على غير المعتاد، أطلت ساحات الحرم المكي والمنطقة المركزية خالية من الحشود المؤلفة التي كانت تكتظ بها الأروقة والجنبات، فقط كان اختصاص الحضور نيل كبير للعاملين في رئاسة شؤون الحرمين أو القائمين على تقديم الخدمات في المسجدين سواء كانت في مكة أو المدينة.
وبدأ المشهد مع بداية شهر رمضان على غير المعتاد نتيجة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي سنتها السلطات السعودية لحماية المواطنين والمقيمين، وحتى مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، من فيروس كورونا المستجد. المنطقة المركزية المميزة بأكبر قطاع فندقي على مستوى السعودية، خلت من قاطنيها وزوارها جراء الجائحة، وباتت أزقة مكة وشعابها خالية الوفاض من مختلف الجنسيات التي كانت تميزها عن غيرها من المدن السعودية، حيث خلت تلك المشاهد عن شوارع العاصمة المقدسة وجاداتها، حتى كاميرات القنوات الفضائية لم تجد ضالتها في تلك الحشود، فغابت الروحانية التي ألفتها مكة وحاراتها الضيقة.
ويقول عبد الحميد المالكي، وكيل الرئيس العام للتخطيط والشؤون التطويرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لم تتوقف استعدادتها بالتنسيق مع الجهات المعنية بالصحة العامة للتعامل مع هذا الوباء، فتم تشكيل لجنة لمتابعة الأزمة وفريق عمل لضمان استمرارية الأعمال وإعداد خطة تشغيلية لموسم رمضان من تسعة محاور لمواجهة كل السيناريوهات المتوقعة.
وأبان المالكي أن الرئاسة تكثف إجراءاتها على مدار الساعة لتطهير وتعقيم الحرمين الشريفين بمعدل 6 مرات يومياً، و٤٥٠ عاملاً يحملون المعقمات لتعقييم جميع الأسطح التي يرتادها العاملون في أروقة الحرمين الشريفين وساحاته والمرافق، واستخدام مواد تعقيم وتنظيف صديقة للبيئة؛ وتوفير كمرات حرارية للكشف المبكر وتوزيع الكمامات والقفازات على العاملين.
وقال المالكي إنه رغم خلو المطاف والساحات وأروقة الحرم المكي من المعتمرين والمصلين، فإن تغليب المصلحة العامة على الخاصة مقدم وحفظ النفس البشرية من خطر هذا الوباء فرض هذا الواقع الصعب، مؤكداً اقتصار الصلوات وصلاة التراويح على العاملين الموجودين في الحرمين الشريفين مع تعليق حضور المصلين. وأبان المالكي أنه ولأول مرة في التاريخ الحديث تخلو الأماكن في الحرمين الشريفين من المعتمرين والمصلين، ورغم أنه منظر يعتصر معه القلب ألماً، فإن هذا الأمر في ثناياه الخير لهذه الأمة، حيث إن هذا الأمر يأتي في ظل ظروف صعبة يعيشها العالم أجمع ويئن من ويلاتها.
العاملون في «الحرمين»... استثناء في مشهد تراويح رمضان
المنطقة المركزية خاوية بعد اعتياد الحشود
العاملون في «الحرمين»... استثناء في مشهد تراويح رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة