كرة قدم السيدات... الصورة ليست وردية تماماً

ما زال هناك الكثير للنضال من أجله خلال العقد الحالي

كرة قدم السيدات شهدت الكثير من التحولات في السنوات الأخيرة (أ.ف.ب)
كرة قدم السيدات شهدت الكثير من التحولات في السنوات الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

كرة قدم السيدات... الصورة ليست وردية تماماً

كرة قدم السيدات شهدت الكثير من التحولات في السنوات الأخيرة (أ.ف.ب)
كرة قدم السيدات شهدت الكثير من التحولات في السنوات الأخيرة (أ.ف.ب)

خلال عقد واحد، قطعت كرة القدم للسيدات شوطاً طويلاً للغاية. منذ عشر سنوات، كان هناك شعور عام باللامبالاة تجاه العدد القليل من السيدات اللائي اخترن على نحو استثنائي وعنيد خوض لعبة الرجال ـ لقد وصفتها بذلك لأن الحقيقة التي يجب أن نواجهها أن اللعبة الشعبية الأولى كانت بالفعل لعبة رجال. اليوم، أصبح باستطاعة لاعبة تشيلسي فران كيربي نشر صور لكلبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يجلس أمام سيارة بنتلي. ربما تكون سيارة بنتلي مستعارة (فعلى أي حال، لم تنحسر الفجوة بين لاعبي ولاعبات كرة القدم إلى هذا الحد)، لكن الأمر الأكيد أن مهاجمة المنتخب الإنجليزي تملك بالفعل الكثير من عقود الرعاية، مع «نايك» و«شواروفسكي» وشركات كبرى أخرى.
وإذا كانت الألفية الأولى من القرن الحادي والعشرين هي العقد الذي شهد انتقال لاعبات مثل أليكس سكوت من مهمة غسل قمصان وسراويل لاعبي فريق آرسنال للرجال إلى إمكانية كسب العيش من احتراف كرة القدم، إذن فإن هذا العقد الأخير هو الذي وفر الاحترام والاحتراف وعقود الرعاية والدعم والفرصة للاعبات كرة القدم لبناء حياة كريمة متواضعة من كرة القدم.
جدير بالذكر أن انطلاق بطولة دوري كرة القدم الممتاز للسيدات جاء عام 2011 بعد تأخره لمدة عام بسبب الانحسار الاقتصادي، وشاركت فيه ثمانية أندية، في الوقت الذي كان 16 فريقاً قد تقدمت بطلبات للمشاركة بالبطولة. بحلول عام 2014. اتسع نطاق البطولة ليضم دوري درجة أولى يضم 10 أندية، مع هبوط ناجي «دونكاستر بيليز» ليفسح المجال أمام مانشستر سيتي في صورته الجديدة.
في عام 2017 قرر اتحاد الكرة تحويل بطولات الدوري من جدول صيفي إلى آخر شتوي كي تتوافق مع الجداول الزمنية لبطولات الرجال، في الوقت الذي أعلن عن «استراتيجية تطوير اللعبة» التي تستمر أربعة سنوات. بحلول موعد انطلاق موسم 2018 - 2019. كانت بطولة دوري ممتاز احترافية بدوام كامل وبطولة دور أول شبه احترافية قد أقرتا وأصبحتا واقعاً. وجرت التغييرات سريعاً، وتم فرضها فرضاً. أما الضحايا الذين سقطوا في خضم ذلك، وكانوا كثيرين، فكانت التضحية بهم أمراً ضرورياً حسبما أكدت رئيسة شؤون كرة السيدات داخل اتحاد الكرة، سو كامبل.
وفي هذا السياق، قالت كامبل في تصريحات لـ«راديو 5 لايف» التابع لـ«بي بي سي» في مايو (أيار) 2018: «نعم هذا أمر قاسٍ عليهم لكن للأسف الشديد في أي وقت تضطر خلاله لخلق مثل هذا النوع من التغييرات، يسقط ضحايا. ونجح آخرون في الارتقاء إلى المستوى المطلوب. وكان من الضروري أن تلتزم الأندية وترفع من مستواها وتتحرك نحو الأمام معنا».
