كوتينيو... أحد أكثر اللاعبين إثارة للحيرة في العصر الحديث

أبرز مساهمات البرازيلي في عالم كرة القدم أنه أصبح الصفقة الأغلى في تاريخ برشلونة

فترات نجاح كوتينيو مع برشلونة كانت قليلة (غيتي)
فترات نجاح كوتينيو مع برشلونة كانت قليلة (غيتي)
TT

كوتينيو... أحد أكثر اللاعبين إثارة للحيرة في العصر الحديث

فترات نجاح كوتينيو مع برشلونة كانت قليلة (غيتي)
فترات نجاح كوتينيو مع برشلونة كانت قليلة (غيتي)

هل يتعين على آرسنال، الذي يمر بمرحلة إحلال وتجديد، التعاقد مع اللاعب البرازيلي فيليب كوتينيو؟ أم هل يجب على باريس سان جيرمان، بعد ثلاثة أشهر من إعادة بناء الفريق بشكل مثير للإعجاب تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، التعاقد مع اللاعب؟ بناءً على الأدلة المتاحة، قد يكون الجواب على ما سبق هو «لا»، فلا يجب على آرسنال ولا باريس سان جيرمان التعاقد مع اللاعب البرازيلي، لكن الحياة معقدة للغاية وعلمتنا أنه لا يجب أن نستبعد أي شيء، وقد نرى أحد اللاعبين الذين تراجعت مسيرتهم الكروية يبدأون من جديد وبكل قوة، خاصة إذا كانوا يملكون القدرات والإمكانيات التي تؤهلهم لذلك.
ووفقاً لتقرير نُشر مؤخرا في صحيفة «إل كونفيدنسيال» الإسبانية على شبكة الإنترنت، فإن كوتينيو واحد من أربعة لاعبين في برشلونة سيعرضهم النادي الإسباني للبيع خلال الصيف. وبالطبع، من المستحيل التأكد من صحة ذلك، خاصة أن الخطط والاستراتيجيات تتغير من وقت لآخر، لكن الشيء المؤكد هو أن الفترة التي قضاها كوتينيو في برشلونة لم تكن جيدة على الإطلاق.
لقد انضم اللاعب البرازيلي إلى «كامب نو» قبل ثلاث سنوات ولعب تحت قيادة ثلاثة مديرين فنيين وحصل على ست بطولات، وحصل على 70 مليون جنيه إسترليني وأصبح صاحب أسوأ صفقة يبرمها النادي الكاتالوني على الإطلاق، خاصة في ضوء المقابل المادي الكبير للصفقة. وقدم كوتينيو أداء جيدا في بعض الأوقات، بل ووصل الأمر إلى اختياره ضمن التشكيلة المثالية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في نهائيات كأس العالم 2018.
لكن كوتينيو، البالغ من العمر 28 عاماً، يعد أحد أكثر لاعبي كرة القدم إثارة للحيرة في العصر الحديث، فلا يزال من الممتع والمثير أن تراه وهو يتلاعب بالكرة بين قدميه، كما يمكنه الركض بسرعة هائلة والتمرير بدقة شديدة والمراوغة بصورة مذهلة والتغطية بشكل جيد والتسديد بشكل رائع، والتحكم في زمام المباراة. إنه لاعب يمتلك مهارات وقدرات استثنائية تمكنه من التألق حتى في الملاعب الخماسية التي تعتمد على المهارات الكبيرة. ومع ذلك، سيطرت الفوضى على مسيرته الكروية تماما، وهو الأمر الذي عطله كثيرا ولم يساعده على تقديم مستويات تتناسب مع القدرات والإمكانيات التي يمتلكها.
ولكي ندرك ذلك يجب أن نشير إلى أن أبرز مساهمات كوتينيو في عالم كرة القدم هو أنه أصبح الصفقة الأغلى في تاريخ برشلونة بعدما ضمه النادي الكتالوني من ليفربول في صفقة قياسية كرد فعل على رحيل النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان، وهو الأمر الذي تسبب في حدوث زلزال كروي في الفترة بين عامي 2017 و2019. لقد كان كوتينيو هو «الصاروخ الذي أطلقه برشلونة»، إن جاز التعبير، ردا على صفقة نيمار، لكن ذلك الأمر جاء في مصلحة ليفربول الذي استغل قيمة الصفقة الكبيرة في التعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين الذين قادوه إلى المجد المحلي والقاري على مدى العامين التاليين. وفي المقابل، زادت صفقة كوتينيو من المشاكل المالية لبرشلونة، كما أعطت انطباعا خاطئا بأن ليفربول يمكنه الاستمرار في الفوز بالبطولات والألقاب بصافي إنفاق يصل إلى صفر على الصفقات الجديدة!
