً سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو (المجلس الأعلى للدولة في ليبيا)

قال المجلس الأعلى للدولة، الخميس، إن رئيسه تكالة، نقاش مع أورلاندو مستجدات الوضع السياسي الليبي، بعد ما أسماه «فشل» مهمة المبعوث الأممي السابق، واستقالته وتكليف نائبته ستيفاني خوري، كما بحث معه «المقترحات التي من شأنها إنهاء حالة الجمود السياسي والسير بالبلاد في مسار ديمقراطي سليم».

وثمّن تكالة دور الاتحاد الأوروبي «في إنهاء الخلاف بين الأطراف السياسية الليبية سعياً لتحقيق الاستقرار في ليبيا وكامل المنطقة».

وفي لقاء آخر، التقى السفير الأوروبي في العاصمة طرابلس قائد خفر السواحل الليبي العميد بحار رضا عيسى، وعقب عبر حسابه على منصة «إكس» قائلاً: «استعرضنا شراكتنا التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح في البحر، وتحسين إدارة ليبيا لحدودها، وحددنا مجالات لتعزيز التعاون وبناء القدرات والامتثال لحقوق الإنسان».

وكان تكالة التقى ممثلَين لمجلس أعيان وحكماء المنطقة الغربية، أحمد الذيب والبشتي الزحوف، بمقرّ المجلس مساء (الأربعاء). وقال المجلس إن اللقاء تطرق إلى «الدور الذي يضطلع به الأعيان والحكماء لتقريب وجهات النظر بين الأطراف وحل النزاعات داخل المنطقة للوصول إلى حلول سلمية وتسوية اجتماعية تحقق السلم والاستقرار».

وبخصوص مسار المصالحة الوطنية، قال عضو مجلس النواب ميلود الأسود، إنه «تم الانتهاء من مراجعة واعتماد نسخة نهائية لمشروع قانون المصالحة والعدالة الانتقالية من بين المقترحات المقدمة إليهم»، وذلك خلال ورشة عمل عُقدت في تونس الاثنين والثلاثاء الماضيين، بالتنسيق بين لجنة العدل والمصالحة بالمجلس مع البعثة الأممية، مشيراً إلى أنه تم إعداد مقترح لتعديل دستوري «لتحصين القانون كونه استثنائياً حتى ينجح في تحقيق غاياته».

وفي حين لفت ميلود إلى أن لجنة العدالة التي يترأسها ستحيل مشروع القانون قريباً إلى مجلس النواب لعرضه على الجلسة العامة بقصد اعتماده، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن القانون الذين يعملون عليه راهناً «هو في الأصل مشروع المصالحة الخاص بالمجلس الرئاسي، بعد إضافة نصوص عليه من النسخة المعروضة على مجلس النواب وإخضاعها للتعديل بموافقة الجميع».

وفي مسار التعاون بين ليبيا وإيطاليا، التقى المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، السفير الإيطالي لدى ليبيا جانلوكا البيريني والقنصل العام بالسفارة الإيطالية في بنغازي فرانشيسكو سافيريو دي لويجي.

وقالت القيادة العامة في بيان، مساء (الأربعاء)، إنه تمت مناقشة تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، وكذلك مساهمة الشركات الإيطالية المتخصصة في مجال الإعمار، الذي تشهده المدن والمناطق الليبية المختلفة، كما تم التباحث حول أهمية التنسيق والتعاون المشترك للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واتخاذ خطوات عملية في هذا الشأن.

من جهته، أكد السفير الإيطالي عن قرب انطلاق الرحلات الجوية المباشرة من مطار بنغازي الدولي إلى مطار روما.

كما حث حفتر رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، أسامة حمّاد، على الاستجابة لمطالب سكان الجنوب، وذلك خلال مناقشة «ما تم إنجازه هناك من مشروعات وخطط تنموية».

وفد من مجلس الدولة خلال زيارته مجلس الشيوخ الماليزي (المجلس الأعلى للدولة في ليبيا)

في شأن مختلف، قال المجلس الأعلى للدولة، الخميس، إن نائب رئيس المجلس عمر العبيدي، وعدداً من الأعضاء، التقوا بالعاصمة الماليزية كوالالمبور السيناتور داتوك موتانج تقال، رئيس مجلس الشيوخ الماليزي، ونائبه السيناتور نور جزلان محمد، وعدداً من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ المتخصصين في التعليم والاقتصاد والسياسة الخارجية.

وأوضح المجلس الأعلى للدولة أن المجتمعين ناقشوا العلاقات بين المجلسين وسبل تعزيز التعاون بينهما، كما تطرقوا إلى «سبل الاستفادة من التجربة الماليزية المتقدمة في العمل السياسي والاقتصادي والتعليمي واستلهامها».


واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
TT

واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

بعد هدوء نسبي، عادت الجماعة الحوثية لتنفيذ هجماتها البحرية ضد السفن، في الشهر السادس منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث أكد الجيش الأميركي اعتراض وتدمير صاروخ وأربع مسيرات، كما أكد الجيش اليوناني تدمير مسيرة خامسة.

وتبنت الجماعة الموالية لإيران، الأربعاء، مهاجمة ثلاث سفن في خليج عدن والمحيط الهندي، ليرتفع عدد السفن التي هاجمتها إلى 102 سفينة، وفق زعيمها عبد الملك الحوثي، في حين أبلغت هيئة بريطانية عن هجوم آخر استهدف سفينة على مقربة من جنوب غربي ميناء عدن، الخميس، دون أضرار.

وأفادت هيئة العمليات البريطانية في تقرير على منصة «إكس» بأن قبطان سفينة شحن أبلغ عن سماع دويّ قويّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر على بُعد نحو 15 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير، وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

الإبلاغ عن الحادث جاء غداة إعلان الجماعة الحوثية تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية. وفق بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع.

وزعم سريع أن قوات جماعته البحرية استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفتْ مدمرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيرة.

تصدٍّ أميركي ويوناني

أفاد الجيش الأميركي، في بيان، الخميس، باعتراض الهجمات الحوثية وتدمير صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات، كما أبلغ الجيش اليوناني عن اعتراض مدمرة تابعة له طائرتين من غير طيار.

وأوضحت القيادة الأميركية المركزية، في بيان على منصة «إكس»، أنه في الساعة 11:51 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 24 أبريل (نيسان) ، نجحت سفينة تابعة للتحالف في التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن فوق خليج عدن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

ورجح البيان أن الصاروخ كان يستهدف السفينة «إم في يورك تاون»، وهي سفينة تملكها وتديرها الولايات المتحدة وترفع علمها، وتضم طاقماً مكوناً من 18 أميركياً وأربعة يونانيين.

وفي حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن العسكرية والتجارية، أضاف البيان الأميركي أنه بشكل منفصل، بين الساعة 12:07 والساعة 1:26 ظهراً، نجحت القوات في الاشتباك وتدمير أربع طائرات دون طيار فوق المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطبقاً للجيش الأميركي، تقرر أن الصاروخ المضاد للسفن والطائرات من دون طيار كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية، الخميس، قولهم إن سفينة حربية يونانية تشارك في المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون من اليمن صوب سفينة تجارية.