ويحمل هذا القول بعض الصدق. ويمكن أن نقول إن لاعبي وفرق التدريب في أندية من سندرلاند وواتفورد خذلهم غياب طموحهم وعدم إبداء أنديتهم الالتزام الكافي، بقدر ما خذلهم اتحاد الكرة. على الجانب الآخر، جرت التضحية بأندية مثل دوني بيليز ويوفيل وآخرين، ممن يستثمرون منذ أمد بعيد في كرة القدم للسيدات، لكنهم عجزوا عن المنافسة مع المطالب المالية المتزايدة لاتحاد الكرة.
في تلك الأثناء، وفي خضم كل هذه الاضطرابات الكبرى، تجمد معدل الحضور في الملاعب. من متوسط بلغ 728 عام 2014، قفز العدد إلى 1.128 عام 2016. لكنه تراجع مع بدء ظهور التداعيات السلبية للتحول إلى جدول زمني شتوي، ليصل المتوسط أخيراً إلى 996 خلال أول موسم احترافي كامل.
وفي الوقت الذي أصاب الجمود أعداد الجماهير محلياً، تزايد الاهتمام الدولي بكرة القدم للسيدات. وانعكس ذلك على الارتفاع المستمر في أعداد مشاهدات المنتخب الإنجليزي في البطولات الدولية. خلال بطولة كأس العالم في ألمانيا عام 2011. حققت كرة القدم للسيدات ذروة متوسط أعداد المشاهدات لمباراة وبلغت 1.7 مليون مشاهدة. أما بطولة «يورو 2013»، فقدت شهدت تراجعاً بعض الشيء، حيث سجلت ذروة المشاهدات 1.3 مليون. ولم تزِد الأعداد عن ذلك بسبب خروج المنتخب الإنجليزي من دور المجموعات حاملاً نقطة واحدة فقط (ما وضع نهاية عمل هوب باول مع المنتخب). بحلول بطولة كأس العالم عام 2015 في كندا، جاءت ذروة المشاهدات في مباراة قبل النهائي بين المنتخب الإنجليزي واليابان وانتهت بهزيمة الأول، وبلغت 2.4 مليون مشاهدة. وفي بطولة «يورو 2017»، بلغت ذروة مشاهدات المنتخب 4 ملايين مشاهدة خلال المباراة التي هزم فيها أمام هولندا (بزيادة 66 في المائة عن عام 2015).
ومع ذلك، بدا العام الماضي بمثابة نقطة تحول، فبعد عقد أو حتى اثنين من النمو المستمر لكرة القدم للسيدات، قفزت اللعبة نحو الأمام، وحققت مباراة إنجلترا أمام الولايات المتحدة ببطولة كأس العالم وانتهت بهزيمة الأولى 11.7 مليون مشاهدة بزيادة قدرها 192.5 في المائة عن مشاهدات مباراة إنجلترا أمام هولندا عام 2017.
بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، بلغ متوسط حضور مباريات الدوري الممتاز للسيدات، بدعم من معدلات حضور المباريات الكبرى، 4.112 (و1.425 حال استبعاد المباريات الكبرى التي استضافتها استادات ستامفورد بريدج وتوتنهام هوتسبر وغيرها من المعادلة). وجاء مبلغ الـ20 مليون جنيهاً إسترلينياً تقريباً التي استثمرها بنك «باركليز» في الدوري الممتاز والمراحل الأساسية الشعبية من كرة القدم بمثابة تتويج لمجموعة من عقود الرعاية التي نالتها الأندية والمنتخب ولاعبات.
اليوم، ثمة شعور حقيقي بالتفاؤل يسود مجال كرة القدم للسيدات، وتبدو وسائل الإعلام واتحاد الكرة والشركاء التجاريون والأندية والجماهير جميعاً صفاً واحداً. وهناك إيمان آيديولوجي بأهمية بناء اللعبة، ربما يكون نتيجة لتبدل التوجهات العامة حول النساء وأجسادهن وحقوقهن على النطاق الأوسع. إلا أن هذا يصاحبه إدراك واقعي لفكرة أن هناك فوائد مالية وأخرى متعلقة بالصورة العامة على المدى البعيد من وراء دعم كرة القدم للسيدات.