لقد بدا الأمر وكأن مسيرة كوتينيو قد أصبحت مرادفا للفوضى والارتباك. وبالعودة ثماني سنوات إلى الوراء، سنجد أن أول عمل مهم لكوتينيو في الملاعب الأوروبية هو مشاهدته، وهو يتم التلاعب به من قبل النجم الويلزي غاريث بيل على ملعب «سان سيرو» عندما كان يلعب كوتينيو مع نادي إنتر ميلان الإيطالي! وهناك إنجاز آخر لكوتينيو، وهو أنه كان السبب في وصول المدير الفني الأرجنتيني ماورسيو بوكيتينو إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، فعندما ذهب نيكولا كورتيز، الرئيس التنفيذي لنادي ساوثهامبتون، إلى إسبانيول لمتابعة كوتينيو على الطبيعة، أعجب كثيرا ببوكيتنيو وهو يقف بحماس بجوار خط التماس ويقود فريقه لتقديم كرة قدم جميلة وممتعة، وبالتالي تعاقد مع المدير الفني الأرجنتيني بدلا من اللاعب البرازيلي!
وبعد ذلك، انتقل كوتينيو إلى ليفربول وقدم مستويات ممتازة على مدار أربع سنوات، لكنه كان حاضرا بالطبع في لقطة الانزلاقة الشهيرة لنجم ليفربول ستيفن جيرارد على ملعب «آنفيلد» في أبريل (نيسان) 2014 عندما تسببت تمريرته في هذه الانزلاقة القاتلة التي كلفت الفريق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز! وبعد أسبوع، شارك اللاعب البرازيلي كبديل في الدقيقة 78 أمام كريستال بالاس وفريقه كان متقدما بثلاثية نظيفة قبل أن تنقلب المباراة رأسا على عقب وتنتهي المباراة بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق.
ويمكننا أيضا أن نشير إلى أن إنتر ميلان قد تعاقب عليه أربعة مديرين فنيين خلال الفترة التي لعب فيها كوتينيو هناك. ويمكننا أيضا أن نشير إلى أن أفضل لحظاته بعد صفقة انتقاله القياسية إلى برشلونة كانت تتمثل في إحرازه لهدفين بقميص الفريق المنافس - بايرن ميونيخ - في المباراة التاريخية التي سحق فيها النادي الألماني برشلونة بثمانية أهداف مقابل هدفين! أو أنه ساعد في إقناع تياغو ألكانتارا بالانتقال في الاتجاه العكسي من بايرن ميونيخ إلى ليفربول، قبل أن تشهد الفترة التالية تألق النادي الألماني ومعاناة النادي الإنجليزي بشكل كبير على مستوى الأداء والنتائج!
لكن لكي نكون منصفين يجب أن نؤكد على أنه لم يكن مسؤولا عن كل ذلك. وبالعودة الآن إلى السؤال الذي طرحناه في بداية هذه المقالة حول التقارير التي تشير إلى رغبة آرسنال أو باريس سان جيرمان في التعاقد مع كوتينيو، فإنني أرى أن الأمر يتوقف بشكل كبير على وكيل أعمال اللاعب النشيط كيا جورابشيان. ورغم أن البعض لا ينصح بالتعاقد مع كوتينيو، إلا أن اللاعب البرازيلي قد يكون صفقة رائعة لأي ناد ينضم إليه. إن اللعنة التي أصابت كوتينيو هي نفس اللعنة التي أصابت كرة القدم الحديثة، حيث أصبح اللاعب البرازيلي ضحية لجشع الآخرين، وحلقة من الحلقات المتتالية في سلسلة الأحداث التي تلت انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان.
لا يزال بإمكان كوتينيو أن يظهر للجميع أنه ما زال قادرا على العطاء، لكن يجب على النادي الذي يريد التعاقد معه أن يكون بحاجة حقيقية إليه وأن تكون لديه خطة واضحة لاستغلال قدراته وإمكانياته بأفضل شكل ممكن، لأنه لاعب «معقد»، إن جاز التعبير، فهو ليس من نوعية اللاعبين القادرين على التألق مع أي فريق بمجرد الانضمام إليه، لكنه لاعب بحاجة للعب وفق نظام معين يساعده على تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر.
إنه قادر على مساعدة الفريق الذي يلعب له على التحكم في زمام المباراة، لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى التزام كامل من جانب جميع زملائه من حوله وأن يقوم كل لاعب بدوره كما ينبغي، والدليل على ذلك أنه نجح في تقديم مستويات رائعة تحت قيادة كل من بريندان رودجرز ويورغن كلوب.
ويجب أن نشير إلى أن المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا، على سبيل المثال، من نوعية المديرين الفنيين الذين يهتمون بأدق التفاصيل، لكن السؤال الآن هو: هل يحتاج آرسنال إلى لاعب بمواصفات كوتينيو في خط الوسط؟ نأمل أن يكون أرتيتا نفسه من تكون لديه إجابة على هذا السؤال. وفي الوقت الحالي، نأمل أن تتجاهل بعض الأندية الكبرى ما حدث مع كوتينيو مؤخرا وتساعده على استعادة مستواه السابق، لأنه من نوعية اللاعبين الذين يجعلونك تشعر بالمتعة بمجرد أن تصل الكرة إلى أقدامهم.


مقالات ذات صلة

ريال مدريد في أزمة مع رحيل كروس وتراجع مستوى مبابي

رياضة عالمية مدريد عانى كثيراً أمام الميلان (رويترز)

ريال مدريد في أزمة مع رحيل كروس وتراجع مستوى مبابي

بعد 6 أشهر فقط من إحرازه لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يجد ريال مدريد الإسباني نفسه في أزمة، بعدما ظهرت نقاط ضعفه وتعرّض لخسارة ثانية توالياً أمام ميلان.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كريم بنزيمة (نادي الاتحاد السعودي)

بنزيمة: مبابي ليس الرقم «9»... لا يمكنه إزاحة فينيسيوس

يعتقد مهاجم الاتحاد السعودي حالياً ومنتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني سابقاً، كريم بنزيمة، أنه يتعيّن على مواطنه كيليان مبابي تعلّم كيفية شغل مركز رأس الحربة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية تيبو كورتوا (رويترز)

كورتوا حارس مرمى ريال مدريد يغيب عن الملاعب لإصابة عضلية

أكد نادي ريال مدريد أن تيبو كورتوا حارس مرمى الفريق تعرض لإصابة عضلية في ساقه اليسرى

«الشرق الأوسط» (مدريد )
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (أ.ف.ب)

باكو ومدريد في منافسة على استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا 2027

أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، اليوم (الأربعاء)، أن مدينتي باكو ومدريد تتنافسان على تنظيم المباراة النهائية ببطولة دوري أبطال أوروبا 2027.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عالمية تيبو كورتوا (رويترز)

الشكوك تحوم حول مشاركة كورتوا ورودريغو في الكلاسيكو

تحوم الشكوك حول مشاركة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا والبرازيلي رودريغو في كلاسيكو الدوري الإسباني لكرة القدم أمام برشلونة السبت بسبب الإصابة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».