كيرا والش: الخروج من نصف نهائي المونديال جعلني أفكر في الاعتزال

لاعبة وسط المنتخب الإنجليزي للسيدات تجاوزت ضغوط الانتقادات وعادت لتستمتع بكرة القدم مع مانشستر سيتي

كيرا أفضل من يمررن الكرات في مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي
كيرا أفضل من يمررن الكرات في مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي
TT

كيرا والش: الخروج من نصف نهائي المونديال جعلني أفكر في الاعتزال

كيرا أفضل من يمررن الكرات في مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي
كيرا أفضل من يمررن الكرات في مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي

بعد خروج المنتخب الإنجليزي للسيدات من الدور نصف النهائي لكأس العالم لكرة القدم، كانت الأمور صعبة على جميع لاعبات الفريق، لكنها كانت أكبر صعوبة على لاعبة مانشستر سيتي، كيرا والش، للدرجة التي جعلتها تفكر في اعتزال اللعب بشكل نهائي.
تقول والش عن الطريقة التي فكرت بها عندما أخبرتها زميلاتها في المنتخب الإنجليزي بأن الضغوط ستكون أكبر بكثير خلال نهائيات كأس العالم: «ربما قللت من تقديري للاهتمام الجماهيري والإعلامي الذي ستحظى به مباريات البطولة. لقد لعبت في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وكنت أرى أن كل شيء سيكون على ما يرام. لكنني في حقيقة الأمر عانيت من الانتقادات التي تعرضت لها على خلفية مشاركتي في هذه البطولة. لقد كانت هناك بعض الأوقات التي كنت أقول فيها لنفسي: هل أنا حقاً من أتعرض لهذه الانتقادات؟ وهل أريد أن أواصل لعب كرة القدم بعد الآن؟».
وتوجهت والش إلى فرنسا للمشاركة في نهائيات كأس العالم، بصفتها اللاعبة الأكبر بروزاً في خط وسط المنتخب الإنجليزي، بعد موسم مميز للغاية على المستوى المحلي قادت خلاله مانشستر سيتي للفوز بكأسين محليتين والمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي وعدم التعرض لأي خسارة طوال الموسم. إنها لاعبة رائعة يستمتع الجمهور بمشاهدتها داخل الملعب، وبدأت مسيرتها مع كرة القدم في مركز الظهير الأيسر رغم أنها تلعب بقدمها اليمنى (تشير والش إلى أنها لا تعرف السبب وراء اللعب في هذا المركز بالتحديد) واللعب مع الأولاد، قبل تشجيعها على تغيير مركزها في الفترة التي كانت تلعب خلالها في أكاديمية الناشئين بنادي بلاكبيرن روفرز.
وبعد ذلك، أصبحت والش لاعبة ذكية للغاية في النواحي الخططية والتكتيكية للدرجة التي جعلت المدير الفني لنادي مانشستر سيتي للسيدات، نيك كوشينغ، يصفها بأنها اللاعبة الأعلى ذكاءً التي عمل معها. وتقول والش إن كوشينغ يستحق مزيداً من الثناء والإشادة بفضل اهتمامه بأدق التفاصيل الخططية والفنية و«تركيزه على الجانب الفني والتكتيكي بالشكل الذي يجعل مستوى اللاعبات يتطور بشكل ملحوظ تحت قيادته».
وتتميز والش بقدرتها على تمرير الكرات بدقة كبيرة، كما تمتلك خبرات كبيرة بفضل اللعب لمدة 5 سنوات في مركز محور الارتكاز مع مانشستر سيتي وقيادتها الفريق للحصول على لقب تلو الآخر، وهو الأمر الذي قد يجعل الجمهور ينسى أنها لا تزال في الثانية والعشرين من عمرها.
تقول والش: «أعتقد أن الناس ينسون أن هذه المرة الأولى التي ألعب فيها في نهائيات كأس العالم. لقد سبق أن شاركت ليا ويليامسون، وجورجيا ستانواي، في بطولات مع المنتخب الإنجليزي للشباب. لقد تم اختياري لصفوف المنتخب الإنجليزي للشباب وأنا في الخامسة عشرة من عمري، لكن لم يتم اختياري بعد ذلك مرة ثانية. ولم يسبق لي أن شاركت في أي بطولة بمستوى كأس العالم من قبل، ولم أكن أنضم لصفوف المنتخب الإنجليزي بشكل منتظم حتى ذلك الوقت. لم أكن أعرف حقاً ما أتوقعه في تلك البطولة، وكانا الأمر بمثابة صدمة بالنسبة لي».
وتضيف: «نظراً لأنني ألعب مع مانشستر سيتي منذ 5 سنوات، فأعتقد أن الناس قد نسوا أنني ما زلت في الثانية والعشرين من عمري. في بعض الأحيان أتعرض لانتقادات كثيرة، وهو أمر جيد لأن ذلك يساعدني على كيفية التعامل مع مثل هذه الضغوط، لكن الناس ينسون أنه ما زال أمامي الوقت من أجل التطور والتحسن، وأنني لم أصل لقمة مستواي بعد».