وبحسب مسؤول يوناني تحدث للوكالة، أطلقت الفرقاطة اليونانية «هايدرا»، التي كانت ترافق سفينة تجارية في خليج عدن النار على طائرتين مسيرتين، حيث دمرت واحدة بينما ابتعدت الأخرى».

وتشارك اليونان بفرقاطتها ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس» لحماية الملاحة من الهجمات الحوثية، لكن دون المشاركة في ضربات مباشرة على الأرض ضد الجماعة، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

الجنرال روبرت بريجر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام (أ.ب)

وفي وقت سابق، قال قائد المهمة الأوروبية الأدميرال اليوناني فاسيليوس غريباريس إن سفن الاتحاد اعترضت 9 طائرات حوثية مُسيَّرة، وقارباً مُسيَّراً، وأربعة صواريخ باليستية.

ولدى الاتحاد 4 سفن عسكرية، ومن بين دوله المشاركة في المهمة: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

مهاجمة 102 سفينة

تبنى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، في خطبة بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، مهاجمة 102 سفينة خلال 200 يوم، وفق زعمه، مشيراً إلى أن جماعته تسعى لتوسيع الهجمات في المحيط الهندي.

وتربط الجماعة الموالية لإيران وقف هجماتها البحرية بإنهاء الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وإنهاء حصارها، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتتخذ من قضية فلسطين ذريعة للمزايدة.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو من خلال دعم القوات الحكومية لاستعادة كل الأراضي اليمنية، بما فيها الحديدة وموانئها.

عنصر حوثي يرفع لافتة تمجد إيران حيث تتهم الجماعة بتنفيذ أجندة طهران في المنطقة (إ.ب.أ)

ويقول الجيش الأميركي إن الحوثيين هاجموا السفن في 122 مناسبة، وإن قواته نفذت قرابة 50 ضربة على الأرض لتقليص قدرات الجماعة ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة. بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض، ابتداء من 12 يناير الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

مدمرة أميركية تشارك في حماية السفن في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وأُصيب نحو 16 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.


الجيش السوداني يعلن «صد 3 مُسيرات» شمال البلاد

جندي سوداني يمر بين منازل متضررة جراء الحرب مطلع الشهر في مدينة أم درمان بالخرطوم (رويترز)
جندي سوداني يمر بين منازل متضررة جراء الحرب مطلع الشهر في مدينة أم درمان بالخرطوم (رويترز)
TT

الجيش السوداني يعلن «صد 3 مُسيرات» شمال البلاد

جندي سوداني يمر بين منازل متضررة جراء الحرب مطلع الشهر في مدينة أم درمان بالخرطوم (رويترز)
جندي سوداني يمر بين منازل متضررة جراء الحرب مطلع الشهر في مدينة أم درمان بالخرطوم (رويترز)

أعلن الجيش السوداني، الخميس، تصدي مضاداته الأرضية لثلاث طائرات مُسيرة «درون» حلقت بالقرب من مدينة مروي في شمال السودان. وأفاد بـ«إفشال مهمتها، مما اضطرها للرجوع دون تنفيذ أهدافها».

وسُمع دويّ انفجارات كبيرة حول مصفاة النفط الواقعة شمال العاصمة بنطاق الخرطوم بحري، ورجّح سكان أنها صادرة من اتجاه الجيش الذي يسعى لاستعادة المصفاة من «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر على المنشأة، والمناطق المحيطة بها.

وتتكون العاصمة السودانية من ثلاث مدن هي: الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان، ويتقاسم الجيش و«الدعم السريع» السيطرة على نطاقات مختلفة، ويسعى كل طرف لتوسيع مناطق نفوذه.

وقال الجيش، في بيانه، إن شعبة التوجيه والخدمات، بقيادة «الفرقة 19 مشاة» في مدينة مروي بالولاية الشمالية، أفادت بأن أجهزة الرصد التابعة له «رصدت ثلاث طائرات استطلاع مُسيرة (درون)، في ارتفاعات عالية، قادمة من جهة الغرب وباتجاه الشرق، عند منطقة أم بكول، وتبعد نحو 70 كيلومتراً جنوب مدينة مروي».

وأضاف بيان الجيش أنه «تعامل مع المُسيرات بالمضادات الأرضية، واستطاع إفشال مهمتها، مما اضطرها للفرار». ووجّه رسالة تطمين لمواطني المدينة بأن «مثل هذه المُسيرات لا تشكل خطراً» عليهم.

وأوضح بيان الجيش أن الرادارات وأجهزة التشويش التي يمتلكها ترصد وتراقب وتتابع مثل هذه الأجسام، ثم يتعامل معها بالمضادات الأرضية، ودعا المواطنين إلى «التبليغ الفوري لأقرب نقطة أو ارتكاز للجيش، حال مشاهدة أي أجسام غريبة في الأجواء المحلية».

ولا تعدّ عملية مروي الأولى من نوعها، إذ زادت كثافة هجمات الطائرات المُسيرة، خلال الأسابيع الأخيرة، واستهدفت مواقع عسكرية في عدد من المدن؛ منها القضارف (شرق)، وعطبرة وشندي ومروي (شمال).

ولم يكشف الجيش طبيعة تلك المُسيرات، أو الجهة المسؤولة عن إطلاقها، وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام تشير إلى قوات «الدعم السريع»، لكنها تنفي ضلوعها في الهجمات، ووجهت اتهامات لـ«مجموعات إرهابية» على خلاف مع الجيش بعد أن كانت حليفة له.

من جهة أخرى، سمعت أصوات قصف مدفعي ثقيل باتجاه مصفاة البترول بمنطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، الواقعة تحت سيطرة «الدعم السريع».

وقال شهود عيان إن «أصوات القصف المدفعي المكثف الذي استهدف المصفاة سُمعت من أماكن بعيدة، في حين لم يسمع ما يشير إلى حدوث التحامات مباشرة بين الجيش الذي يحاول استرداد المصفاة قادماً من جهة الشمال، و(الدعم السريع) الذي يدافع عنها».

ومنذ أكثر من أسبوع، تشهد منطقة المصفاة عمليات قتالية متفرقة، بما في ذلك القصف المتبادل بالمُسيرات، دون حدوث التحام مباشر منذ 18 أبريل (نيسان) الحالي، حيث هاجمت قوة تابعة للجيش، عناصر «الدعم السريع» المرتكزة في المصفاة، وقالت «الدعم السريع» إنها «كبّدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».

وشهدت كذلك منطقة الكدرو بالعاصمة، يوم الأربعاء، مواجهات برية شرسة استُخدمت فيها المدافع والمُسيرات والمدفعية الثقيلة، في حين شهدت منطقة المهندسين المتقاسمة بين الطرفين بأم درمان اشتباكات متقطعة.

ونقل نشطاء أن «الدعم السريع»، المرتكزة في الأجزاء الشرقية من ولاية سنار، وسط البلاد، حاولت الهجوم على المدينة وقصفت الدفاعات المتقدمة للجيش، وأن قذيفتين سقطتا في أطراف المدينة، لكن الجيش أفلح في صد الهجوم مُستعيناً بـ«الطيران الحربي».


