ماذا يكشف مسلسل «لعبة الحبار» عن استراتيجية «نتفليكس» العالمية؟

مسلسل «لعبة الحبار» شوهد من قبل أكثر من 111 مليون حساب عبر «نتفليكس» (رويترز)
مسلسل «لعبة الحبار» شوهد من قبل أكثر من 111 مليون حساب عبر «نتفليكس» (رويترز)
TT

ماذا يكشف مسلسل «لعبة الحبار» عن استراتيجية «نتفليكس» العالمية؟

مسلسل «لعبة الحبار» شوهد من قبل أكثر من 111 مليون حساب عبر «نتفليكس» (رويترز)
مسلسل «لعبة الحبار» شوهد من قبل أكثر من 111 مليون حساب عبر «نتفليكس» (رويترز)

قامت خدمة البث «نتفليكس» - مرة أخرى - بتغيير اللعبة. عندما بدأت الشركة في التوسع دولياً، صدّرت أفلاماً وعروضاً تلفزيونية من صنع هوليوود إلى دول أخرى. الآن، بعد نحو عقد من الزمان وحيث تنتشر في أكثر من 190 دولة، تستفيد المنصة من انتشارها العالمي للقيام بالعكس. وهي تقوم بذلك بنجاح هائل.
أعلنت «نتفليكس» مساء أمس (الثلاثاء) أن مسلسل «لعبة الحبار» أي «سكويد غيم» الكوري الصنع أصبح «أكثر سلسلة يتم مشاهدتها عند إطلاقها». وأفاد فرانك بالوتا من «سي إن إن»، أن المسلسل شوهد من قبل أكثر من 111 مليون حساب منذ ظهوره لأول مرة في 17 سبتمبر (أيلول).
والمسلسل هو الأول من نوعه من كوريا الذي يصل إلى المرتبة الأولى في الولايات المتحدة. لكن من المهم أن ندرك أن العرض أصبح ظاهرة في جميع أنحاء العالم، من آسيا إلى أوروبا إلى أميركا الجنوبية. كما أشار بالوتا، فإن «لعبة الحبار» يتصدر قوائم «نتفليكس» في 94 دولة.
*دليل على أن استراتيجيتنا الدولية صحيحة
تحدثت مينيونغ كيم، نائبة رئيس «نتفليكس» التي تشرف على منطقة آسيا والمحيط الهادي، عن نجاح العرض كدليل على نجاح مخطط الشركة العالمي للمحتوى. وقالت: «السبب في أن لعبة الحبار له معنى عظيم بالنسبة لنا هو أنه يعتبر دليلاً كاملاً على أن استراتيجيتنا الدولية صحيحة».
وتدور هذه الاستراتيجية العالمية حول إنتاج عروض محلية حقيقية للمناطق التي تم تطويرها فيها. كما أوضحت كيم، تعتقد الشركة أن «العروض المحلية الأكثر أصالة ستنتقل وتنتشر بشكل أفضل». ويكسر مشروع مثل «لعبة الحبار»، الذي حظي باهتمام كبير من الصحافة خلال الأسبوعين الماضيين - الحواجز التي كانت موجودة سابقاً بين أسواق وسائل الإعلام.
*المسلسل ليس الوحيد
في حين أن «لعبة الحبار» كان بلا شك أفضل نجاح دولي لـ«نتفليكس»، لا يمكننا أن ننسى فيلم «لوبين» الذي حقق أيضاً نجاحاً ملحوظاً في وقت سابق من هذا العام. صعدت سلسلة الألغاز الفرنسية إلى المركز الثاني في الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) وتصدرت القوائم في العديد من البلدان الأخرى. في ذلك الوقت، قال الرئيس التنفيذي المشارك لشركة «نتفليكس»، تيد ساراندوس، إنه يعتقد أن نموذج الاشتراك في المنصة يلعب أيضاً دوراً في دفع المشاهدين إلى أن يكونوا «أكثر ميلاً إلى المغامرة بشأن ما يشاهدونه».


مقالات ذات صلة

قتلا والدَيهما... هل يُطلق مسلسل «نتفليكس» سراح الأخوين مينينديز؟

يوميات الشرق مسلسل «Monsters» يعيد إلى الضوء جريمة قتل جوزيه وكيتي مينينديز على يد ابنَيهما لايل وإريك (نتفليكس)

قتلا والدَيهما... هل يُطلق مسلسل «نتفليكس» سراح الأخوين مينينديز؟

أطلق الشقيقان مينينديز النار على والدَيهما حتى الموت عام 1989 في جريمة هزت الرأي العام الأميركي، وها هي القصة تعود إلى الضوء مع مسلسل «وحوش» على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق ليلي كولينز بطلة مسلسل «إميلي في باريس» (رويترز)

لماذا تفجر «إميلي في باريس» مواجهة دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا؟

انفتحت جبهة جديدة في التاريخ الطويل والمتشابك والمثير للحقد في بعض الأحيان للعلاقات بين إيطاليا وفرنسا، والأمر يدور هذه المرة حول مسلسل «إميلي في باريس».

