السعودية: ملف الإسكان في طريقه لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية

مصدر لـ {الشرق الأوسط}: سيصدر خلال الفترة المقبلة عدد من المبادرات بخصوص الأراضي البيضاء

ارتفاع أسعار الأراضي أحد الأسباب التي قادت إلى دخول السوق العقارية السعودية مرحلة ركود ملحوظة («الشرق الأوسط»)
ارتفاع أسعار الأراضي أحد الأسباب التي قادت إلى دخول السوق العقارية السعودية مرحلة ركود ملحوظة («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية: ملف الإسكان في طريقه لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية

ارتفاع أسعار الأراضي أحد الأسباب التي قادت إلى دخول السوق العقارية السعودية مرحلة ركود ملحوظة («الشرق الأوسط»)
ارتفاع أسعار الأراضي أحد الأسباب التي قادت إلى دخول السوق العقارية السعودية مرحلة ركود ملحوظة («الشرق الأوسط»)

في الوقت الذي تعهدت فيه وزارة الإسكان السعودية بالوفاء بكل ما تعلن عنه من منتجات إسكانية في البلاد، التي كان آخرها توزيع 100 ألف منتج من منتجات الوزارة خلال العام الجاري، قابلتها تساؤلات من الشارع السعودي حول مصير ملف زكاة الأراضي السكنية (البيضاء) الواقعة داخل النطاق العمراني للمدن والمحافظات، حيث أكدت الوزارة - أخيرا - أنه لا جديد يذكر حاليا، خاصة أن الملف الآن على طاولة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في السعودية.
وفي هذا الاتجاه أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر مطلع أن موقف مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لم يعلن بعد، معتبرا أن مجرد وصول هذا الملف للمجلس يعد خطوة إيجابية، الأمر الذي سينتج عنه خلال الفترة المقبلة عدد من المبادرات التي على ضوئها يجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير المواقع الشاسعة الواقعة داخل النطاق العمراني للمدن، خصوصا أنها لم تستغل بعد، مشددا على ضرورة استخدامها، خاصة تلك التي يستحوذ عليها أشخاص أو ملكية فردية.
وفي سياق متصل، كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور طارق فدعق عضو لجنة الإسكان في مجلس الشورى السعودي، أن المجلس اتخذ أكثر من موقف حيال الأراضي البيضاء والبت في اعتماد الرسوم المترتبة عليها لحل المشكلة الإسكانية في البلاد، متمنيا أن يصل المجلس لمقترح لتفعيل الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالأراضي غير المستغلة وإعادة تطويرها، مؤكدا في الوقت ذاته أن تلك المساحات تشكل أرقاما كبيرة رغم وقوعها في قلب المدن أحيانا.
وقال عضو مجلس الشورى: «نتمنى تسريع وتيرة تسليم الأراضي، وهذا لن يتحقق إلا بمشاركة القطاع الخاص وبدعم حكومي، للوصول إلى أعلى مقاييس الجودة في البنية التحتية لأراضي الإسكان»، مبينا أن المجلس اتخذ مواقف عدة لاستثمار الحيازات الصغيرة والكبيرة من الأراضي التابعة لأفراد، مشيرا إلى أن هناك تحركات بهذا الخصوص، ولكن لم نرَ النتائج بعد، خصوصا أن الإنجاز يقاس بالنتائج وليس الأقوال.
وفيما يتعلق بمخاطر التمويل والفترات الزمنية للسداد التي تأتي من باب التسهيلات للحصول على مسكن من قبل المواطنين، شدد الدكتور طارق على ضرورة وضع الرؤية الواضحة حول مخاطر التمويل، في الوقت الذي لا تحرص فيه البنوك الممولة على الأمد الطويل للسداد، مشيرا إلى أن استراتيجية الإسكان تحتاج إلى أمد طويل للتمويل قد يصل إلى 20 عاما، وذلك وفق ضوابط ومعايير تضمن الحقوق وعدم تعرضها للضياع، إضافة إلى احتياجنا للمزيد من الضوابط والمبادرات التي تضمن للقطاع الخاص بيئة خالية من المخاطر التمويلية الناتجة عن التمويل.
وأضاف: «وزارة الإسكان وضعت قواعد بيانات متاحة فيما يتعلق بالشراء والإيجار، وهذه الرؤية هي المطلوبة لطرح الشفافية الرامية لارتياح المستثمرين من مطورين وممولين وضمان عدم خسارتهم، ووضعها ضمن الرؤية الشاملة للاستراتيجية الإسكانية والاستثمار بهذا القطاع الحيوي»، ملمحا إلى أن هناك أشخاصا مضاربين يستحوذون على مساحات من المخططات ولم يستثمروها بعد، منتظرين الآخرين أو القطاع الحكومي للبدء في أي مشروع مجاور لأراضيهم بغرض الزيادة في الربحية، معتبرا هذا الأمر من باب طمع وجشع أصحاب تلك الأراضي التي لم يستغلوها لحل أزمة الإسكان في جميع المناطق السعودية.
وكانت وزارة الإسكان قد أفصحت في وقت سابق عن توافر أكثر من 300 ألف منتج سكني، سيجري تخصيصها وتوزيعها حسب جدول زمني سيعلن عنه قريبا، في الوقت الذي اعتمدت فيه الوزارة 13 ألف وحدة سكنية، وزع جزء منها في جازان، وبدأ خلال الشهر الماضي التوزيع في بريدة وخيبر وصامطة، مبينة أن لدى الوزارة 26 ألف شقة، منها 618 شقة في الرياض، إضافة إلى مشروعات مشابهة ستوزع قريبا في عدد من مناطق السعودية.
وفي هذا السياق، ينتظر الشارع السعودي حسم الرأي الشرعي حيال حكم فرض رسوم على الأراضي البيضاء، بعد أن جرى تأجيله من قبل هيئة كبار العلماء في السعودية، الذي يأتي ضمن مشروع نظام أعدته وزارة الإسكان، وقررت الهيئة في حينه إحالة الملف إلى المجلس الاقتصادي الأعلى - الذي أُلغي ضمن حزمة القرارات والأوامر الملكية الأخيرة - لأخذ المرئيات حياله، ودراسة أبعاده وتأثيراته في المستقبل وتحليل فوائده الاقتصادية، خصوصا فيما يتعلق بمسألة أسعار العقار، ومن ثم إعادته للهيئة لبحث الرأي الشرعي حوله في دورة مقبلة.



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.