تعرّف على أفضل مضادات الأكسدة للبشرة

تعرّف على أفضل مضادات الأكسدة للبشرة
TT

تعرّف على أفضل مضادات الأكسدة للبشرة

تعرّف على أفضل مضادات الأكسدة للبشرة

ربما تعلم بالفعل أن البشرة السليمة تحتاج إلى مضادات الأكسدة لتعمل بأعلى مستوياتها. ما قد لا تعرفه هو لماذا تحتاج بشرتك إلى مضادات الأكسدة أو أنواع الفوائد التي يمكن أن تقدمها مضادات الأكسدة لروتينك المعتاد للعناية بالبشرة.
فكيف تعمل مضادات الأكسدة بالضبط؟ ولماذا تعتبر ضرورية لأي نظام للعناية بالبشرة؟ وكيف تحارب جميع أنواع مشاكل العناية بالبشرة مثل البهتان والجفاف وحب الشباب. هذا هو ما تطرق اليه التقرير المفصل الذي نشره موقع "mbglifestyle " الطبي المتخصص.

ماذا تفعل مضادات الأكسدة للبشرة؟
مضادات الأكسدة هي إضافة لا غنى عنها لروتين العناية بالبشرة. فمن خلال استهداف الجذور الحرة يمكن لمضادات الأكسدة أن توفر جميع أنواع فوائد العناية بالبشرة. أولاً دعنا نوضح بالضبط ما هي الجذور الحرة وكيف تعمل؛ فالجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة ينقصها إلكترون. ولتحقيق الاستقرار يبحث عن الإلكترونات من الخلايا السليمة ما يؤدي إلى تحول الخلايا السليمة إلى جذور متطرفة، ويؤدي ذلك إلى حلقة مفرغة لا تنتهي.
وعلى الرغم من أن أجسامنا تنتج بشكل طبيعي الجذور الحرة، إلا أن العوامل البيئية الأخرى مثل الأشعة فوق البنفسجية والتلوث والنظام الغذائي ودخان السجائر يمكن أن تولد الجذور الحرة. في بعض الأحيان يمكننا حتى أن نضيف عن غير قصد إجهادًا إضافيًا للجذور الحرة لبشرتنا من خلال العدوانية المفرطة مع منتجاتنا أو روتيننا. ويمكن أن نقول ان الجذور الحرة يمكن أن تأتي من أماكن كثيرة.
ويتسبب الحمل الزائد من الجذور الحرة في الإجهاد التأكسدي، ما يؤدي إلى انهيار الكولاجين وإعاقة عملية الإصلاح الطبيعي للبشرة والالتهاب. ويمكن أن يضعف أيضًا حاجز الجلد ويعطل ميكروبيوم البشرة. كل هذا قد يؤدي إلى مؤشرات جمالية مثل تغير اللون والترهل والتهيج وحب الشباب والخطوط الدقيقة وغيرها؛ وذلك عندما تتدخل مضادات الأكسدة لتقديم يد المساعدة، حسبما تؤكد أخصائية الأمراض الجلدية ديبرا جاليمان أن "مضادات الأكسدة هي مركبات تمنع الأكسدة".

ماذا يعني هذا في الممارسة العملية؟
يوضح طبيب الأمراض الجلدية الدكتور أوريت ماركويتز مؤسس OptiSkin بمدينة نيويورك: "إنها في الأساس مادة يمكن أن تمنع أو تبطئ تلف الخلايا الذي تسببه الجذور الحرة". "مضادات الأكسدة هي الأشياء التي تتفاعل مع الجذور الحرة، وهي نوعًا ما تقلل من هذه الجذور الحرة على بشرتنا، مما يخلق بيئة صحية". بمساعدة مضادات الأكسدة، يمكن للبشرة تحسين ملمسها ولونها وصحتها الشاملة من خلال استهداف كل شيء من الخطوط الدقيقة إلى حب الشباب والبهتان.

ما هي مضادات الأكسدة الأفضل للبشرة؟
جميع مضادات الأكسدة يمكن أن تكون مفيدة في محاربة الجذور الحرة عند استخدامها بشكل صحيح. يمكنك استخدام أنشطة محددة لاستهداف احتياجاتك الفريدة. وبينما نميل إلى إنفاق معظم انتباهنا على وجهنا، لا تنس أن جسمك ويديك وشعرك بحاجة إلى الحماية المضادة للأكسدة أيضًا.

