مصر تُحبط تهريب 9 عملات أثرية وشمعدان نحاسي

تعود إلى عصور تاريخية مختلفة

عملات مصرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
عملات مصرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تُحبط تهريب 9 عملات أثرية وشمعدان نحاسي

عملات مصرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
عملات مصرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تمكنت الوحدة الأثرية بمطار القاهرة الدولي، من إحباط تهريب 9 عملات معدنية تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، وشمعدان من النحاس الأصفر  من عصر الخديوي إسماعيل، وذلك قبل تهريبها خارج البلاد.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن «المضبوطات كانت ضمن أمتعة راكبَين مسافرَين إلى الخارج، وفور الاشتباه في أثرية المضبوطات وإبلاغ الوحدة الأثرية،  تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من الفحص والمعاينة، حتى تم التأكد من أثريتها وخضوعها لقانون حماية الآثار  رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، وتم تحرير محضر، وإحالة القضية إلى النيابة العامة».
وأشار حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالمواني المصرية، إلى أن العملات المضبوطة، تضم 3 عملات ذهبية من العصر البيزنطي، تحمل العملة الأولى منها صوراً على وجهها، والثانية صورة نصفية للإمبراطور قسطنطين الثاني مرتدياً تاجاً وممسكاً بصليب، وتحيط به كتابات بيزنطية، وتحمل على الظهر مدرجاً يعلوه صليب وتحيط به كتابات، أما العملة الثالثة فعليها صورة كاملة للإمبراطور هيراكليوس مع أبنائه، وتحمل على الظهر مدرجاً يعلوه صليب تحيط به كتابات بالبيزنطية.

أما العملات الست الباقية فمصنوعة من المعدن، وترجع للعصر البطلمي، من بينها 3 عملات فئة درخمة، و2 فئة نصف درخمة، وعملة غير واضحة المعالم، وجميعها عليها صورة نصفية للمعبود زيوس، وعلى الظهر نسر قابض على جناحيه، بجانبه «قرن الخيرات»، وكتابات باللغة اليونانية القديمة.
وبينما تعد هذه القضية أول قضية ضبط عملات أثرية قبل تهريبها للخارج، في عام 2022، فإنه تم ضبط أكثر من عملية لتهريب العملات الأثرية العام الماضي. ففي 16 أغسطس (آب) من العام الماضي، نجحت سلطات جمارك مطار القاهرة الدولي في إحباط محاولة راكب مصري ومعه جنسية دولة أجنبية، تهريب كميات كبيرة من العملات، عبارة عن 15 عملة معدنية ترجع للعصر العثماني، و9 عملات معدنية ترجع لعصر السلطان حسين، و8 عملات معدنية ترجع لعصر الملك فؤاد الأول، وعملة واحدة ترجع للعصر العباسي، وعملة واحدة ترجع لعصر الملك فاروق الأول.
 وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، تمكنت سلطات جمارك مطار القاهرة الدولي، من ضبط راكب عربي بحوزته كمية كبيرة من العملات، منها 7 عملات أثرية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، وتحرير محضر بالواقعة.

وقامت السلطات المصرية بتطوير نظام العمل في جميع الوحدات الأثرية بمنافذ جمهورية مصر العربية، الجوية والبحرية والبرية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما أسفر عن ضبط كميات كبيرة من القطع الأثرية قبل تهريبها للخارج.
ويبلغ عدد الوحدات الأثرية بالمنافذ الحدودية نحو 44 وحدة، ويضم مركز الوحدات الأثرية بمطار القاهرة الدولي 6 وحدات أثرية، منها 3 تعمل على مدار 24 ساعة، طوال أيام الأسبوع.
ويطالب خبراء آثار مصريون بتشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، وخصوصاً في محافظات الجنوب التي تضم عدداً من المواقع الأثرية المتاخمة للمناطق السكنية، والتي لا توجد بها أسوار حماية.
ورغم نجاح السلطات المصرية في ضبط عدد كبير من المتهمين في قضايا تهريب الآثار، ومن بينهم شخصيات مرموقة، فإن آخرين يستغلون بعض الثغرات الأمنية لإخفاء القطع الأثرية، داخل طرود تصدير البضائع والأثاث، ونجح كثير منهم في تهريب توابيت نادرة، ومومياوات، وآلاف العملات المعدنية، ونجحت مصر في استرداد معظمها بموجب الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تمنع عمليات تداول وبيع الآثار.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.