السينما التونسية تترك بصمتها في «أسوان السينمائي»

ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)
ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)
TT

السينما التونسية تترك بصمتها في «أسوان السينمائي»

ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)
ناهد السباعي تشارك في تسليم جوائز الأفلام القصيرة (إدارة المهرجان)

تركت السينما التونسية بصمة في الدورة الثامنة لمهرجان «أسوان لأفلام المرأة»، ليس فقط بوصفها ضيف شرف الدورة، بل لأن فيلم «بنات ألفة» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، حصد 3 جوائز، منها اثنتان في مسابقة الأفلام الطويلة، وهما جائزتا أفضل فيلم وأفضل سيناريو، والثالثة تقاسمها مع الفيلم الوثائقي المصري «رسائل الشيخ دراز»، وهي جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل فيلم. وتشكلت لجنة التحكيم من المخرجة هالة خليل، والمنتجة السعودية المصرية باهو بخش، والمنتجة الفلسطينية ليالي بدر.

الملصق الدعائي لـ«بنات ألفة» (إدارة المهرجان)

ويُعد «بنات أُلفة» (فيلم افتتاح المهرجان) إنتاجاً مشتركاً بين 4 دول؛ هي تونس والسعودية وألمانيا وفرنسا.

واختتم المهرجان دورته الثامنة من 20 إلى 25 أبريل (نيسان)، بإعلان جوائز مسابقاته ظهر الخميس وتوزيعها من دون إقامة حفل ختام كالمعتاد، وذلك توفيراً للنفقات واختصاراً ليوم من فعاليات المهرجان التي كثّف لأجلها جدول العروض والندوات على مدى أربعة أيام عقب حفل الافتتاح.

واختارت إدارة المهرجان تونس ضيفة شرف الدورة الثامنة، تقديراً للنجاحات الكبيرة التي حققتها السينما التونسية في الفترة الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلّق بالأفلام التي تناقش قضايا المرأة، وبروز أسماء كثيرة ومهمة لمبدعات تونسيات نجحن في عرض أفلامهن في كثير من المهرجانات الكبرى وتوجن بجوائز مهمة.

وتابع جمهور أسوان «كواليس»، فيلم من إنتاج تونسي مغربي، ومن بطولة عفاف بن محمود وصالح بكري، وإخراج التونسية عفاف بن محمود والمغربي خليل بنكيران.

وخصّص مهرجان أسوان ضمن برمجته ندوة تهتم بسينما المرأة في تونس، بمشاركة ناقدات وأكاديميات ومخرجات تونسيات، إضافة إلى برنامج خاص للأفلام التونسية القصيرة يضمّ مجموعة من أحدث ما أنتجته السينما التونسية.

وفاز بجائزة أفضل إخراج في مسابقة الأفلام الطويلة سارة سوما عن الفيلم الألماني «أرتور وديانا»، وذهبت جائزة أفضل تمثيل لبيانكا ديلبرافو، وديلفين أسعد، وسافيرا موسبرغ بطلات فيلم «الجنة تحترق» وهو إنتاج مشترك بين كل من السويد والدنمارك وإيطاليا وفنلندا.

إحدى الفائزات بمسابقة «أفلام ذات أثر» بين رئيس ومدير المهرجان (إدارة المهرجان)

وإلى جانب فوزه بجائزة «أفضل فيلم أورورمتوسطي» فقد منحت لجنة التحكيم برئاسة المونتيرة التونسية كاهنة عطية، الفيلم الوثائقي المصري «رسائل الشيخ دراز» للمخرجة ماغي مرجان، جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وشهدت الدورة الحالية من المهرجان حضوراً لافتاً من جمهور أسوان، لا سيما من الشباب الذين شاركوا في أفلامهم ضمن برنامج الورش وخصص لهم المهرجان مسابقة لأفلامهم التجريبية القصيرة شارك بها 11 فيلماً، كما خصص لجنة تحكيم مستقلة ضمت الفنانة السودانية إيمان يوسف، والمصرية راندا البحيري، والفنان التشكيلي العراقي عماد منصور.

وقالت إيمان يوسف بطلة فيلم «وداعاً جوليا»، إن «مهرجان أسوان» من المهرجانات التي تهتم بقصص تخصّ المرأة وتنمية السينما في المجتمع الأسواني، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» استفادتها من تجربة التحكيم، مشيرة إلى أن اللجنة واجهت صعوبة في اختيار الأفلام الفائزة لوجود أفكار جيدة لا بدّ من تشجيعها ودعمها، قائلة إن أغلب الأفلام التي شهدناها تستحق الفوز، لافتة إلى أن التحكيم تم بسلاسة وباتفاق أعضاء اللجنة.

ومنحت اللجنة 3 جوائز، الأولى لفيلم «بعث»، والثانية لفيلم «العجلة»، والثالثة لـ«تعيش أنت».

المخرجة المصرية ماغي مرجان تتسلم إحدى جوائز فيلمها «رسائل الشيخ دراز» (إدارة المهرجان)

وكانت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج قد أهدت المهرجان «استوديو للتصوير»، وأشاد كريستيان برغر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر بصُنّاع الأفلام الذين يعملون على دعم القضايا الاجتماعية في الأفلام، مؤكداً أن «السينما يمكن أن تقدم رسائل مهمة عن المرأة وقضاياها ودورها في المجتمع».

وتضمنت فعاليات المهرجان افتتاح «أرشيف سينما الجنوب» لحفظ أفلام الشباب الأسواني التي بلغ عددها 50 فيلماً، وعدها سيد عبد الخالق مدير برنامج الورش «خطوة فارقة في هذه الدورة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن الأرشيف سيحفظ الأفلام التي تعكس رؤى صُنّاعها من الشباب الأسواني تجاه المجتمع في صعيد مصر، وأنها ستحفظ حقوقهم الأدبية حيث سيعمل المهرجان على إقامة منصة لعرض هذه الأفلام.

وفي مسابقة الأفلام المصرية منحت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وعضوية الفنانة رانيا يوسف، والناقد المغربي محمد أشويكة، جائزة أفضل فيلم لـ«رحلة 404» من بطولة منى زكي وإخراج هاني خليفة، وفاز فيلم «مقسوم» لليلى علوي جائزة أفضل فيلم مصري يساهم في ترويج السياحة التي تمولها هيئة تنشيط السياحة.

المؤلف هيثم دبور يتسلم جائزة فيلم «مقسوم» (إدارة المهرجان)

وفاز الفيلم اللبناني «بتتذكري» للمخرجة داليا نمليش بجائزة أفضل إخراج في مسابقة الأفلام القصيرة، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإسباني كولورادو، وفاز بجائزة أفضل فيلم «مبعوثة الإله» وهو إنتاج مشترك بين النيجر وبوركينافاسو ورواندا.

