انقلابيو اليمن يسوقون 80 {مهمشاً} في إب إلى جبهات القتال

TT
20

انقلابيو اليمن يسوقون 80 {مهمشاً} في إب إلى جبهات القتال

لم تمض سوى أسابيع قليلة على قيام الميليشيات الحوثية بتجنيد مئات المهمشين من ذوي البشرة السوداء في محافظة إب الخاضعة تحت سيطرتها حتى عادت مجدداً لاستهداف أبناء تلك الفئة عبر الدفع بأعداد جديدة منهم قبل أيام نحو جبهات القتال في مأرب وتعز بالساحل الغربي.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر مطلعة في إب لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة عمدت هذا الأسبوع إلى الزج بما يزيد على 80 مهمشاً ينتمون لمناطق عدة في إب نحو جبهات قتالية بالتزامن مع تنفيذ حملات تعبئة واستقطاب وتجنيد قسرية بحق أبناء تلك الشريحة المنتشرين في معظم قرى ومديريات محافظة إب ذات النسبة السكانية العالية.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات عمدت في الـ20 من الشهر الجاري إلى حشد أعداد كبيرة من المهمشين من مختلف مناطق إب بمبرر إقامة وقفة احتجاجية لهم بمركز المحافظة تحت شعار التحشيد لجبهات القتال والاحتفال بالذكرى السنوية للقتلى.
وتمكنت الجماعة - بحسب المصادر - من التغرير بالعشرات من المهمشين أغلبهم من صغار سن وقامت بإرسالهم كتعزيزات بشرية إلى عدة جبهات قتالية.
وبحسب المصادر نفسها أجبر الانقلابيون المئات من أبناء تلك الفئة الأشد فقراً الذين شاركوا في الفعالية الحوثية على تقديم دعم مادي وعيني لغرض تجهيز قافلة غذائية دعماً للمقاتلين والجبهات الحوثية.
واعترف مسؤولو الجماعة بأنهم نجحوا في تجهيز قافلة غذائية متنوعة واستقطاب العشرات من المجندين لدعم الجبهات، داعين إلى الاستمرار في التحشيد تنفيذاً لتوجيهات زعيمهم عبد الملك الحوثي التي شدد فيها على استقطاب فئة المهمشين من ذوي البشرة السوداء الذين يطلق عليهم «أحفاد بلال».
وكانت الجماعة قد كثفت على مدى الأشهر والأعوام القليلة المنصرمة من حملاتها الاستهدافية بمحافظة إب (170 كلم جنوب صنعاء) لاستقطاب المهمشين من ذوي الأصول الأفريقية إلى جبهات القتال. وذكرت مصادر محلية في إب بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية في المحافظة زجت قبل أشهر بنحو 110 أشخاص من المهمشين في صفوفها للقتال، وأكدت أن قادة الميليشيات ويتصدرهم المدعو عبد الواحد صلاح المعين من قبل الجماعة محافظاً والمدعوان يحيى القاسمي، ويحيى اليوسفي وهما مشرفان في إب مع قيادات أخرى، نظموا حينها حفل توديع كبير للمجندين إلى جبهات القتال.
وفور الانتهاء من حفل التوديع وزعت الجماعة أعداد المجندين حينها على جبهات الضالع ومأرب والبيضاء والجوف وهي الجبهات التي تكبدت فيها الميليشيات خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، كما وعد حينها المحافظ الحوثي بتخريج دفع جديدة من المقاتلين من فئة المهمشين تنفيذاً لأوامر وتوجيهات زعيم الجماعة الانقلابية.
ودعا القيادي الحوثي أسر المهمشين المنتشرة بعموم مدن وعزل وقرى إب إلى مواصلة تقديم القوافل البشرية لدعم الجبهات، وحض المسؤولين المحليين على مواصلة النزول الميداني لحشد المزيد من المقاتلين من بين صفوف هذه الفئة.
وكانت مصادر مطلعة في صنعاء قد كشفت هي الأخرى مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن قيام الميليشيات خلال أسبوع واحد فقط بإرسال نحو 480 شخصاً من المهمشين إلى القتال في جبهات مأرب وتعز وغيرها بالتزامن مع تنفيذها بذات الوقت حملات استقطاب وتجنيد واسعة في أوساط المنتمين إلى هذه الفئة في كل من صنعاء العاصمة ومدينتي إب وذمار.
وتحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام مشرفين وقادة حوثيين باستقطاب أكثر من 200 مهمش جلهم من صغار السن في مناطق وأحياء متفرقة في العاصمة صنعاء، إلى جانب زجهم خلال ذات الفترة بنحو 160 مهمشاً من محافظة ذمار، و120 من إب إلى جبهات القتال.


