تقنيات ملبوسة لتنبيه سائقي السيارات والشاحنات

نظارات وسماعات ذكية تذكرهم بضرورة الاستراحة عند شعورهم بالنعاس

تقنيات ملبوسة لتنبيه سائقي السيارات والشاحنات
TT

تقنيات ملبوسة لتنبيه سائقي السيارات والشاحنات

تقنيات ملبوسة لتنبيه سائقي السيارات والشاحنات

إنّ أسوأ كابوس قد يعيشه سائقو الشاحنات هو النوم خلف المقود. ويعدّ الإرهاق مرافقاً دائماً لعمل قيادة الشاحنات الكبيرة رغم وجود القوانين التي تفرض إنشاء محطات للاستراحة وتحدّد ساعات القيادة. ولكنّ تقنيات عصرية كثيرة متوفرة اليوم تعمل على تنبيه السائقين المتعبين وقبل أن يشعروا بالنعاس حتّى.
احتاجت هذه التقنيات إلى بعض الوقت لتدخل صناعة الشاحنات الكبيرة، ولكنّ هذا الأمر يتغيّر حالياً. اعتبر دانييل بونغرز، رئيس قسم التقنية في شركة «سمارت كاب» الأسترالية المتخصصة في صناعة منتجات السلامة، أنّ «قطاع صناعة عربات النقل يمثّل مجموعة لا تسارع إلى تبنّي التقنيات الجديدة، لأنّه يملك هوامش صغيرة للمخاطرة». في المقابل، تركّز هذه الصناعة التي يعمل فيها نحو 3.5 مليون شخص في الولايات المتحدة، على سنّ قوانين جديدة تفرض تركيب أجهزة تسجيل إلكترونية في معظم الشاحنات التجارية هدفها ضمان عدم قيادة سائقي الشاحنة لوقت أطول من الساعات المسموح بها يومياً، وحثّهم على أخذ الاستراحات المطلوبة.

- استشعار حيوي
اليوم، أصبحت أجهزة الاستشعار الحيوية أخفّ وزناً، وأقلّ ثمناً، وأكثر دقة، وباتت أنظمة البرامج الجديدة قادرة على وصل السائق وبيانات العربة بالإنترنت، حتّى إن قنوات التفاعل التي تُنشئها هذه الأنظمة قد تجعل الطرق أكثر أماناً للجميع.
ولفت بونغرز، الذي يحمل دكتوراه في الهندسة الميكانيكية، إلى أنّ تقارير الحوادث تخلو غالباً من أي ذكر للتعب والإرهاق كمسببات رئيسية، مشدداً على أنّ الحوادث غالباً ما تُسند إلى أعمال الصيانة في الطرقات مثلاً، دون ترجيح أنّ تعب السائق قد يكون سبباً في تأخير ردّة فعله واتخاذه القرار المناسب.
في خدمات النقل الوطنية في مدينة كينت في واشنطن، يعتقد خوان أوكوا، الذي يعمل في صناعة الشاحنات منذ 18 عاماً ويدير أسطولاً مؤلفاً من 80 شاحنة ضخمة، أنّ «معظم الحوادث تحصل بسبب التعب» مقدراً نسبتها بنحو 70 في المائة.
تألّف أوّل نظام لمراقبة السائقين المتعبين في الشاحنات من كاميرا مواجِهة تنبّه السائق عند تسجيلها انخفاضاً في الجفنين أو الرأس. ولكنّ مخاوف الخصوصية حالت دون تطوير وتوسيع هذه التقنية.