وعدّ الكاتب الصحافي حسن أبو العلا، مدير مهرجان أسوان، أن افتتاح استوديو سينما أسوان الذي تم بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي من «أهم إنجازات هذه الدورة»، مؤكداً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «وجوده أتاح إمكانية تصوير مشروعات الأفلام طوال العام بعدما كنا نقوم بتأجير معدات مع كل فيلم نصوره وهو ما يعد انتصاراً كبيراً».

وأشار إلى أن «مشروع أرشيف حفظ أفلام الشباب الأسواني سيتيح لهم منصة تمكنهم من مشاهدة أفلامهم في أي وقت».

وكان المهرجان قد أقيم بمشاركة 76 فيلماً من 35 دولة، وشهد حفل الافتتاح تكريم النجمتين هند صبري وغادة عادل والمخرجة هالة خليل والدكتورة منى الصبان، أستاذة المونتاج في معهد السينما ورئيسة المدرسة العربية للسينما والتلفزيون، كما شهد تكريم المنتجة التونسية كاهنة عطية، وسفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر.


واشنطن تؤكد إرسال صواريخ «أتاكمس» بعيدة المدى سراً لأوكرانيا الشهر الماضي

«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)
«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)
TT

واشنطن تؤكد إرسال صواريخ «أتاكمس» بعيدة المدى سراً لأوكرانيا الشهر الماضي

«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)
«أتاكمس» صاروخ موجه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر أو 190 ميلاً (رويترز)

أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أرسلت إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى تعرف باسم «إيه تي إيه سب إم إس» (أتاكمس)، شرط استخدامها «داخل أراضيها»، وأن تلك الصواريخ قد وصلت سراً بالفعل هذا الشهر. وأعلنت أنها أرسلت الصواريخ إلى أوكرانيا «خلال الشهر الحالي»، قبل إقرار الكونغرس الأميركي حزمة مساعدات جديدة لكييف، الثلاثاء.

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن هذه الشحنة أُرسلت «بناء على طلب مباشر من الرئيس» جو بايدن في فبراير (شباط)، مضيفاً أن الصواريخ التي كانت جزءاً من أحدث حزمة مساعدات أُرسلت إلى كييف في 12 مارس (آذار) «وصلت إلى أوكرانيا خلال الشهر الحالي». وقال المتحدث إنه لم يتم الإعلان عن إدراج الصواريخ في حزمة مارس حينها «بهدف الحفاظ على الأمن التشغيلي لأوكرانيا بناء على طلبها».

المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر (أ.ب)

وردّ الكرملين، الخميس، قائلاً إن تسليم أوكرانيا صواريخ أميركية من نوع «أتاكمس» لن يغيّر شيئاً في النزاع القائم. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال لقاء مع صحافيين، إن «الولايات المتحدة منخرطة مباشرة في هذا النزاع، وسلكت مسلكاً يهدف إلى إطالة مدى أنظمة الأسلحة». غير أن ذلك «لن يغيّر مآل العملية العسكرية الخاصة»، وهو تعبير تستخدمه موسكو للإحالة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من سنتين.

ووقّع بايدن، الأربعاء، على خطة أميركية ضخمة لتقديم مساعدة عسكرية واقتصادية لأوكرانيا، معلناً أنّ الدفعة الأولى من المعدات العسكرية ستغادر إلى كييف «في الساعات المقبلة»، وستبلغ قيمتها مليار دولار.

كييف طلبت إخفاء تسلّمها

وجاء تأكيد باتيل بعد تقارير إعلامية، تحدثت عن استخدام أوكرانيا الأسبوع الماضي لهذه الصواريخ، في قصف مطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم، وتجمعات للقوات الروسية في منطقة محتلة أخرى قبل يومين.

ويتمتع نظام «أتاكمس» الجديد بمدى إطلاق أكبر، يصل إلى 300 كيلومتر، يتجاوز نسخة سابقة يصل مداها إلى 165 كيلومتراً تسلمتها أوكرانيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكانت جزءاً من حزمة مساعدات أرسلت لأوكرانيا في مارس، وليست من ضمن الحزمة التي وافق عليها الكونغرس، ووقّعها بايدن يوم الأربعاء.

وقال باتيل: «لم نعلن ذلك في البداية من أجل الحفاظ على أمن العمليات في أوكرانيا بناء على طلبهم». وأضاف باتيل أن الرئيس بايدن وجّه فريق الأمن القومي التابع له بإرسال أنظمة «أتاكمس»، مع تحديد استخدامها داخل الأراضي ذات السيادة الأوكرانية.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، بعد ساعات من توقيع بايدن على حزمة المساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، إن «عدداً كبيراً» من الصواريخ أرسل إلى أوكرانيا، مضيفاً: «سنرسل المزيد». وقال إن أوكرانيا ملتزمة باستخدام هذه الصواريخ داخل أراضيها فقط، وليس في روسيا.

ويقرّ مسؤولون في الولايات المتحدة بأن المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا ليست «عصا سحرية» تحلّ كلّ المشكلات على الجبهة، وبأن تحقيق تقدم ليس سهلاً، خصوصاً بسبب النقص في عدد الجيش الأوكراني. وقال البيت الأبيض، الأربعاء، إن روسيا قد تحقق مزيداً من المكاسب ضد القوات الأوكرانية في المستقبل القريب. وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان: «من المحتمل بالتأكيد أن تتمكن روسيا من تحقيق مكاسب تكتيكية إضافية في الأسابيع المقبلة»، وهو ما يشير إلى حراجة موقفها الميداني، حيث تواصل روسيا تقدمها في ساحة المعركة في منطقة دونيتسك الشرقية.

إيران وبيونغ يانغ غيّرتا الموقف

رفضت إدارة بايدن إرسال تلك الصواريخ سابقاً بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زيادة تصعيد الصراع مع روسيا. غير أن كثيراً من الخبراء أكدوا أن هذا الأمر لم يعد يشكل عائقاً رئيسياً أمام الجيش الأوكراني، مع إنتاج كييف طائراتها من دون طيار طويلة المدى، وصواريخها بكميات متزايدة. ووفقاً لتقارير إخبارية، نقلاً عن مسؤولين لم تحدد هويتهم، فإن استخدام روسيا للصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي زوّدتها بها كوريا الشمالية ضد أوكرانيا في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) الماضيين، أدى إلى تغيير موقف إدارة بايدن. وأضاف هؤلاء أن استمرار روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا كان أحد العوامل أيضاً.

حزمة بقيمة مليار دولار

مهّد مشروع قانون المساعدات العسكرية، الذي وقّعه بايدن، الطريق أمام البنتاغون للإعلان عن حزمة مساعدات تشمل المدفعية وذخائر الدفاع الجوي التي تشتد الحاجة إليها. وبعد وقت قصير من كلمة بايدن التي أعلن فيها عن إرسال الأسلحة «خلال ساعات»، نشرت وزارة الدفاع تفاصيل حزمة مساعدات أمنية بقيمة مليار دولار لأوكرانيا، تشمل من بين أمور أخرى صواريخ «ريم 7» و«إيه آي إم 9 إم»، وصواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، وصواريخ تُطلق بأنبوب، أو تُتبع بصرياً، أو الموجهة سلكياً، وصواريخ «تاو» المضادة للدروع، وذخيرة لنظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة، وقذائف مدفعية عيار 155 مليمتراً و105 مليمترات، ومجموعة متنوعة من المركبات القتالية.