ومع هذا، فإن الصورة ليست وردية تماماً، فمثلاً هناك تفاقم في الفجوة القائمة بين الأندية الغنية المتمثلة في آرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد والأخرى الفقيرة. ويواجه ليون سيناريو مشابهاً في فرنسا، حيث تقف استثماراته عند مستوى بعيد تماماً عن أندية أخرى تبدو غير مستعدة لخوض سباق للحاق به في الإنفاق. وبينما تبدلت التوجهات العامة بصورة دراماتيكية، ما يزال هناك شوط طويل علينا قطعه ـ داخل المؤسسات، وكذلك على مستوى المجتمع بصورة عامة. على سبيل المثال، كان أول تعليق عبر «تويتر» على خبر اختيار ميغان رابينو أفضل لاعب كرة قدم خلال العام من «الغارديان» هو: «بالتأكيد أوافق، ومع هذا لن أشاهد كرة القدم للسيدات»، بينما اتهم آخرون الصحيفة بالنفاق.
أما التعليقات عبر «فيسبوك»، فكانت جميعها تقريباً سلبية. والواضح أن هناك أقلية مرتفعة الصوت لا ترضى بمجرد تجاهل ما لا يروق لها، وإنما تشعر لسبب غير معلوم بأنه يتعين عليها الصياح والتعبير عن رفضها بصوت عال. ويجد هؤلاء الوقود الداعم لهم في المؤسسات التي تعمد إلى إطالة أمد انعدام المساواة ـ الأندية التي أجبرت اللاعبات الإسبانيات على الإضراب وقرار «الفيفا» بالسماح للفجوة البالغة 370 مليون دولار في أموال جوائز الفوز ببطولة كأس العالم بالتفاقم بمعدل 10 ملايين دولار أخرى رغم مضاعفة تمويل جوائز السيدات لتصل إلى 60 مليون دولار والنزاع الذي خاضته الجهات المسؤولة عن كرة القدم الأميركية مع أنجح منتخب سيدات بتاريخ البلاد حول المساواة في الأجور مع اللاعبين الرجال. ويكشف كل ذلك أنه ما يزال هناك الكثير يجب عمله. ومع أن كرة القدم للسيدات يجب أن تسير مع اتجاه الريح، فإنه للأسف ما يزال أمامها الكثير للنضال من أجله. ونأمل أن يتحقق هذا التغيير خلال العقد الحالي.
نقاط جديرة بالدراسة
ـ ضم ليفربول لاعبة خط وسط ريدينغ، راشيل فورنيس بعد استدعائها من فترة إعارتها لتوتنهام هوتسبر. ومن المنتظر أن توفر لاعبة منتخب آيرلندا الشمالية دفعة كبرى للفريق الذي تقوده المدربة فيكي جيبسون والتي ما تزال تبحث عن أول فوز لها بعد مرور 10 مباريات لها في قيادة الفريق، رغم تحقيق بعض الأداء القوي.
ـ وقعت لاعبة خط الوسط في آرسنال ليا والتي عقداً جديداً لمدة عام كامل مع أبطال الدوري الممتاز للسيدات. وكان للاعبة البالغة 26 عاماً دور جوهري في فوز آرسنال بأول بطولة له منذ سبع سنوات وكان غيابها ملموساً عندما عانت من إصابة في الركبة تطلبت جراحة في الركبة أبريل (نيسان) الماضي.
ـ ضم ويستهام يونايتد إليه كابتن المنتخب الإنجليزي أقل من 20 عاماً غريس فيسك في أعقاب تخرجها في جامعة ساوث كارولينا. وفازت المدافعة بميدالية برونزية مع المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس العالم لأقل عن 20 عاماً عام 2018.
ـ أعاد إيفرتون ضم لاعبة خط وسط المنتخب الإنجليزي إيزي كريستيانسن من ليون. وكانت اللاعب البالغة 28 عاماً قد فضلت الانضمام إلى النادي المتوج بطلاً لأوروبا بدلاً من مانشستر سيتي في يوليو (تموز) 2018، لكنها تعرضت لإصابة قوية في الركبة أبعدتها عن الملاعب فترة.


مقالات ذات صلة

منافسات ساخنة تشعل كأس تحدي الدوري السعودي الممتاز للسيدات

رياضة سعودية ترقب لبدء كأس تحدي الدوري السعودي الممتاز للسيدات (الشرق الأوسط)

منافسات ساخنة تشعل كأس تحدي الدوري السعودي الممتاز للسيدات

يشهد ديسمبر الحالي انطلاق كأس تحدي الدوري الممتاز للسيدات (تحدي الشتاء)، في نسخة خاصة تجمع أندية الدوري في منافسة جديدة.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية الصراع على الصدارة يتزايد في الدوري السعودي للسيدات (الشرق الأوسط)

الدوري السعودي للسيدات: الهلال يصطدم بشعلة الشرقية... والعلا يتربص بالنصر

تنطلق منافسات الجولة السابعة من الدوري الممتاز للسيدات، بمواجهات تحمل طابعاً حاسماً على مستوى الصدارة وصراع المراكز.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عربية فتيات الأردن بطلات غرب آسيا (اتحاد غرب آسيا)

«غرب آسيا للسيدات»: منتخب الأردن يتوج باللقب

تُوِّج المنتخب الأردني بلقب بطولة غرب آسيا للسيدات 2025 في نسختها التاسعة، بعدما أسدل الستار مساء الثلاثاء في مدينة جدة.

ضحى المزروعي (جدة) فاتن أبي فرج
رياضة عالمية إسبانيا تحتفظ بلقب دوري الأمم الأوروبية للسيدات (رويترز)

«دوري أمم السيدات»: إسبانيا تهزم ألمانيا وتحتفظ باللقب

احتفظت إسبانيا بلقب دوري الأمم الأوروبية للسيدات في كرة القدم بفوزها على ضيفتها ألمانيا 3-0 الثلاثاء في إياب النهائي على ملعب «متروبوليتانو» في العاصمة مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية أيتانا بونماتي (أ.ب)

جراحة في الساق تغيّب نجمة برشلونة بونماتي 5 أشهر

ستغيب نجمة برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم أيتانا بونماتي عن الملاعب لمدة لا تقل عن خمسة أشهر، حسب ما أعلن فريقها، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو يصلان مركز جون كينيدي في واشنطن قبل إجراء قرعة كأس العالم (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو يصلان مركز جون كينيدي في واشنطن قبل إجراء قرعة كأس العالم (أ.ف.ب)
TT

قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 (تغطية حية)

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو يصلان مركز جون كينيدي في واشنطن قبل إجراء قرعة كأس العالم (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو يصلان مركز جون كينيدي في واشنطن قبل إجراء قرعة كأس العالم (أ.ف.ب)
  • يشهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي سوف توجد في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي سيحتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

من بيكفورد إلى تروسارد... متميزون يستحقون التقدير بالدوري الإنجليزي

بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)
بيكفورد ما زال يؤكد أنه الحارس الأفضل مع إيفرتون ومنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

بعد مرور 11 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتصدره آرسنال بفارق 4 نقاط عن مانشستر سيتي و6 عن تشيلسي، يبدو أن السباق على لقب هذا الموسم سيكون أكثر شراسةً، علماً بأن الفارق بين الثالث والتاسع لا يتعدى نقطتين فقط.

ومع أن الموسم لم يصل إلى منتصفه بعد، فإن هناك لاعبين باتوا يشكلون ركيزة كبيرة مع فرقهم لدرجة تصويرهم بأن وجودهم لعب دوراً حاسماً في النتائج التي تحققت حتى الآن. وهنا نلقي نظرة على اللاعبين الأكثر تأثيراً مع فرقهم منذ بداية الموسم، الذين يستحقون الوجود ضمن التشكيلة الأبرز للدوري حتى الآن.

