مواجهة ليفربول ستظهر قدرة ليستر على المنافسة على اللقب الإنجليزي

فريق المدرب رودجرز يأمل في تكرار الإنجاز المفاجئ الذي تحقق في موسم 2015 - 2016

ليستر سيتي يحتفل بالتتويج عام 2016 بعد موسم قلب فيه التوقعات بقيادة المدرب رانييري (رويترز)
ليستر سيتي يحتفل بالتتويج عام 2016 بعد موسم قلب فيه التوقعات بقيادة المدرب رانييري (رويترز)
TT

مواجهة ليفربول ستظهر قدرة ليستر على المنافسة على اللقب الإنجليزي

ليستر سيتي يحتفل بالتتويج عام 2016 بعد موسم قلب فيه التوقعات بقيادة المدرب رانييري (رويترز)
ليستر سيتي يحتفل بالتتويج عام 2016 بعد موسم قلب فيه التوقعات بقيادة المدرب رانييري (رويترز)

فاز ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم (2015-2016)، رغم أن التوقعات باحتمال فوز الفريق باللقب كانت بنسبة واحد إلى 5000، وهو الأمر الذي ما زال يُنظر إليه على أنه دليل على إمكانية حدوث أي شيء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد تمكنت مجموعة من اللاعبين الذين كانوا على وشك الهبوط لدوري الدرجة الأولى في الموسم السابق لهذا الإنجاز من الفوز بلقب الدوري، بقيادة المدير الفني الإيطالي الساحر كلاوديو رانييري الذي لم يكن قد حقق نتائج جيدة من قبل، والذي كان يُنظر إليه بعين الشك والريبة من قبل المحللين والنقاد، وأبرزهم غاري لينكر الذي يعد من المشجعين المخلصين لليستر سيتي. وإذا كان الأمر كذلك، فمن غير الصحيح أن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز محصور بشكل كبير بين الأندية الغنية التي تشارك في دوري أبطال أوروبا، أو أن غالبية الأندية المشاركة في البطولة ليس لديها حظوظ للمنافسة على اللقب.
لكن ربما كان الوضع مختلفاً خلال الموسمين أو المواسم الثلاثة الماضية، حيث بلغ متوسط النقاط الذي حصل عليه ليفربول ومانشستر سيتي نحو 2.6 نقطة في المباراة الواحدة، كما سحقا باقي الأندية وتفوقا عليها بشكل ملحوظ بفضل قدرتهما على تقديم أداء قوي لفترات طويلة وتحقيق نتائج استثنائية. لكن ما الذي يمنع ليستر سيتي من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى؟
لا يحتاج المدير الفني للثعالب، بريندان رودجرز، ولاعبوه إلى مزيد من الضغوط عندما يواجهون ليفربول على ملعب «آنفيلد» يوم الأحد المقبل، ومن الطبيعي أن يستبعد كلا المديرين الفنيين أن تكون نتيجة اللقاء مؤثرة على فرص أي من الفريقين بالفوز باللقب، نظراً لأن الموسم الحالي لم يُلعب منه سوى 9 جولات فقط حتى الآن. ومع ذلك، عندما يتصدر ليستر سيتي جدول الترتيب -كما هو الحال في الوقت الحالي- يكون من الصعب عليه أن يتراجع إلى المراكز الأدنى، كما يحدث مع أندية مثل إيفرتون أو ساوثهامبتون.
ووفقاً لإحصاءات جريسنوت، التابعة لشركة نيلسن، فإن انطلاقة ليستر هي الأفضل لفريق من خارج الستة الكبار، منذ فعلها ليدز يونايتد وحصد 18 نقطة من 8 مباريات قبل 19 عاماً، وقبل أن يحتل المركز الخامس في نهاية الموسم.
وما يزيد على ذلك أن ليستر حصد هذا الموسم 3 نقاط أكثر مما حصد في أول 8 جولات في 2015، وهو يستمتع حالياً بأفضل بداية في دوري الأضواء منذ 1930.
ولا يزال ليستر سيتي لديه عدد من اللاعبين الذين كانوا يشكلون الركيزة الأساسية للفريق الفائز بلقب الدوري -كاسبر شمايكل وجيمي فاردي ومارك أولبرايتون وكريستيان فوكس- ومن المؤكد أن هذه الخبرات تلعب دوراً لا يقدر بثمن عندما يتعلق الأمر بالخروج بالمباريات إلى بر الأمان، أو التمسك بالصدارة بعد الوصول إليها.
لكن عنصر المفاجأة الذي كان موجوداً قبل 5 سنوات لم يعد كما كان. ولا يحتاج ليفربول إلى التذكير بمدى قوة الهجمات المرتدة التي كان يلعبها جيمي فاردي ورياض محرز في ذلك الموسم. لكن فاردي لا يزال يمثل خطورة هائلة على دفاعات أي فريق، رغم أنه لا يلقى الدعم إلا من يوري تيلمانز وجيمس ماديسون وهارفي بارنز.
