إيطاليا «الواثقة» تستحق التتويج بجدارة... وإنجلترا «المرتعشة» تضيّع فرصتها التاريخية

مانشيني صاحب الفضل الأول في الفوز بكأس أوروبا... وساوثغيت يتحمل مسؤولية الخسارة

المدرب مانشيني (يسار) يشارك كيليني رفع كأس أوروبا لدى الوصول إلى مطار روما (أ.ف.ب)
المدرب مانشيني (يسار) يشارك كيليني رفع كأس أوروبا لدى الوصول إلى مطار روما (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا «الواثقة» تستحق التتويج بجدارة... وإنجلترا «المرتعشة» تضيّع فرصتها التاريخية

المدرب مانشيني (يسار) يشارك كيليني رفع كأس أوروبا لدى الوصول إلى مطار روما (أ.ف.ب)
المدرب مانشيني (يسار) يشارك كيليني رفع كأس أوروبا لدى الوصول إلى مطار روما (أ.ف.ب)

أسدل الستار على منافسات كأس أمم أوروبا (يورو 2020) المؤجلة من العام الماضي بتتويج إيطاليا «الواثقة» باللقب عن جدارة، فيما دفعت إنجلترا «المرتعشة» ثمن تحفظ مدربها غاريث ساوثغيت ليتجرع فريقه سم ركلات الترجيح في المباراة النهائية التي أقيمت في ملعب ويمبلي بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1 - 1.
وبعد إرجاء لعام بأكمله بسبب تداعيات فيروس «كورونا» وبعد 51 مباراة توزّعت على 11 مدينة في 11 دولة أوروبية، كان التتويج في نهاية المطاف من نصيب منتخب إيطالي متجدّد بقيادة مدربه روبرتو مانشيني على حساب منتخب إنجليزي «مضيف» لست من مبارياته السبع، من دون أن يستغل ذلك لإنهاء صيام عن الألقاب منذ مونديال 1966.
وكانت عودة إيطاليا بهذه الحلة المثيرة بعد خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018، من أبرز إيجابيات النسخة السادسة عشرة من النهائيات القارية، إذ عاد «الأزوري» ليلعب دوره بين الكبار، لكن هذه المرة متخلياً عن أسلوبه الدفاعي التقليدي وبنكهة هجومية لافتة لفريق غابت عنه الأسماء الرنانة. وبعد 15 عاماً على اللقب الأخير الذي أحرزه منتخب إيطاليا بركلات الترجيح أيضاً على حساب فرنسا في مونديال ألمانيا، عادت البسمة إلى الإيطاليين الذين أسقطوا الإنجليز في معقلهم «ويمبلي»، بعدما مرّوا في ثمن النهائي ببلجيكا القوية وفي نصف النهائي بإسبانيا التي حرمتهم اللقب القاري عام 2012 باكتساحهم 4 - صفر في النهائي.
وربما لم ينجح مانشيني في كتابة تاريخ لنفسه مع منتخب إيطاليا وهو لاعب، لكن كمدرب سيحصل على فصل كامل لنفسه.
ويعد تحويل المنتخب الإيطالي من فريق فوضوي فشل في التأهل لمونديال 2018 إلى بطل لأوروبا، في غضون ثلاث سنوات فحسب، إنجازاً رائعاً يقدم دليلاً جديداً على أهمية
مانشيني ودوره في هذا التطور. وبالطبع يتطلب أي انتصار بركلات الترجيح، بعد
انتهاء المباراة 1 - 1 عقب وقت إضافي، قدراً من التوفيق لكن المدرب البالغ من العمر 56 عاماً فعل كل شيء لمنح فريقه فرصة الفوز. وفي أمسية جاءت فيها العديد من قرارات نظيره الإنجليزي غاريث ساوثغيت بنتائج عكسية على نحو مؤلم، كانت قرارات مانشيني صحيحة في الأوقات المهمة.