جوردان بيكفورد (إيفرتون)

يُعد جوردان بيكفورد واحداً من أفضل حراس المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ فترة طويلة. يتميز بالقدرة على إرسال التمريرات الطويلة المتقنة والتصدي للتسديدات القوية، كما نجح بمرور الوقت في تطوير أدائه فيما يتعلق باللعب بالقدمين، وأصبح قادراً على التمرير لزملائه في المساحات الضيقة وبدء الهجمات من الخلف. وعلاوة على ذلك، أصبح تعامله مع الكرة أكثر تنظيماً، وهو ما يعني أن أخطاءه أصبحت أقل، ولم يعد يتأثر بانفعالاته، على عكس ما كانت عليه الحال في بداية مسيرته الكروية.

رييس جيمس مدافع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الأفضل بين أقرانه بالجانب الأيمن (أ.ف.ب)

ريس جيمس (تشيلسي)

ربما يكون انضمامه إلى هذه القائمة مفاجئاً، لكن قائد تشيلسي يستحق كل التقدير والإشادة. على مدار سنوات، كان الناس يتساءلون عما إذا كان كايل ووكر أو ترينت ألكسندر أرنولد يستحقان اللعب في التشكيلة الأساسية لمنتخب إنجلترا في مركز الظهير الأيمن، لكن الإجابة الصحيحة كانت تتمثل في أن هناك لاعباً آخر يستحق المشاركة على حساب كل منهما، وهو ريس جيمس لأنه يجمع بين نقاط قوة كليهما، ولا يملك أياً من نقاط ضعفهما. يتميز جيمس بالقوة والمثابرة، والقدرة على الإبداع، فضلاً عن قدراته الهجومية المذهلة. إنه لاعب متكامل، فهو ليس فقط أحد أفضل اللاعبين في مركزه في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم.

دي ليخت أعاد الصلابة لدفاع مانشستر يونايتد (رويترز)

ماتياس دي ليخت (مانشستر يونايتد)

يجني دي ليخت ثمار المشاركة في فترة الاستعداد للموسم الجديد بالكامل، وهو اللاعب الوحيد في تشكيلة مانشستر يونايتد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات التي لعبها فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه رائع في الدفاع عن منطقة جزاء فريقه، ويجيد ألعاب الهواء - في الناحيتين الدفاعية والهجومية - وقد تكيف المدافع الدولي الهولندي بشكل جيد مع متطلبات دوره الجديد الذي يفرض عليه التقدم إلى قلب خط الوسط، والفوز بالمواجهات الثنائية. مع تنامي ثقته بنفسه، تولى دور تنظيم خط الدفاع، مُظهراً مرة أخرى مهاراته القيادية التي أهلته لأن يحمل شارة القيادة في أياكس أمستردام وهو في سن الثامنة عشرة.

ماكسنس لاكروا (كريستال بالاس)

يُعدّ ماكسنس، قلب دفاع كريستال بالاس، لاعباً مُثيراً للتحدي لمجرد اسمه اللاتيني الذي يعني «الأعظم»، فهو لاعب سريع وقوي ويجيد التعامل مع الكرة، وبارع في ألعاب الهواء. وهو اللاعب الوحيد الذي لعب كل دقيقة من دقائق المباريات الـ19 التي لعبها كريستال بالاس هذا الموسم، وهو ما يعكس إمكانياته الهائلة وتأثيره الكبير على أداء فريقه. لقد شكّلت تصريحاته قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، التي قال فيها إن «ملعب ويمبلي سيهتز وسيكون رائعاً»، جزءاً أساسياً من اللافتة (التيفو) التي عرضها مشجعو كريستال بالاس قبل المباراة النهائية التي فاز فيها الفريق على مانشستر سيتي، وقد خلد اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بعدما قاده للحصول على هذه البطولة المهمة.

مايكل كايود (برنتفورد)

يلعب كايود عادة في مركز الظهير الأيمن، ويمكنه أيضاً اللعب على اليسار. وعلى الرغم من شهرته في تنفيذ رميات التماس الطويلة، فإن قدراته تتجاوز ذلك بكثير. يمتلك كايود مهارة كبيرة في التعامل مع الكرة، ويتميز بدقة التمرير، والقدرة على استخلاص الكرة بقدميه، فضلاً عن قدراته الهجومية الكبيرة عندما يتقدم للأمام. وفي الناحية الدفاعية، يتميز كايود بالقوة البدنية الهائلة والقدرة على قراءة اللعب، فضلاً عن سرعته الفائقة التي تساعده على استعادة الكرة وإنقاذ فريقه في المواقف الصعبة.