فيتامين (سي) للبقع الداكنة وإنتاج الكولاجين
ربما سمعت عن هذا، لأنه يجب أن يكون أحد أكثر مضادات الأكسدة شيوعًا في السوق. تعلن الأمصال والمرطبات على حد سواء عن تركيبات فيتامين سي الخاصة بها. وعلى الرغم من أن فيتامين سي يحتوي على الكثير من فوائد العناية بالبشرة، إلا أن أكثر ما يحتويه هو قدرته على تفتيح البشرة وتقليل البقع الداكنة المرتبطة بالشيخوخة الضوئية، والتي غالبًا ما تسببها أضرار الأشعة فوق البنفسجية. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فقد ثبت أن فيتامين سي يدعم إنتاج الكولاجين ويثبت الكولاجين الطبيعي. وبشكل عام يوفر هذا المضاد للأكسدة بشرة أكثر نعومة وإشراقًا.

أنزيم Q10 لحماية الحاجز
نظرًا لأن الحماية المضادة للأكسدة هي جزء حيوي من العناية بحاجز البشرة، فإن أي مضادات أكسدة موضعية غير مهيجة ستحسن صحتها. ومع ذلك، قد يكون الإنزيم المساعد Q10 (CoQ10) هو أفضل رهان لك إذا كنت تتعامل مع مشاكل البشرة. CoQ10 هو مركب قابل للذوبان في الدهون يوجد في جميع خلايانا وله خصائص قوية مضادة للأكسدة: إنه يحمي من بيروكسيد الدهون، وهي عملية تتسبب فيها الجذور الحرة بإتلاف أغشية الخلايا مما يؤدي إلى ضعف وظيفة الحاجز. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الإنزيم المساعد دورًا في إنتاج طاقة خلايا الجلد، مما يعني أن استخدام المكون يمكن أن يساعد خلايا الجلد على العمل بشكل شاب وصحي.

فيتامين (E) للجفاف
فيتامين (هـ) هو أكثر الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون انتشارًا في الجلد، مما يجعله ضروريًا لبشرة صحية. لإنه يسرع عملية شفاء الجلد مع توفير فوائد الترطيب، مما يجعله مكونًا رائعًا لجميع أنواع الكريمات والمستحضرات. وكما لو أن هذا لم يكن كافيًا، فإن فيتامين E يدعم أيضًا مضادات الأكسدة الأخرى ويثبتها لمساعدتها على أداء المهام الموكلة إليها.

(نياسيناميد) لحب الشباب
يُعرف النياسيناميد أيضًا باسم فيتامين ب 3 ، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية المهدئة التي تعمل على تحسين ملمس البشرة ولونها. ويشير جاليمان إلى أن "النياسيناميد خفيف جدًا وجيد للأشخاص ذوي البشرة الحساسة". هذا بسبب قدرته على تقوية حاجز الجلد. كما أنه يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات تساعد على تهدئة البثور ومحاربة الاحمرار الشائع في نوبات حب الشباب. في الواقع وجدت إحدى الدراسات أنه عند تطبيقه موضعيًا يمكن أن يعالج النياسيناميد حب الشباب المعتدل كأي مضاد حيوي موضعي.

(الريتينول) للخطوط الدقيقة
كمشتق من فيتامين ( أ ) تعتبر الرتينويدات من مضادات الأكسدة. إنه أحد أكثر المكونات فعالية لمكافحة الشيخوخة، إذ بفضل تركيبته الجزيئية الصغيرة فهو مضاد أكسدة فعال بشكل لا يصدق يتغلغل بعمق في الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين مع تسريع تجديد الخلايا وإصلاحها. "يرتبط الريتينول بمستقبلات الريتينويد داخل خلايا الجلد"، كما يقول طبيب الأمراض الجلدية الحاصل على شهادة البورد جوشوا زيشنر دكتوراه في الطب "ينشط الجينات التي تنظم إنتاج الكولاجين". ولوحظ هذا التأثير في دراسة بشرية صغيرة؛ حيث حفز علاج الريتينول إنتاج الكولاجين في الجلد الناضج مما ساعد على تقليل ظهور التجاعيد. ويمنح هذا البشرة لمسة نهائية أكثر نعومة وشبابًا بحيث تعود ساعتك العمرية إلى الوراء.

(الريتينول) وفيتامين (سي) للبشرة
كل من هذه المواد المضادة للأكسدة يمكن أن تمنح البشرة لمسة نهائية متوهجة. يقول جليمان إن الريتينول هو الأفضل "لأنه يقلل من تماسك الخلايا الخارجية ويساعد على التقشير". ومع ذلك فإن قدرة فيتامين سي على منع وعلاج الشيخوخة الضوئية قد جعلته أيضًا مكونًا أكثر إشراقًا لمن يبحثون عن بشرة متوهجة تلفت الأنظار.

(بوليفينول) للحساسية
توجد هذه المواد المضادة للأكسدة في أشياء مثل الشاي الأخضر وكذلك بعض الفواكه والخضروات والنباتات الأخرى. فإلى جانب الخصائص المضادة للأكسدة التي تحمي من الإجهاد التأكسدي، تحتوي مادة البوليفينول أيضًا على خصائص مضادة للالتهابات تساعد في تقليل علامات البشرة الحساسة مثل الاحمرار أو التهيج. ويوجد أيضًا ريسفيراترول وهو نوع من مادة البوليفينول ومضاد أكسدة رائع آخر له فوائد مضادة للالتهابات ومضادة للفطريات ومضادة للبكتيريا. يمكن العثور على هذا الجزيء في قشرة الفاكهة مثل العنب والتوت. وهناك الآلاف من مادة البوليفينول، لكنها تحتوي أيضًا على عدد قليل من مضادات الأكسدة المماثلة.

كيفية استخدام مضادات الأكسدة؟
هناك طرق عدة لإضافة مضادات الأكسدة إلى روتينك اليومي منها:

النظام الغذائي:
تأكد دائمًا من تناول نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، حيث يمكن أن يساعد جسمك داخليًا. ابحث عن الفواكه والخضروات الملونة كالتوت الأزرق والحمضيات على وجه الخصوص. يمكنك أيضًا البحث عن مكملات التجميل لدعم تناولك.

الأمصال:
الأمصال عبارة عن تركيبات عالية التركيز يتم وضعها مباشرة على بشرة نظيفة لتزويد خلاياك بالمواد الفعالة. إذا كنت تريد علاجًا قويًا للوجه فسيكون هذا هو أفضل رهان لك.

كريمات ومستحضرات الوجه:
في حين أن مرطبات الوجه تدور حول الترطيب أكثر من العلاج، إلا أنها يمكن أن توفر جرعة من الحماية المضادة للأكسدة. ومع ذلك، يجب أن تلاحظ أنها واحدة من الخطوات الأخيرة في روتينك.

زيوت الوجه:
تأتي العديد من زيوت الوجه مع مضادات الأكسدة المذكورة أعلاه بشكل طبيعي.

العناية بالجسم:
لا تنس أن جسمك بالكامل يحتاج إلى حماية من مضادات الأكسدة. نوصي دائمًا بإيجاد مستحضرات ترطيب الجسم والزيوت وكريمات اليد التي تحتوي على مضادات الأكسدة لتحسين جودة البشرة بشكل عام.

إن مضادات الأكسدة ضرورية في روتين العناية بالبشرة. يقول ماركويتز ان "الخبر السار هو أن العديد من المنتجات الآن تحتوي بشكل طبيعي على مضادات الأكسدة". سواء كنت تقلل من ظهور الشيخوخة أو تهدئ التهيج أو تزيل حب الشباب، فهناك مضاد للأكسدة للجميع.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الفواكه والخضراوات تساعد على انتظام عملية الهضم خلال الشتاء (جامعة ماريلاند)

أطعمة ضرورية في الشتاء لتعزيز المناعة وصحة الأمعاء

غالباً ما يرتبط فصل الشتاء بالأطعمة المريحة والعادات الهادئة، وأحياناً ببعض السلوكيات غير الصحية. ومع ذلك، يُعد هذا الموسم فرصة مثالية لإعادة التركيز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)

دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

تعرف الفوائد الصحية للسردين والأسماك الدهنية على نطاق واسع، فمحتواها العالي من الدهون غير المشبعة يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بادوفا الإيطالية، الثلاثاء، اكتشاف عدد من الورش الصناعية التي ترجع إلى العصر المتأخر وبدايات العصر البطلمي، إلى جانب الكشف عن جزء من جبانة رومانية تضم أنماطاً متنوعة من الدفن، أثناء أعمالها بموقعي كوم الأحمر وكوم وسيط بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا).

