السجن لمدون دفع مشردا لتناول بسكويت بمعجون أسنان

المدون الإسباني «ريسيت» (الغادريان)
المدون الإسباني «ريسيت» (الغادريان)
TT

السجن لمدون دفع مشردا لتناول بسكويت بمعجون أسنان

المدون الإسباني «ريسيت» (الغادريان)
المدون الإسباني «ريسيت» (الغادريان)

عاقبت محكمة في إسبانيا شابا من مشاهير موقع «يوتيوب» بالسجن 15 شهراً وتغريمه 20 ألف يورو لما سببه من أضرار معنوية لمشرد، حيث خدعه وجعله يتناول قطعة بسكويت بها معجون أسنان وأذاع ذلك عبر «يوتيوب»، ما أثار ضجة كبيرة.
وكذلك منعت قاضية المحكمة المدون الذي يعرف باسم ريسيت من امتلاك أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 5 سنوات.
ووفقا لصحيفة الغارديان البريطانية، يعد هذا الشاب من بين أشهر 200 مدون بـ«يوتيوب» في إسبانيا وأميركا اللاتينية، ولديه نحو مليون متابع لقناته على موقع الفيديوهات الشهير.
وقام خلال عام 2017 بإعطاء مشرد روماني 20 يورو وبسكويت به معجون أسنان ليأكله ثم بث مقطع فيديو يظهر فيه المشرد وهو يتقيأ.
وبعدما أثار الفيديو جدلا كبيرا، منح المدون ابنة المشرد 300 يورو لإقناعها بعدم اتخاذ إجراءات قانونية بحقه.
وخلال المحكمة قالت القاضية روزا أراغونيس إن الشاب كان لديه ميل إلى ارتكاب سلوك قاس وإنه يصطاد ضحاياه من الضعفاء، وأهان شخصا ضعيفا أكبر منه سنا يعيش بلا مأوى لجذب انتباه أصحاب النفوس المريضة من متابعيه ولزيادة أرباح الإعلانات من خلال هذا الفيديو.
من جانبه، قال ريسيت للمحكمة إن الناس تحب مثل تلك الأشياء، وتابع أن الجانب المشرق في الواقعة أنني ساعدته على تنظيف أسنانه.
يذكر أنه يتم إيقاف أحكام الحبس التي تقل عن عامين لمرتكبي الجرائم للمرة الأولى في إسبانيا.



«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.