الجائحة تنمّي سوق الدورات الإلكترونية السعودية... والمهارات

عضو «التدريب التقني»: النمط القديم سيكون أمام تحديات مع حضور الدراسة عن بُعد

الجائحة عززت حضور التعليم عن بعد (الشرق الأوسط)

يزدهر سوق التدريب الإلكتروني في السعودية مؤخراً بصورة غير مسبوقة، حيث تنتشر إعلانات الدورات المقامة عن بُعد تحرزاً من «كورونا»، مما يجعل خبراء القطاع يراهنون على أن العام الحالي هو الأكثر نمواً في سوق التدريب، مع تعدد المنصات الإلكترونية.
وتوضح الدكتورة عائشة عباس نتو، عضو المجلس العام للتدريب التقني والمهني، أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تمنح الاعتماد للدورات المقامة عن بُعد في حال استيفائها للإجراءات المطلوبة. قائلة: «التدريب الإلكتروني يُمثل السواد الأعظم عالمياً»، مبينة أن المستقبل يتجه لاعتماد هذا النمط في التدريب.
وتوقعت «نتو» خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن يختفي الشكل التقليدي لمراكز التدريب وحضور الدورات في غضون 4 سنوات، مستثنية من ذلك بعض التدريبات التطبيقية التي لا يمكن أن تمارس عن بُعد وتستلزم حضور المتدرب.
وتابعت أن العصر هو للمهارات وليس الشهادات، موضحة أنه منذ بداية جائحة كورونا لوحظ اهتمام كافة فئات المجتمع السعودي بالانضمام إلى الدورات المقامة عن بُعد، خاصة من قبل الجيل الجديد.
من ناحيتها، ترى مباركة الدوسري، وهي مدربة معتمدة ومستثمرة في القطاع، أن «المستقبل الإلكتروني للتدريب بدأ بشكل منهجي، وضمن إطار صحيح»، موضحة أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وضعت ضوابط للتدريب الإلكتروني من قبل جائحة كورونا.
وتعتقد مباركة الدوسري في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن استمرارية التدريب الإلكتروني أمر طبيعي جداً، وبسؤالها عن ما إن كان ذلك سيؤثر على الوضع الاستثماري لمراكز التدريب، تجيب «لا، فمركز التدريب ما زالت قائمة، وتعتبر الآن أداة في التدريب مع استخدام البيئات والمنصات الإلكترونية». مؤكدة أن مراكز التدريب ستظل قائمة في ظل الاتجاه للتدريب الإلكتروني.
وتضيف: «التدريب في المستقبل سيواكب التطور والبيئات اإلكترونية، ومن مزايا هذا التوجه أنه فتح المجال لقبول عدد أكبر للمتدربين، بدلاً من انضمام عدد محدود في السابق». مرجعة ذلك لانفتاح المجال في البيئات الإلكترونية، ونقاط القوة فيها. لكن هل يؤدي التدريب عن بُعد ما كان يقوم به التدريب الحضوري سابقاً؟، تجيب مباركة الدوسري: «هذا يعتمد على جودة العملية التدريبية وأداء المدرب، ومدى إن كان قادراً على التدريب بشكل متزامن وجيد في البيئة الإلكترونية».
جدير بالذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني زادت أعداد المقبولين هذا العام، في ظل تقديم المقررات النظرية حالياً «عن بُعد» من خلال مركز التدرب الإلكتروني بالمؤسسة، حيث تجاوز عدد المتدربين المستمرين في مختلف البرامج التدريبية من الجنسين للفصل التدريبي الأول 241 ألف متدرب ومتدربة، وتمّ تدشين هذا العام «كليتين رقميتين» للبنات في كلٍ من الرياض وجدة، تقدم العديد من التخصصات في مختلف مجالات تقنية المعلومات، كما تمّ تحول 11 فرع كلية تقنية إلى كليات مستقلة والتوسع في التخصصات التي تقدمها.