وظهرت والش بمستوى متواضع للغاية في المباريات الافتتاحية للمنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم، لكن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي للسيدات، فيل نيفيل، واصل الاعتماد عليها في المباريات التالية، وهو الأمر الذي يعكس مدى أهميتها لمستقبل خط وسط إنجلترا.
وبينما كان اللاعبون الشباب يكبرون وهم يعشقون المهاجمين البارزين في عالم كرة القدم، كان والدها يشجعها على حب اللاعبين البارعين في تمرير الكرات مثل ديفيد سيلفا وسيرجيو بوسكيتس. وعلى مستوى مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي، لا يوجد سوى عدد قليل من اللاعبات اللائي يمكنهن القيام بدورها، وهو مما يعني أنها تشارك بصفة مستمرة في المباريات ولا تحصل على راحة لفترات طويلة.
تقول والش: «أعتقد أنني شاركت في كل دقيقة من المباريات، باستثناء مباراة واحدة العام الماضي، وهو الأمر الذي كان له تأثير على مستواي بالطبع. أنا لست قوية من الناحية البدنية بشكل طبيعي، لذلك يتعين عليّ أن أعمل بكل قوة على تحسين هذا الأمر. أعتقد أنني كنت أركز بشكل كبير على ذلك، لدرجة أنني لم أكن أركز على تطوير أدائي في نواح أخرى بالشكل الذي كان يتعين عليّ القيام به. من الواضح أن الأمر كان مخيباً للآمال على نطاق واسع بالنسبة لي. وأشعر بأنني لم أقدم المستويات المتوقعة مني في جميع المباريات، وبالتالي فأنا أعتقد أنني كنت أستحق الانتقادات، لكنني عانيت من أجل التعامل مع هذه الانتقادات».
وربما تكمن المفارقة في أن المباراة الأفضل لوالش كانت هي المباراة الأكثر صعوبة وضغطاً على المنتخب الإنجليزي، والتي كانت في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الأميركي، الذي فاز باللقب في نهاية المطاف.
تقول والش: «أعتقد أن السبب وراء ذلك يعود إلى أنني لم أضع الضغوط على نفسي في تلك المباراة. لقد قلت لنفسي إنني ألعب أمام أفضل فريق في العالم، وبالتالي فلا يمكنني القيام بأكثر من العمل الجاد في تلك المباراة».
وعن مدى تأثرها بالانتقادات حتى الآن، تقول والش: «لكي أكون صادقة، فإنني ما زلت أعاني بعض الشيء عندما ألعب مع المنتخب الإنجليزي. ربما لا يتعين عليّ أن أتعامل مع الأمور بهذه الطريقة، لكن عندما ألعب تمريرة سيئة فإنني أفكر فيما سيقوله الناس عني بعد المباراة. وأعتقد أن مثل هذه الأمور تؤثر كثيراً على أي لاعب شاب».
ومنذ الصيف الماضي، كان يتعين على والش أن تعود لاستمتاعها بكرة القدم. وتقول عن ذلك: «أنا أستمتع بكرة القدم الآن. ما زلت أواجه انتقادات، وأعرف جيداً أنني لست محبوبة من الجميع، فأنا لست لاعبة تقليدية في خط وسط المنتخب الإنجليزي، حيث إنني لا أجيد قطع واستخلاص الكرات بقوة، فهذه ليست نقطة قوتي الأساسية. وبالتالي، فهناك من يحبني وهناك من يكرهني، وأعتقد أنه يتعين عليّ أن أتغلب على تداعيات تعرضي للانتقادات».
ويحتل مانشستر سيتي المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي للسيدات، بفارق 3 نقاط عن المتصدر آرسنال، ومتقدماً بفارق نقطة واحدة عن صاحب المركز الثالث تشيلسي (الذي لديه مباراة مؤجلة). وعادت والش لتقديم الأداء القوي الذي كانت تقدمه مع مانشستر سيتي قبل كأس العالم، وتقول عن ذلك: «أشعر براحة أكبر بكثير الآن. لكنني أحاول تطوير أدائي، خصوصاً أنني أكثر لاعبة مطلوب منها تقديم المستوى نفسه الذي تقدمه مع ناديها مع المنتخب الإنجليزي».
وتضيف: «لا أواجه أي مشكلة فيما يتعلق بالمستوى الذي أقدمه مع مانشستر سيتي، وأعتقد أن المدير الفني للفريق، نيك، يجعلني أشعر دائماً بالراحة للدرجة التي لا تجعلني أشك مطلقاً فيما إذا كنت جيدة بما يكفي للعب معه أم لا. إنه يفعل ذلك مع معظم اللاعبات ويساندهن بكل قوة. في بداية الموسم، قال لي: سأدعمك بقوة، خصوصاً في الأوقات التي تشعرين خلالها بأنك لست جيدة».
وتتابع: «لقد أخبرني بشكل أساسي بأن الأمر يعود لي تماماً فيما يتعلق بالمستوى الذي سأصل إليه في كرة القدم. عندما يتعامل معك المدير الفني بهذه الطريقة فإنه يرفع عنك كثيراً من الضغوط التي تقلل من مستواك داخل الملعب. لذلك؛ فأنا دائماً ما أشعر بالراحة هنا، وأعتقد أنه يمكنك رؤية ذلك في معظم المباريات التي ألعبها؛ إذ إنني لا ألعب باستعجال أو توتر، وأفكر فقط في اللعب بطريقتي الخاصة».