ويساهم هذا الكشف في تعميق فهم طبيعة الحياة والنشاط البشري في مناطق غرب دلتا النيل والمناطق الداخلية المحيطة بمدينة الإسكندرية، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، موضحاً في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «هذه الاكتشافات تمثل إضافة علمية مهمة لدراسة أنماط الاستيطان والممارسات الجنائزية والأنشطة الصناعية في غرب الدلتا، كما تسهم في تقديم رؤى جديدة حول شبكات التواصل الإقليمي منذ العصر المتأخر وحتى العصرين الروماني والإسلامي المبكر».

وتتكون الورش الصناعية المكتشفة من مبنى كبير مقسّم إلى ما لا يقل عن ست غرف، خُصصت اثنتان منها لمعالجة الأسماك، حسب تصريحات رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، حيث عثرت البعثة على نحو 9700 عظمة سمك، بما يشير إلى وجود نشاط واسع لصناعة السمك المملح في تلك الفترة.

الكشف عن جبانة رومانية بمصر (وزارة السياحة والآثار)

ويرجح تخصيص الغرف الأخرى لإنتاج الأدوات المعدنية والصخرية، وتمائم الفيانس، إذ عُثر على عدد من التماثيل الجيرية غير المكتملة، إلى جانب قطع أخرى في مراحل تصنيع مختلفة.

وأسفر الكشف أيضاً عن العثور على جرار أمفورا مستوردة وقطع من الفخار اليوناني، الأمر الذي يؤرخ نشاط هذه الورش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأسفرت أعمال الحفائر كذلك عن اكتشاف جزء من جبانة رومانية تضم عدة دفنات بثلاثة أنماط رئيسية، شملت الدفن المباشر في الأرض، والدفن داخل توابيت فخارية، بالإضافة إلى دفنات أطفال داخل أمفورات كبيرة، وفق بيان الوزارة.

فيما أوضحت رئيسة البعثة من جامعة بادوفا الإيطالية، الدكتورة كريستينا موندين، أن فريق العمل يجري حالياً عدداً من الدراسات البيو - أثرية على الهياكل العظمية المكتشفة، بهدف تحديد النظام الغذائي، والعمر، والجنس، والحالة الصحية للمدفونين بالموقع، والبالغ عددهم 23 شخصاً من الذكور والإناث والأطفال والمراهقين والبالغين.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لهذه الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأفراد عاشوا في ظروف معيشية جيدة نسبياً، دون وجود دلائل واضحة على إصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم لأعمال عنف.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، هذه الاكتشافات، تمثل إضافة نوعية لفهم تاريخ غرب الدلتا خلال العصر الروماني، إذ تكشف بوضوح عن تداخل الحياة الاقتصادية مع الممارسات الاجتماعية والدينية في تلك المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ورش تجهيز السمك المملح تعكس نشاطاً صناعياً منظماً يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، ما يدل على أهمية غرب الدلتا بوصفها مركزَ إنتاجٍ غذائي وتجاري مرتبط بشبكات أوسع داخل مصر وخارجها».

من القطع المكتشفة في الجبانة (وزارة السياحة والآثار)

كما رأى عبد البصير أن «الكشف عن الجبانة الرومانية يقدّم مادة علمية ثرية لدراسة المعتقدات الجنائزية والبنية الاجتماعية للسكان، من خلال تنوع طقوس الدفن واللقى المصاحبة».

