في غياب «أوبك بلس»... النفط الروسي يسجل أدنى سعر خلال عقدين

يهدد دخل الميزانية ومدخرات صندوق الثروة

سعر الخام الروسي بلغ في أول أبريل مستويات قياسية متدنية تُسجل لأول مرة منذ مارس 1999 (رويترز)
سعر الخام الروسي بلغ في أول أبريل مستويات قياسية متدنية تُسجل لأول مرة منذ مارس 1999 (رويترز)
TT

في غياب «أوبك بلس»... النفط الروسي يسجل أدنى سعر خلال عقدين

سعر الخام الروسي بلغ في أول أبريل مستويات قياسية متدنية تُسجل لأول مرة منذ مارس 1999 (رويترز)
سعر الخام الروسي بلغ في أول أبريل مستويات قياسية متدنية تُسجل لأول مرة منذ مارس 1999 (رويترز)

أكدت تقارير عن وكالات عالمية، وأخرى عن السلطات الروسية، انخفاض سعر النفط الروسي خام «أورالز» حتى أدنى مستويات منذ عقدين؛ ما يعني بالتالي حرمان الميزانية الروسية من الإيرادات النفطية. وأكد مسؤول فيدرالي، أن زيادة الشركات الروسية إنتاجها النفطي «دون معنى» في ظل الظروف الراهنة، بعد انتهاء العمل باتفاقية «أوبك+». وخلال الفترة قبل انهيار الاتفاقية في 6 مارس (آذار) الماضي، كان سعر النفط الروسي خام «أورالز» عند مستوى 50 دولاراً وسطياً للبرميل، إلا أنه بدأ يتراجع في الآونة الأخيرة، ويوم أمس قالت وكالة أسعار الطاقة العالمية (أرغوس ميديا)، إن سعر الخام الروسي في شمال غربي أوروبا، للصادرات وفق شروط «cif»، تسليم في ميناء روتردام في هولندا، انخفض في الأول من أبريل (نيسان) الحالي حتى 10.54 دولار للبرميل، أي حتى مستويات قياسية متدنية، تُسجل لأول مرة منذ مارس 1999. وكذلك الأمر، انخفض سعر «أورالز» في البحر الأبيض المتوسط حتى مستوى ربيع عام 1999، وبلغ 12.79 دولار للبرميل، في صفقات «cif» تسليم في ميناء أوغوستا الإيطالي.
علاوة على ذلك، يبقى سعر خام «أورالز»، وفق شروط «تسليم عند الأنبوب» في غرب سيبيريا، ضمن المجال السلبي منذ 30 مارس الماضي، وفق ما ذكرت وكالة «أرغوس ميديا». وقال فيكتور بارنو، نائب رئيس الوكالة في حديث لصحيفة «آر بي كا» الروسية، إن سعر الجزء الأكبر من النفط الروسي مرتبط بمؤشر السعر «غرب سيبيريا»، موضحاً أن بقاء هذا المؤشر في المجال السلبي، يعني أن سعر نقل النفط من غرب سيبيريا، إضافة إلى رسوم التصدير، باتت أعلى من سعر مبيع ماركة «أورالز» في شمال غربي أوروبا، وفي البحر البيض المتوسط. ووفقاً لحساباته ستصل الشركات الروسية إلى الصفر، أي لن تحصل على أي عائدات، إذا استمرت بالتصدير بسعر 15 دولاراً لبرميل «أورالز»، في ظل السعر الحالي للروبل في السوق، وتكلفة الشحن.
وسيكون لهذا الوضع تداعيات خطيرة على الميزانية الروسية، التي ستفقد بشكل حاد عائدات النفط والغاز، مع سعر 15 دولاراً للبرميل الروسي، وذلك نتيجة تدني رسوم التصدير حتى الصفر، وانخفاض حاد على عائدات ضريبة الإنتاج النفطي، التي وفرت 35 في المائة من دخل الميزانية الروسية العام الماضي.
وكانت وزارة المالية الروسية كشفت في تقرير أول من أمس عن تدني سعر النفط خام «أورالز» حتى 29 دولاراً للبرميل، في شهر مارس الماضي، أو أدنى بـ2.3 مرة من مستوى السعر في مارس 2019، وكان حينها 66 دولاراً للبرميل. بناء على هذه المعطيات ستبدأ وزارة المالية، اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل ببيع العملات الصعبة من مدخرات صندوق الثروة الوطني، وذلك بموجب قواعد الميزانية، التي تُلزم الحكومة بالإنفاق من تلك المدخرات لتغطية العجز نتيجة تراجع أسعار النفط ما دون سعر الميزانية (42 دولاراً للبرميل).
ووفق تقديرات ستانيسلاف موراشوف، كبير المحليين في «رايفايزين بنك»، قد تضطر الحكومة إلى بيع عملات صعبة بقيمة تعادل 100 مليار روبل، وربما أقل أو أكثر من ذلك بـ15 مليار روبل، أي ستنفق خلال شهر واحد نحو 1.3 مليار دولار، من مدخرات صندوق الثروة الوطني، التي بلغت قيمتها 123.4 مليار دولار في الأول من مارس، وفق بيانات وزارة المالية الروسية.
وتزامن نشر البيانات حول الانخفاض القياسي على سعر النفط خام «أورالز»، مع انتهاء العمل باتفاقية «أوبك+». وعلى الرغم من إعلان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في وقت سابق، أن شركات النفط الروسية قادرة على زيادة إنتاجها بمعدل 200 - 300 ألف برميل يومياً، فإن تلك الشركات، وضمن الظروف الحالية، قررت التريث في زيادة الإنتاج؛ حرصاً على عدم دفع السعر نحو انهيار إضافي، وبانتظار ظروف أفضل في السوق العالمية. وقال مسؤول في وزارة «فيدرالية» روسية لوكالة «بلومبرغ»، إن روسيا لا تخطط لزيادة الإنتاج على الرغم من انتهاء «أوبك+»، وربط هذا القرار بتخمة العرض في السوق، وقال «في ظل هذه الظروف لا يوجد أي معنى لزيادة الشركات الروسية إنتاجها النفطي».


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.