وأبقى مانشيني على فريقه منتعشاً بالتغييرات على مدى 120 دقيقة ما ترك أثراً كبيراً على المباراة وحولها في اتجاه المنتخب الإيطالي بعد أن وضع لوك شو إنجلترا في المقدمة في الدقيقة الثانية. واستقر المنتخب الإيطالي بعد هذه البداية، ونجح تدريجياً في إسكات الجماهير الإنجليزية الصاخبة. وفي بداية الشوط الثاني، أخذ مانشيني زمام المبادرة وأشرك برايان كريستانتي بدلاً من نيكولو باريلا في وسط الملعب وأخرج المهاجم تشيرو إيموبيلي ليشارك دومنيكو بيراردي ليلعب على الجناح بينما انتقل لورينزو إنسيني من اليسار ليؤدي دوراً أكبر في قلب الملعب، وأسهم هذا التغيير في سيطرة إيطاليا على الكرة التي استحوذت على الكرة بنسبة 62 في المائة مقابل 38 لإنجلترا وأثمر ذلك عن هدف التعادل الذي سجله ليوناردو بونوتشي في الدقيقة 67. وسدد المنتخب الإيطالي 20 محاولة على المرمى مقابل ست محاولات لإنجلترا وأكمل 755 تمريرة مقابل 341 لإنجلترا.
ولم يكن مانشيني خائفاً من استبدال لاعبين أساسيين والمباراة تقترب من الوقت الإضافي ليضمن استمرار الزخم، حيث خرج إنسيني المرهق في الدقيقة 90 وغادر ماركو فيراتي الملعب بعد ست دقائق لاحقة ليشارك مانويل لوكاتيلي. في المقابل كانت تغييرات ساوثغيت، أو تلك التي لم يقم بها، في حاجة للمراجعة لأن أسلوب مدرب إنجلترا لم ينجح في تغيير سير المباراة أمام فريق مانشيني الأكثر ثقة.
لقد كانت هناك صفات لا تحتاج للقياس غرسها مانشيني في فريقه واتضحت بشدة في مباراة النهائي، مثل الجرأة والتصميم، ليصبح أول مدرب إيطالي يقود بلاده إلى اللقب
الأوروبي منذ فيروتشيو فالكاريجي في 1968، وبعد مسيرة مظفرة من 34 مباراة بدون هزيمة.
وقال مانشيني وهو يتذكر عملية تحول المنتخب الإيطالي في ثلاث سنوات: «لقد أكملنا دورة كاملة». وكانت مشاهدة ثلاث سنوات من العمل الشاق تؤتي ثمارها واضحة على ملامح مانشيني الذي لم يستطع إخفاء دموعه ليعلق: «كان هذا هو الشعور الذي يحدث بعد تحقيق شيء لا يصدق، من رؤية اللاعبين يحتفلون، والجماهير تحتفل في المدرجات. كان الأمر يتعلق بمشاهدة كل ما تمكنا من صنعه بعد مسيرة السنوات الثلاث الماضية، وتحديداً في آخر 50 يوماً، التي كانت صعبة للغاية».
وأضاف: «لقد تعاملنا بشكل جيد للغاية ولم تكن هناك مشاكل أبداً ويستحق اللاعبون الثناء على ذلك. ليس فقط على أرض الملعب، فقد قاموا بعمل رائع هناك، بل أعتقد أن هذه هي حقيقة أننا تمكنا من تشكيل روح الفريق هذه. لقد ابتكروا شيئاً لا يمكن فصله أبداً في المستقبل. سيكونون دائماً مرادفاً لهذا الانتصار لأنهم يكنون الكثير من الاحترام لبعضهم بعضاً».
وفاز المدافع المخضرم بونوتشي بجائزة أفضل لاعب في المباراة بعد أن نال لقبه الدولي الأول عقب تسع سنوات من الخسارة في نهائي بطولة أوروبا 2012 أمام إسبانيا، بينما نال زميله حارس المرمى المتألق جانلويجي دونا روما الذي تصدى لركلتين ترجيحيتين لإنجلترا، كأس أفضل لاعب بالبطولة.
وصاح بونوتشي، أكبر هداف في مباراة نهائية لأمم أوروبا، حيث يبلغ من العمر 34 عاماً و71 يوماً، بعد انتهاء المباراة: «الكأس قادمة إلى روما» رداً على الهتاف الشهير للجماهيرالإنجليزية «الكأس عائدة إلى ديارها».
وقال بونوتشي: «سمعنا يوماً بعد يوم منذ مباراة الدنمارك أن الكأس ستعود إلى لندن. أنا آسف لهم، ولكن في الواقع الكأس ذاهبة إلى روما وبهذه الطريقة يمكن للإيطاليين في جميع أنحاء العالم الاستمتاع والاحتفال بهذه البطولة». وتفوق بونوتشي بأربعة أعوام تقريباً، على اللاعب الألماني بيرند هولزينباين، صاحب الرقم القياسي السابق كأكبر اللاعبين تسجيلاً في النهائيات، حيث سجل هدفاً لألمانيا الغربية خلال خسارتها بركلات الترجيح ضد تشيكوسلوفاكيا في نهائي البطولة عام 1976. وكان يبلغ حينذاك 30 عاماً و103 أيام.