صورة أخيرة للرئيس بايدن في «يوم الأرض» (أ.ب)

وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، قال الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في مؤتمر عقد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن البنتاغون كان يستعد لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا مع تقدم مشروع القانون في الكونغرس. وقال: «لقد تقدمنا ​​بالفعل إلى الأمام في كثير من المجالات. لذلك نحن نعلن ذلك، وسنرسل تلك القدرات إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن». وأضاف براون: «ما نقوم به في وزارة الدفاع هو خطة، ونحن نخطط كثيراً، نحن في وضع جيد مع هذه السلطات لتزويد أوكرانيا بالذخائر بسرعة». وشدّد براون على أهمية ضمان حصول أوكرانيا على المساعدة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي. وقال: «فكروا فيما تمكنت أوكرانيا من فعله عندما تم تزويدها بالموارد... في وقت مبكر من الصراع، تمكنوا من استعادة 50 في المائة من الأراضي التي فقدوها بعد الغزو الروسي الأولي ضد قوة أكثر قدرة». وأضاف أن نجاح أوكرانيا أمر بالغ الأهمية للاستقرار العالمي. وقال: «ما يحدث في جزء واحد من العالم لا يبقى في جزء واحد من العالم. لقد رأينا ذلك عبر التاريخ، وأعتقد أن ما نقوم به بشكل جماعي لدعم أوكرانيا مهم».

تجديد مخزونات البنتاغون

تجاوز طلب أوكرانيا واستخدامها بعض الأسلحة، مثل قذائف المدفعية عيار 155 مليمتراً في مدافع الهاوتزر، الإنتاج الأميركي، ما أدى إلى انخفاض مخزونات الجيش الأميركي. وقال الجنرال جيمس مينغوس، نائب رئيس أركان الجيش، في مؤتمر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه بعد إقرار حزمة المساعدات ستكون الولايات المتحدة قادرة على زيادة إنتاج القذائف، من 30 ألفاً شهرياً الآن، إلى 100 ألف بحلول الصيف المقبل. وأضاف أن أوكرانيا استخدمت أكثر من مليوني قذيفة خلال الحرب التي استمرت 26 شهراً، أي بمعدل أكثر من 75 ألف قذيفة شهرياً. وقال مينغوس: «لقد ارتفعنا إلى مستوى يتناسب مع الحاجة».

وأشارت تقديرات وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى أن روسيا تنتج أسلحة وذخيرة بمعدل يفوق حاجتها للحرب الدائرة في أوكرانيا. وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه آر دي)، قال بيستوريوس، الأربعاء، إنه في ظل زيادة الإنفاق على الأسلحة وتحويل الاقتصاد الروسي لوضع الحرب، لوحظ أن «جزءاً كبيراً أو جزءاً مما يتم إنتاجه حديثاً، لم يعد يذهب إلى الجبهة، بل يتم إرساله إلى المستودعات».

المستشار الألماني أولاف شولتس دعا الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دعم أوكرانيا هذا العام (أ.ف.ب)

وفي الوقت نفسه، حذّر الوزير، الذي ينتمي لحزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، من استمرار التطلعات العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف بيستوريوس: «يمكن للمرء أن يكون ساذجاً، وأن يقول إن بوتين لا يفعل هذا إلا من باب التحوط. لكني كشخص متشكك، أود أن أقول في هذه الحالة إنه يخطط لشيء ما، أو أن لديه شيئاً ما».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يشارك تقييمات دول البلطيق، التي تشير إلى أن روسيا قد تكون جاهزة لشنّ هجوم على مناطق حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال سنوات قليلة، قال بيستوريوس، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، إن هذه المسألة تعدّ في نهاية المطاف من قبيل التخمين. وأردف بالقول: «ما يقوله الخبراء العسكريون وخبراء التسليح هو أن روسيا تقوم حالياً بتعزيز ترسانتها»، مشيراً إلى أنه في حال حدوث تصعيد، سيؤثر ذلك على الناتو بشكل عام، وليس ألمانيا وحدها.

وأكد بيستوريوس: «يتعين علينا أن نكون قادرين على الدفاع، ومؤهلين للحرب، حتى نتمكن من خوض الحرب التي ستُفْرَض علينا في تلك الحالة. ولهذا السبب، نعمل بجدّ ونبذل قصارى جهدنا لتجهيز القوات المسلحة بشكل مناسب في أوروبا وداخل الناتو».


بوتين: روسيا ستواجه قريباً «نقصاً في الكوادر»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

بوتين: روسيا ستواجه قريباً «نقصاً في الكوادر»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بأن بلاده ستواجه «نقصاً في الكوادر» في السنوات المقبلة، بعد مغادرة مئات الآلاف من الروس إلى الخارج منذ بدء النزاع في أوكرانيا مطلع عام 2022.

وقال بوتين، في كلمة ألقاها أمام ممثلين عن قطاع الأعمال، «وفقاً للخبراء، ستشهد روسيا نقصاً في الكوادر والكفاءات في السنوات المقبلة».

وتابع: «بالتأكيد لا يمكن سد هذا العجز آلياً، عن طريق (...) استقدام العمالة ذات المهارات المنخفضة من الخارج».

وأكد الرئيس الروسي أن جذب المهاجرين، وهي الطريقة التي تلجأ إليها موسكو عادة للتعويض عن نقص العمال، «لن يحل المشكلة».

وحث الصناعيين الروس وأعضاء الحكومة قائلاً «نحن بحاجة إلى مقاربات أخرى»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ولم يذكر فلاديمير بوتين القطاعات المتضررة، لكن تصريحاته جاءت في وقت تواجه فيه روسيا نقصاً كبيراً في العمالة يطول أيضاً الوظائف ذات المهارات المنخفضة، بعد رحيل مئات الآلاف من الروس إلى الخارج أو تجنيدهم منذ فبراير (شباط) 2022. في مواجهة هذه المشكلة، حددت الحكومة أهدافاً لوضع برامج تدريب في المدارس والجامعات بهدف سد هذه الفجوات بين السكان الروس.

والخميس، أكد الرئيس الروسي أيضاً أن الحكومة تعمل على تعديل ضرائب الدخل، وهو إصلاح يتوقع تنفيذه في بداية ولايته الخامسة في الكرملين.

ضريبة الدخل في روسيا تناهز تاريخياً 13 في المائة، لكنها أقرت شريحة ثانية في عام 2021 بنسبة 15 في المائة لذوي الدخل المرتفع، في خضم جائحة كوفيد.

وقال فلاديمير بوتين، الخميس، إن «تحديث النظام الضريبي يجب أن يضمن توزيعاً أكثر عدالة للعبء الضريبي»، مقدراً أن ذلك «سيحفّز» الاستثمارات في خضم إعادة تنظيم الاقتصاد الوطني.


