فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي

على قائمة زيارات السعوديين الذين اكتشفوها أخيرا

فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي
TT

فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي

فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا.. غنية بالتاريخ وفقيرة بالترويج السياحي

لا تزال هناك أماكن تجذب السائح من مختلف أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته يجهلها الكثير منهم، إما لبعدها الجغرافي أو لعدم الترويج لها من قبل مكاتب السفر والسياحة في تلك البلاد، ومن هذه الأماكن الساحرة على الكرة الأرضية وفي الشرق الأقصى من أوروبا وتحديدا الشمال الشرقي لبلغاريا وعلى ساحل البحر الأسود تقع مدينة فارنا ثالث أكبر مدن بلغاريا والأكبر على البحر، وبسبب أهميتها التاريخية والاقتصادية والثقافية غالبا ما تسمى «العاصمة البحرية لبلغاريا».
ويبقى الانطباع الأول لدى الزائر إلى هذه المدينة الصغيرة بمساحتها، والكبيرة بمحتواها الساحر، حينما يستقبلك شعبها المرح بالتبسم في معظم أوقاته، وخصوصا حينما يعلم أن الزائر غريب عن البلاد وجاء سائحا، فشعب فارنا الساحلي قريب إلى القلب، اجتماعي الطباع، سهل التعامل، ولربما فرضت عليه الطبيعة الساحرة والأجواء الجميلة طوال العام بدفئها وبرودتها أن يكون هو أول المستمتعين بها.

* تاريخ فارنا

* تأسست فارنا خلال القرن السادس قبل الميلاد على أيدي مهاجرين من آسيا الصغرى من مدينة ميليتوس، وكان اسمها حينذاك «أوديسوس»، وخلال فترة قصيرة تحولت المدينة إلى أحد أهم الموانئ والمراكز التجارية على سواحل البحر الأسود، وفي عام 15 ميلادي أصبحت أوديسوس جزءا من الإمبراطورية الرومانية، وفي عام 1201م ضمها الملك البلغاري كالويان (1168 – 1207) إلى بلغاريا ثم منحها للقائد دوبروتيتسا حاكم منطقة دوبروجا وذلك في عام 1366م، وظلت عاصمة له حتى استولى عليها العثمانيون في عام 1398م.
وفي عصر النهضة البلغارية في القرنين 18 و19 ازدهرت المدينة من جديد وتطورت كمركز ثقافي وتجاري إلى وقتنا الحاضر، لتحظى باهتمام الأوروبيين على وجه الخصوص والعالم بأسرة لما تحمله في طياتها من حقبه تاريخية على مختلف العصور.

معلومات عامة
تحتل فارنا مساحة 205 كيلومترات مربعة، وتبعد 470 كيلومترا عن شرق العاصمة البلغارية صوفيا، ومتوسط درجة الحرارة خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2 درجة مئوية أما خلال شهر يوليو (تموز) فهي 22 درجة مئوية ودرجة الحرارة المتوسطة لكل السنة 12 درجة مئوية؛ مما يجعل فارنا مناسبة لقضاء العطل والسياحة البحرية في الشهور الدافئة من السنة، ويبلغ تعداد سكان فارنا حاليا نحو 330 ألف نسمة.
وتعتبر فارنا مرفأ بلغاريا البحري الأهم على البحر الأسود، وتشكل نقطة عبور لعدد من السيّاح الراغبين في بلوغ حمّامات البحر الواقعة على طول ساحل البحر الأسود، كما تشتهر بصناعة السفن والأقمشة والمواد الغذائية، والعملة المحلية للبلاد هي «ليفا» ويعادل 1 ليفا (65 سنتا من الدولار).

