«بيان الخبز» يؤرق سكان إب بعد جبايات حوثية وانفلات أمني

«بيان الخبز» يؤرق سكان إب بعد جبايات حوثية وانفلات أمني
TT

«بيان الخبز» يؤرق سكان إب بعد جبايات حوثية وانفلات أمني

«بيان الخبز» يؤرق سكان إب بعد جبايات حوثية وانفلات أمني

بعد أن ضاق بهم الحال وعجزوا عن تحمل الاعتداءات والجبايات المتعددة التي تفرضها عليهم سلطة ميليشيا الحوثي أغلقت المخابز الآلية في مدينة إب وسط اليمن أبوابها مما أرق السكان بعد تداولهم ما سموه «بيان الخبز».
هذه الخطوة تعد الأولى في المحافظة لمواجهة الممارسات القمعية التي تنتهجها الميليشيا على كافة القطاعات التجارية في المدينة التي تحتضن عشرات الآلاف من النازحين ومكاتب المنظمات الأممية العاملة في المجال الإغاثي لمحافظتي إب وتعز.
ملاك المخابز في المدينة الخاضعة لسلطة ميليشيا الحوثي والتي تعيش انفلاتا أمنيا وعمليات سطو على الأراضي أعلنوا إضرابا عن العمل وأغلقوا أبواب مخابزهم احتجاجا على الاعتداءات التي طالت عددا من العاملين في بعض المخابز والجبايات المتنوعة التي تفرضها ميليشيا الحوثي عليهم بالمخالفة للقانون وفصلوا في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه دوافع هذه الخطوة وأظهروا حجم الممارسات اللاقانونية التي يتعرضون لها على يد عناصر الميليشيا التي تدير مكتب التجارة والصناعة في المحافظة.
بيان ملاك المخابز ذكر أن هذه الخطوة اتخذت ردا على تعسفات مكتب التجارة والصناعة في المحافظة الذي يلزمهم بدفع مبالغ تتراوح بين مائة وأربعمائة ألف ريال يمني (الدولار يساوي نحو 600 ريال يمني) عن كل مخبز بدون إيصال رسمي وتحت حجة ارتكاب مخالفات لا يعلمون عنها شيئا، وتهديد كل من يرفض الابتزاز بإغلاق محلاتهم، وإلزامهم بتسعيرة غير منطقية يتعمد من خلالها مندوبو الميليشيا إلزامهم بالبيع بأسعار أقل من الكلفة ما ألحق بهم خسائر كبيرة ومتتالية.
ملاك المخابز أوضحوا في بيانهم للسكان أن مندوبي مكتب التجارة الذي تديره الميليشيا نصبوا نفسهم جهة اتهام وقضاء وتنفيذ حيث يقومون بإغلاق المخابز وفرض الغرامات بدون سند قانوني وبعيدا عن القضاء، بغرض الابتزاز، كما يقومون بإرسال مندوبين ومفتشين غير قانونيين بشكلٍ يومي وإلزام المخابز بدفع مبلغ يومي مقداره عشرة آلاف ريال لهؤلاء المندوبين تحت مسمى (أجرة).
وتأتي الأحداث في المدينة التي يقطنها نحو ربع مليون شخص ووفد إليها عدد واسع من النازحين الفارين من جحيم القتال بتعز والحديدة على خلفية قيام عناصر ميليشيا الحوثي بمداهمة مخابز المدينة السياحية، وإطلاق الرصاص بكثافة في الهواء مخلفين حالة من الرعب في أوساط العمال والزبائن والسكان أيضا. في واحدة من الممارسات القمعية التي يتعرض لها التجار وأصحاب المحلات في كل مناطق سيطرة الميليشيا.
وقال سكان في المدينة إنهم فوجئوا بحجم الجبايات التي تفرضها الميليشيا على المخابز تحديدا لأنها تعمل في مجال حيوي مرتبط بمعيشة الناس اليومية، إذ أنهم يعلمون بأن الميليشيا تفرض جبايات متعددة ومتنوعة بينها المجهود الحربي على التجار والمحلات التجارية الأخرى، كما أكدوا دعمهم وتضامنهم مع ملاك المخابز في تصعيد احتجاجهم على هذه الممارسات خاصة أن هيئة الزكاة التي شكلتها الميليشيا قامت وتقوم برفع معدلات الزكاة بنسبة تفوق الضعف على التجار والمحلات في المدينة كما فتحت الميليشيا الباب أمام مشرفيها للاستيلاء على أراضي السكان بحجة أنها أراض تتبع وزارة الأوقاف.


مقالات ذات صلة

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.