- تقنيات ملبوسة
تراقب التقنيات الجديدة القابلة للارتداء السائقين بطريقة أذكى، وتأتي بأشكال متعدّدة كالقبعات، والسترات، وأساور المعصم، والنظارات.
تعمل النظارات التي صنعتها شركة «أوبت ألرت» (Optalert) على رصد عدد المرّات التي ترمش فيها عينا السائق بواسطة ضوء ليد أبيض، لأنّ الجفون المقفلة لوقت طويل قد تشير إلى نوم السائق أو شعوره بالنعاس. تظهر هذه القياسات التي تحصل بالوقت الحقيقي على جهاز يُثبّت على لوح السيّارة الأمامي ويعرض التنبيهات والإشعارات.
بدورها، طوّرت شركة «مايفن ماشينز» (Maven Machines) سماعة رأس ترصد ما إذا كان السائق ينظر أمامه عبر الزجاج الأمامي، أو إلى الأعلى أو الأسفل أو إلى جانبيه، وتحصي المرّات التي يتحقّق فيها السائق من المرآتين، والتي يُلحظ تراجعها عادة عند الشعور بالإرهاق. كما ترصد السماعة ميل الرأس واهتزازاته، أي الإشارات التي تدلّ على أنّ السائق بدأ ينام.
يلحظ النظام أيضاً المهارات «القابلة للتعلُّم» التي يمكن تحسينها، ككبح الفرامل ويرسل إشعارات مرتبطة بها، بالإضافة إلى إرسال رسائل صوتية تضمّ معلومات عن الطرقات، وحالة الطقس، وأموراً أخرى.
يصف كريغ كامبل، نائب رئيس قسم التسويق في شركة «مايفن ماشينز» البرنامج الرقمي الذي يشغّل هذه الأجهزة بالمعقّد، لأنّه يستمدّ بياناته من عدّة مصادر؛ إذ تحصل السماعة التي تصنعها شركته على بياناتها من أجهزة قياس السرعة الموجودة في أجهزة استشعار مزروعة في كومبيوتر الشاحنة الأمامي، بينما تسحب بيانات «جي بي إس» من أبراج الهواتف الخلوية القريبة. بعدها، يصبح النظام قادراً على تمييز ما إذا كان السائق يقود بسرعة غير آمنة، أو ربّما يتجاوز شاحنة أو سيارة أخرى، أو يسير في أرض متحدرة، أو حتّى يمرّ في طريق سريعة تسمح بسرعات محدودة.
وأشار كامبل إلى أنّ «الغرق في بحور البيانات سهل جداً، لذا، من الضروري أن تعمل أنظمة مراقبة السائقين على انتقاء الأحداث المهمّة والتبليغ عنها».

- موجات الدماغ
يأتي جهاز «سمارت كاب» (SmartCap) على شكل عصبة للرأس توضع على القبعة أو القلنسوة وغيرها من إكسسوارات الرأس. تقيس العصبة موجات الدماغ الإلكترونية وتحوّلها إلى مقاس لليقظة أو التعب. كما تعمل على تنبيه السائق ونظام المراقبة المركزي إذا لاحظت أن مرتديها يشعر بالنعاس.
يشير بونغرز إلى أنّ التنبيهات المرسلة للسائقين تهدف إلى تشجيعهم على استعادة نشاطهم بالطريقة التي تروق لهم؛ كالتوقف والسير حول الشاحنة، أو تناول وجبة خفيفة، أو شرب بعض المياه أو حتّى النوم لفترة قصيرة. من جهتها، تقول الشركة إنّ الدراسات التي أجرتها على بعض الحالات أظهرت أنّ التنبيهات التي يتلقّاها السائقون تتراجع مع الوقت، ما يعني أنّهم إمّا يغيّرون جدول رحلاتهم، أو يتعلّمون تمييز إشارات النعاس الخاصة بهم.
يوضع جهاز «ذا غارديان» (The Guardian) من توقيع شركة «سيينغ ماشينز» الذي يأتي على شكل أسطوانة سوداء مزوّدة بكاميرا، على الجزء العلوي من لوح السيّارة. وترصد خوارزميات مراقبة الوجه والعينين الموجودة فيه السائق وترسل له تنبيهات صوتية، وتطلق ارتجاجات في مقعده وتُعلم محطّة المراقبة إذا شعرت أنّه يخالف معايير السلامة.
كما تستخدم شركة «أوكوا» (Ochoa) كاميرا وبرنامجاً رقمياً متصلين بالشاحنة وشركة التأمين في الوقت نفسه، للحفاظ على سلامة السائق وضمان استمرار المراقبة. يخزّن نظامها مقطعي فيديو مدّة كلّ واحد منهما 10 ثوانٍ يرصدان ما حصل قبل وبعد أي حدث غير اعتيادي كزيادة السرعة أو المنعطفات وحالات الفرملة المفاجئة. وتشدّد «أوكوا» على «أهمية الكاميرا الأمامية لأنّها تسجّل ما يحصل على الطريق في نفس وقت وقوع الحادث، وتساعد بالتالي في تحديد المسؤول عنه».

- أجهزة «تتوقّع» وقت نعاس السائق
تحلّل البرامج التي تبيعها شركة «فاتيغ ساينس» بيانات النوم الصادرة عن أجهزة قابلة للارتداء، كنوعية ومدّة نوم السائق بالإضافة إلى تاريخ نومه وحاجته إلى النوم، بهدف توقّع الوقت الذي سيبدأ فيه بالشعور بالتعب. ورأى روبرت هيغدون، نائب رئيس قسم المنتج والتطور التجاري في «فاتيغ ساينس» أنّ هذه الأجهزة تعمل كأدوات للتوقّع ونظام تنبيه شخصي، مشدّداً على أنّ هذه التوقعات تساعد السائقين في التنبه أكثر لمخاطر التعب قبل أن تقع، والشركات في تعديل جداول العمل وتأمين مصادر مساعدة في النوم بناء على المعلومات التي يزوّدها بها البرنامج.
من جهتها، قالت كارن ليفي، أستاذة في جامعة كورنيل تعدُّ كتاباً عن سائقي الشاحنات والتقنية، إنّها «ومع تقديرها لأهداف السلامة التي تتبنّاها الأجهزة القابلة للارتداء والكاميرات، فهي لا تشكّل أكثر من ضمّادة للجروح الناتجة عن مشكلة أكبر هي تعب سائق الشاحنة}. واعتبرت أنّ قطاع هذه الصناعة يجب أن يشهد تغييراً ضرورياً يشمل كيفية تسديد أجور السائقين وفاعلية النظام للحصول على نتائج أفضل.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تكنولوجيا «Google Vids» هي أداة بسيطة لإنشاء فيديوهات احترافية تدعم العمل الجماعي والذكاء الاصطناعي لإعداد المخططات وإضافة الصور تلقائياً (غوغل)

