بعد مرور أكثر من 10 سنوات على بداية عملها في مجال الحفائر الأثرية في مصر، تنظم جامعة جيان الإسبانية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، أول معرض كبير لاكتشافات أثرية إسبانية في مصر تحت عنوان «عِقد من الحفريات في قبة الهوا... نتائج جامعة جيان»، الذي يستضيفه متحف النوبة في مدينة أسوان (جنوب مصر).
المعرض الذي تمتد مدته لنحو عامين يضم 300 قطعة أثرية تُعرض لأول مرة أمام الجمهور، وتسلط الضوء على عادات الدفن المصرية على مدار ما يقرب من ألفي عام في منطقة قبة الهواء الأثرية وهي منطقة الجنائزية مهمة، ويضم المعرض المجموعات الجنائزية التي اكتُشفت في أكثر من 10 مقابر، لم يكن قد تم الوصول إليها من قبل، وهو ما يجعل هذه المقتنيات من أبرز المجموعات الأثرية الموجودة على المستوى العالمي، بجانب التوابيت والتماثيل وأدوات الزينة وشواهد القبور.
ويقول رئيس جامعة جيان، خوان غوميث أورتيغا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهمية معرض (عقد من الحفريات) تكمن في كونه يعد نتاجاً لمجهود جامعتنا في التنقيب عن الآثار لأكثر من عقد من الزمان»، مشيراً إلى أن «جامعة جيان تعاقدت على مدار الـ15 سنة الماضية مع خبراء إسبان لإنجاز عمليات التنقيب، لذلك فإن هذا المعرض الذي يضم العديد من الكنوز الأثرية يعبر عن العلاقة القوية بين جامعتنا ومنطقة قبة الهواء في أسوان»، لافتاً إلى نية الجانب الإسباني لتعزيز العلاقات مع الجانب المصري في قطاع الآثار خلال الفترة المقبلة.
ويستطيع زوار المعرض مشاهدة بقايا أقدم سرطان ثدي اكتُشف حتى اليوم الذي يعود لعام 2100 قبل الميلاد.
وصمم العرض المتحفي الشركة الإسبانية «ملكة القلوب» وساهم في إخراجه أعضاء مشروع «قبة الهواء» تحديداً المسؤولين عن الترميم وكذلك العاملين في متحف النوبة، ومولته جامعة جيان ومجلسها الاقتصادي الاجتماعي.
وتواصل بعثة جامعة جيان متابعة أعمال الحفر والتنقيب ودراسة مقابر حكام فيلة والذين دفنوا في التل الذي يعرف في يومنا هذا بقبة الهواء.
وتسعى البعثة الإسبانية خلال موسم الحفائر الحالي للتركيز على أعمال الحفر التي تجري في الآبار الجنائزية الموجودة في القبر المهيب للحاكم سارينبوت الأول والذي عاش في عام 1900 قبل الميلاد ومقابر خلفائه خيما وسارينبوت الثاني.
ووفق جامعة جيان، فإنه تم إجراء أولى مسحاتها برادار استكشاف باطن الأرض في قطاع كبير من المنطقة الجنائزية الذي لم تتم فيه حفريات من قبل. كما تدرس البعثة قطعاً أثرية عثر عليها في بعثات سابقة، ويساهم في تمويل هذه البعثة كل من مؤسسة بالارك، ومجموعة كالديرون، والجمعية الإسبانية لعلم المصريات.
وتعد منطقة جبل أبو الهواء أو قبة الهواء، التي تقع على الضفة الغربية للنيل بمدينة أسوان، أحد أبرز المعالم السياحية بالمدينة، ويبلغ ارتفاع ذلك الجبل نحو 130 متراً فوق مستوى سطح الماء، وتضم مقابر منحوتة لنبلاء وكهنة أسوان على مدار عصور مختلفة، وتحوى 85 مقبرة إلى جانب 10 مقابر مكتشفة حديثة.
وتضم المنطقة الأثرية مقابر مهمة على غرار «مقبرة وسر» التي يوجد أمامها فناء خارجي، ونقوش غائرة باللغة الهيروغليفية، كما تضم المنطقة مقبرة أمنحتب وخونس ومقبرة سر سات، ومقابر أخرى غير معروفة الاسم.
وقال أحمد فاروق غنيم، رئيس هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية والمشرف العام على صندوق إنقاذ آثار النوبة إن «هذا المعرض يعد إنجازاً بكل المقاييس، مؤكداً وجود مجهود كبير جداً بذل من فريق العمل حتى يخرج بهذا الشكل الجديد والرائع»، مشيراً إلى أن طريقة عرض القطع توصل المعلومة بسهولة إلى الزائرين.
«عَقد من الحفريات» يوثق أعمال البعثة الإسبانية في مصر
معرض أثري في «متحف النوبة» يضم 300 قطعة
«عَقد من الحفريات» يوثق أعمال البعثة الإسبانية في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة