تعرف على أبرز مزايا نظام «آندرويد 12»

واجهة استخدام مطورة والتفاعل مع الهاتف بالنقر على جهته الخلفية... ودعم ممتد لملفات الوسائط المتعددة

يقدم «آندرويد 12» كثيراً من المزايا لواجهة الاستخدام وتسهيل وتسريع التفاعل مع الأجهزة
يقدم «آندرويد 12» كثيراً من المزايا لواجهة الاستخدام وتسهيل وتسريع التفاعل مع الأجهزة
TT

تعرف على أبرز مزايا نظام «آندرويد 12»

يقدم «آندرويد 12» كثيراً من المزايا لواجهة الاستخدام وتسهيل وتسريع التفاعل مع الأجهزة
يقدم «آندرويد 12» كثيراً من المزايا لواجهة الاستخدام وتسهيل وتسريع التفاعل مع الأجهزة

ستطلق «غوغل» الإصدار التجريبي لنظام التشغيل «آندرويد 12» الجديد الذي يعد بتقديم كثير من المزايا الجديدة خلال الأشهر المقبلة، وذلك بعد إطلاقها نسخة المطورين في 18 فبراير (شباط) الماضي.
وسيشهد مستخدمو هذا الإصدار واجهة استخدام أكثر سلاسة من السابق، والقدرة على النقر على الجهة الخلفية للهاتف بالإصبع للتفاعل معه، إلى جانب القدرة على تدوير الشاشة وفقاً لاتجاه وجه المستخدم، مع تقديم نمط خاص لاستخدام الجهاز بيد واحدة، وهو الأمر المهم لمستخدمي الهواتف ذات الشاشات الكبيرة، وغيرها من المزايا الأخرى. وسنستعرض في هذا الموضوع أبرز المزايا الجديدة التي سيحصل مستخدمو هواتف «بكسل» عليها قبل غيرهم في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، ليحصل مستخدمو باقي الهواتف الأخرى على هذا الإصدار بفترة ليست بالبعيدة.
مزايا مفيدة
الميزة الأولى التي سيختبرها المستخدمون هي دعم النقر المزدوج على الجهة الخلفية للهاتف للتفاعل معه (Double Tab Gesture)، والتي تم اختبارها سابقاً لتشغيل مساعد «غوغل» الصوتي (Google Assistant). ويمكن تغيير الوظيفة التي سيتم تفعيلها جراء النقر، مثل فتح ستارة التنبيهات أو التقاط صورة للشاشة أو إيقاف وتشغيل الملفات الموسيقية وعروض الفيديو أو فتح قائمة أحدث المكالمات، وغيرها. وسيكون بالإمكان إيقاف عمل هذه الميزة، إلى جانب تعديل حساسيتها وفقاً لأسلوب حمل المستخدم للهاتف.
ميزة أخرى هي تشغيل عدة تطبيقات في آن واحد وتقسيم الشاشة وفقاً لذلك (App Pairs). وعلى الرغم من أن هذه الميزة موجودة حالياً في بعض الهواتف، فإنها ليست متكاملة في النص البرمجي لنظام التشغيل، بل في واجهة الاستخدام. وهذا التعديل يعني رفع سرعة عمل البرامج وسهولة مشاركة المحتوى بينها وحماية خصوصية المستخدم. ومن المتوقع أن تستفيد الهواتف القابلة للطي (Foldables) من هذه الميزة بشكل رئيسي، إلى جانب الهواتف ذات الشاشات الكبيرة والأجهزة اللوحية أيضاً.
ونذكر كذلك تقديم نظام خاص لتغيير أشكال وألوان واجهة الاستخدام (Theming System) الذي لطالما طالب به المستخدمون. ويسمح هذا النظام بتغيير ألوان جميع مكونات وشاشات وقوائم النظام وحتى التطبيقات المثبتة فيه. وسيغير النظام الجديد لون واجهة الاستخدام لتحتوي على اللون الأزرق بشكل أكثر، وذلك لجعل تجربة الاستخدام المطول أكثر راحة للعين.
من الميزات الأخرى، القدرة على التفاعل مع الهاتف بيد واحدة، وهي مفيدة لمستخدمي الهواتف ذات الشاشات الكبيرة أو أثناء القيادة. هذه الميزة موجودة حالياً من خلال إضافات الشركات المصنعة للهواتف الجوالة، وليس من خلال «آندرويد» بشكل قياسي، الأمر الذي سيوحد شكل وآلية استخدام هذا النمط في نظام التشغيل الجديد. ومن المتوقع أن يستطيع المستخدمون تفعيل هذا النمط وإيقافه بإيماءة سريعة، أو إيقافه بعد مرور وقت محدد أو عرض لوحة المفاتيح الرقمية أو الانتقال لاستخدام تطبيق ما.
كما سيستطيع «آندرويد 12» تدوير الشاشة آلياً وفقاً لاتجاه وجه المستخدم (Face-based Auto Rotate)، مثل لدى استخدام الهاتف جلوساً أو عند التمدد جانبياً. وسيلاحظ الهاتف زاوية ميلان وجه المستخدم ويجمع ذلك مع ميلان الهاتف ليقرر ضرورة تدوير الشاشة وإلى أي اتجاه.
واجهة استخدام مطورة
وسيقدم النظام الجديد أيضاً واجهة استخدام مطورة، خصوصاً لشاشة التنبيهات التي ستعرض رسومات تحرك وانتقال جديدة تجعلها أكثر سلاسة، إلى جانب تطوير تصميم عناصر الواجهة بشكل واضح. وبالحديث عن التنبيهات، فستغير «غوغل» من كيفية تفاعل النظام مع التنبيهات لدى النقر عليها، وذلك بتقديم آلية التفاعل مع التنبيه بشكل مباشر عوضاً عن فتح التطبيق أمام المستخدم، الأمر الذي سيوفر موارد الجهاز ويرفع من سرعة الاستجابة للتنبيهات بشكل ملحوظ.