أوسع اقتحام للأقصى منذ 7 أكتوبر

يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)
يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)
TT

أوسع اقتحام للأقصى منذ 7 أكتوبر

يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)
يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)

اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، الخميس، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، استجابة لدعوات منظمات متطرفة لاقتحام المسجد في ثالث أيام «عيد الفصح» اليهودي. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 1679 مستوطناً اقتحموا الأقصى «1128 خلال الفترة الصباحية، 551 خلال فترة بعد الظهر» وأدوا صلوات خلال اقتحامات الأقصى.

وأكدت محافظة القدس أن «مستوطنين أدوا رقصات استفزازية على أبواب المسجد الأقصى وداخل أسواق البلدة القديمة، حاملين أعلام الهيكل المزعوم». ويعدّ الاقتحام الذي تم الخميس، أوسع اقتحام للأقصى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وجاءت الاقتحامات الواسعة استجابة لدعوة منظمات «الهيكل» المتطرفة لعناصرها للوصول إلى الأقصى في عيد الفصح اليهودي.

يهود متطرفون يحاولون الدخول إلى مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (رويترز)

ودعت المنظمات أيضاً إلى تقديم «قرابين الفصح» في المسجد مقابل منحة مالية. وكانت القوات الإسرائيلية حولت الأقصى ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، الخميس، وقيدت وصول المصلين إليه، ونشرت الشرطة الإسرائيلية قواتها حول القدس وفي شوارعها، وكثفت وجودها في البلدة القديمة، وعلى أبواب المسجد. ولا يستطيع أي فلسطيني الوصول إلى الأقصى إلا بعد عبور عدة حواجز إسرائيلية وعبر دوريات شرطة منتشرة في المحيط.

وبينما طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بوقف اعتداءات المستوطنين في الضفة والقدس، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، وتأدية طقوس تلمودية واستفزازية، إضافة إلى فرض شرطة الاحتلال الإسرائيلي قيوداً على دخول المصلين.

وأكدت «الخارجية» الأردنية في بيان، أن هذه الانتهاكات تعد خرقاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة.

وطالب الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته، محذراً من استمرار هذه الانتهاكات.

وشدد على ضرورة احترام إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون «الأقصى» وتنظيم الدخول إليه. وحذر القضاة من استمرار الاحتلال في تقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، مؤكداً ضرورة ضمان الوصول الحر وغير المقيد إلى المسجد.

شرطيان يمنعان يهوداً متطرفين من دخول مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (رويترز)

وإضافة إلى القدس، اقتحم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي في الخليل، بعدما منع الفلسطينيون من الوصول إلى هناك، واقتحموا منطقة «برك سليمان» الأثرية جنوب بيت لحم والموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال غربي نابلس، ضمن سلسلة هجمات أخرى.

وتزيد هجمات المستوطنين توتير الأجواء بالضفة الغربية في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حرباً واسعة بقطاع غزة، وتخوض مواجهة في الشمال مع «حزب الله». ويستغل المتطرفون اليهود عادة الأعياد اليهودية لاقتحام الأقصى والسيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي، في محاولة لتعزيز خطتهم بإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. ومثل هذه لاقتحامات أدت في سنوات سابقة إلى مواجهات أو تصعيد المواجهة، لكنها جاءت هذا العام في خضم المواجهة واتخاذ إسرائيل إجراءات أمنية غير مسبوقة في الضفة والقدس والداخل.


إسرائيل تشعل الحرائق بالأحراش الحدودية مع جنوب لبنان

طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)
طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

إسرائيل تشعل الحرائق بالأحراش الحدودية مع جنوب لبنان

طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)
طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)

كثّف الجيش الإسرائيلي استهدافاته للأحراش الحدودية مع لبنان؛ مما أدى إلى اندلاع حرائق، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار مع «حزب الله» الذي نفى ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي عن قتل نصف قادة الحزب في جنوب لبنان، قائلاً إن عدد من قُتلوا من مسؤولين في صفوفه «لا يتجاوز أصابع الكفّ الواحد».

واشتعلت النيران في أربعة أحراش حدودية مع إسرائيل على الأقل، لليوم الثاني على التوالي، إثر استهدافها بالقذائف الفوسفورية، وقالت مصادر ميدانية إن الحرائق اندلعت في حرش يارون، بينما تسببت سرعة الرياح بتجدد الحريق في أحراش اللبونة القريبة من الناقورة. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة جبل بلاط جنوب لبنان بالقذائف الحارقة.

رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران قرب الجدار الحدودي مع إسرائيل (إعلام حزب الله)

وتعدّ تلك المنطقة غنية بالغطاء النباتي، وتحاول إسرائيل أن تكشفه بإحراق الأحراش؛ منعاً لأن تتحول مناطق مخفية تأوي مقاتلي «حزب الله». وكانت بدأت هذه المهمة بُعيد اندلاع الحرب في جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتراجعت وتيرتها خلال فصل الشتاء، واستؤنفت الآن في ظل موجة طقس حار تسيطر على لبنان.

وسارعت الفرق العاملة في مجال الإطفاء إلى إخماد النيران التي أشعلها الجيش الإسرائيلي في الأحراج المستهدفة، وضمّت فرقاً من الدفاع المدني اللبناني والهيئة الصحية الإسلامية وجمعية الرسالة للإسعاف الصحي وجمعيات أخرى بمؤازرة من الجيش اللبناني.

وكانت القوات الإسرائيلية استهدفت الأربعاء أحراج بعض القرى في القطاع الشرقي بالقذائف الفوسفورية والقنابل المضيئة والحارقة؛ مما أحدث حرائق وجرى إطفاؤها عبر فرق الدفاع المدني العاملة في الجنوب.

عدلون مقابل عكا

وتراجعت وتيرة التصعيد يوم الخميس، بعد اغتيال القوات الإسرائيلية قيادياً في «حزب الله» الاثنين الماضي في بلدة عدلون في قضاء الزهراني بجنوب لبنان، ورد «حزب الله» بقصف أطراف مدينة عكا، وهي أعمق مسافة تصلها صواريخ الحزب منذ بدء الحرب.

تشييع طفلة وامرأة قُتلتا بغارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في حانين بجنوب لبنان (أ.ب)

وقال رئيس كتلة الحزب البرلمانية النائب محمد رعد إن إسرائيل «تعرف أنها لم تعُد قادرة على خوض حربٍ ضدّ مقاومةٍ في هذه المنطقة، وهي تحاول أن تظهر بعض أنفاسها وعضلاتها؛ لذلك عندما تضيق ذرعاً بضغوط المقاومة تستهدف سيارة في عدلون أو موقعاً خارج مناطق الاشتباك»، مضيفاً أن «العدو يجد أن المقاومة عندما تُستهدف في عدلون تستهدفه في عكا، وحين يوسّع دائرة الاشتباك تكون له المقاومة بالمرصاد، لا تنسحب من أمامه ولا تنهزم أمام تمدد عدوانه إنما تتصدى بكلّ شجاعة»

نصف قيادات الحزب

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال في بيان الأربعاء إنه تمّ «القضاء على نصف قادة (حزب الله) في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أن النصف الآخر «يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». لكن مصدراً في «حزب الله» قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا كلام غير صحيح ولا قيمة له وهدفه رفع معنويات الجيش المنهار»، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي. وأضاف المصدر أن عدد مَن قُتلوا ممن «هم بمسؤولية معينة» في «حزب الله» «لا يتجاوز أصابع الكف الواحدة».