وقد أثبت ليستر سيتي أنه يتمتع بالمرونة الكافية التي تجعله قادراً على العودة مرة أخرى إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم قيامه ببيع مدافعه القوي هاري ماغواير إلى مانشستر يونايتد، وظهيره الأيسر بن تشيلويل إلى تشيلسي. ويعود السبب في ذلك إلى أن النادي يطبق فلسفة جيدة للغاية فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين موهوبين وصغار في السن، ومن أماكن غير متوقعة، وخير مثال على ذلك المدافع التركي كاغلار سويونكو الذي نجح في ملء الفراغ الذي تركه ماغواير بكل سلاسة. وحتى عندما أصيب سويونكو، أثبت ويسلي فوفانا، البالغ من العمر 19 عاماً، أنه يمتلك القدرات والفنيات التي تمكنه من التألق في هذا المركز.
لكن لا يعني أي من هذا أن ليستر سيتي سيبقى على الأرجح في صدارة جدول الترتيب لبقية الموسم، حتى لو كانت هذه هي الطريقة التي فاز بها بلقب الدوري في المرة الأخيرة. لقد نجح ليستر سيتي في الفوز باللقب قبل 5 سنوات لأن كل الأندية الكبرى التي عادة ما تنافس على البطولة لم تكن في أفضل حالاتها. ورغم أنه من غير المرجح أن يحدث هذا مرة أخرى، يجب ملاحظة أن مانشستر سيتي وليفربول لم يخسرا نقاطاً ومباريات فحسب، لكنهما أيضاً فقدا كثيراً من القوة التي كانا عليها خلال الموسمين الماضيين.
ومن المؤكد أن الجميع في ليستر سيتي يدركون هذا الأمر جيداً، خاصة بعدما سحق ليستر سيتي نظيره مانشستر سيتي بخمسة أهداف مقابل هدفين على ملعب الاتحاد في الجولة الثانية من الموسم. وعلاوة على ذلك، تعرض ليفربول لهزيمة أسوأ عندما خسر بسبعة أهداف مقابل هدفين أمام أستون فيلا، وقد زادت الأمور سوءاً بخسارته لجهود كل من فيرجيل فان دايك، وجو غوميز، وترينت ألكسندر أرنولد، بسبب الإصابة، وازدادت المتاعب بعدما ثارت شكوك حول حالة آندي روبرتسون بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية، ولاعب الوسط جوردون هندرسون، بينما يتعافى ثنائي الوسط تياجو ألكانتارا وأليكس أوكسليد - تشامبرلين من إصابتين في الركبة. وسيغيب أيضاً عنه هدافه المصري محمد صلاح الذي تعرض لعدوى فيروس كورونا المستجد خلال وجوده مع منتخب بلاده للمشاركة في تصفيات أمم أفريقيا.
وكان من الممكن أن يكون ليستر سيتي في وضع أفضل لو لم يتلقى هزيمتين مفاجئتين على ملعبه أمام أستون فيلا ووست هام قبل شهر من الآن. ومع ذلك، تعافى الفريق بسرعة كبيرة، ونجح في تحقيق الفوز على كل من آرسنال وليدز يونايتد. ورغم أن الموسم ما زال طويلاً، وسيشهد مزيداً من الارتفاعات والانخفاضات غير المتوقعة، فإن وصول ليستر سيتي إلى المراكز الأربعة الأولى لم يكن من قبيل الصدفة على الإطلاق، خاصة بعدما حقق الفوز على أندية قوية مثل مانشستر سيتي وآرسنال وولفرهامبتون واندررز.
وإذا تمكن ليستر سيتي من إضافة ليفربول إلى قائمة ضحاياه، خاصة أن الأخير قد لعب 62 مباراة على ملعب «آنفيلد» من دون خسارة، فيمكننا الحديث حينئذ عن أن فريق المدرب رودجرز قادر على المنافسة على لقب الدوري. ربما لا يرغب ليستر سيتي في ترشيحه، والضغط على لاعبيه في هذه المرحلة، كما يؤكد مدربه بأنه يتطلع فقط للتحسن عن الموسم الماضي، والبقاء في المراكز الأربعة الأولى، لكن من المؤكد أن رودجرز ولاعبيه جاهزون لهذا التحدي.
وكما قال المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بعد أن وصل توتنهام إلى صدارة جدول الترتيب لفترة وجيزة قبل أسبوع، فإن هناك ما لا يقل عن 6 فرق تقاتل من أجل إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ومن بينها ليستر سيتي. وسيظهر ما تبقى من الموسم ما إذا كان لدى ليستر سيتي فرصة أفضل من آرسنال أو مانشستر يونايتد، كما يتضح من جدول الترتيب، لكن هناك بالفعل اعتراف بأن ليستر سيتي قد أصبح فريقاً من فرق المستوى الأول في المسابقة. وفي ضوء هذه المعطيات، خاصة خلال الموسم الحالي، من الممكن أن يحدث أي شيء مرة أخرى، لكن الشيء المؤكد هو أن فرصة فوز ليستر سيتي باللقب لن تكون واحد لكل 5000، كما كان الأمر في موسم 2015-2016!