وسيدعم «آندرويد» الجديد الصور بامتداد (AVIF) الذي يعرض صوراً عالية الجودة بأحجام ملفات منخفضة، ستظهر بدقة أفضل من صور «JPG» القياسية وبحجم أصغر أو يعادلها.
ميزة أخرى جديدة متعلقة بملفات الوسائط المتعددة هي القدرة على تسجيل عروض الفيديو بتقنية (High Efficiency Video Coding HEVC) التي يستخدمها كثير من التطبيقات المتقدمة للكاميرا، وذلك بتبني هذه التقنية داخل النظام وتسجيل عروض الفيديو من خلالها، مع إمكانية تحويل التسجيل ليستخدم تقنية «Advanced Video Coding AVC» الأوسع انتشاراً في أي وقت دون الحاجة لتحميل تطبيقات تحويل متخصصة.
وسيصبح بإمكان المستخدمين التقاط صور للشاشة والكتابة فوقها بعدة خطوط وإضافة الملصقات المختلفة وتغيير أحجامها بكل سهولة. وسيكون بالإمكان إجراء هذه التعديلات على أي صورة قبل مشاركتها مع الآخرين عبر تطبيقات التواصل المختلفة. وسيسمح الإصدار الجديد بمشاركة كلمة السر الخاصة بشبكة «واي فاي» المنزلية مع الآخرين من خلال ميزة خاصة تنقل كلمة السر إلى الأجهزة الموجودة حوله في الغرفة، وبكل أمان.
مزايا متوقعة
ومن المتوقع (وفقاً لأبحاث المبرمجين في النص البرمجي للإصدار الجديد للنظام) أن تضيف «غوغل» ميزة اهتزاز الهاتف وفقاً لإيقاع الأغنية التي يتم تشغيلها حالياً، إلى جانب القدرة على استخدام المتاجر الرقمية الأخرى للتطبيقات بكل سهولة، ما دامت تلك المتاجر آمنة ولا تحتوي على تطبيقات ضارة. ميزة أخرى مهمة قد نشهدها هي إدخال التطبيقات التي لا يتم استخدامها إلى حالة «السبات» (Hibernate)، وهي حالة يضع النظام التطبيقات فيها لتوفير السعة التخزينية، خصوصاً للألعاب والتطبيقات كبيرة الحجم.
ومن الممكن أن نشهد نمطاً خاصاً يمنع التطبيقات من الدخول إلى الشبكات المحلية أو الإنترنت، وذلك لحماية الشبكات الحساسة من التطبيقات الضارة، خصوصاً شبكات الشركات والمصانع والمختبرات والمستشفيات والمؤسسات الحكومية، وغيرها. وقد نشهد إطلاق تحديثات النظام عبر متجر التطبيقات «غوغل بلاي» وليس عبر آلية التحديث الحالية في قائمة الإعدادات، الأمر الذي يعني سهولة الحصول على التحديثات البرمجية وسرعة إطلاقها للجميع، خصوصاً بالنسبة للشركات الأخرى المصنعة للهواتف الجوالة التي تحتاج إلى كثير من الوقت لتعديل واجهة استخدامها.
وتجدر الإشارة إلى أن «غوغل» قد تضيف مزيداً من المزايا إلى النظام الجديد قبل إطلاقه رسمياً، وقد تشمل إطلاق نمط خاص للألعاب الإلكترونية يقدم ذاكرة أكبر وسرعة أعلى لرسم الصورة والتفاعل مع التطبيق، وتحويل الارتجاج من الهاتف إلى أدوات التحكم اللاسلكية المتصلة بالهاتف (Wireless Controllers)، وتغيير تصميم شاشة القفل وقوائم الإعدادات، وغيرها.
دعم لأجهزة عديدة
وستدعم هواتف «بكسل» من «غوغل» هذا الإصدار في المرحلة الأولى من إطلاقه، والتي تشمل «Pixel 3» و«Pixel 3 XL» و«Pixel 3a» و«Pixel 3a XL» و«Pixel 4» و«Pixel 4 XL» و«Pixel 4a» و«Pixel 4a 5G» و«Pixel 5»، بالإضافة إلى مجموعة هواتف «Pixel 6» التي ستكشف الشركة عنها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل والتي من المتوقع أن تتوافر في الأسواق في أكتوبر (تشرين الأول) الذي يليه.
أما المرحلة التالية فستكون من نصيب الهواتف الرائدة للشركات الأخرى، مثل «Galaxy S21» و«OnePlus 9»، وغيرها من الشركات التي ستعدل واجهة استخدامها لدعم المزايا الجديدة عبر كثير من هواتفها.
تثبيت الإصدار الجديد
وإن كنت من مطوري التطبيقات، فيُنصح بتحميل إصدار المطورين لـ«آندرويد 12» للتأكد من أن تطبيقك يدعم جميع المزايا، وتحديث نصه البرمجي وفقاً للحاجة. أما إن كنت مستخدماً عادياً للهاتف، فلا يُنصح بتثبيته الآن على جهازك الرئيسي، بل الانتظار إلى حين إطلاق الإصدار النهائي، أو حتى التجريبي (Beta) منه، ذلك أن إصدار المبرمجين قد يوقف عمل كثير من التطبيقات إلى حين تحديثها، وذلك لتتوافق التطبيقات مع التغييرات الجديدة للنظام.