ياسين عياري يقدم مستويات رائعة مع برايتون (أ.ف.ب)

ياسين عياري (برايتون)

يُعد كارلوس باليبا هو الأبرز في خط وسط برايتون، لكن ياسين عياري هو من يمنح اللاعب الكاميروني الحرية اللازمة لخوض مغامرات جديدة داخل الملعب. يتميز عياري، السويدي الدولي ذو الأصول التونسية، بمهارة عالية في الاستحواذ على الكرة، حتى عند تسلمها تحت الضغط، ويتحكم في رتم ووتيرة اللعب، كما يتمتع بالسرعة الفائقة والانضباط الخططي والتكتيكي والذكاء اللازم لتغطية المساحات ومراقبة المنافسين. بالإضافة إلى ذلك، يتميز عياري بالقدرة على التسديد الدقيق والتمرير المتقن، وهو ما يجعل تسجيل وصناعة الأهداف مجرد مسألة وقت.

نوح صادقي (سندرلاند)

انضم لاعب خط الوسط البالغ من العمر 20 عاماً، الذي يجيد اللعب في مركزي الظهير وقلب الدفاع، إلى سندرلاند في فترة الانتقالات الصيفية الماضية مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أصبح أحد أهم عناصر الفريق في مسيرته الرائعة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. يمتلك صادقي طاقة هائلة تجعله لا يتوقف عن الحركة من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس على مدار التسعين دقيقة، كما يمنح قائد الوسط غرانيت تشاكا الحرية للتقدم للأمام للقيام بواجباته الهجومية. يجيد صادقي أيضاً المراوغة والتمرير وقطع الكرات، فضلاً عن سلوكه المثالي داخل الملعب وخارجه.

أليكس إيوبي (فولهام)

لا يوجد كثير من اللاعبين الذين يمكنهم مضاهاة إيوبي فيما يتعلق بقدرته على اللعب في أكثر من مركز بخط الوسط ببراعة. يمكنه اللعب محور ارتكاز ولاعب خط وسط مهاجم وفي مركز الجناح. يتمتع إيوبي بالقدرة على الاستحواذ على الكرة تحت الضغط، والتقدم بها للأمام ببراعة وذكاء، كما أن تحركاته من دون كرة ممتازة، وهو الأمر الذي تظهره الأرقام والإحصاءات، التي تشير إلى أن ستة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز صنعوا فرصاً أكثر من اللاعب النيجيري البالغ من العمر 29 عاماً هذا الموسم، بينما يتصدر قائمة لاعبي فريقه فيما يتعلق بالتمريرات الحاسمة، والتمريرات الحاسمة المتوقعة، والتمريرات المفتاحية، والتمريرات الأمامية، والتسديد على المرمى. في الواقع، أصبح إيوبي أحد أكثر اللاعبين فاعلية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

جاكوب ميرفي (نيوكاسل)

استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتمكن ميرفي من إثبات نفسه والوصول إلى أفضل مستوياته. بدأ ميرفي مسيرته الكروية مع نوريتش سيتي، ثم أُعير إلى سويندون وساوثيند وبلاكبول وسكونثورب وكولشيستر وكوفنتري سيتي، قبل أن ينتقل إلى نيوكاسل. وبعد ذلك أمضى بعض الوقت في وست بروميتش ألبيون وشيفيلد وينزداي. وعند عودته إلى نيوكاسل، دفع به المدير الفني ستيف بروس في مركز الظهير المتقدم. والآن، أصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً عنصراً أساسياً في صفوف الفريق، حيث بدأ معظم المباريات وشارك بديلاً في بعض المباريات الأخرى، لكنه وُجد في كل اللقاءات تقريباً، وقد تحسن أداؤه بشكل لافت للأنظار. خلال الموسم الماضي، أحرز ميرفي تسعة أهداف وقدم 14 تمريرة حاسمة، ثم سجل هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى هذا الموسم، وتطور ليصبح لاعباً أفضل بكثير مما توقعه معظم الناس.

