يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب بطلاها أحمد مالك وآية سماحة، اللذان تجمع بينهما الصدفة بعد سنوات من فراقهما.
يلتقي الحبيبان مجدداً بعد أن اتخذ كل منهما مساراً مختلفاً في حياته، لكن الحب والذكريات لم تبارح خيالهما، ويطرح الفيلم تساؤلاً: هل تصمد المشاعر في ظل تغيرات الزمن وأثرها على البشر؟
الفيلم من تأليف وائل حمدي وإخراج كريم شعبان في أول أفلامه الطويلة، وإنتاج أحمد فهمي، وانطلق عرضه التجاري بمصر، الأربعاء، ضمن موسم العام الجديد ليواكب عيد الحب «الفالانتين» أيضاً، بينما بدأت عروضه، الخميس، بالسعودية والدول العربية.
وأشاد المخرج الكبير خيري بشارة بالفيلم وكتب عبر حسابه بـ«فيسبوك» أنه فيلم يغرد خارج السرب.
وعبر الفنان أحمد مالك عن رغبته منذ البداية في تقديم فيلم رومانسي يتعلق بأثر الزمن على علاقات الحب، كاشفاً أنه توافق على الفكرة مع المخرج كريم شعبان وتحمس لها المنتج أحمد فهمي، مؤكداً في تصريحات صحافية أن «العمل على الفيلم كان تجربة ممتعة بكل المقاييس، وأن كل من سيشاهده سيجد نفسه به»، موضحاً أنهم اجتهدوا جميعاً كفريق عمل لتقديم فيلم متميز.
يبدأ الفيلم بمشهد يجمع بين «عالية برهان» و«يوسف رحمي» بملابس المدرسة داخل قاعة السينما، يشاهدان فيلم «دنيا» لمحمد منير وحنان ترك، وينتهي الفيلم بمشهد مماثل لهما بعد مرور السنوات وهما يشاهدان فيلم «الهوى سلطان» لمنة شلبي وأحمد داوود.
ما بين مشهدي البداية والنهاية يكشف الفيلم علاقتهما وكيف تأثرت بمرور الزمن، حيث تبدأ أحداث الفيلم في 2006 وتنتهي في 2024، ويكتشف يوسف أن اللقاء جاء في اليوم نفسه الذي التقيا فيه آخر مرة، ويتفقان على اللقاء مجدداً في اليوم نفسه من كل عام، وتتمركز أحداث الفيلم حول 6 أيام فقط.
وكشف مؤلف الفيلم وائل حمدي لـ«الشرق الأوسط» أنه كتبه بناء على اتفاق بين المخرج كريم شعبان والفنان أحمد مالك الذي أراد تقديم قصة حب رومانسية وكيف تتأثر بمرور الزمن، مؤكداً أنه وضع عنواناً مؤقتاً للفيلم «6 أيام»، ثم اختارا عنوان «وعملت إيه فينا السنين» بعد أن اختار المخرج تقديم أغنية «العيون السود» ضمن أحداث الفيلم لتعكس حال بطلَيه، لكن بعض فريق العمل تمسك بالعنوان الأول، ورأينا أن نجمع بين العنوانين للفيلم بأسلوب الصحافة.
يتميز حوار الفيلم بالثراء ويبدو كل لقاء مثل فصل في رواية رومانسية، ويؤكد حمدي أنه كتبه كرواية مرئية لافتاً إلى أنه من أكثر أعماله سلاسة، فقد كتبه في 4 أشهر وبدأ التصوير بمجرد الانتهاء من السيناريو وكان الجميع متحمسين له، مشيراً لعلاقة الصداقة التي جمعته والمخرج وقدّما من خلالها فيلمين قصيرين هما «شيفت مسائي» و«إن شا الله الدنيا تتهد».
وحول التحولات الكبيرة التي طرأت على شخصية البطل وتمرده يقول المؤلف: «أحببت أن أوضح أننا كلنا نبحث في شبابنا عن كل لحظة تمرد، وحينما نكبر قد نرجع للشيء الذي تمردنا عليه كما حدث مع البطل».
تلعب الأغاني دوراً لافتاً بالفيلم لتعكس زمنه وحال أبطاله من أغنيات لمحمد منير وعمرو دياب وشيرين وفرقة مسار إجباري وأغنية الفيلم «راجعة ليه» لمحمود العسيلي وعبير نعمة.
وعَدّ الناقد السينمائي المصري أندرو محسن الفيلم «تجربة لطيفة مختلفة في ظل موسم سينمائي ثري يضم أفلاماً متنوعة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الفيلم كتجربة أولى للمخرج ضم عناصر جيدة وعناصر أخرى كان يمكن أن تظهر بشكل أفضل».
لافتاً إلى أن «النجاح الكبير الذي حققه فيلم (الهوى سلطان) سيشجع على تقديم أفلام رومانسية، خصوصاً أن شركة إنتاج واحدة هي التي قدمت الفيلمين».
ويرى محسن أن «الفيلم به عبء كبير على ممثليه ومخرجه كونه (ديو دراما) يعتمد على بطلين، بسبب شكل البناء الدرامي الذي كان بالطبع صعباً في الكتابة وفي عمل المخرج من خلال رواية الحكاية عبر 6 أيام فقط، وقد نجحوا فيه».
ويؤكد الناقد السينمائي أن «آية سماحة قدمت دوراً جيداً وقامت بمجهود في الحفاظ على تفاصيل الشخصية، كما أن مشاهد المواجهة بين البطلين كانت جميلة في تعبيرها عن قوة مشاعر كل منهما».
وعدّ الفيلم «تجربة مهمة بها مجهود واضح وإضافة جيدة للسينما في ظل البحث عن الاختلاف».