كما حقق بونوتشي رقماً قياسياً آخر، بعدما سجل ظهوره الثامن عشر مع منتخب
إيطاليا في بطولات اليورو، متفوقاً بفارق لقاء وحيد على الحارس السابق غيانلويجي بوفون.
وواصل بونوتشي: «هذه نهضة كرة القدم الإيطالية. أنا متأكد الآن أن هذا الفريق والمدرب سيحتلان الكثير من العناوين الرئيسية في المستقبل».
في المقابل وللمرة الثانية في مدى 3 سنوات، دفع منتخب إنجلترا ثمن تحفظ مدربه ساوثغيت في المباريات الحاسمة. وكانت كتيبة المدرب الشاب حققت انطلاقة مثالية نحو تحقيق أول لقب كبير لها بعد صيام دام 55 عاماً، عندما منحها الظهير الأيسر لوك شو التقدم بعد مرور دقيقتين فقط مسجلاً أسرع هدف في تاريخ المباريات النهائية للبطولة القارية. وفي تلك اللحظة، كان من السهل تخيل أن يصبح ساوثغيت بطلاً قومياً لكون إنجلترا باتت على بعد 88 دقيقة من إحراز أول لقب كبير لها منذ أن توجت بطلة للعالم على أرضها بفوزها على ألمانيا الغربية 4 - 2 بعد وقت إضافي عام 1966. بيد أن مدرب إنجلترا قرر عدم المجازفة في الشوط الثاني ليتلقى فريقه هدف التعادل، قبل أن يخوض المنتخبان ركلات الترجيح التي نجح فيها لاعبو إيطاليا في المحافظة على رباطة جأشهم ليحسموها 3 - 2. وكانت ركلات الترجيح تجربة مريرة أخرى لساوثغيت الذي كان مسؤولاً عن إهدار ركلة جزاء كلاعب في نصف نهائي كأس أوروبا عام 1996 على الملعب ذاته ضد ألمانيا لتحسم الأخيرة النتيجة في صالحها في طريقها للتتويج باللقب. ومنذ أن تسلم تدريب المنتخب الإنجليزي عام 2016، بدا وكأن ساوثغيت نجح في محو السجل السيئ لإنجلترا في ركلات الترجيح عندما نجح فريقه في تخطي كولومبيا في ثمن نهائي مونديال روسيا بفضل هذه الركلات، ثم سويسرا في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية. بيد أن قرار المدرب إشراك ماركوس راشفورد وجايدون سانشو في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني من أجل تسديد ركلات الترجيح ارتد سلباً عليه لأن اللاعبين أخفقا في محاولاتهما إذ تصدى القائم لتسديدة الأول، والحارس الإيطالي جانلويجي دونا روما لمحاولة الثاني، قبل أن يهدر البديل الآخر الشاب بوكايو ساكا محاولته الأخيرة الحاسمة.
وتكرر سيناريو مباراة الدور نصف النهائي في مونديال روسيا ضد كرواتيا عندما تقدم المنتخب الإنجليزي بهدف مقابل لا شيء، ليتراجع بعد ذلك من دون أي سبب ليقلب المنتخب البلقاني الطاولة عليه ويفوز 2 - 1 بعد وقت إضافي في طريقه إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام فرنسا 2 - 4.
وأعلن ساوثغيت تحمله مسؤولية الهزيمة وقال: «استعد الفريق قدر المستطاع لذلك، وأنا أتحمل المسؤولية، أنا من اختار اللاعبين لتنفيذ الضربات الترجيحية، لا أحد يكون بمفرده في هذا الموقف. قررنا إجراء التغييرات في نهاية المباراة، ونحن نفوز أو نخسر معاً كفريق».
وأضاف «لم ننجح في حسم المباراة خلال الوقت الأصلي. وقد أظهر المنتخب الإيطالي أنه فريق رائع. لاعبونا قدموا ما يجب أن يفخروا به، فكل لاعب كان استثنائياً. أشعر بخيبة أمل إزاء عدم النجاح في التقدم لخطوة أخرى».