مقالات ذات صلة

رئيس «مايكروسوفت»: السعودية تنتقل من تصدير النفط إلى تصدير الذكاء الاصطناعي

خاص تعدّ المهارات البشرية الشابة العنصر الأكثر حسماً في تحويل الاستثمارات التقنية إلى قدرة وطنية مستدامة (شاترستوك)

رئيس «مايكروسوفت»: السعودية تنتقل من تصدير النفط إلى تصدير الذكاء الاصطناعي

يشهد المشهد التقني السعودي تحولاً تاريخياً مع استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والسحابة والمهارات، ما يضع المملكة على مسار ريادة عالمية متقدم.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)

تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
TT

تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)
يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)

تشهد المملكة العربية السعودية مرحلة فارقة في رحلتها نحو بناء اقتصاد رقمي متقدم؛ إذ بات الذكاء الاصطناعي يشكّل ركيزة استراتيجية ضمن مسار التحول الوطني.

ويكشف تقرير شركة «كيندريل» حول «جاهزية الذكاء الاصطناعي 2025» عن أن المؤسسات في المملكة أصبحت في موقع متقدم إقليمياً من حيث الوعي والأهداف.

ويشير التقرير إلى أن المملكة تواجه تحديات، لكنها تحديات تأسيسية تتطلب تسريع خطوات البنية التحتية وبناء المهارات، فيما تستمر الرؤية السعودية في دفع مسار التطور التقني.

نضال عزبة المدير التنفيذي لدى «كيندريل» في السعودية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (كيندريل)

عوائد تسارع النضج

يسجل التقرير أن المؤسسات السعودية بدأت تجني فوائد واضحة قبل الكثير من نظيراتها عالمياً. وتشمل أبرز المكاسب تحسين الكفاءة التشغيلية، وتسريع اتخاذ القرار، وتعزيز تجربة العملاء. ويؤكد المدير التنفيذي لـ«كيندريل» في السعودية، نضال عزبة، خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أن هذه النتائج ليست صدفة.

ويضيف: «بدأت المؤسسات السعودية تحقق عوائد ملموسة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مجالات الكفاءة التشغيلية وتسريع عملية اتخاذ القرارات وتحسين تجربة العملاء». ويربط هذه المكاسب بعوامل ثلاثة؛ وهي: التزام القيادة السعودية، وزيادة التجارب التطبيقية، ومواءمة المشاريع التقنية مع مستهدفات «رؤية 2030».

