مصر تدعو إلى اجتماع أفريقي تنسيقي قبيل «كوب ـ27»

بعثة أميركية بالقاهرة لاستكشاف فرص الاستثمار في «الطاقة الخضراء»

القاهرة تستضيف وفد «البعثة التجارية الخضراء» الأميركية بحضور شكري (وزارة الخارجية المصرية)
القاهرة تستضيف وفد «البعثة التجارية الخضراء» الأميركية بحضور شكري (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مصر تدعو إلى اجتماع أفريقي تنسيقي قبيل «كوب ـ27»

القاهرة تستضيف وفد «البعثة التجارية الخضراء» الأميركية بحضور شكري (وزارة الخارجية المصرية)
القاهرة تستضيف وفد «البعثة التجارية الخضراء» الأميركية بحضور شكري (وزارة الخارجية المصرية)

فيما بدأت بعثة أميركية رسمية، أمس، زيارة إلى القاهرة، لاستكشاف فرص الاستثمار في مجال «الطاقة الخضراء»، ضمن جهود مصر لاستضافة ورئاسة قمة «المناخ» نهاية العام الجاري، دعت القاهرة إلى تنظيم اجتماع أفريقي تنسيقي لبلورة موقف موحد بين دول القارة إزاء قضايا المناخ. ويستضيف منتجع شرم الشيخ، المطل على البحر الأحمر، «الدورة 27» لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ووفق سفير مصر لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، محمد عمر جاد، فإن القاهرة دعت الدول الأفريقية إلى عقد جلسة تشاورية بشأن القضايا المتعلقة بالمناخ والطاقة، في إطار جهود تنسيق المواقف الأفريقية قبل انعقاد القمة.
وأوضح السفير جاد، في مداخلة له عبر الفيديو كونفرانس أمام جلسة عمل بعنوان «تحديات حشد أسواق المال من أجل تمويل الانتقال لسوق الطاقة المستدامة»، والتي نظمتها المغرب على هامش مؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة، الذي يبدأ أعماله اليوم (الاثنين) على المستوى الوزاري بالعاصمة السنغالية داكار، أن هذا الاجتماع التنسيقي يأتي استكمالا للاجتماعات الأفريقية التي بدأت على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في فبراير (شباط) الماضي بأديس أبابا لبلورة موقف أفريقي موحد إزاء قضايا المناخ وعرضها أمام قمة «كوب 27» المقبلة.
وتسعى مصر لرفع نسبة اعتمادها على الطاقة المتجددة من 18 في المائة حاليا إلى 45 في المائة بحلول عام 2025، بحسب السفير جاد، الذي دعا الدول الأفريقية إلى التركيز على تحقيق الانتقال العادل للطاقة المتجددة وتوفير التمويل المستدام لمشروعات الطاقة الخضراء في أفريقيا ومتابعة تنفيذ التعهدات التي حصلت عليها أفريقيا في قمة المناخ السابقة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (المصرية الرسمية) عن جون بول أدم مسؤول الطاقة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، قوله خلال الجلسة، إن «دول القارة ما تزال تمثل أقل من 1 في المائة من حصة إصدار السندات الخضراء لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر على مستوى العالم».
ودعا أدم الدول الأفريقية إلى التنسيق فيما بينها على مستوى التشريعات لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع الطاقة وضبط الأسعار بصورة تجذب المستثمرين، وضمان توافر المعلومات والبيانات لاتخاذ القرارات السليمة للوصول إلى توافر طاقة متجددة وعادلة. ولفت إلى أن الدول التي استثمرت مبكرا في الطاقة المتجددة استفادت من استقرار الأسعار وابتعدت عن الاضطرابات في أسعار الطاقة نتيجة الاضطرابات الدولية الراهنة.
في السياق ذاته، شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري في الحدث الذي نظمته أمس كل من غرفة التجارة الأميركية بالقاهرة والغرفة التجارية الأميركية ومكتب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ، بمناسبة زيارة وفد «البعثة التجارية الخضراء» الأميركي إلى القاهرة، والذي يضم العديد من الشركات والجهات التمويلية المهتمة بالاستثمار في مجال الطاقة الخضراء بمصر.
وفي كلمته، أكد شكري أن زيارة البعثة الأميركية تأتي في إطار التحرك المصري الأميركي المشترك لتعزيز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، والبناء على نتائج الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، والذي انعقد في واشنطن في نوفمبر الماضي؛ وسعياً نحو استكشاف الفرص الكبيرة المتاحة لزيادة الاستثمارات الأميركية في مصر، خاصةً في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء.
واستعرض شكري – وفق بيان الخارجية المصرية - جهود مصر إلى تخفيف حدة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، والناجمة عن التوترات الجيوسياسية الراهنة، وما اتخذته الدولة من إجراءات سريعة لدعم الاستقرار الاقتصادي، وتحفيز الاستثمارات، وحماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، كما تطرق إلى الرئاسة المصرية المقبلة لمؤتمر المناخ، مؤكداً الحرص على أن يشهد المؤتمر مشاركة فاعلة من جانب كافة الأطراف المعنية بعمل المناخ الدولي، بما في ذلك ممثلي القطاع الخاص، وأن يعطي المؤتمر الفرصة لهم لعرض جهودهم، من منطلق الدور الهام الذي يضطلع به القطاع الخاص في جهود مواجهة تغير المناخ. وأضاف وزير الخارجية أن زيارة البعثة التجارية الخضراء تمثل خطوة، في اتجاه تحويل تعهدات المناخ إلى واقع فعلي على الأرض.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
TT

إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق بجنوب السودان

جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)
جوبا عاصمة جنوب السودان (مواقع التواصل)

وقع إطلاق نار كثيف، الخميس، في جوبا عاصمة جنوب السودان بمقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، أكول كور، الذي أقيل الشهر الماضي، حسبما أكد مصدر عسكري، فيما تحدّثت الأمم المتحدة عن محاولة لتوقيفه.

وبدأ إطلاق النار نحو الساعة السابعة مساء (17.00 ت.غ) قرب مطار جوبا واستمر زهاء ساعة، بحسب مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأبلغت الأمم المتحدة في تنبيه لموظفيها في الموقع، عن إطلاق نار «مرتبط بتوقيف الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات»، ناصحة بالبقاء في أماكن آمنة.

وقال نول رواي كونغ، المتحدث العسكري باسم قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، لإذاعة بعثة الأمم المتحدة في البلاد (مينوس) إنه «حصل إطلاق نار في مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق».

وأضاف: «شمل ذلك قواتنا الأمنية التي تم نشرها هناك لتوفير مزيد من الأمن».

وتابع: «لا نعرف ماذا حدث، وتحول سوء التفاهم هذا إلى إطلاق نار»، و«أصيب جنديان بالرصاص». وأضاف: «بعد ذلك هرعنا إلى مكان الحادث... وتمكنا من احتواء الموقف عبر إصدار أمر لهم بالتوقف».

وقال: «مصدر عسكري مشارك في العملية» لصحيفة «سودانز بوست» اليومية، إن أكول كور أوقف بعد قتال عنيف خلف «عشرات القتلى والجرحى من عناصره»، لكن التوقيف لم يتأكد رسمياً حتى الآن.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأخرى نشرتها الصحيفة شبه توقف لحركة المرور بالقرب من مقر إقامة رئيس الاستخبارات السابق، حيث فر سائقون خائفون بعد سماع إطلاق النار تاركين سياراتهم، وفقاً لصحيفة «سودانز بوست».

وأقال رئيس جنوب السودان سلفاكير في أكتوبر (تشرين الأول) رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور الذي تولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وكلّفه تولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

ولم تُحدّد أسباب هذه الخطوة. ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين، لأول انتخابات في تاريخ البلاد، كان إجراؤها مقرراً في ديسمبر (كانون الأول).

بعد عامين على استقلاله، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفاكير (الرئيس) ورياك مشار (النائب الأول للرئيس)، ما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.