«يونيسكو» تختار الصويرة المغربية «مدينة مبدعة»

الصويرة «مدينة مبدعة»
الصويرة «مدينة مبدعة»
TT

«يونيسكو» تختار الصويرة المغربية «مدينة مبدعة»

الصويرة «مدينة مبدعة»
الصويرة «مدينة مبدعة»

احتفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في مدينة الصويرة المغربية، فاختارتها السنة الحالية، ضمن شبكة «تجْمع المدن التي تتخذ من الإبداع أساساً لتطورها في مجالات الموسيقى والفنون والحرف الشعبية والتصميم والسينما والأدب والفنون الإعلامية وفن الطبخ».
وحددت «يونيسكو» السنة الحالية، 66 مدينة جديدة، أدرجتها في شبكة المنظمة للمدن المبدعة، التي تضم اليوم 246 مدينة.
ونُقل عن أودري أزولاي، المديرة العامة لـ«يونيسكو»، قولها، بهذه المناسبة، إنّ «المدن المبدعة» من حول العالم «تحرص، كل منها بطريقتها، على جعل الثقافة ركيزة من الركائز التي تبني عليها استراتيجياتها، وليس مجرد عنصر ثانوي فيها».
واختارت الأمم المتحدة، العام الحالي، «مدينة أفضل لحياة أفضل»، عنواناً عريضاً لليوم العالمي للمدن، الذي يصادف الـ31 أكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة، بينما تسلط الضوء، بشكل خاص، على موضوع «تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال المقبلة»، بهدف «تعزيز اهتمام المجتمع الدولي بتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة على الصعيد العالمي، وتقوية التعاون بين البلدان في تلبية الفرص والتصدي لتحديات التحضر في المدن».
وتقول الأمم المتحدة إنّ «أكثر من نصف سكان العالم يعيشون الآن في المدن، مع توقعات بأن تتضاعف أعداد سكانها بحلول عام 2050». وهي ترى أنه رغم التحديات الخطيرة التي يفرضها التوسع الحضَري، فإن «بإمكان المدن أيضاً أن تكون قوة محركة للتنمية المستدامة».
حدث اختيار «يونيسكو» لـ«مدينة الرياح» المغربية ضمن قائمة «المدن المبدعة»، صادف افتتاح مهرجان «الأندلسيات الأطلسية» في دورة السنة الحالية. لذلك، زف المنظمون الخبر، مشيرين إلى أنّ الاختيار يؤكد قيمة وجدوى وإشعاع المظاهرات الفنية التي صارت تنظم بالصويرة، منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وقالت كوثر شكير بنعمارة الكاتبة (الأمينة العامة) لـ«جمعية الصويرة موغادور»، في كلمة بالمناسبة، إن «الصويرة تجني اليوم ثمار ما زرعته من وئام».
من جانبه، وخلال «منتدى الأندلسيات»، المنظم ضمن فعاليات «الأندلسيات»، في موضوع «أهمية المكان... أهمية الروابط»، شدد أندري أزولاي، الرئيس المؤسس لـ«جمعية الصويرة موغادور» ومستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، على أهمية ورمزية اختيار الصويرة ضمن شبكة المدن العالمية المبدعة، في الشق المتعلق بالموسيقى، لافتاً إلى أنّ الصويرة تبقى المدينة المغربية والمغاربية الوحيدة التي سجلتها «يونيسكو» هذه السنة في قائمة «المدن المبدعة».
اهتمام «يونيسكو» بالصويرة ليس أمراً طارئاً، إذ سبق لهذه المنظمة العالمية أن اهتمت بالمدينة المغربية، فأولتها عناية كبرى، خصوصاً فيما يتعلق بترميم جدرانها وبناياتها التاريخية. لذلك، يقرأ الزائر اليوم في لوحة تتوسط المدينة: «بناءً على الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافي العالمي تم تسجيل المدينة التاريخية للصويرة ضمن لائحة التراث العالمي. إن هذا التصنيف يرسخ القيمة العالمية الاستثنائية لهذا الإرث الثقافي، وذلك حفاظاً عليه لفائدة الإنسانية جمعاء. الصويرة نموذج استثنائي لمدينة مُحصَّنة من القرن الثامن عشر بنيت في شمال أفريقيا، وفق مقاييس الهندسة العسكرية الأوروبية المعروفة في تلك الفترة، ومنذ إنشائها، ظلت المدينة ميناءً تجارياً دولياً متميزاً يربط المغرب والمناطق الصحراوية المجاورة بأوروبا وباقي بقاع العالم».
بالنسبة لزوار وعشاق «مدينة الرياح»، تبقى للصويرة، المدينة التي اختارت أن تعيد كتابة تاريخها عبر الموسيقى، بشكل خاص، والثقافة بشكل عام، نكهة خاصة، تميزها عن سائر مدن المغرب.
لذلك، وأنت تزور المدينة، لا يمكن إلّا أن يسترعي انتباهك زوار مغاربة ومن الخارج، وهم يتجولون في الساحات وبين الدروب والأزقة، كما لو أنهم يسارعون الزمن للتخفف أو التخلص من هموم تثقل كاهلهم. أما الكورنيش، الممتد على طول شاطئ المدينة، فيجمع زوار المدينة وناسها، يقصدونه للتمشي أو التأمل في زرقة البحر ومتابعة مشهد غروب الشمس، بينما أبصارهم تحدق في «ظلمات» المحيط الأطلسي.


مقالات ذات صلة

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

اليونيسكو تُدرج الورد الطائفي في التراث غير المادي

أعلن وزير الثقافة السعودي عن نجاح المملكة في تسجيل «الممارسات الثقافية المرتبطة بالورد الطائفي» في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.