مجدداً... إسرائيل تستهدف مواقع لـ«حماس» في غزة بسبب البالونات الحارقة

ارتفاع النيران وأعمدة الدخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
ارتفاع النيران وأعمدة الدخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مجدداً... إسرائيل تستهدف مواقع لـ«حماس» في غزة بسبب البالونات الحارقة

ارتفاع النيران وأعمدة الدخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
ارتفاع النيران وأعمدة الدخان جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارات ليل الثلاثاء - الأربعاء على مواقع لـ«حركة حماس» في قطاع غزة إثر إطلاق بالونات حارقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد الجيش في بيان بأن «طائرات حربية ومروحيات عسكرية ودبابات ضربت عدداً من الأهداف لـ(حركة حماس) في قطاع غزة»، مؤكداً استهداف «بنى تحتية تحت الأرض ومراكز مراقبة لـ(حماس)»، وذلك «رداً» على استمرار إطلاق بالونات حارقة على إسرائيل.
وخلال الأسبوع الماضي، تم إطلاق بالونات حارقة مرات عدة من غزة إلى داخل إسرائيل، ما أدى إلى ضربات انتقامية على مواقع لـ«حماس».
وأفادت أجهزة الإطفاء الإسرائيلية عن حوالي 60 حريقاً نتجت عن البالونات الحارقة في جنوب إسرائيل خلال أمس (الثلاثاء) وحده، بدون ذكر ضحايا.
وأعلنت إسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري مع غزة فجر أمس لفترة غير محدودة، مستثنية فقط مرور «المساعدات الإنسانية الأساسية والوقود».
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) في بيان إن «هذا القرار اتُخِذ بسبب الإطلاق المتواصل لبالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل»، متهمة «حركة حماس» بأنها «مسؤولة» عن عمليات الإطلاق هذه بالنظر إلى سيطرتها على القطاع.
وندّدت «حركة حماس» في بيان بإغلاق معبر كرم أبو سالم، قائلة إنّ «إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعبر التجاري ومنع دخول البضائع إلى غزة، سلوك عدواني، وإمعان في الجريمة بحق مليوني فلسطيني في القطاع، يتحمل نتائجها وتداعياتها كافة».
وخلال العام الماضي، تم إطلاق صواريخ من غزة على أمل الضغط على إسرائيل لإعطاء الضوء الأخضر للسماح بإدخال مساعدات مالية، بحسب محللين فلسطينيين.
وقال الدكتور جمال الفاضي، المحلل وأستاذ العلوم السياسية في غزة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هذه الصواريخ والبالونات الحارقة عبارة عن رسائل من (حماس) لإسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة... ولتخفيف حدة الحصار المفروض على القطاع وتنفيذ جزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين بوساطة مصر».
من جهة ثانية، أعادت السلطات المصرية صباح أمس فتح معبر رفح الحدودي استثنائياً لثلاثة أيام للمرّة الأولى في كلا الاتجاهين بعدما بقي مغلقاً منذ مارس (آذار) الماضي بسبب فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أعلنت «حماس».
ومنذ حرب 2014، توصلت «حماس» وإسرائيل بوساطة مصرية لتفاهمات للتهدئة، في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عقد، لكن بقيت هذه التهدئة هشة، إذ تم اختراقها مراراً.



تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)

حذر وزير يمني من خطر التنسيق القائم بين الجماعة الحوثية وتنظيم «القاعدة»، داعياً إلى موقف دولي للتصدي لهذا الخطر، وذلك في أعقاب قيام الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق سراح عناصر من التنظيم على رأسهم متهم بهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود اليمنيين.

وطالب معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد «ميليشيا الحوثي» والشروع الفوري في تصنيفها كـ«منظمة إرهابية عالمية»، ودعم جهود الحكومة في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني إن قيام الحوثيين بإطلاق سراح عناصر في تنظيم «القاعدة» على رأسهم القيادي «أبو عطاء»، المعتقل منذ عام 2012؛ لمسؤوليته عن هجوم إرهابي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء، وأسفر عن مقتل 86 جندياً، هو امتداد لتنسيق ميداني مستمر برعاية إيرانية، بهدف تقويض سيادة الدولة اليمنية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

وحذر الوزير اليمني في تصريحات رسمية من خطر استمرار التحالف بين الحوثيين و«القاعدة»، وقال إن ذلك يعزز من إعادة ترتيب الجماعات الإرهابية لصفوفها وتمكينها من استعادة قدراتها بعد الضربات الأمنية التي تعرضت لها منذ 2015.

وتابع بالقول: «هذا التنسيق الخطير سيؤدي إلى خلق بيئة خصبة للعنف والتطرف في اليمن، مما يضع أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي بأسره في دائرة الخطر، ويهدد استقرار طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي».

ودعا الإرياني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في التصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وحذر من التساهل الدولي مع هذا التنسيق، ومن حجم الخطر والتهديد الذي قد يدفع العالم ثمنه باهظاً.

تأكيد أممي

كان الخبراء الأمميون التابعون لمجلس الأمن في شأن اليمن ذكروا في تقريرهم الحديث أن الجماعة الحوثية تنسق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم «القاعدة»، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه.

وعدّ التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرية، هذا التعاون «أمراً مثيراً للقلق»، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.

الجماعة الحوثية متهمة بإطلاق سجناء «القاعدة» من السجون في صنعاء ضمن صفقة للتعاون المتبادل (إ.ب.أ)

وحذر التقرير الأممي من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور مجدداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن «ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية».

وأبلغت مصادر فريق الخبراء الدوليين أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في عام 2014.

كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون متنامٍ للجماعة الحوثية مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الساحل الصومالي؛ لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.