صندوق النقد يحذّر من «العملات الرقمية» و{الفيدرالي} الأميركي لم يحسم الأمر

قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)
قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)
TT

صندوق النقد يحذّر من «العملات الرقمية» و{الفيدرالي} الأميركي لم يحسم الأمر

قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)
قفزت عملة «بتكوين» خلال تعاملات الأسبوع الجاري مقتربة بشدة من حاجز 12 ألف دولار (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي إن العملات الرقمية للبنوك المركزية قد تتسبب في إزاحة العملات الأجنبية للأموال المحلية في الاقتصادات الوطنية، مع مخاطر تتعلق بتدفقات رؤوس الأموال غير المشروعة. وأوضح أن العواقب الاقتصادية والسياسية للعملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة لشركات التكنولوجيا الكبرى تعتمد على كيفية عملها، ما يجعل آثارها بعيدة عن الوضوح في الوقت الحالي.
وبدأ الكثير من البنوك المركزية حول العالم في استكشاف مدى إمكانية تدشين عملات رقمية رسمية، بعد خطة «فيسبوك» لإطلاق عملة «ليبرا» الرقمية.
وأشار الصندوق إلى أن العملات الرقمية للبنوك المركزية والعملات المستقرة قد تؤدي لضغوط فيما يخص إحلال العملات الأجنبية بدلا من النقد المحلي في الاستخدامات داخل بعض الدول. وأكد أنه من دون ضمانات كافية، يمكن لهذه العملات أن تعزز التدفقات غير المشروعة وتجعل من الصعب على السلطات المحلية فرض ضوابط على حركة رؤوس الأموال الوافدة.
ويرى الصندوق أن فوائد عملات البنوك المركزية والعملات المستقرة تبدو واضحة فيما يتعلق بالمعاملات عبر الحدود عبر خفض تكاليف التحويلات. والعملات المستقرة هي عملات رقمية تستهدف تقليص التقلبات المحتملة عبر ربطها بأصل مستقر أو سلة من الأصول المختلفة.
ومن جانبه، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول إن البنك لم يتخذ قرارا بشأن إصدار عملة رقمية، مشيرا إلى الحاجة إلى مزيد من العمل والمشاورات العامة المكثفة قبل القيام بذلك. وأشار إلى عملة «ليبرا» التابعة لشركة «فيسبوك» على أنها محفز لتركيز المزيد من الاهتمام على المشكلات.
وأضاف باول في تصريحات على هامش الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي، مساء الاثنين أنه «من المهم للولايات المتحدة أن تنفذ الأمر بشكل صحيح، أكثر من أن تكون الأولى». وتابع «نحن ملتزمون بإجراء تقييم دقيق ومدروس للتكاليف والفوائد المحتملة للعملة الرقمية للبنك المركزي، ونظام الاقتصاد والمدفوعات».
وقال باول إن هناك عددا من الطرق التي يمكن أن تحسن بها العملة الرقمية نظام المدفوعات للبنك المركزي، وهذا المجال بشكل أساسي هو الذي يحفز الاهتمام بها. وأضاف أن أي عملة رقمية يجب أن تكون مكملة، وليس بديلة للنقد.
وتدرس البنوك المركزية على رأسها البنك المركزي الأوروبي وكندا والصين طرح عملات رقمية، كما أن البعض في مراحل متقدمة في هذا الشأن. وبينما تدور المناقشات، ارتفعت قيمة عملة «بتكوين» الإلكترونية بأكبر وتيرة في أسبوع خلال تعاملات الثلاثاء، لتكون قرب حاجز 12 ألف دولار وسط مكاسب في السوق الأوسع للأصول المشفرة.
وارتفعت العملة الرقمية الأكبر في العالم بنحو 3.4 في المائة خلال التعاملات لتصل إلى 11.837 ألف دولار، وفق البيانات المتاحة، وبقيمة سوقية تفوق 218 مليار دولار. وتأتي قفزة بتكوين، رغم أن بنك «جيه بي مورغان» توقع في تقرير حديث أن سعرها سيواجه بعض الرياح العكسية في المدى القصير بناء على تحليل الرهانات في سوق العقود الآجلة وتقديرات القيمة الحقيقية للأصل المشفر.
وكتب الخبراء الاستراتيجيون في البنك الأميركي أن مؤشر العقود الآجلة يشير إلى أنه لا يزال هناك تراكم على ما يبدو في صافي مراكز الشراء. وأضافوا أن هبوط سعر بتكوين خلال شهر سبتمبر (أيلول) قد قلص الكثير من المبالغة في قيمتها لكنها لا تزال أعلى بنحو 13 في المائة من تقديرات القيمة الحقيقية. وكانت عملة بتكوين فقدت أكثر من 8 في المائة في الشهر الماضي، لكنها استقرت أعلى مستوى 10 آلاف دولار، ومنذ ذلك الحين ارتفعت مجددا لتتجاوز حاجز الـ11 ألف دولار. وأوضح المحللون أن حساب القيمة الحقيقية للعملة الرقمية الأكبر عالميا تم من خلال التعامل الفعال مع بتكوين باعتبارها سلعة والنظر إلى التكلفة الحدية للإنتاج.
كما أشاروا إلى أن الشركات تبرز كمصدر للطلب على العملة الإلكترونية، بعد أن نفذت شركة المدفوعات «سكوير»، وشركة التكنولوجيا «مايكرو استراتيجي» عمليات شراء كبيرة.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية (رويترز)

«البيتكوين» تتخطى عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، اليوم، عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».