الصين تنتقد «نيات شريرة» في الكونغرس الأميركي ضد «هواوي»

TT

الصين تنتقد «نيات شريرة» في الكونغرس الأميركي ضد «هواوي»

قالت الحكومة الصينية الأربعاء إن النواب الأميركيين الذين اقترحوا مشروع قانون جديد ضد شركة هواوي الصينية للاتصالات لديهم «نيات شريرة» لاحتواء صعود ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في مؤتمر صحافي أمس إن نوابا أميركيين معينين أظهروا تحيزا ضد الصين. وأضاف: «لقد أظهروا نياتهم الشريرة لاحتواء تطور الصين وتقويض العلاقات بين الصين والولايات المتحدة».
وتقول الصين إن العقوبات «غير المبررة» المفروضة على هواوي تعرقل سلاسل الإمداد العالمية ومصالح الشركات الأجنبية. وتأتي هذه التعليقات بعد يوم من تقدم نواب أميركيين بمشروع قانون لمنع البيت الأبيض من رفع اسم هواوي من القائمة السوداء دون الحصول على موافقة الكونغرس أولا.
كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب زاد من اتساع الفجوة بين واشنطن وبكين، حين قال الثلاثاء إن الولايات المتحدة لا يزال أمامها شوط طويل للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، لكنها قد تفرض رسوما على سلع صينية إضافية بقيمة 325 مليار دولار إذا اقتضت الضرورة ذلك. وذكر ترمب، متحدثا خلال اجتماع للحكومة في البيت الأبيض، أن من المفترض أن تشتري الصين منتجات زراعية أميركية، وأن إدارته تترقب لترى ما إذا كانت بكين ستفعل ذلك.
بينما أشار صندوق النقد الدولي الأربعاء إلى أن نمو التجارة العالمية يتباطأ نتيجة للتوترات بين الولايات المتحدة والصين وآخرين، وأن عدم التيقن طويل الأمد بشأن الرسوم الجمركية يضغط على ثقة الشركات في أنحاء العالم.
وقالت جيتا غوبيناث، كبيرة اقتصاديي الصندوق للصحافيين إن نزاعات التجارة والتكنولوجيا لها أثر جذري واضح على التجارة العالمية، معيدة التأكيد على تقديرات الصندوق بأن الرسوم المطبقة في خضم حرب التجارة الأميركية الصينية قد تمحو 0.5 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي في 2020، وأضافت: «هناك تراجع في نمو التجارة العالمية»، مشيرة إلى أن النزاعات الدائرة بشأن التكنولوجيا - مثل قرار الولايات المتحدة وضع شركة التكنولوجية الصينية هواوي على قائمة سوداء - قد تؤدي أيضا إلى تصدعات في سلاسل الإمدادات العالمية، مؤججة المخاوف المتعلقة بالاستثمار والإنتاجية.

وتقدم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ بمشروع القانون، الذي أطلق عليه «قانون مستقبل الجيل الخامس لأميركا»، ويأتي ذلك في أعقاب تقديم الرئيس ترمب بعض التنازلات بشأن هواوي لنظيره الصيني شي جينبينغ في اجتماع مجموعة العشرين الشهر الماضي. ووضعت شركة هواوي على قائمة سوداء لوزارة التجارة الأميركية في مايو (أيار) الماضي، لكن ترمب قال إنه سيمنح استثناءات للشركات الأميركية للعمل مع الشركة في أمور لا تؤثر على الأمن القومي.
وقال توم كوتون، وهو حليف جمهوري لترمب: «هواوي ليست شريكا تجاريا طبيعيا للشركات الأميركية... إنها واجهة للحزب الشيوعي الصيني». وتتهم الولايات المتحدة هواوي بتسهيل تجسس الحكومة الصينية، وتقوم بممارسة الضغط على الدول الغربية الأخرى حتى لا تستخدم تقنية الشركة الصينية.
وقبل عدة أيام، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن هواوي بصدد إلغاء مئات الوظائف في الولايات المتحدة من أصل 850 يعملون معها. فيما أعلنت هواوي يوم الاثنين أنها مستعدة لاستثمار 3.1 مليارات دولار حتى العام 2021 في إيطاليا وخلق ألف وظيفة.
وقال المدير العام لهواوي فرع إيطاليا، توماس مياو، في مؤتمر صحافي عقده في ميلانو: «خلال السنوات المقبلة، سنستثمر في إيطاليا 1.9 مليار دولار للحصول على معدات، و1.2 مليار دولار في عمليات وتسويق، و52 مليون دولار في الأبحاث والتطوير». وأضاف أن هذه الاستثمارات ستؤدي إلى «إنشاء 3000 فرصة عمل، ألف منها مباشرة و2000 بشكل غير مباشر من الباطن».
وشدد مياو على أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تؤثر في الوقت الحاضر على نشاط هواوي في إيطاليا. وتابع في هذا الإطار: «حتى الآن نقوم بعملنا ونتحاور مع شركائنا على غرار ما كنا نقوم به حتى الآن».
وأعرب عن ثقته بالمستقبل، «أولا لأن الحكومة الإيطالية لديها سياسة منفتحة وشفافة لن تتأثر بالمشكلات بين الولايات المتحدة والصين، وثانيا لأن مجتمعنا لاعب مهم جدا».
وبشأن تكنولوجيا الجيل الخامس، قال: «لدينا خطة (أ) وخطة (ب)، وفي حال كان لنا وصول أو لا إلى المزودين في الولايات المتحدة، سنضمن تزويد شركائنا بشكل متواصل».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».