* سياحة لا تنتهي

* اليوم فارنا مدينة عصرية ذات نشاط سياحي ثقافي غني على مدار العام، فسياح هذه المدينة الساحرة تختلف اهتماماتهم من شخص إلى آخر، الأمر الذي يصل بنا إلى أن نقول إنها تتبنى كل الأذواق ومختلف الأعمار والصحبة سواء على المستوى العائلي أو الأفراد، فهناك الطبيعة الساحرة التي تبدأ برؤيتها قبل هبوط الطائرة لترى بقعة شاسعة بألوان مختلفة يغلب عليها اللون الأخضر والأصفر والأحمر والقرمزي وغيرها بحسب المنطقة.
يغلب على السياح الذهاب إلى المنتجعات البحرية لقضاء إجازتهم على سواحل فارنا الذهبية والغنية، ويمكن للسائح على الشاطئ ممارسة الكثير من الرياضات المائية كالتزلج على الماء، والغوص، وقيادة الدراجات المائية، والقيام برحلات بالزوارق البحرية، وكرة الطائرة الشاطئية؛ حيث تكثر المنتجعات الساحلية التي تقدم مختلف الخدمات، والتي تزدهر بالزوار مع بداية شهر يوليو (تموز) حتى أغسطس (آب)، وتقل تدريجيا في بقية أشهر السنة.
أما الزائرون إلى تلك الشواطئ والراغبون بالاستشفاء، فتعتبر فارنا منتجعا مهما لسياحة الاستشفاء، فيها يمكن الجمع بين قضاء العطلة على البحر وتلقي الرعاية الصحية والاستجمام، إضافة إلى الحمامات البحرية المركزية على الشاطئ، التي شيد بعضها في بدايات القرن الـ20 وتضم مستشفى، ومركزا للعلاج بالطين، وعددا من المطاعم.

* السائح العربي في فارنا

* اعتبر وليد العبد القادر، مدير عام شركة عطلات الأحلام للسفر والسياحة في السعودية، أن فارنا «من البلدان الخصبة بالنسبة للسائح العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، باعتبار أن الوجهة إليها غير واضحة لدى الكثير من الراغبين في قضاء إجازاتهم، خصوصا الصيفية»، مبينا أن «الالتفات إليها كمدينة سياحية جاء متأخرا (بعد عام 1990 تقريبا) عندما تحولت إلى ديمقراطية، وتدريجيا حتى انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007».
ويعد السائح العربي إلى بلغاريا بشكل عام، وفارنا على الخصوص، «من الذين توجهوا إليها بشكل فردي واجتهاد ذاتي من الباحثين عن اكتشاف المناطق الجديدة التي يعتبر السفر بالنسبة لهم هواية»، بحسب العبد القادر، لافتا إلى أنه «لا يوجد ترويج إلى هذه المدينة من قبل المكاتب السياحية الموجودة في الخليج التي اعتاد مشغلو تلك المكاتب على الترويج للمدن السياحية المعروفة، عدا دولة الكويت التي تعتبر هي النسبة الأكبر من حيث زائري هذه المدينة»، مضيفا أن «فارنا من أقرب المدن إلى الخليج للراغبين في زيارة أوروبا والأقرب إلى من هم في شمال أفريقيا».
وأكد العبد القادر أن «فترة الـ5 سنوات الماضية بدأت المكاتب السياحية في السعودية إلى اكتشاف مناطق جديدة لتوسيع نطاق مبيعاتها وللأعداد الكبيرة من الراغبين في السفر من السعوديين إلى خارج البلاد»، لافتا إلى أن «فارنا هي أحد هذه الوجهات الجديدة التي بدأ الترويج عنها في السعودية لتلاقي قبولا غير مسبوق، وخصوصا من قبل العائلات الذين وجدوا في هذه المدينة الساحرة مطلبهم، سواء من الترفيه العائلي وبأسعار متوسطة أو حتى من خلال الأطعمة التي هيا تعتبر قريبة جدا من الأطباق التركية مع اختلاف بعض المذاق».