مقالات ذات صلة

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

رياضة عالمية منتخب غينيا بيساو المغمور يأمل الاستفادة من ابناء الجيل الثاني لمواطنيه المغتربين بأوروبا (غيتي)

جاك كولز «كشاف» يستخدم لعبة «فوتبول مانجر» للعثور على لاعبين لمنتخب غينيا بيساو

قاد جاك تشارلتون جمهورية آيرلندا للوصول إلى الدور ربع النهائي في كأس العالم. فعندما تم تعيينه مديرا فنيا للمنتخب في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بدأ يبحث

ريتشارد فوستر (لندن)
رياضة عالمية كين (يمين) يسجل هدفه الثاني من ثلاثية فوز أنجلترا على أيطاليا (ا ب)

9 منتخبات تضمن تأهلها لـ«يورو 2024» وإيطاليا تنتظر معركة مع أوكرانيا

مع ختام الجولة الثامنة لتصفيات كأس أوروبا (يورو 2024) المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، تأكد تأهل 9 منتخبات إلى النهائيات هي إنجلترا والنمسا وبلجيكا وإسبانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوق يدفع بورقة من فئة عشرة يوروات بسوق محلية في نيس بفرنسا (رويترز)

اليورو يسجّل أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ 20 عاماً

سجّل اليورو، اليوم (الثلاثاء)، أدنى مستوياته مقابل الدولار الأميركي منذ نحو 20 عاماً وبلغ 1.0306 دولار لليورو متأثراً بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي. وارتفع الدولار قرابة الساعة 08.50 بتوقيت غرينتش بنسبة 1.03 في المائة مسجّلاً 1.0315 للدولار مقابل اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون أمام مكتب صرافة في موسكو (إ.ب.أ)

الروبل الروسي يصعد أمام اليورو إلى أعلى مستوى في 7 سنوات

تواصل العملة الروسية ارتفاعها أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وتم تداول الدولار اليوم دون 53 روبلاً، فيما جرى تداول اليورو عند مستوى 55 روبلاً وذلك للمرة الأولى في نحو سبع سنوات. وبحلول الساعة العاشرة و42 دقيقة بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بنسبة 1.52% إلى مستوى 95.‏52 روبل، فيما انخفض سعر صرف اليورو بنسبة 1.92% إلى 18.‏55 روبل، وفقاً لموقع «آر تي عربية» الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الرياضة اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

اتحاد الكرة الإنجليزي وشرطة العاصمة مسؤولان عن فوضى المباراة النهائية ليورو 2020

قالت لويز كيسي «عضو مجلس اللوردات البريطاني» في تقريرها الشامل عن الأحداث التي وقعت خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 على ملعب ويمبلي في 11 يوليو (تموز): «أنا لست بصدد إلقاء اللوم على بعض الأفراد. لذا، إذا كان الناس يبحثون عن تقرير يحاول تحويل بعض الأفراد إلى كبش فداء، فلن تجدوا ذلك. كانت هناك إخفاقات جماعية حددتها وكانت واضحة. وهناك أيضاً عوامل مخففة أصفها في التقرير بأنها (عاصفة كاملة) جعلت من الصعب للغاية إدارة هذه المباراة النهائية». وبعد صدور التقرير الصادر من 129 صفحة، يبدو من غير المحتمل أن كلمات كيسي ستوقف الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحميل فرد ما مسؤولية ما حدث.

بول ماكينيس (لندن)

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.