ترجمة عربية لـ«رحلة إلى الهند»

ترجمة عربية لـ«رحلة إلى الهند»
TT

ترجمة عربية لـ«رحلة إلى الهند»

ترجمة عربية لـ«رحلة إلى الهند»

صدرت حديثًا عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» بعمان رواية الكاتب البريطاني إدوارد فورستر، «رحلة إلى الهند». وهي من ترجمة عز الدين إسماعيل، ومراجعة لويس مرقس، وتقديم محمد شاهين.
وتطرح هذه الرواية، كما كتب الناشر، «سؤالًا بسيطًا في ظاهره، عميقًا في باطنه: هل يمكن أن تتحقق صداقة بين طرف مستعمِر، وآخر مستعمَر، في الوقت الذي يجثم فيه الطرف الغالب على أرض الطرف المغلوب؟ يخضع الراوي هذا السؤال إلى مناسبات عدة في الرواية ليتبين مدى القدرة العملية على تحقيق تصالح من نوع أو آخر بين الطرفين، لكن هذه المحاولات المبذولة لهذا الغرض تبوء في الغالب بالفشل، بل إنها من قبيل المفارقة تعمق الهوة وتزيد من اتساعها، خصوصًا في حادثة الكهوف. وتأتي خاتمة الرواية تتويجًا للتعبير عن غياب أمر المصالحة جملة وتفصيلًا، إذ توجز القول بأن العصمة في هذا الشأن هي بيد الهند نفسها التي ترفض سماؤها وأرضها وصخورها، بل ومكوناتها الطبيعية، سؤال المصالحة الذي يعرضه فيلدنج نيابة عن الطرف الغالب على عزيز الذي يمثل الطرف المغلوب؛ إذ توجز الهند قولها: «ليست المصالحة الآن ولا هي هنا...»...
ومن أهم الميزات التي تتمتع بها هذه الرواية، كما يضيف: «أنها تستشف منظور التحرر من الاستعمار قبيل رحيله فعلًا عن الهند بعقدين من الزمن، وذلك من خلال تضامن بين مختلف الأصول والمنابت والمعتقدات الهندية. هذه كلمات عزيز، الشخصية المحورية في الرواية: الهندوس والمسلمون والسيخ والجميع وحدة واحدة في وجه الاستعمار... تجسم هذه الكلمات الروح الغاندية التي كان غاندي يمارسها في حملته السلمية ضد الاستعمار إثر عودته من جنوب أفريقيا وهو يحمل رسالة التضامن بين المسلمين والهندوس عام 1915، والتي بلغت ذروتها بين عامي 1920 - 1923، في الوقت الذي كانت «رحلة إلى الهند» تتشكل على الورق في مخاضها الذي دام ما يقرب من اثني عشر عامًا (1912 - 1924)».
تقع الرواية في 336 صفحة من القطع الكبير.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.