بنوك العالم ترفع الفائدة على خطى {الفيدرالي}

الكل يحاول محصارة التضخم... و{المركزي} البريطاني يتوقع انكماشاً

بنوك العالم ترفع الفائدة على خطى {الفيدرالي}
TT

بنوك العالم ترفع الفائدة على خطى {الفيدرالي}

بنوك العالم ترفع الفائدة على خطى {الفيدرالي}

في خطوات متوالية لمتابعة تحركات الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، رفع عدد من البنوك المركزية حول العالم الفائدة خلال الساعات التالية للقرار الأميركي، في محاولة للجم التضخم المنفلت إضافة إلى تقليص خروج رؤوس الأموال والاستثمارات خارج بلادها.
ومساء الأربعاء، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة 0,5 نقطة في إطار جهوده لاحتواء أعلى معدل تضخم يسجل في البلاد في غضون أربعة قرون. وتسعى البنوك المركزية جاهدة للتصدي لارتفاع التضخم الذي وصفته بأنه مؤقت عندما بدأ مع إعادة فتح الاقتصاد العالمي بعد تراجع جائحة كوفيد-19، قبل أن يتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة.
ورفع بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) الخميس الفائدة الرئيسية بربع نقطة لتصل إلى 1 في المائة لمواجهة التضخم في المملكة المتحدة. وهذه هي المرة الرابعة على التوالي التي يقرر فيها البنك رفع الفائدة إلى 1 في المائة، في أعلى مستوى منذ 2009، حتى مع إصداره تحذيرا من أن بريطانيا تخاطر بالسقوط في ركود.
وأعلن بنك إنجلترا في محضر اجتماعه أن «الضغوط التضخمية العالمية زادت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا» وستنعكس على الأسر البريطانية في أكتوبر (تشرين الأول) مع ارتفاع أسعار الكهرباء؛ ما سيساهم في زيادة التضخم إلى 10 في المائة في الفصل الرابع. وحذرت المؤسسة المالية الخميس من أنها تتوقع انكماش إجمالي الناتج الداخلي في الفصل الرابع، وكذلك انكماش الاقتصاد بنسبة 0,25 في المائة في عام 2023.
وقال سورين ثيرو رئيس قسم الاقتصاد في غرف التجارة البريطانية: «قرار رفع أسعار الفائدة سيسبب قلقا كبيرا للأسر والشركات نظرا للتدهور السريع في التوقعات الاقتصادية وتزايد ضغوط التكلفة». وسجل تضخم أسعار المستهلكين أعلى مستوياته في 30 عاما عند سبعة بالمائة في مارس (آذار)، أي أكثر من ثلاثة أضعاف هدف بنك إنجلترا البالغ اثنين بالمائة، وعدل البنك توقعاته لنمو الأسعار بالرفع ليُظهر أنه سيبلغ ذروته فوق عشرة بالمائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام.
وأبقى البنك على توقعاته للنمو الاقتصادي هذا العام عند 3.75 بالمائة، وقال إنه قلق أيضا حيال تأثير سياسات الإغلاق لمواجهة الجائحة في الصين والتي تهدد بتضرر سلاسل التوريد مجددا وزيادة ضغوط التضخم.
وكان قرار الفيدرالي مساء الأربعاء قد تبعه اتخاذ خمس دول خليجية خطوات مماثلة. وقرر البنك المركزي السعودي رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء «الريبو» بمقدار 0.5 في المائة من 1.25 إلى 1.75 في المائة، كذلك رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس «الريبو العكسي» بمقدار 0.5 في المائة من 0.75 إلى 1.25 في المائة.
كما قرر مصرف الإمارات المركزي رفع «سعر الأساس» على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة بـ 50 نقطة أساس، وذلك اعتبارا من يوم الخميس. وقرر المصرف الإبقاء على السعر الذي ينطبق على اقتراض سيولة قصيرة الأجل من المصرف المركزي من خلال كافة التسهيلات الائتمانية القائمة عند 50 نقطة أساس فوق سعر الأساس. ويحدد سعر الأساس، الذي يرتبط بسعر الفائدة على أرصدة الاحتياطي المعتمد من قبل الاحتياطي الفيدرالي، الموقف العام للسياسة النقدية للمصرف المركزي، كما يوفر حداً أدنى لسعر الفائدة الفعلي لأسعار سوق النقد لليلة واحدة في الدولة.
وفي قطر، أعلن المصرف المركزي رفع سعر فائدة المصرف للإيداع (QCBDR) بـ50 نقطة أساس، ليصبح 1.50 في المائة، وفقا لوكالة الأنباء القطرية. كما رفع سعر فائدة الإقراض من المصرف (QCBLR) بـ25 نقطة أساس، ليصبح 2.75 في المائة. وفي ذات السياق، قرر رفع سعر إعادة الشراء (QCB Repo Rate) بـ50 نقطة أساس، ليصبح 1.75 في المائة. وذكر المصرف أن قرار رفع سعر الفائدة جاء بناء على المعطيات الاقتصادية المحلية والدولية.