«الشرق الأوسط» (باريس- روما)
يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق نيكول كيدمان متوسّطةً فريق مسلسل «The Perfect Couple» (نتفليكس)

«The Perfect Couple»... عندما يسقط القناع عن المنافقين والقتَلة

مسلسل «نتفليكس» الجديد The Perfect Couple يتصدّر المُشاهدات لا سيّما أن نيكول كيدمان تتصدّر أبطاله.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شعار «نتفليكس» من «بيكسباي»

تركيا تمنع بث مسلسل يوناني تعتزم «نتفليكس» عرضه

أعلن المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري التركي أنه منع عرض مسلسل يوناني يتناول الغزو التركي لشمال قبرص عام 1974 من المقرر أن يتم بثه قريباً على منصة «نتفليكس»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)

انطلقت في الرياض جلسات مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه هيئة الأفلام في نسخته الثانية، لينقل حضوره إلى الجانب الآخر من الشاشة الكبيرة، ومستكشفاً المسار الفكري والمهني الثري الذي تمر به الأفكار قبل تشكّلها أفلاماً.

وشهد افتتاح المؤتمر، الأربعاء، الاحتفاء بالرائد والمخرج السعودي عبد الله المحيسن، المولود عام 1947، أحد رواد صناعة السينما السعودية، وأول متخصص سعودي في السينما وضع اللبنات الأولى لمفهوم صناعة السينما في المملكة.

ورحب رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف، بضيوف المؤتمر، وقال: «مرحباً بكم في مدينة الرياض، المدينة الممزوجة بعبق الماضي وألق المستقبل، مدينة تستمد عظمتها من إرثها الخالد، وتبني مجدها بيدين إحداهما تنغرس عميقاً في جذور التراث والتاريخ، وأخرى تمتد عالياً لتعانق المستقبل».

وأكد آل عياف خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن مدينة الرياض تعد المكان المثالي لملتقى فريد من نوعه مثل هذا، فهي من جهة قلب مستقبل صناعة السينما في المنطقة بسوقها الأكبر الذي يبشر باقتصاد قوي، ومن جهة أخرى حضن الثقافة ومستقبل الفكر، مشيراً إلى أن قطاع الأفلام في السعودية أضحى واعداً ومؤثراً على الصعيد الإقليمي والدولي.

عبد الله آل عياف رئيس هيئة الأفلام في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط)

وأضاف: «انطلاقاً من (رؤية السعودية 2030) تولي هيئة الأفلام اهتماماً كبيراً بتأسيس وتطوير واستدامة قطاع أفلام قوي وحيوي، وانطلاقاً من أهمية تمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير الطريق للسينما وتفتح نوافذ جديدة لها، يأتي هذا المؤتمر بوصفه منصة تجمع بين النقاد والمبدعين، تتيح لهم فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وصولاً إلى تشكيل وعي سينمائي عربي أعمق ينقلها نحو آفاق عالمية دون التخلي عن الأصالة والهوية».

وأشار آل عياف إلى أن موضوع المؤتمر لهذا العام، «الصوت في السينما»، اختير لأن «الصوت هو نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء كان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أو حواراً يظهر الحقيقة، أو صمتاً هو أقوى من كل صوت، فإن الصوت هو صنو الصورة في حمل الفيلم والسينما إلى تحقيق التأثير المطلوب».

من جهته، رحب مشاري الخياط، المشرف العام على مؤتمر النقد السينمائي الدولي، بضيوف المؤتمر الذي يجمع نخبة من صناع الأفلام والمثقفين والإعلاميين للاحتفاء بمسيرة النقد السينمائي، الذي بدأ بوصفه أداة للتعبير عن الذات واستكشاف التحديات المجتمعية، وقد تطور مع مرور الزمن ليصبح منارة تضيء دروب الفنانين وتلهم الأجيال الجديدة من المبدعين.

وقال الخياط: «اليوم ونحن نواصل رحلة السينما السعودية، نعتزّ بما تحقق من إنجازات، حيث نجحت السينما السعودية في الوصول إلى أفق العالمية، وأصبح النقد جزءاً لا يتجزأ من هذا التطور، يسهم في تعزيز جودة الأعمال السينمائية وإبراز روحها».

ندوة افتتاحية عن تجربة ومسيرة المخرج السعودي عبد الله المحيسن (الشرق الأوسط)

وأبدى الخياط سعادته وسروره باستضافة مؤتمر هذا العام، للرائد والمخرج السعودي عبد الله المحسين، أحد أهم رموز السينما السعودية والعربية، الذي أثرت أعماله الرائدة في مسيرة السينما، ولدى كثير من صناع الفيلم ومبدعيه.

وأضاف: «كان ولا يزال المحيسن أحد أبرز رواد السينما السعودية، وأحد أعمدتها في توثيق تاريخنا وعكس قصصنا، وجاءت أفلامه مثقلة بتطلعاته وأفكاره بصفته مثقفاً سعودياً وعربياً، تطرح قضايا عميقة تعكس تحولات المجتمع السعودي والعربي، واستحق نظيرها نيل جوائز محلية وإقليمية، بوصفه من أوائل السعوديين الذي شقوا طريق السينما السعودية نحو الساحة العربية والدولية، وأصبح مثالاً في الإبداع والإصرار لدى عدد من الأجيال».

وتستمر أعمال مؤتمر النقد السينمائي⁩ الدولي في نسخته الثانية بمدينة الرياض لأربعة أيام، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام، ‏ويمثل حدثاً شاملاً لكل محبي السينما لاستكشاف خفاياها ولقاء صنّاعها وروّادها ونقادها في حدث متكامل يضم عشاق الشاشة الكبيرة بكل مجالاتها.