ومع ذلك، يحذر عزبة من المبالغة في التفاؤل، موضحاً أن «العالم كله لا يزال في مرحلته المبكرة، وأن القيمة المستدامة تتطلب أسساً رقمية أقوى، وبنية تحتية مرنة وقوى عاملة مهيّأة لتوسيع نطاق تطبيق الذكاء الاصطناعي».

وتدعم الأرقام هذا التوجه؛ إذ يشير التقرير إلى أن أكثر من 90 في المائة من المؤسسات الإقليمية تتوقع تأثيراً كبيراً للذكاء الاصطناعي على نماذج أعمالها خلال عام واحد، فيما ترى غالبية الشركات السعودية أن الاستثمارات الحالية تمهّد لمرحلة توسع أكبر تبدأ خلال 2026 وما بعدها.

يعتمد النجاح المستقبلي على تحقيق التوازن بين الأتمتة وتنمية المهارات البشرية عبر إعادة التأهيل المستمر وتصميم وظائف تتكامل مع الأنظمة الذكية (شاترستوك)

تحديات المرحلة المقبلة

تُعد العقبة الأكثر وضوحاً التي تواجهها المؤسسات السعودية -كما يوضح التقرير- هي صعوبة الانتقال من مرحلة إثبات المفهوم إلى الإنتاج.

ويوضح عزبة أن «أكثر من نصف المديرين التنفيذيين في المؤسسات السعودية أفادوا بأن الابتكار يواجه غالباً صعوبات بعد مرحلة إثبات المفهوم، بسبب تحديات تقنية عند الانتقال إلى مرحلة الإنتاج».

وتُعد الأنظمة القديمة والبيئات التقنية المجزأة من أبرز مصادر التعطيل، بالإضافة إلى غياب التكامل الجيد بين السحابة والأنظمة المحلية، ونقص الجاهزية في إدارة البيانات.

كما يبرز عامل آخر وهو الضغط لتحقيق عائد سريع على الاستثمار، رغم أن طبيعة مشاريع الذكاء الاصطناعي تتطلب بناء أسس طويلة المدى قبل حصد النتائج.

ويشير عزبة إلى أن تجاوز هذه المرحلة يعتمد على «تحديث البنية التحتية الأساسية، وتعزيز بيئات السحابة والبيانات، والاستثمار في مهارات القوى العاملة»، مؤكداً أن هذه الخطوات ليست ترفاً، بل هي شرط لتمكين التوسع المؤسسي.

أرقام تعكس حجم الفجوة

جاء في التقرير أن 53 في المائة من المديرين التنفيذيين في السعودية يواجهون تحديات تقنية رئيسية، تشمل أنظمة قديمة يصعب تحديثها، وبيئات تشغيل معقدة تُبطئ عمليات التكامل.

كما أشار 94 في المائة من المؤسسات إلى عدم قدرتها على مواكبة التطور التقني المتسارع، وهو رقم يعكس عبئاً تشغيلياً واستراتيجياً كبيراً.

ويقول عزبة إن هذه التحديات ليست دائماً مرئية للقيادات؛ إذ «يعتقد العديد من القادة أن بيئات عملهم قوية استناداً إلى الأداء الحالي، إلا أن عدداً أقل منهم يقيّم الجاهزية المستقبلية في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي أو تهديدات الأمن السيبراني».

وتبرز أهمية التقييمات التقنية المستقلة وخرائط الطريق التي تحدد الثغرات وتعيد توجيه الاستثمارات نحو الأسس المهملة مثل البيانات والمرونة والأمن السيبراني.

تعاني السوق من نقص ملحوظ في المهارات التقنية والمعرفية وأن 35 في المائة من القادة يرون فجوات في القدرات الأساسية المطلوبة لتوسيع الذكاء الاصطناعي (غيتي)

معادلة الجاهزية الحقيقية

يرى التقرير أن الفجوة بين الثقة الذاتية والجاهزية الفعلية تمثّل أحد أخطر التحديات. فالقادة يعدون مؤسساتهم مستعدة، لكن الأرقام تُظهر هشاشة في البنية التحتية أو ضعفاً في التكامل أو نقصاً في القدرات التنبؤية.