كذلك، قرر مصرف البحرين المركزي رفع سعر الفائدة الأساسي على ودائع الأسبوع الواحد من 1.25 إلى 1.75 في المائة. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) أنه تم أيضا رفع سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة من 1 إلى 1.5 في المائة، ورفع سعر الفائدة على الودائع لفترة أربعة أسابيع من 1.75 إلى 2.5 في المائة. هذا بالإضافة إلى رفع سعر الفائدة الذي يفرضه المصرف المركزي على مصارف قطاع التجزئة مقابل تسهيلات الإقراض من 2.5 إلى 3 في المائة.
كما أعلن بنك الكويت المركزي رفع سعر الخصم بواقع ربع نقطة مئوية من 1.75 إلى 2 في المائة. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن محافظ البنك المركزي قوله، إن قرار البنك جاء في ضوء متابعة مستجدات الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية، والتطورات الجيوسياسية وأثرها على الارتفاعات الكبيرة في معدلات التضخم العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة والسلع والاضطرابات في سلاسل التوريد، والتي تشكل مصدراً أساسياً للتضخم المستورد وما له من انعكاس على الرقم القياسي لأسعار المستهلك في دولة الكويت.
وخارج الخليج، قال مسؤول في البنك المركزي الأردني يوم الخميس إن البنك رفع أسعار الفائدة الرئيسية 50 نقطة أساس تماشيا مع خطوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في مواجهة التضخم الذي بلغ مستويات مرتفعة لم تحدث منذ عقود. وسيدخل القرار حيز التنفيذ يوم الأحد بعد انتهاء عطلة عيد الفطر.
وسبق أن رفع البنك المركزي الأسترالي معدل الفائدة بواقع 25 نقطة أساسية إلى 35 نقطة أساس مطلع الأسبوع الجاري، في ظل ارتفاع معدل التضخم بنسبة أكبر من المتوقع بسبب العراقيل التي تواجهها سلاسل الإمداد.
وقال البنك إن المجلس خلص إلى أنه حان الوقت للبدء في سحب بعض الدعم الاستثنائي الذي تم إقراره لمساعدة الاقتصاد الأسترالي خلال جائحة كورونا. وأشار إلى أن الاقتصاد أثبت مرونته، كما أن معدل التضخم ارتفع بسرعة أكبر، ولمستوى أكثر ارتفاعا من المتوقع، مضيفا أن ذلك من المرجح أن يتطلب رفع معدل الفائدة مجددا خلال الفترة المقبلة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحذو البنك المركزي الأوروبي حذو أقرانه. وفي وقت سابق قالت إيزابيل شنابل عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي إنها تتوقع موافقة مجلس محافظي البنك على زيادة سعر الفائدة في منطقة اليورو لكبح جماح التضخم خلال يوليو (تموز) المقبل.
وتأتي تصريحات شنابل بعد أيام قليلة من تصريحات نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي غويندوز التي أشار فيها إلى أن يوليو المقبل «لحظة ممكنة» لزيادة سعر الفائدة رغم أنه قال إن هذا «غير محتمل».
كما ذكر روبرت هولتسمان عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي أن البنك ربما يحتاج إلى رفع معدلات الفائدة مرتين هذا العام لتخفيف حدة التضخم، لكن سيتعين الأخذ في الاعتبار العواقب على النمو الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)
مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» العالمية رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3»، إلى جانب التصنيفات الإيجابية من الوكالات العالمية الأخرى، يعزز ثقة المستثمرين ويخلق فرصاً أكبر لجذب الاستثمارات الأجنبية، كما يسهم في تعزيز مكانة السوق المالية السعودية بوصفها وجهة استثمارية عالمية.

وأضاف الحصان عبر حسابه في منصة «إكس»، أن هذا الإعلان يعكس نجاح الإصلاحات الاقتصادية والسياسات المالية الطموحة التي تبنتها الحكومة السعودية.

وكانت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» قد أعلنت، مساء الجمعة، رفع تصنيف السعودية بالعملتين المحلية والأجنبية إلى «إيه إيه 3» من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».

وأكدت الوكالة على تقدم المملكة المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي، الذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة، مشيرة إلى جهود البلاد في استثمار الموارد المالية المتاحة لتنويع القاعـدة الاقتصادية عـن طريق الإنفاق التحولي.