«النقد الدولي» يدعو الصين لتحفيز الاستهلاك وسط تجدد الإغلاقات

أكد أن العملات الرقمية لا تتيح الالتفاف على العقوبات... وحذر من طوفان تضخم

قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنه ينبغي للصين أن تستخدم أدوات المالية العامة لتحفيز الاستهلاك (أ.ف.ب)
قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنه ينبغي للصين أن تستخدم أدوات المالية العامة لتحفيز الاستهلاك (أ.ف.ب)
TT

«النقد الدولي» يدعو الصين لتحفيز الاستهلاك وسط تجدد الإغلاقات

قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنه ينبغي للصين أن تستخدم أدوات المالية العامة لتحفيز الاستهلاك (أ.ف.ب)
قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنه ينبغي للصين أن تستخدم أدوات المالية العامة لتحفيز الاستهلاك (أ.ف.ب)

قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا يوم الأربعاء إنه ينبغي للصين أن تستخدم أدوات المالية العامة لتحفيز الاستهلاك بينما تواجه تباطؤاً أثارته إغلاقات جديدة لاحتواء «كوفيد - 19».
وقالت غورغييفا إن الصين لديها حيز وفير على صعيد السياسات المالية والنقدية للتصدي لهذا التباطؤ، لكن سيكون من الأفضل أن تحفز الاستهلاك. وأبلغت مؤتمراً صحافياً أثناء اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن: «ما نراه في الصين هو أن الاستهلاك متباطئ ولا يتعافى بالقوة اللازمة... وعليه فإنه بدلاً من تحريك الأموال إلى استثمارات عامة فلنحركها إلى جيوب الناس حتى يكون هناك قدر أكبر من الحركية يأتي من طفرة للاستهلاك».
ومن جهة أخرى، قالت غورغييفا إن استخدام العملات الرقمية لا يسمح للبلدان أو الشركات أو الأفراد بالتهرب بشكل كبير من العقوبات الدولية، مثل تلك التي تفرضها الدول الغربية على روسيا.
وأوضحت غورغييفا في محادثة عبر الإنترنت مساء الثلاثاء: «ليست هناك دلائل قوية على أنه يمكن استخدام العملات الرقمية للالتفاف على العقوبات. لماذا؟ لأن النظام المالي ما زال لديه دور مهم ليؤديه». وأضافت: «لم نصل بعد إلى مرحلة نرى فيها دليلاً على أن ذلك يسمح بالالتفاف على العقوبات... من الواضح أن العقوبات تمنع التعاملات».
ويتابع صندوق النقد الدولي هذا الموضوع عن كثب، خصوصاً فيما يتعلق بروسيا التي فرضت عليها الدول الغربية حزماً من العقوبات الاقتصادية منذ بدء غزو أوكرانيا في نهاية فبراير (شباط).
وفي الجانب الأوكراني، كانت السلطات «مهتمة جداً بالعملات الرقمية قبل الحرب. لذلك أنجزت الكثير من العمل» الذي، وفق غورغييفا، سمح للأوكرانيين بتلقي المساعدات «بتكلفة منخفضة وبسرعة». وأشارت غورغييفا إلى أن «روسيا نفسها تتجه نحو عملة رقمية يصدرها البنك المركزي»، لافتة إلى أنها «ليست موجودة بعد».
وخلال الاجتماعات، عبر كبير الاقتصاديين الجديد بصندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء عن قلقه بشأن تزايد الإشارات إلى أن توقعات التضخم آخذة في الارتفاع وقد تظل عند مستويات مرتفعة، مما يدفع إلى تشديد السياسة النقدية في الاقتصادات المتقدمة.
وقال بيير أوليفييه غورينشا، الذي بدأ الانتقال إلى منصب المستشار الاقتصادي لصندوق النقد الدولي في يناير (كانون الثاني)، لـ«رويترز» في مقابلة إن الحرب في أوكرانيا، التي تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، قد تلحق الضرر بتوقعات بدء انحسار التضخم المرتفع منذ عقود هذا العام.
وأضاف الخبير الاقتصادي السابق في جامعة كاليفورنيا بيركلي: «الشح الشديد في سوق العمل» الأميركية يزيد مطالب رفع الأجور «للحاق» بالأسعار المرتفعة التي يمكن أن تساعد في ترسيخ توقعات التضخم. ومضى يقول: «لذلك هناك بالتأكيد خطر أن نشهد دوامة في الأسعار والأجور... وهناك خطر أيضاً أنه بينما نمر فيه بفترة تضخم مرتفع، ونسمع أنها تتراوح من خمسة إلى ستة إلى سبعة إلى ثمانية (في المائة) - ولا نرى ذلك يتغير - سيبدأ الناس في إعادة تقييم ما يعتقدون أن التضخم سيكون عليه في المستقبل وأن الشركات ستفعل الشيء نفسه أيضاً».
وقد تكون هذه أنباء سيئة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) وغيره من البنوك المركزية في العالم المتقدم، والتي جادلت بأن توقعات التضخم بين المستهلكين والشركات ظلت ثابتة بشكل معقول عند مستويات أقل بكثير من القراءات العالية الحالية للتضخم.
وكان صندوق النقد الدولي عدل في وقت سابق توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي بما يقرب من نقطة مئوية من يناير بسبب الصدمات من الحرب الروسية في أوكرانيا، مع وجود مخاطر هبوط كبيرة من تشديد العقوبات.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف من تعريفات ترمب الجمركية

موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
TT

تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف من تعريفات ترمب الجمركية

موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)

تراجعت الأسهم الآسيوية بشكل عام يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المخاوف من تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بشأن خططه لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على المكسيك وكندا والصين فور توليه منصبه، مما أثار قلق الأسواق العالمية.

وانخفض مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 38.442 نقطة، بينما تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز - إيه إس إكس 200» في أستراليا بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 8.359.40 نقطة. أما مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية، فشهد انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 2.520.36 نقطة. في المقابل، بقي مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ ثابتاً تقريباً، حيث ارتفع بنسبة أقل من 0.1 في المائة ليصل إلى 19.158.76 نقطة، بينما سجل مؤشر «شنغهاي» المركب زيادة بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 3.261.12 نقطة، وفق «أسوشييتد برس».

وعلى الرغم من تراجع الأسواق الآسيوية، شهدت «وول ستريت» يوم الاثنين انتعاشاً، حيث حققت الأسهم الأميركية مكاسب مع صعود الشركات التي يُتوقع أن تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة واقتصاد أقوى. وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 5.987.37 نقطة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله قبل أسبوعين. كما سجل مؤشر «داو جونز» الصناعي مكاسب بنسبة 1 في المائة ليغلق عند 44.736.57 نقطة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 19.054.84 نقطة.

من جهة أخرى، تراجعت عوائد السندات الأميركية فيما أشار إليه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت»، وذلك بعد إعلان ترمب عن ترشيح سكوت بيسنت، مدير صندوق تحوط، لمنصب وزير الخزانة. وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، مما يساعد على تخفيف المخاوف في «وول ستريت» بشأن زيادة كبيرة في العجز الوطني بسبب سياسات ترمب. وقد يقلل هذا التوجه من العوائد ويعزز الاستثمارات الأخرى مثل الأسهم.

وبعد أن تخطت العائدات على السندات لأجل 10 سنوات حاجز 4.44 في المائة مباشرة بعد فوز ترمب، انخفضت إلى 4.26 في المائة يوم الاثنين مقارنة بـ4.41 في المائة في نهاية الأسبوع الماضي، وهو انخفاض ملحوظ. هذا الانخفاض في العوائد يجعل الاقتراض أرخص للشركات والأسر، ما يسهم في رفع أسعار الأسهم والاستثمارات الأخرى.

كما شهد مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله قبل 3 سنوات. وتُظهر هذه المكاسب أن الشركات الصغيرة تستفيد بشكل أكبر من انخفاض تكاليف الاقتراض نظراً لاعتمادها الكبير على الاقتراض للنمو.

وفي سوق السندات، تراجع العائد على السندات لأجل سنتين، الذي يعكس توقعات السوق بشأن سياسات «الاحتياطي الفيدرالي» فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة.

وبدأ «الاحتياطي الفيدرالي» في تقليص أسعار الفائدة بالأشهر الأخيرة، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في عقدين من الزمن، بهدف دعم سوق العمل بعد تحسن التضخم الذي اقترب من هدفه البالغ 2 في المائة. لكن بعد فوز ترمب، قام المتداولون بتقليص توقعاتهم بشأن عدد التخفيضات المستقبلية في أسعار الفائدة، وسط مخاوف من أن سياسات ترمب بشأن الضرائب والإنفاق قد تؤدي إلى زيادة الدين الوطني.

وتوقع الخبراء أن يظهر تقرير يُنشر يوم الأربعاء، أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تسارع إلى 2.8 في المائة في الشهر الماضي، مقارنة بـ2.7 في المائة في سبتمبر (أيلول). وقد يجعل هذا التضخم الأعلى «الاحتياطي الفيدرالي» أكثر تردداً في خفض الفائدة بشكل سريع أو عميق.

وعلى صعيد الأسهم، حققت «باث آند بودي وركس» قفزة كبيرة بنسبة 16.5 في المائة بعد إعلانها عن أرباح تفوق التوقعات في الربع الأخير، مع زيادة تقديراتها المالية للسنة المالية الحالية.

وفي الوقت نفسه، ركزت الأنظار على قدرة المتسوقين الأميركيين على التحمل في ظل الأسعار المرتفعة عبر الاقتصاد وأسعار الفائدة المرتفعة، ما يثير تساؤلات بشأن قوة الاقتصاد الاستهلاكي الأميركي.