وأعلن «حزب الله»، الخميس، استهداف تجمع لجنود إسرائيليين بمحيط موقع الضهيرة في القطاع الغربي، كما أعلن عن استهداف موقع ‏رويسات العلم في تلال كفرشوبا، بينما سجل إطلاق 7 صواريخ باتجاه مزارع شبعا.

مناصر لـ«حزب الله» يثبّت عَلم الحزب على ركام منزل دمّرته غارة إسرائيلية في بلدة حانين بجنوب لبنان (أ.ب)

استهداف شاحنة في بعلبك

في غضون ذلك، تضاربت المعلومات حول أسباب انفجار شاحنة محملة بالمحروقات في منطقة دورس قرب مدينة بعلبك في شرق لبنان، حيث تحدثت معلومات عن طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة لنقل المحروقات، في حين قالت مصادر أمنية في بعلبك إن الأجهزة الأمنية تتحقق من أسباب الانفجار الذي أدى إلى إصابة سائق الشاحنة.

شاحنة المحروقات تعرّضت لثقوب جراء الانفجار مما أدى إلى تسرب المازوت (مواقع تواصل)

وقال مصدر مقرب من «حزب الله» لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة لنقل المحروقات» في منطقة دورس، عند مدخل مدينة بعلبك، مضيفاً أن سائق الشاحنة أصيب بجروح. كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن «غارة معادية من طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة لنقل المحروقات في سهل بلدة دورس؛ ما أدى إلى إصابة السائق بجروح، وإلحاق أضرار بالشاحنة والصهريج»، مضيفةً أن «الصاروخ سقط في ساتر ترابي بمحاذاة الطريق».

لكن مصدراً أمنياً في بعلبك، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأجهزة الأمنية تتحقق من الحادثة وتواصل تحقيقاتها عبر جمع الأدلة من مسرح الانفجار ومعرفة مصدره.

وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت عن أن الشاحنة تعرّضت للغم أرضي من صناعة محلية؛ مما أدى إعطاب الشاحنة وانتشار الشظايا وتعطل أحد إطاراتها. وانتشر مقاطع فيديو تظهر ثقوباً في الشاحنة، وينسال المازوت على الأرض.

كما تحدثت مصادر أخرى عن إطلاق رصاص باتجاه الشاحنة التي ظهرت فيها الثقوب. كما أشارت إلى صراعات مهربي المحروقات في المنطقة القريبة من الحدود السورية.

ولم يتبنَّ الجيش الإسرائيلي حادثة إطلاق صاروخ باتجاه الشاحنة، كما لم تنقل وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية حول الحادثة، بل اكتفى بعضها بنقل الأنباء عن وسائل إعلام لبنانية، وهو أمر لافت في حالات قصف بعلبك التي تعرضت للقصف أربع مرات على الأفل، وكان الجيش الإسرائيلي يعلن عن تلك الغارات.


المديفر: «رؤية 2030» تستهدف تحول السعودية إلى قوة صناعية كبيرة

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)
TT

المديفر: «رؤية 2030» تستهدف تحول السعودية إلى قوة صناعية كبيرة

نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)
نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين (حساب الوزارة على «إكس»)

أكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر أن «رؤية 2030» تستهدف تحول السعودية إلى قوة صناعية كبيرة، «حيث نتطلع من خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى زيادة تنافسية القطاع، وقيادة التكامل الإقليمي والدولي الصناعي لسلاسل التصنيع المختلفة»، بهدف الوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية.

جاء ذلك خلال مشاركة المديفر في مؤتمر «السياسات الصناعية لتعزيز التنويع الاقتصادي» الذي نظمه صندوق النقد الدولي بالتعاون مع وزارة المالية، تزامناً مع الإطلاق الرسمي لأعمال المكتب الإقليمي للصندوق في الرياض، كأول مكتب في الشرق الأوسط.

ولفت المديفر إلى أن تدشين مكتب صندوق النقد الدولي في الرياض يعزز من مكانة السعودية كلاعب رئيسي، ومركز للحوار الاقتصادي العالمي، الأمر الذي يتماشى مع «رؤية 2030»، بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، التي تعمل على تسخير إمكانات المملكة الكبيرة وموقعها وقدرتها الاستثمارية لتحقيق التنوع الاقتصادي.

وقال المديفر إن وزارة الصناعة والثروة المعدنية عملت على تطوير السياسات الصناعية، وإطلاق العديد من المبادرات والممكنات في القطاع في البلاد، مشيراً إلى أن «برنامج مصانع المستقبل» الذي أطلقته الوزارة بهدف رفع إنتاجية وكفاءة التشغيل لـ4 آلاف مصنع، يُعد نموذجاً لتعزيز تنافسية الإنتاج الصناعي، وإيجاد فرص وظيفية نوعية للكوادر الوطنية.

وفي حديثه عن برنامج «تنافسية» القطاع الصناعي في المملكة، أفاد بأن هذا البرنامج يهدف إلى تقديم حلول تسهم في تمكين المنشآت الصناعية للتحول إلى مصادر طاقة ذات كفاءة أعلى؛ مما يشجع على التحول المستدام، ويُمكن القطاع الصناعي من الحصول على الممكنات اللازمة لتحسين تكاليف الإنتاج، من خلال تقديم مجموعة من الحلول.

يذكر أن المؤتمر الذي أقيم الأربعاء، على مدار يومين، يُسهم في تمكين دول منطقة الشرق الأوسط من تطوير السياسات التي تسهم في تحقيق نموذج نمو مستدام ومتنوع، والاستفادة من التجارب السابقة في المناطق الأخرى، ومناقشة سبل تطوير السياسات الصناعية لتعزيز التنويع الاقتصادي، وتحقيق الازدهار.


أزعور لـ«الشرق الأوسط»: نمرُّ بحالة من عدم اليقين تعدُّ من الأصعب اقتصادياً

TT

أزعور لـ«الشرق الأوسط»: نمرُّ بحالة من عدم اليقين تعدُّ من الأصعب اقتصادياً

أزعور خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» (تركي العقيلي)
أزعور خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» (تركي العقيلي)

أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، الدكتور جهاد أزعور، أن التطورات الجيوسياسية تضغط على اقتصادات دول المنطقة، حيث إنها تمر بحالة من عدم اليقين تعدُّ من الأصعب اقتصادياً، منوهاً في المقابل بأن معظمها تمكّن من معالجة التضخم، وهو ما يعزز الاستقرار ويخفف من الأعباء الاجتماعية. وحضَّ دول المنطقة على الاستمرار في اعتماد السياسات التي انتهجتها خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في المحافظة على مستويات منخفضة من التضخم.