مقالات ذات صلة

منافسات ساخنة تشعل كأس تحدي الدوري السعودي الممتاز للسيدات

رياضة سعودية ترقب لبدء كأس تحدي الدوري السعودي الممتاز للسيدات (الشرق الأوسط)

منافسات ساخنة تشعل كأس تحدي الدوري السعودي الممتاز للسيدات

يشهد ديسمبر الحالي انطلاق كأس تحدي الدوري الممتاز للسيدات (تحدي الشتاء)، في نسخة خاصة تجمع أندية الدوري في منافسة جديدة.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية الصراع على الصدارة يتزايد في الدوري السعودي للسيدات (الشرق الأوسط)

الدوري السعودي للسيدات: الهلال يصطدم بشعلة الشرقية... والعلا يتربص بالنصر

تنطلق منافسات الجولة السابعة من الدوري الممتاز للسيدات، بمواجهات تحمل طابعاً حاسماً على مستوى الصدارة وصراع المراكز.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عربية فتيات الأردن بطلات غرب آسيا (اتحاد غرب آسيا)

«غرب آسيا للسيدات»: منتخب الأردن يتوج باللقب

تُوِّج المنتخب الأردني بلقب بطولة غرب آسيا للسيدات 2025 في نسختها التاسعة، بعدما أسدل الستار مساء الثلاثاء في مدينة جدة.

ضحى المزروعي (جدة) فاتن أبي فرج
رياضة عالمية إسبانيا تحتفظ بلقب دوري الأمم الأوروبية للسيدات (رويترز)

«دوري أمم السيدات»: إسبانيا تهزم ألمانيا وتحتفظ باللقب

احتفظت إسبانيا بلقب دوري الأمم الأوروبية للسيدات في كرة القدم بفوزها على ضيفتها ألمانيا 3-0 الثلاثاء في إياب النهائي على ملعب «متروبوليتانو» في العاصمة مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أيتانا بونماتي (أ.ب)

جراحة في الساق تغيّب نجمة برشلونة بونماتي 5 أشهر

ستغيب نجمة برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم أيتانا بونماتي عن الملاعب لمدة لا تقل عن خمسة أشهر، حسب ما أعلن فريقها، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
قادة أميركا والمكسيك وكندا يشاركون في سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (رويترز)
  • يشهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي سوف توجد في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي سيحتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»