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تستهدف هذه الخدمة الشركات التي تتطلع إلى إنتاج محتوى مرئي احترافي بكفاءة وسرعة دون الحاجة للخبرة الفنية العميقة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تتيح «فينغيج» قوالب وأدوات تخصيص سهلة بينما تستخدم «نابكن إيه آي» الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص إلى تصميمات جذابة (فينغيج)

أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة

تخيل أن بإمكانك تصميم إنفوغرافيك أو تقرير جذاب بسهولة!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)

خاص كيف يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي وشبكات القطاعات الحيوية؟

يعزز «واي فاي 7» الاتصال عالي السرعة ويدعم التحول الرقمي في القطاعات الحيوية مع تحسين الأمان وكفاءة استهلاك الطاقة لتحقيق الاستدامة.

نسيم رمضان (دبي)
الاقتصاد جناح «الوطنية للإسكان» في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (حساب الشركة على «إكس»)

اتفاقية استثمارية بين «الوطنية للإسكان» السعودية و«نيفر كلاود» الكورية بـ532 مليون دولار

وقّعت «الشركة الوطنية للإسكان» السعودية اتفاقية استثمارية مبدئية للتفاهم مع شركة «نيفر كلاود» الكورية بقيمة ملياري ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)

«ثورة الذكاء الاصطناعي» تطغى على «قمة الويب» في لشبونة

خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

«ثورة الذكاء الاصطناعي» تطغى على «قمة الويب» في لشبونة

خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)
خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

يطغى الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحوّلات الكبيرة الناتجة عنه على المناقشات خلال «قمة الويب» التي تُعقَد في لشبونة هذا الأسبوع على خلفية إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وتُعَدّ الملتقى الأبرز للاقتصاد الرقمي.

ورأى رئيس «مايكروسوفت» براد سميث أمام جمهور من رجال الأعمال، اليوم (الثلاثاء)، خلال القمة أن «الذكاء الاصطناعي هو التكنولوجيا التخريبية الجديدة الكبرى»، بمعنى أنها قادرة على إحداث تغيير جذري في كل قطاعات المجتمع، على غرار ما فعلت الكهرباء قبله.

وقال: «لدينا الفرصة لإنشاء اقتصاد جديد للذكاء الاصطناعي معاً، ولكن أكثر من ذلك، يمكننا بناء الثورة الصناعية العالمية الجديدة».

وذكّر براد سميث باستثمارات الشركة الأميركية العملاقة في مراكز البيانات، والبنى التحتية الأساسية لعمل الذكاء الاصطناعي الذي يتطلب قدراً ضخماً من القوة الحاسوبية والطاقة.

وقال: «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا ببناء مراكز بيانات واستهلاك الكهرباء من دون القلق بشأن ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى منطقة أو بلد أو كوكب الأرض»، في وقت ترتفع فيه أصوات كثيرة للتنديد بالتكلفة البيئية الكبيرة لهذه التكنولوجيا.

خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

وتضم «قمة الويب» في البرتغال أكثر من 71 ألف مشارك من 153 دولة، من بينهم أكثر من 3 آلاف شركة ناشئة وألف مستثمر، لمناقشة التطورات الجديدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

واغتنم رئيس شركة «علي بابا» الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية كو تشانغ الفرصة، الثلاثاء، للإعلان عن إطلاق محرك بحث جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، يسمى «Accio»، لمساعدة بائعي المحال الصغيرة في العثور على الموردين على المنصة.

وأوضح أن محرّك البحث هذا «نظام محادثة يسمح للأشخاص بالدردشة باللغة اليومية ويربطهم بالموردين حول العالم». ورأى أن ذلك «يمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من اتخاذ قرارات أفضل».

وتُعقد القمة بعد إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إثر حملة حظيت بدعم قوي من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك.

يُخشى أن يعيد الرئيس الأميركي الـ47، دونالد ترمب، النظر في مرسوم مثير للجدل أصدره سلفه جو بايدن، يُحدد معايير الأمان في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على حماية الخصوصية ومكافحة التحيّز.