الفرنسي الواعد كروبي أثبت براعته مع بورنموث (إ.ب.أ)

إيلي جونيور كروبي (بورنموث)

الوصول إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من الخارج وتسجيل أربعة أهداف في ثماني مباريات يُعد أمراً مثيراً للإعجاب في أي سياق، لكن عندما يفعل ذلك لاعب يبلغ من العمر 19 عاماً ويأتي من لوريان الفرنسي قبل شهور قليلة، فهذا أمر استثنائي حقاً. كانت أهداف كروبي الثلاثة الأولى مع بورنموث تعكس قدراته الفائقة بصفته مهاجماً محترفاً قادراً على توقع مكان سقوط الكرة بفضل ذكائه الكبير وقدته في اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وفي مباراة فريقه أمام نوتنغهام فورست الشهر الماضي، أظهر كروبي قدرات أكبر من ذلك، حيث كان يستحوذ على الكرة ببراعة في وسط الملعب، وينطلق بالكرة للأمام بكل رشاقة، ويتحرك بسرعة لخلق حالة من عدم التوازن في دفاعات المنافس، قبل أن يحرز هدفاً رائعاً من تسديدة قوية من مسافة 25 ياردة.

تروسارد يواصل تألقه مع آرسنال (رويترز)

لياندرو تروسارد (آرسنال)

يُعد لياندرو تروسارد اللاعب المثالي تقريباً لأي فريق يسعى إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. فعلى الرغم من أنه ليس من مستوى النخبة، فإنه لا يزال لاعباً جيداً للغاية، ويجيد تماماً دوره داخل الملعب فيما يتعلق بالتغطية والمساهمة الهجومية، فضلاً عن قدرته على اللعب في أكثر من مركز والقيام بأكثر من مهمة داخل المستطيل الأخضر. وعلى الرغم من أن اللاعب البلجيكي لم يضمن أبداً مكانه في التشكيلة الأساسية، فإنه يلعب كثيراً من المباريات، سواء بشكل أساسي أو من على مقاعد البدلاء. وتتمثل مهمته في أن يكون جاهزاً دائماً عند الحاجة إليه، وأن يكون قادراً على التأثير في نتائج وشكل المباريات، وهي المهمة التي لا تقل أهمية عن مهمة اللاعبين الأساسيين. يُقاس التأثير بالنتائج، وليس بدقائق اللعب، وقد أثبت تروسارد مراراً وتكراراً قدرته على ترك بصمة مميزة مع آرسنال في كل مرة يلعب فيها.

*خدمة «الغارديان»


مانشستر يونايتد ينتزع تعادلاً مثيراً من أرض توتنهام بالدوري الإنجليزي

رأسيىة ماتيس دي ليخت  في  الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
رأسيىة ماتيس دي ليخت في الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
TT

مانشستر يونايتد ينتزع تعادلاً مثيراً من أرض توتنهام بالدوري الإنجليزي

رأسيىة ماتيس دي ليخت  في  الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
رأسيىة ماتيس دي ليخت في الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)

سجل ماتيس دي ليخت هدفاً برأسه في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود مانشستر يونايتد للتعادل 2-2 مع توتنهام هوتسبير ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت، بعدما اعتقد ريتشارليسون أنه منح أصحاب الأرض الفوز أيضاً في الوقت بدل الضائع. وافتتح برايان مبيمو الذي انضم إلى يونايتد صيفاً التسجيل من محاولة فريقه الأولى على المرمى في الدقيقة 32؛ إذ حول تمريرة أماد ديالو إلى داخل الشباك بعد فشل توتنهام في تشتيت الكرة، محرزاً الهدف السادس هذا الموسم. واستعرض توتنهام كأس الدوري الأوروبي قبل انطلاق المباراة، في تذكير بانتصاره على يونايتد في نهائي مايو (أيار) الماضي، الذي ضمن له التأهل إلى دوري الأبطال.