وتُعد المرونة والامتثال للمعايير السيادية والاستعداد للأمن السيبراني عناصر أساسية في تقييم الجاهزية المستقبلية، خصوصاً في سوق تتجه فيها السعودية بسرعة نحو بناء بنى وطنية للذكاء الاصطناعي.

ويشير عزبة إلى أن «البيئات الجاهزة للمستقبل تتميز بالقدرة على دعم ابتكارات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، وليس فقط نشر حلول معزولة».

انتقال وليس استبدالاً

تتوقع 91 في المائة من المؤسسات السعودية أن تشهد سوق العمل تحولاً كبيراً خلال 12 شهراً. وتعكس هذه النسبة إدراكاً متزايداً بأن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الوظائف بشكل مباشر، بل سيعيد صياغتها.

ويشير عزبة إلى أن الموظفين «سينتقلون إلى أدوار أكثر تحليلية واستراتيجية وإشرافية، فيما تُؤتمت المهام المتكررة»، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي «سيعمل بوصفه شريكاً تعاونياً، مما يجعل جاهزية الأفراد أمراً أساسياً لتحقيق أقصى قيمة».

وتواجه المؤسسات تحدياً إضافياً يتمثّل في ضرورة إعادة تصميم الوظائف وسير العمل وإعادة تأهيل القوى العاملة على نطاق واسع. وتبرز الحاجة إلى برامج تعليمية متواصلة ترفع من القدرة الرقمية، وتعمّق فهم الموظفين لكيفية التعاون مع الأنظمة الذكية.

تشير الأرقام إلى فجوات كبيرة في الجاهزية التقنية حيث أكد 53 في المائة وجود تحديات أساسية و94 في المائة عدم القدرة على مواكبة التطور السريع (غيتي)

فجوات المهارات

يشير التقرير إلى أن 35 في المائة من القادة السعوديين يرون فجوة واضحة في المهارات التقنية الأساسية المطلوبة لتوسيع الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك هندسة البيانات والأمن السيبراني وإدارة النماذج. كما عبّر 35 في المائة عن قلقهم من نقص المهارات المعرفية، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.

ويرى عزبة أن تجاهل هذه الفجوات يجعل أي توسع في الذكاء الاصطناعي محفوفاً بالمخاطر. فالتكنولوجيا تتقدم بوتيرة أسرع من قدرة المؤسسات على إعداد الموظفين، مما يتطلب استثماراً مسبقاً في التدريب والتعليم المستمر.

الأتمتة وبناء القدرات البشرية

يُعد دمج الأتمتة مع المهارات البشرية عنصراً حاسماً لتحقيق أقصى قيمة من الذكاء الاصطناعي. ويشير التقرير إلى أن 31 في المائة من القادة السعوديين يشعرون بالقلق إزاء كيفية إعادة تأهيل الموظفين المتأثرين بالتغيرات التقنية.

ويسلط عزبة الضوء على ضرورة «دمج التعلم المستمر، وإطلاق برامج لمحو أمية الذكاء الاصطناعي، وتوفير وظائف جديدة في الأدوار التقنية والأدوار عن بُعد».

ويؤكد أن الأتمتة يجب أن تُرى بوصفها دعماً لقدرات الإنسان وليست بديلاً عنها، فالمؤسسات التي تحقق هذا التوازن ستتمكن من رفع الإنتاجية وتعزيز الابتكار دون تعطيل القوى العاملة.

الجاهزية لقيادة المرحلة المقبلة

تكشف نتائج التقرير عن أن السعودية تتحرك بسرعة نحو جاهزية متقدمة، لكنها في الوقت نفسه تدرك حجم العمل المطلوب لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومستدامة.

وتمنح مبادرات البنية التحتية الوطنية، وتطوير المهارات، وتحديث الأنظمة دفعة قوية للقطاع الخاص، كي يواكب التحول ويستفيد من الزخم التنظيمي.

ويختتم عزبة رؤيته بتأكيد أن «الفرصة واضحة للمؤسسات التي تبادر اليوم، فمع الزخم الوطني للتحول الرقمي يمكن للشركات تحويل التحديات الحالية إلى فرص تنافسية تُسهم في تشكيل معايير القطاع وموقع المملكة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي».


ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

نفى الملياردير ورائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، السبت، صحة تقارير إعلامية أفادت بأن شركة «سبيس إكس» للفضاء ستبدأ بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة.

وأضاف ماسك على منصة «إكس»: «لقد كانت تدفقات (سبيس إكس) النقدية إيجابية لسنوات عديدة وتقوم بعمليات إعادة شراء أسهم دورية مرتين في السنة لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين».


بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».