ونجحت البعثة في الكشف عن عشرات الأمفورات الكاملة (جرار خزفية)، بالإضافة إلى زوج من الأقراط الذهبية يعود لفتاة شابة، وقد نُقلت هذه القطع الأثرية إلى المتحف المصري في القاهرة، تمهيداً لإجراء أعمال الدراسة والترميم اللازمة لها، وفق بيان الوزارة.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن «هذا الاكتشاف الأثري في غرب الدلتا يفتح آفاقاً جديدة لفهم فترة حكم العصور المتأخرة وما تلاها من حقب تعاقبت على الحضارة المصرية القديمة، بل وتعيد قراءة التاريخ المصري القديم من منظور جديد».

من القطع الأثرية المكتشفة (وزارة السياحة والآثار)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف سوف يضيف لنا علمياً كثيراً عن تلك الحقبة، كما أنه معروف أن الأمفورات كانت تستخدم في عمليات التجارة الخارجية، وكان يوضع بها النبيذ، وأحياناً في نقل السمك المملح، وهذه ليست المرة الأولى في العثور على الأمفورات، حيث كانت متداولة في التجارة الخارجية للدولة المصرية مع اليونان في فترات كثيرة».


للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
TT

للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)

يواجه أحد أقدم أنواع النحل على كوكب الأرض، والمُلقِّح الأساس في غابات الأمازون، تهديدات متزايدة نتيجة إزالة الغابات، والتغيرات المناخية، وتلوث المبيدات، والمنافسة من نحل العسل الأوروبي العدواني.

في خطوة تاريخية، أصبح نحل الأمازون غير اللاسع، أي الذي لا يلسع على عكس نحل العسل الأوروبي «النحل العدواني»، أول الحشرات في العالم التي تُمنح حقوقاً قانونية، تشمل الحق في الوجود، والازدهار، والحماية القانونية في حال التعرض للأذى.

وقد أُقرّت هذه القوانين في بلديتين في بيرو هما: ساتيبو وناوتا، بعد سنوات من البحث وجهود الضغط التي قادتها روزا فاسكيز إسبينوزا، مؤسسة منظمة «أمازون ريسيرتش إنترناشيونال».

يُربي السكان الأصليون هذا النوع من النحل منذ عصور ما قبل كولومبوس، ويُعد مُلقحاً رئيسياً يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية، إذ يلقح أكثر من 80 في المائة من النباتات، بما في ذلك محاصيل الكاكاو، والقهوة، والأفوكادو. وأظهرت أبحاث إسبينوزا، التي بدأت عام 2020، أن عسل هذا النحل يحتوي على مئات المركبات الطبية المضادة للالتهاب والفيروسات والبكتيريا، كما وثقت المعرفة التقليدية في تربيته وجني عسله.

أفاد السكان الأصليون بتراجع أعداد النحل وصعوبة العثور على الأعشاش، كما كشف التحليل الكيميائي للعسل عن آثار المبيدات حتى في المناطق النائية. وأظهرت الدراسات صلة بين إزالة الغابات وتراجع أعداد النحل، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من نحل العسل الأفريقي المهجن، الذي بدأ في إزاحة النحل غير اللاسع من موائله الطبيعية منذ القرن الـ20.

وفقاً لكونستانزا برييتو، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية في «مركز قانون الأرض»، تمثل هذه القوانين نقطة تحوُّل في علاقة البشر بالطبيعة، إذ تعترف بالنحل غير اللاسع بوصفه من الكائنات الحاملة للحقوق وتؤكد أهميته البيئية.

وأوضح زعيم السكان الأصليين آبو سيزار راموس أن القانون يحتفي بالمعرفة التقليدية ويعترف بالدور الحيوي للنحل غير اللاسع في دعم نُظم الأمازون البيئية وثقافات الشعوب الأصلية.

تتطلب هذه القوانين، حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية، استعادة المَواطن البيئية، وتنظيم استخدام المبيدات، واتخاذ تدابير للحد من آثار تغيُّر المناخ، وقد اجتذبت عريضة عالمية مئات الآلاف من التوقيعات، في حين أبدت دول أخرى اهتماماً بتطبيق نموذج بيرو لحماية المُلقِّحات المحلية.