مقالات ذات صلة

سكان صنعاء يتخوفون من مواجهة طويلة بين واشنطن والحوثيين

يمنيان ينظفان الزجاج الذي تسببت الغارات الأميركية في تحطيمه أمام متجرهما بصنعاء (أ.ف.ب)

سكان صنعاء يتخوفون من مواجهة طويلة بين واشنطن والحوثيين

أعادت الضربات الأميركية الأخيرة في اليمن تجديد مخاوف السكان من مواجهة طويلة تؤثر على معيشتهم، في ظل إصرار الحوثيين على التصعيد وعدم اكتراثهم بتبعات ممارساتهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)

الحوثيون يختارون التّصعيد رغم وعيد ترمب واستمرار الضربات

اختارت الجماعة الحوثية تمسُّكها بالتصعيد البحري رغم الوعيد والضربات الأميركية المستمرة التي أمر بها ترمب، زاعمة أنها هاجمت حاملة الطائرات «ترومان» مرتين.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الرئيس اليمني رشاد العليمي مع القيادات العسكرية اليمنية خلال الاجتماع (سبأ)

الحكومة اليمنية تطالب بتعاون دولي أوسع لمحاصرة الحوثيين

في وقت تستمر فيه الضربات الأميركية على مواقع حوثية عدة، طالبت الحكومة اليمنية بتبنِّي تعاون دولي أوسع واستراتيجية شاملة لمحاصرة الجماعة وقطع مصادر تمويلهما.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
أوروبا أرشيفية لناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز (رويترز)

سفن بمضيق هرمز تبلغ عن عمليات تشويش على أنظمة الملاحة

أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت تقارير من عدة سفن تبحر في مضيق هرمز عن تعرضها لعمليات تشويش أثرت على نظام تحديد المواقع العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي عناصر حوثيون يفترشون أرضية أحد المساجد في إحدى ليالي رمضان (إكس)

الحوثيون يحكمون قبضتهم على المساجد في رمضان

تسعى الجماعة الحوثية للسيطرة المطلقة على المساجد في مناطق سيطرتها، وتحويلها إلى مقار لتنظيم فعاليات خاصة بها بدلاً عن صلاة التراويح التي تمنع السكان من أدائها.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يعلنون استهداف «ترومان» وقطع أخرى للمرة الرابعة

مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)
مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)
TT
20

الحوثيون يعلنون استهداف «ترومان» وقطع أخرى للمرة الرابعة

مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)
مقاتلة «إف-18» أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان» (أ.ف.ب)

قال متحدث عسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء إن الجماعة هاجمت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وعددا من القطع الحربية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة.

وأضاف في بيان أن الهجوم جاء بعد رصد «تحركات عسكرية معادية في البحر الأحمر استعدادا لشن هجوم جوي واسع»، مشيرا إلى أن استهداف حاملة الطائرات الأميركية هو الرابع خلال 72 ساعة. وبدأت الولايات المتحدة يوم السبت شن ضربات تستهدف جماعة الحوثي بعدما أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها ستستهدف مجددا السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب.

وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات ستستمر أياما وربما أسابيع إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.

وقال المتحدث الحوثي في البيان إنه سيتم «تصعيد العمليات العسكرية» ضد إسرائيل ما لم يتوقف الهجوم على غزة ويرفع الحصار عنها. وأفادت قناة (المسيرة) التلفزيونية التابعة لجماعة الحوثي بأن غارات أميركية استهدفت أمس الثلاثاء محافظتي صعدة وحجة في شمال غرب اليمن، ومحافظة الحديدة في الغرب.