* فعاليات ومهرجانات فارنا

* إن تمازج الطبيعة الخلابة مع المعالم التاريخية والدينية في هذه المنطقة يجعلها مناسبة للسياحة الثقافية والدينية والبيئية على حد سواء، فمنذ عام 2009 يقام في «دير ألادجة» عرض صوتي - مرئي بعنوان «أساطير من دير ألادجة» يمثل موقع جذب سياحي جديد لزوار فارنا، يتم الاحتفال بعيد مدينة فارنا 15 أغسطس (آب).
وتشتهر مدينة فارنا البلغارية بمهرجاناتها واحتفالاتها الثقافية المنوّعة، إنها مدينة مرادفة لألف نشاط مثير للاكتشاف! فمهما كانت ميولكم، سوف تجدون في فارنا حتما ما يلائمكم، خصوصا في مجال الطبيعة والتسوّق والحضارة والآثار والمطاعم الجيدة والسهرات الليلية والرحلات سيرا على الأقدام والاسترخاء والنشاطات المرتبطة بتدليك الجسم.
وفيها صالتان من أحدث الصالات المتعددة الاستخدام في بلغاريا، هما قصر الثقافة والرياضة التي تقيم الكثير من الفعاليات، منها: مهرجان المسرح الدولي «صيف فارنا»، مهرجان الإثنيات، مهرجان موسيقى الجاز الدولي «صيف فارنا»، مهرجان الفلكلور الدولي - فارنا، مهرجان السينما الدولي «الحب جنون»، المهرجان الدولي لفن الدمى «الدلفين الذهبي»، صالون التصوير الفوتوغرافي الدولي، مهرجان السينما البلغارية «الوردة الذهبية»، وغيرها.
ومن المواقع السياحية الجديرة بالاهتمام حوض الأسماك الذي يعتبر مركزا للتعريف بالأنواع الحيوانية والنباتية المتواجدة في حوض البحر الأسود، وهو المتحف الوحيد في البلاد الذي يعرض تنوع الحياة البحرية، كما تستطيع العائلات وأطفالها السياح التمتع باستعراض مبهر للدلافين في «دلفيناريوم فارنا»؛ حيث يقدم الاستعراض بـ4 لغات: البلغارية، والروسية، والألمانية، والإنكليزية، ويشمل ألعابا بهلوانية، وموسيقى، وغناء، ورقصات، وألعابا، مع الجمهور مدتها 40 دقيقة.

* روح المغامرة التي لا تنتهي

* وفي منطقة فارنا هنالك إمكانية لممارسة الصيد البري والبحري؛ حيث يوجد 6 مساحات مخصصة في الغابات و3 عقارات خاصة للصيد، وتحوي مجتمعة 8 أكواخ لتجمع الصيادين، وتتميز رحلات السفاري داخل الغابات وبين جداول المياه بمتعة غير مسبوقة لمن يحب المغامرة والعيش لمدة ساعات داخل الغابات الخضراء والتعرف على أشجارها والحيوانات التي تعيش فيها، لتعيش معها متعة الصيد الحي.
وبعد الانتهاء من رحلة سفاري يأخذك فريق سفاري إلى أحد الأكواخ في منطقة مرتفعة من الغابة لتعيش أجواء ريفية منذ الوهلة الأولى لتتناول وجبة غداء يعدها رجل وزوجته وهم في العقد السابع من العمر، لتبدأ الزوجة باستقبال الضيوف القادمين لزيارتها بتقليد متعارف عليه بتقديم رغيف من الخبز يقتطع كل داخل إلى المنزل قطعة صغيرة ويضعها في بعض البهارات ويتناولها ثم يدخل المنزل، ومعها تبدأ حكاية بألذ الأطباق من المشويات الطازجة في أجواء هادئة مصحوبة بموسيقى للفلكلور البلغاري.

* الوصول إلى فارنا

* يعد الوصول إلى فارنا المدينة الساحرة من أسهل الطرق باعتبارها من أكبر مراكز المواصلات في بلغاريا بسبب مينائها الحديث وعقدة السكك الحديدية ومطارها الدولي الذي يربط المدينة بـ35 دولة وأكثر من 100 مدينة في العالم بشكل مباشر، وهي تعتبر من ضمن الاتحاد الأوروبي الذي انضمت إليه في الأول من يناير (كانون الثاني) عام 2007، وأصبحت بلغاريا عضوا كامل الحقوق في الاتحاد الأوروبي، وتتبع السياسة العامة لتأشيرات الدخول في الاتحاد الأوروبي وفقا لمعاهدة الانضمام؛ أي إن من لديه تأشيرة «شنغن» يستطيع أن يدخلها أو الحصول مباشرة على تأشيرة من إحدى السفارات أو القنصليات الخاصة.



طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.