«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«قصر القطن» بالإسكندرية... لتوديع الظلام واستقبال السائحين

المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
المبنى يطل على البحر مباشرة في منطقة المنشية بالإسكندرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يشكل إعلان الحكومة المصرية على لسان وزير قطاع الأعمال العام المصري المهندس محمد شيمي، عن سعيها للاستحواذ على مبنى قصر القطن في مدينة الإسكندرية المجاور للنصب التذكاري للجندي المجهول طاقة نور لإخراج المبنى من حالة الجمود واستغلاله سياحياً بعد تحويله إلى فندق.

ويعود المبنى لفترة الثمانينات، وأقيم مكان قصر القطن التاريخي زمن السادات، ويعدُّ أكبر منشأة في منطقة المنشية تطل على البحر مباشرة وسط مدينة الإسكندرية، ويتميز «قصر القطن» بطرازه المعماري ما جعله فريداً بين المنشآت والبنايات الموجودة في المنطقة من حيث الارتفاع والضخامة والعناصر الهندسية والمعمارية.

وقال الفنان فتحي بركات، رئيس جمعية الفنانين والكتاب «أتيليه الإسكندرية»، إن مبنى «قصر القطن» كان في البداية مملوكاً لشركة الأقطان الشرقية بالإسكندرية، وكانت هناك محاولة لأن يكون أعلى مبنى في المدينة ليتشكل من 45 طابقاً، لكن لم يتم الموافقة على مخطط بنائه، واقتصر على 22 طابقاً فقط، ومنذ إنشائه زمن السادات في موقع قصر القطن التاريخي لم يُستغل بشكل مثالي. «والآن تشغل جزءاً منه جامعة سنجور الفرنسية، بالإضافة إلى طابقين حكوميين، لكن تظل باقي الأدوار بلا أي نوع من الإشغال، وفق كلام بركات الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المبنى محاط بمنطقة مزدحمة بالبائعين، منطقة المنشية، ويجاور النصب التذكاري للجندي المجهول وإعادة الحياة له ربما يعيد الهدوء مرة أخرى للمكان، ويضفي طابعاً مختلفاً لها يعيدها للزمن الجميل، وهو يمتلك إمكانات تؤهله للاستغلال الفندقي، حيث يتضمن جراجاً في الدور الأرضي، بالإضافة لإجراء الكثير من التغييرات الداخلية لاستغلال مكوناته، أما عن شكله الخارجي فلا توجد هناك مساحة لأي تغييرات، لأن واجهته زجاجية، ولا يمكن تغييرها».

المبنى المراد تحويله إلى فندق (تصوير: عبد الفتاح فرج)

كان المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، قال خلال لقائه عدداً من الصحافيين بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، الثلاثاء، إن الحكومة المصرية تعمل حالياً على خطة تهدف إلى إعادة إحياء الأصول التاريخية وتعظيم الاستفادة منها، من بينها أحد القصور الأثرية المميزة بمدينة الإسكندرية، وهو «قصر القطن» الواقع بجوار النصب التذكاري، مشيراً إلى أنه من المستهدف تطوير القصر وإعادة تشغيله فندقاً سياحياً متميزاً.

وأضاف شيمي أن المشروع المقترح يتضمن إنشاء فندق بارتفاع 22 طابقاً، يسهم في دعم الطاقة الفندقية بالإسكندرية وتعزيز المنتج السياحي، والحفاظ على الطابع التراثي وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة، ولتحقيق ذلك أجرت الوزارة دراسة استغلال المبنى بوضع تصور شامل لتحقيق الاستغلال الأمثل له، وتحويله إلى مركز استثماري متعدد الاستخدامات الفندقية والإدارية والتجارية، وتسهم في تعظيم العائد منه، وتنشيط ودعم الحركة السياحية والتجارية في الإسكندرية وتوفير فرص عمل إضافية.

من جهته قال الباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان إن «اتجاه مصر لتطوير واستغلال قصر القطن وتحويله إلى فندق سياحي، سيُعيد صياغة المكان، عبر إزالة الكثير من الساحات التي تشوه المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة صارت مزدحمة جداً، فضلاً عن عشوائيتها، لذا سيكون مشروع الفندق بمثابة رئة تعيد ساحة النصب التذكاري ومنطقة المنشية لسماتها السياحية والتراثية التي فقدتها منذ سنين».