إشادة مصرية بدور خالد النبوي في «ممالك النار»

بطل المسلسل وصف الغزو العثماني لبلاده بـ«الاحتلال الوحشي»

خالد النبوي في مشهد من «ممالك النار»
خالد النبوي في مشهد من «ممالك النار»
TT

إشادة مصرية بدور خالد النبوي في «ممالك النار»

خالد النبوي في مشهد من «ممالك النار»
خالد النبوي في مشهد من «ممالك النار»

«إني راحل ومصر باقية»... جملة باتت مقترنة باسم الفنان المصري خالد النبوي الذي تصدر اسمه «ترند» موقع «تويتر» في مصر والعالم العربي عقب لقائه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «mbc مصر»، مساء أول من أمس، وذلك بعدما برع النبوي في تجسيد شخصية طومان باي التاريخية في مسلسل «ممالك النار»، الذي انتهى عرضه قبل أسبوع فقط، لا سيما في مشهد النهاية، الذي يذكرنا بالفيلم العالمي «القلب الشجاع» عن القائد الاسكوتلندي ويليام والاس، الذي جسده النجم ميل غيبسون.
وجاء الظهور التلفزيوني الأول للفنان خالد النبوي، الذي وصف فيه الغزو العثماني لبلاده بـ«الاحتلال الوحشي»، بعد تكريمه بأيام قليلة من قبل أسرة الرئيس المصري محمد أنور السادات، إذ استضافته السيدة جيهان السادات في منزل الأسرة على نيل القاهرة، وجاء ظهوره بالبرنامج بعد حالة الجدل الواسعة التي أثارها المسلسل التاريخي منذ بداية عرضه.
المسلسل التاريخي الذي أنتجته «جينو ميديا» للمنتج الإماراتي ياسر حارب، وشارك فيه نخبة من النجوم العرب: محمود نصر ورشيد عساف وكندة حنا ومنى واصف وعبد المنعم عمايري وعاكف نجم، ومن إخراج المخرج الإنجليزي بيتر ويبر، وتأليف محمد سليمان عبد المالك، حقق نجاحاً لافتاً وبدد المقولة السائدة بأن المسلسلات التاريخية لا جمهور لها.
ومنذ أول من أمس تتابعت تغريدات الإشادة بأداء النبوي، واعتباره فناناً كبيراً استطاع أن يحرك مشاعر الملايين الذي كانوا يعرفون نهاية طومان باي مسبقا، لكن رغم ذلك علقوا بـ«أبكيتنا». فيما أشاد آخرون بثقافته واطلاعه القوي على التاريخ المصري بكل مراحله، ولغته العربية السليمة، وكتبت فتاة تدعى «ملك» رسالة عبر «تويتر» للنبوي، تفاعل معها الفنان المصري وعدد من محبيه: «السلام عليكم يا أيها الجندي خالد طومان باي، أنا اسمي ملك من مصر، وأعيش في دبي، وهذه أول مرة أعرف معلومات تاريخية عن بلدي، وفخورة جداً بما قدمته، أنا لا أجيد الكتابة باللغة العربية الفصحى وقد ساعدني أبي وأعدك بأنني سأهتم بتاريخ بلدي وأتمنى الرد على رسالتي».
وأرجع النبوي نجاح العمل إلى روح التعاون والمحبة بين فريق المسلسل، لافتا إلى أنه تفاعل مع مخرج العمل واقترح عليه بعض التعديلات ومنها أن يردد وراءه شعب مصر قراءة الفاتحة قبل إعدام طومان باي، وذكر أنه في فيلم «مملكة السماء» اقترح على المخرج ريدلي سكوت أن يتيمم أثناء حبسه في الزنزانة.
وأبدى الفنان خالد النبوي استعداده لأداء شخصية لاعب كرة القدم محمد صلاح ورحلته إلى العالمية، كما أبدى أيضا رغبته في أداء شخصية ضابط مصري، وطموحه في لعب شخصية رجل المخابرات المصري الراحل عمر سليمان، ولقي ذلك المقطع الذي يعلن فيه رغبته أداء هذه الشخصية رواجاً كبيراً ومطالبات بتنفيذ مسلسل عنه.
وفتح المسلسل الباب أمام جدل يدور حول «تزييف التاريخ وأحداثه لخدمة توجهات آيديولوجية»، وعن ذلك يقول المؤرخ د. جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس لـ«الشرق الأوسط»: «المسلسل كشف الوجه القبيح للدولة العثمانية وتاريخها الدموي، والحق أن مصر لم تكن دولة غير مسلمة ليفتحها الأتراك، والعمل أثار بالفعل حالة الجدل بين مدرسة تاريخية كانت تمجد في العثمانيين وحكمهم والإشارة إليها بدولة الخلافة، في حين أن هذه الدولة كانت أبعد ما تكون عن الخلافة، فلم يقم أي سلطان من سلاطين العثمانيين بالحج ولو مرة واحدة». وذهب شقرة إلى أن «كلمة الخلافة هي ادعاء سياسي محض ولم تظهر في حقبة سليم الأول»، مشيراً إلى المسلسل تناول حقبة القرن السادس عشر، بينما بدأ رواج كلمة الخليفة في عهد السلطان الغازي في القرن الـ18»، مؤكداً أنه رغم الأخطاء الصغيرة التي وقع بها العمل فإنه نجح في رسم السياق التاريخي العالمي والإقليمي للمنطقة في ذاك الوقت، والذي يمكن إسقاطه على الوضع الحالي في العالم، حيث كان الصراع في تلك الحقبة بين دولتي الفرس والأتراك، وانتهزت الدولة العثمانية ضعف أوروبا لتصل إلى أسوار فيينا، وحينما وجدت أن طريق رأس الرجاء الصالح أضعف دولة المماليك انتهزت الفرصة لتنهب خيرات الشرق ومصر».
وعن دور المسلسل في تسليط الضوء على تلك الحقبة التاريخية وكشف حقيقة التاريخ العثماني يقول د. علي بركات، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن المسلسل سلط الضوء على حقبة وشخصيات تاريخية لم يكن الجمهور على وعي بها، وما ارتكبه الاحتلال التركي من فظائع موثق تاريخيا ومعلوم لدى المؤرخين والباحثين، والتاريخ الدموي لسلاطين وملوك العثمانيين مثبت بالوقائع التاريخية مثل قتل الأبناء والإخوة من أجل العرش».
موضحاً أن «الغزو العثماني كان استعماراً بكل المقاييس، حيث ارتكبوا الكثير من الفظائع في مصر ونهبوا خيراتها، ويحسب لـ(ممالك النار) أنه سلط الضوء على المقاومة التي قادها ضدهم طومان باي، رغم انهيار دولة المماليك، فقد حاول مقاومتهم وواجه السلطان سليم الأول، لكنه بسبب الخيانة انتهى الحال به لهذه النهاية المفجعة».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.