غريفيث يشيد بـ«الجسر الجوي للأمل»

واشنطن تطالب مجلس الأمن بمنع الدعم الإيراني للحوثيين «فوراً»

TT

غريفيث يشيد بـ«الجسر الجوي للأمل»

أشاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث ببدء عملية إطلاق أكثر من 1000 أسير ومعتقل، معلناً أنه سيدعو الطرفين قريباً إلى مناقشة مزيد من عمليات الإطلاق، والعمل على إنجاز المفاوضات حول الإعلان المشترك. بينما طالبت المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية كيلي كرافت أعضاء مجلس الأمن بالانضمام إلى بلادها في مطالبة إيران بوقف كل الدعم للحوثيين «على الفور».
وفي مستهل جلسة عقدها مجلس الأمن في نيويورك، تحدث غريفيث عبر الفيديو عن «الأخبار الجيدة» في اليمن، مشيراً إلى أن الأطراف «باشرت إطلاق الأسرى والمعتقلين» تنفيذاً للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في سويسرا. وقال: {كما تعلمون، منذ هذا الصباح تشهد سماء اليمن ما يروق لي أن أصفه بجسر جوي للأمل}. وقال غريفيث إن العملية تشمل «إطلاق أكثر من 1000 شخص». وقال إن «هذا الرقم غير عادي لمن يطلقون أثناء استمرار الأعمال العدائية»، لذلك يمكن أن يكون الأمر «أكبر عملية من هذا النوع في تاريخ إطلاق السجناء». وأشاد بصورة خاصة بنائب المبعوث الخاص معين شريم لـ«مثابرته» من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق. وأعلن أنه سيدعو الطرفين قريباً إلى مناقشة مزيد من عمليات الإطلاق، تمشياً مع الالتزام الذي قطعاه في أستوكهولم في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بشأن إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين، داعياً إلى «إطلاق فوري وغير مشروط لجميع المدنيين المحتجزين تعسفاً، وبينهم الصحافيون والسجناء السياسيون».
وقال المبعوث الدولي إن «مكتبي يواصل التفاوض على اتفاق بين الطرفين بشأن إعلان مشترك» يشمل «مجموعة طموحة من الاتفاقات، تغطي وقف النار على مستوى الدولة، وتدابير اقتصادية وإنسانية، واستئناف العملية السياسية»، علماً بأن «الهدف الأساسي له هو إنهاء الحرب وفتح بوابة السلام». وشدد على «حاجة الأطراف إلى العمل على وجه السرعة لاختتام الإعلان المشترك»، محذراً من أنه «كلما طال هذا النزاع، ازدادت صعوبة الحل». وتطرق إلى اشتداد القتال والتصعيد العسكري في مأرب، مع أنه «انخفض في الأيام الماضية. لكن الوضع لا يزال متقلباً»، مطالباً بـ«وقف الهجوم على مأرب تماماً وفوراً». وعبر عن «القلق بشأن الوضع في الحديدة»، مشيراً إلى أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها» واصلت جهودها «لإعادة تنشيط لجنة إعادة الانتشار والتنسيق والآليات المشتركة لتنفيذ اتفاق الحديدة». لكنه أضاف أن «الوضع العسكري في محافظة الحديدة تدهور بشكل ملحوظ»، لافتاً إلى الاشتباكات التي وقعت خلال الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ودعا إلى «حل للخروج من المأزق في تعز». وأشار إلى مسألتين أخريين تتطلبان «عملاً طارئاً لمنع مزيد من المعاناة على نطاق واسع»، موضحاً أن نقص الوقود في مناطق سيطرة الحوثيين «له آثار ضارة على السكان المدنيين». وأشاد بالتراخيص التي منحتها الحكومة اليمنية لدخول عدد من سفن الوقود إلى الحديدة أخيراً. لكنه حض الطرفين على «وضع خلافاتهما جانباً والاتفاق على طريقة للمضي قدماً». ولفت إلى أنه فيما يتعلق بناقلة النفط صافر يجب «منح الأمم المتحدة الإذن بالتقييم والاطلاع والقيام بإصلاحات أولية عاجلة للناقلة».
ونقل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الإنسانية مارك لوكوك «القلق المتزايد» لدى الخبراء من «إغلاق نافذة منع المجاعة في اليمن». وتحدث عن 5 أولويات لمنع الجوع، وهي حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية وتمويل عمليات الإغاثة ودعم الاقتصاد اليمني والتقدم نحو السلام. وأكد أن اليمن «يحتاج إلى وقف نار على مستوى البلاد، وقف يغطي مأرب والحديدة وكل مكان آخر»، مشدداً على أن «الأزمة بحاجة ماسة إلى حل سياسي».
وقالت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت إن «الحل السياسي وحده هو الذي سيعيد الاستقرار والسلام والازدهار إلى اليمن». غير أنها أسفت لأن «الحوثيين كانوا راضين طوال هذا النزاع عن خسارة عشرات الآلاف من المقاتلين في ساحة المعركة»، موضحة أنهم «لا يفعلون ذلك بمفردهم». وتطرقت إلى «توثيق صادرات إيران المستمرة من الأسلحة إلى الحوثيين في انتهاك لحظر الأسلحة على نطاق واسع»، مؤكدة أنه «إذا كان أعضاء المجلس يسعون حقاً إلى تسوية عن طريق الوساطة لهذا النزاع، يجب عليهم الانضمام إلى الولايات المتحدة وغيرها في مطالبة إيران بوقف كل دعم للحوثيين على الفور». وحذرت من أن «تقديم إيران للمساعدات الفتاكة والتدريب للحوثيين لا يفعل شيئاً سوى ضمان حرب لا نهاية لها».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».