لكن لم يكن لهذه اللفتة التأثير المطلوب؛ إذ أهدر ريتشارليسون أفضل فرصة لتوتنهام في الشوط الأول وبدا أداء أصحاب الأرض باهتاً قبل نهاية الشوط الأول، ما قوبل ببعض صيحات الاستهجان. وتحسن الأداء قليلاً بعد الاستراحة، لكن قرار توماس فرانك مدرب توتنهام بالدفع بماتيس تيل بدلاً من تشافي سيمونز قبل 10 دقائق من نهاية المباراة قوبل أيضاً باستهجان من جانب جماهيره. لكن تيل نجح في إدراك التعادل في الدقيقة 84 قبل أن يمنح ريتشارليسون توتنهام التقدم بعد سبع دقائق من محالفته الحظ بلمس تسديدة ويلسون أودوبيرت ليحولها إلى داخل الشباك. لكن دي ليخت عادل النتيجة في اللحظات الأخيرة من ركلة ركنية نفذها برونو فرنانديز ليمدد مسيرة يونايتد بلا هزيمة إلى خمس مباريات ويترك توتنهام بانتصار واحد على أرضه في الدوري من أصل ست مباريات هذا الموسم. ويملك الفريقان 18 نقطة من 11 مباراة.

فاز توتنهام على يونايتد أربع مرات في كل المسابقات الموسم الماضي، وتوج ذلك بالفوز بالدوري الأوروبي، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ مقعد مدربه أنجي بوستيكوغلو. وسعى بديله فرانك لزيادة قوة توتنهام لكن الفريق افتقر للشراسة الهجومية في بعض الأحيان وهو ما ظهر في الشوط الأول في مواجهة السبت. وحل أودوبيرت بديلاً لراندال كولو مواني في الشوط الأول وصنع فرصة مبكرة بتمريرة عرضية رائعة سددها روميرو مباشرة في اتجاه الحارس سيني لامينس الذي تصدى بعد ذلك لتسديدة جواو بالينيا. وعندما بدا أن المباراة تتجه بعيداً عن متناول توتنهام تعاون ثلاثة بدلاء في هجمة إذ مرر أودوبيرت الكرة إلى ديستني أودوغي الذي لعب تمريرة عرضية سددها تيل واصطدمت بقدم دي ليخت وسكنت الشباك. وقام ميكي فان دي فين بتدخل حاسم لمنع بنيامين سيسكو من إعادة يونايتد للمقدمة قبل أن يمنح ريتشارليسون توتنهام هدف التقدم. لكن دي ليخت ارتقى عالياً في القائم البعيد في آخر ست دقائق من الوقت بدل الضائع ليدرك التعادل. قال دي ليخت لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «لحسن الحظ حصلنا على نقطة، أعتقد أننا كنا نستحق أكثر بالنظر إلى أدائنا». وأضاف: «أنا فخور بكيفية قتال الفريق وعودته لنيل نقطة في ملعب صعب».

إدريسا غاي وفرحة هز شباك إيفرتون (رويترز)

وعاد إيفرتون لطريق الانتصارات بالفوز 2-صفر على ضيفه فولهام. أنهى إيفرتون الشوط الأول متقدماً بهدف لاعب الوسط السنغالي، إدريسا غاي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وفي الشوط الثاني، أضاف مايكل كين الهدف الثاني لأصحاب الأرض. تجاوز إيفرتون بهذا الفوز كبوة خسارتين وتعادل في الجولات الثلاث الماضية، ليرفع رصيده إلى 15 نقطة. أما فولهام تجمد رصيده عند 11 نقطة، بعدما تلقى خسارته السادسة في الدوري منذ بداية الموسم الجاري.

وفي التوقيت نفسه، واصل وست هام يونايتد صحوته بفوز ثانٍ على التوالي بالتغلب على ضيفه بيرنلي بنتيجة 3-2. تقدم بيرنلي بهدف زيان فيلمينغ في الدقيقة 35، وقلب الفريق اللندني الطاولة على ضيفه بثلاثية سجلها كالوم ويلسون وتوماس سوتشيك وكايل ووكر بيترز في الدقائق 44 و77 و87. وقلص بيرنلي الفارق بهدف ثانٍ سجله جوش كولين في الدقيقة 97 مستغلاً خطأ من الفرنسي ألفونس أريولا، حارس مرمى وست هام. بهذا الفوز يرفع وست هام رصيده إلى 10 نقاط، ليتساوى مع بيرنلي في عدد النقاط.