كان صندوق النقد الدولي أصدر، على هامش اجتماعات الربيع التي نظمها مع مجموعة البنك الدولي في واشنطن، تقريراً حول آخر مستجدات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توقع فيه حدوث انتعاش متفاوت بين اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى في ظل ارتفاع حالة عدم اليقين، التي دفعت الصندوق إلى خفض توقعاته لنمو المنطقة إلى 2.7 في المائة، أي بنسبة 0.7 في المائة عن توقعاته في يناير (كانون الثاني).

وأوضح أزعور في حديث إلى «الشرق الأوسط» بعد يوم على إعلان الصندوق الافتتاح الرسمي لمكتبه الإقليمي في الرياض، أن العالم يمر بمرحلة تحولات كبرى، ففي الوقت الذي يشهد تحسناً في مسألة معدلات التضخم التي سجلت تراجعات لافتة هذا العام ما انعكس على استقرار أسعار الفوائد، نشهد تحولات بين التكتلات الاقتصادية الكبرى، حيث تطرح العديد من التساؤلات حول قدرة الاقتصاد الصيني على النهوض، وتوقعات حول قدرة الاقتصاد الأوروبي على استعادة عافيته.

لكنه أردف قائلاً: «في الإجمال، الوضع الاقتصادي في هذا العام كان أفضل مما كان متوقعاً، في ظل القدرة على معالجة مشكلة التضخم من غير المس بمستويات النهوض أو الانتعاش الاقتصادي».

ولكن كيف انعكس ذلك على المنطقة؟ يجيب: «هناك عامل داخلي لمنطقتنا، وهي الأوضاع الجيوسياسية التي عقدّت الأمور... وتبقي مسألة الفوائد المرتفعة، الدول التي تستفيد من الأسواق المالية العالمية في حاجة إلى مداخيل إضافية، لأن مستوى أو عبء الدين بات أكبر».

وأضاف: «في الحقيقة نحن في حالة من عدم اليقين التي تعدُّ من الأصعب اقتصادياً... مما لا شك فيه أن ما لديه تكلفته الكبيرة على الاقتصاد الفلسطيني، وعلى الاقتصادات المجاورة كلبنان والأردن ومصر والعراق. وهناك تأثير على القطاع التجاري مع التراجع الكبير بمستويات النقل البحري مع ارتفاع التكلفة مع تحويل جميع النقل إلى معابر أخرى. إنما على صعيد قطاع النفط، كان التأثير محدوداً، حيث إن التذبذبات في أسواق النفط لم تستمر فترة طويلة ولا تزال السوق قادرة على الاستجابة إلى الطلب».

وبالنسبة إلى دول الخليج، فإن تحسن الطلب العالمي يعزز القدرة على الاستمرار في توسيع حجم الاستثمار والاقتصاد. كما أن الإجراءات التي تمت بتنويع الاقتصاد ساهمت بإبقاء مستويات نمو القطاع غير النفطي مرتفعة، مع تحذير أزعور في الوقت نفسه من «العنصر الإقليمي الضاغط جداً، وتأثير الأوضاع الجيوسياسية والحرب في غزة على جميع اقتصادات المنطقة».

التضخم

ينوه أزعور، من جهة أخرى، بأن هناك عنصراً إيجابياً يُفترض الإشارة إليه، وهو أن معظم دول المنطقة تمكنت من معالجة التضخم، باستثناء دول مثل مصر والسودان. وقال: «أكثرية دول المنطقة رجعت إلى المستويات التاريخية للتضخم، أي أقل من 8 في المائة. ومن المتوقع أن تستمر مستويات التضخم بالتراجع في 2024 و2025، وهذا عنصر اقتصادي مهم جداً يعزز الاستقرار، ويخفف الأعباء الاجتماعية».

باستثناء مصر والسودان، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ متوسط التضخم 8.8 في المائة في عام 2024، و7.8 في المائة في العام المقبل.

ونبه أزعور لـ«أننا نمر اليوم بمرحلة ترقب عالمية في موضوع أسعار الفائدة، وعلى المنطقة أن تستمر في اعتماد السياسات التي انتهجتها خلال السنوات الماضية، والتي كان لها انعكاس إيجابي في المحافظة على مستويات منخفضة من التضخم، والعمل على إبقاء توقعات التضخم إيجابية، والعمل تدريجياً على مواكبة تحرك مستويات الفوائد عالمياً».

وقال: «ستكون هناك حاجة أولى هذا العام للمحافظة على ما تم اكتسابه من استقرار بمستويات التضخم قبل العمل على خفض مستويات الفوائد».

دول الخليج

ويرى أزعور أن دول الخليج تمكنت خلال الأعوام الماضية من تنويع اقتصاداتها، بمعنى أنها بقيت على مستويات من النمو للقطاع غير النفطي بين 4 في المائة و5 في المائة كمعدل وسطي، و«هو معدل جيد إذا قارنّاه مع مستويات النمو العالمية».

لكنه أضاف: «مما لا شك فيه أيضاً هناك تحدي التحولات الاقتصادية العالمية، بمعنى أن هذا التحول الجيو-اقتصادي مع التشنجات له تأثير على كثير من الدول... وهذه الدول تعمل على أن تكون نقاط التقاء معابر اقتصادية، ولهذا السبب يجب التكيف مع هذا الأمر».

الاقتصاد السعودي

وعن أسباب رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لاقتصاد السعودية في عام 2025، والعوامل التي استند إليها ليتوقع نمواً بنسبة 6 في المائة العام المقبل من 5.5 في المائة في توقعاته السابقة، شرح أزعور أن التوقعات مبنيةٌ على عنصرين؛ الأول القطاع النفطي المستمر في التحسن وتوقعات نموه في 2024 أفضل مما كانت عليه في 2023، ويتوقع أن يتحسن في 2025، والثاني معدلات نمو القطاع غير النفطي، التي هي في حدود الـ4 إلى 5 في المائة، وهو معدل جيد مقارنة مع اقتصادات المنطقة والاقتصاد العالمي.

أسعار النفط

عن أسباب التأثر المحدود لأسعار النفط بالتوترات الجيوسياسية الراهنة، أوضح أزعور أنه توجد عناصر عدة لذلك، أولها مستوى الاحتياطات الموجودة ما يساهم برفع القدرة على الإنتاج في حال كان هناك طلب غير مؤمن، وثانياً وجود تنويع في مصادر النقل. وقال عن هذه النقطة: «صحيح أنه ما زال هناك جزء أساسي يمر بمضيق هرمز إنما أصبحت هناك أدوات أخرى... حرب روسيا وأوكرانيا طوّرت أو سرّعت عملية تطوير آليات جديدة للنقل إن كان للغاز أو للنفط مما ساهم بإعطاء قدرة أكبر على المرونة بالأسواق... أخيراً وليس آخراً، طريقة مقاربة الأوضاع الجيو-سياسية في السوق النفطية تغيرت بمعنى أصبحت هناك قدرة أكبر على التكيف مع التطورات... أصبح تأثير كل حدث أقل إنما يبقى هناك على المدى القصير ارتفاع أو ذبذبات بالأسعار، وهذا لا يمكن أن تستطيعي ضبطه».