مقالات ذات صلة

مدربو «البريميرليغ» سعداء بتمديد عقد غوارديولا مع سيتي

رياضة عالمية بيب غوارديولا باقٍ عامين إضافيين مع سيتي (رويترز)

مدربو «البريميرليغ» سعداء بتمديد عقد غوارديولا مع سيتي

رحّب مدربو أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بقرار بيب غوارديولا بتوقيع عقد جديد لمدة عامين مع مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول (أ.ف.ب)

مدرب ليفربول: أليسون وفان دايك بخير… وأرنولد لم يتدرب

تحدث آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول عن حالة لاعبيه، قبل لقاء الفريق المهم مع مضيفه ساوثهامبتون الأحد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الاسكوتلندي بن دوك تألق في مواجهة كرواتيا (رويترز)

بن دوك... خليفة صلاح في ليفربول؟

مرحباً... هناك مرشح لخلافة عرش محمد صلاح في ليفربول!

The Athletic (ليفربول)
رياضة عربية محمد صلاح قائد منتخب مصر ونجم ليفربول الإنجليزي (أ.ف.ب)

صلاح: رجاء لا تقارنوا مرموش بي!

طالب محمد صلاح، قائد منتخب مصر ونجم ليفربول الإنجليزي، بالتوقف عن المقارنة بينه وبين زميله في منتخب مصر عمر مرموش.

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
رياضة عالمية صحيفة «الصن» نشرت مقطع فيديو يظهر كوت وهو يستنشق المخدرات (رويترز)

«تعاطي الكوكايين» يهدد مستقبل الحكم الإنجليزي ديفيد كوت

فتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تحقيقاً جديداً مع الحكم الإنجليزي ديفيد كوت، الخميس، بعدما ظهر فيديو يزعم ظهوره يتعاطى مخدر الكوكايين خلال بطولة أوروبا.

«الشرق الأوسط» (نيون (سويسرا))

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.