السعودية تصدر لائحة تنظم التجمعات البشرية لمواجهة «كورونا»

1793 إصابة جديدة وارتفاع لافت في أعداد حالات التعافي... وبوابات تعقيم في مداخل المسجد الحرام

إلزام كل العاملين في المسجد الحرام بالمرور عبر البوابات الجديدة (واس)
إلزام كل العاملين في المسجد الحرام بالمرور عبر البوابات الجديدة (واس)
TT

السعودية تصدر لائحة تنظم التجمعات البشرية لمواجهة «كورونا»

إلزام كل العاملين في المسجد الحرام بالمرور عبر البوابات الجديدة (واس)
إلزام كل العاملين في المسجد الحرام بالمرور عبر البوابات الجديدة (واس)

أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس (الخميس)، اعتماد لائحة الحد من التجمّعات التي تساهم في تفشي ونقل فيروس كورونا، وتصنيف المخالفات والعقوبات المقررة بحقها والتي تهدف إلى فرض التباعد الاجتماعي وتنظيم التجمعات البشرية التي تكون سبباً مباشرا لتفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه صدرت موافقة وزير الداخلية على اللائحة التي تهدف إلى فرض التباعد الاجتماعي وتنظيم التجمعات البشرية التي تكون سبباً مباشرا لتفشي فيروس كورونا المستجد، والحد منها بما يضمن الحيلولة دون تفشي الفيروس وفقد السيطرة عليه واحتوائه.
وتضمنت اللائحة «منع التجمعات بكافة صورها وأشكالها وأماكن حدوثها» وشملت التجمعات العائلية لأكثر من أسرة واحدة، والتجمعات في المناسبات الاجتماعية بكل أشكالها، والتجمعات في المحلات التجارية المصرح لها.
وأعلنت الداخلية وفق مصدر مسؤول أنه على جميع الأفراد والكيانات من القطاعين العام والخاص، التقيد التام بالتعليمات المعتمدة المتصلة باشتراطات السلامة الصحيّة وقواعد التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات بجميع صورها وأشكالها وأماكن حدوثها. ودعت على كل من يَعلم عن أي تجمع مخالف لأحكام هذه اللائحة، إبلاغ الجهة المختصة عن مكان حدوثه.
كما اعتمدت تصنيف المخالفات والعقوبات المقررة بحقها، حيث تبلغ مخالفة التجمع العائلي لأكثر من أسرة، ولا يربطهم علاقة سكنية واحدة، بعشرة آلاف ريال (الريال = 3.75 دولار)، والتجمع غير العائلي بـ(15 ألف ريال)، والتجمع في مناسبات الأفراح، والعزاء، والحفلات تبلغ مخالفته (30 ألف ريال)
وأي تجمع للمتسوقين أو العاملين داخل أو خارج المحل التجاري بما يتجاوز الأعداد المنصوص عليها في الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، العقوبة (5.000) ريال عن كل شخص، وتكرار أي من المخالفات يضاعف العقوبة وفق اللائحة.
وبين المصدر أن اللائحة تهدف إلى فرض التباعد الاجتماعي وتنظيم التجمعات البشرية التي تكون سبباً مباشرا لتفشي فيروس كورونا المستجد، والحد منها بما يضمن الحيلولة دون تفشي الفيروس، وفقد السيطرة عليه واحتوائه
يأتي ذلك في وقت سجلت فيه السعودية أعلى رقم إصابات يومية بلغ 1793 حالة إصابة جديدة، توزعت في 38 مدينة ومحافظة سعودية.
ووصل إجمالي عدد الإصابات بفيروس «كورونا المستجد» (كوفيد - 19) إلى أكثر من 33 ألفا في السعودية، بعد تسجيل 1793 حالة إصابة جديدة بالفيروس، بينما تم تسجيل 10 حالات وفاة، ليرتفع عدد الوفيات إلى 219 حالة وفاة، بينما تم الإعلان عن 1015 حالة تعافٍ ليصبح إجمالي عدد الحالات المتعافية 7798 حالة.
وقال الدكتور محمد العبد العالي المتحدث باسم الصحة السعودية، خلال المؤتمر الصحافي اليومي حول مستجدات فيروس «كورونا»، إن هناك 25714 إصابة نشطة، و145 حالة حرجة، مجدداً النصح بضرورة إجراء التقييم الذاتي حول «كورونا» عبر تطبيق موعد. وأشار إلى ارتفاع إجمالي الحالات بفيروس كورونا في البلاد إلى 33731 حالة، وذلك بعد تسجيل 1793 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، كما أضاف عن تفاصيل الحالات، أن 17 في المائة من الإصابات للإناث، و83 في المائة للذكور.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة التجارة، على أن خطة الوزارة للأزمة أدت إلى انخفاض بلاغات رفع الأسعار 60 في المائة، حيث تم تنفيذ أكثر من 150 ألف جولة رقابية، وتسجيل 11 ألف مخالفة فورية، مجددا النصح بأهمية الاعتدال بالاستهلاك والابتعاد عن الشائعات.
من جهة اخرى, دشنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أمس (الخميس)، «بوابات التعقيم الذاتي المتطورة» ضمن مبادرة «معاً محترزون» والمزودة بأحدث التقنيات، التي استحدثتها الرئاسة ممثلةً بوكالة الشؤون الفنية والخدمية على أبواب المسجد الحرام، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تم تفعيلها منذ انتشار كورونا «كوفيد - 19».
وتعمل بوابات التعقيم الذاتي المتطورة على تعقيم الأشخاص بالرذاذ المطهر، ومزودة بكاميرات حرارية لكشف درجات الحرارة من على بعد 6 أمتار، وشاشة ذكية لقراءة درجات الحرارة، حيث يمكنها قراءة درجة حرارة عدة أشخاص في نفس الوقت وسرعة القراءة تصل إلى ما يقارب ثانية واحدة، وتتضمن البوابة وحدة تخزين المادة المطهرة، وكاميرات المراقبة الحرارية، وشاشات المراقبة الذكية.
ويمر عبر البوابات كل من يدخل إلى المسجد الحرام لمباشرة أعمالهم اليومية. وتأتي هذه البوابات استكمالاً للإجراءات الوقائية والاحترازية التي فعلتها الرئاسة في الحرمين الشريفين ومن أبرزها فحص جميع الداخلين للمسجد الحرام، وتركيب الكاميرات الحرارية، وتطبيق التباعد بين عموم المصلين حرصاً على سلامة الموجودين بالبيت العتيق.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.