للذهب قيمة... لكن اليشم لا يقدَّر بثمن لدى الصينيين

جيسيكا تشاستاين وقرطا أذن من اليشم
جيسيكا تشاستاين وقرطا أذن من اليشم
TT

للذهب قيمة... لكن اليشم لا يقدَّر بثمن لدى الصينيين

جيسيكا تشاستاين وقرطا أذن من اليشم
جيسيكا تشاستاين وقرطا أذن من اليشم

في عام 2014، عندما بيع عقد من دار «كارتييه» بـ27.44 مليون دولار في مزاد «سوذبيز» بهونغ كونغ، أثار السعر انتباه العالم. فالعقد الذي كان مرصوفاً بحجر اليشم الأخضر، كان يبدو بسيطاً للعين غير المدربة؛ لكن ما يعرفه العارفون أن هذه البساطة خادعة؛ لأن هذا الحجر الأخضر الزمردي النابض بالحياة، يحظى بالتبجيل والاحترام لنُدرته، وفي الصين لما يتضمنه من إرث ثقافي يعود إلى آلاف السنوات. فقيمته لديهم رسخها أباطرة أسرة تشينغ، الذين كانوا يقدرون صفاءه ويتفاءلون به. ومع زيادة الثروة في الصين مؤخراً، ازداد الطلب على أحجار اليشم؛ خصوصاً أن المعروض من ميانمار تراجع بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل صاروخي.
واللافت في آسيا مؤخراً، وتحديداً الصين، أن انفتاحها في العقد الماضي ترافق مع ظهور عدد من جامعي الأحجار، واتساع سوق مزادات اليشم بشكل هائل، إلى حد أن سعرها قد يصل إلى المليون دولار؛ خصوصاً إذا كانت بلون مميز وجودة عالية.
وليس أدل على هذا من القطعة المرصعة باليشم والياقوت والألماس، التي طُرحت للبيع في المزاد عام 2014، وصنعتها «كارتييه» خصيصاً للوريثة الأميركية باربرا هاتون. والثابت أن الأمر لم يتغير إلى الآن، فالبحث عن قطع مصنوعة من هذا الحجر لا يزال يحظى بإقبال كبير.
حسب الخبراء الآسيويين، فإن جنون الأسعار أمر عادي، إذا أخذنا بعين الاعتبار القول الصيني المأثور بأن «للذهب قيمة؛ لكن اليشم لا يقدَّر بثمن».
مع ذلك، ليست كل أحجار اليشم متساوية القيمة، فهي أنواع ودرجات. الأجود هو الذي يكون صافياً وشفافاً تتخلله ألوان كثيرة، تتباين من درجات الأخضر الداكن حتى الأرجواني والأبيض والأسود. فهذا يكون الأكثر صلابة، والأعلى قيمة بين الأحجار.
أما النفريت، وهو من درجة أقل جودة، فيتسم بأنه أكثر نعومة مع قدر من الضبابية. كما له ألوان أكثر، ويتم تصنيفه أيضاً كحجر يشم؛ لكنه يستخدم كثيراً عند عمل النقوش.
هناك أيضاً اليشم الصناعي، وهو أقل جودة، ويمكن معالجة المنتجات المصنوعة من النوع الرخيص من ذلك الحجر بإضافة لون أو مركب كيميائي، لتعزيز شكله وجعله يبدو حقيقياً وأصلياً.
رغم قدرة الخبراء على التمييز بين كل تلك المنتجات بالعين المجردة، فلا تعد تلك الطريقة مضمونة، ودون وجود معيار دولي إرشادي، لهذا فإن للتأكد تماماً من أصالة قطعة ما من اليشم أو أي مادة أخرى، فلا بد من إرسالها إلى المعمل لإخضاعها للفحص بشكل علمي. ففي سوق المجوهرات يكون أي حجر طبيعي هو المرغوب فيه، لتمتعه بالجمال الطبيعي. بينما يقلل أي شيء اصطناعي يتدخل به الناس لتحسين لونه مثلاً من قيمته.
وعندما يتعلق الأمر باليشم عالي الجودة، عموماً، فإن تنامي الطلب عليه بين الأثرياء وأفراد الطبقة المتوسطة في الصين كان له تأثير رئيسي على ارتفاع الأسعار. كذلك أدى تراجع وانخفاض المخزون من اليشم الخام في ميانمار، التي تساهم بأكبر حصة من إنتاجه في العالم؛ بل تعد المصدر الوحيد للنوع عالي الجودة، إلى تعقيد الأمر.
وتشير دور المزادات في آسيا، التي يتم من خلالها بيع الجزء الأكبر من المعروض من أحجار اليشم، إلى أن هذا الوضع يؤدي إلى تغير الأنماط والطرق التي يسعى من خلالها جامعو المجوهرات والأحجار إلى الحصول على اليشم، مع ازدياد التركيز على جودة اللون وشفافيته. وقد صرحت دار «سوذبيز» في الصين: «في الوقت الذي شهدنا فيه أرقاماً قياسية متتابعة خلال عامي 2013 و2014، أصبح الجامعون الصينيون هذه الأيام أكثر انتقائية، ويسعون وراء قطع متميزة ونادرة».
في سوق التجزئة النهائية، أدى ارتفاع السعر وزيادة الوعي والمعرفة بالحجر، إلى جانب جماله، إلى اتساع خريطة المعجبين به، لتشمل نجمات، مثل نيكول كيدمان، وجيسيكا تشاستاين، وغيرهما؛ لكن لا يختلف اثنان على أن أذواق العملاء الآسيويين التقليديين تختلف عن أذواق العملاء الغربيين، إذ كثيراً ما يكون هناك سبب عاطفي وراء شراء الحلي المصنوعة من اليشم، إضافة إلى اللون والصفاء بالنسبة إلى الصينيين بوجه عام، أما العملاء الغربيون فيهتمون أكثر بالتصميم والحرفية والتفاصيل الفنية، من نقش وغيره.
> الاختيار بحكمة
أياً كانت ميزانيتك، فمن المهم اختيار القطعة بحكمة. وأهم النقاط التي يركز عليها الخبراء هي:
- ملمس الحجر، الذي يجب أن يكون أملس، وهو ما يعزز شفافيته الطبيعية، والتي تعد هي الأخرى عاملاً مهماً في رفع قيمته، فكلما كان الضوء قادراً على النفاذ عبر الحجر، كان أكثر لمعاناً وأعلى قيمة.
- قد يؤثر لون الحجر أيضاً على قيمته بشكل كبير. فسواء كان أخضر أو أرجوانياً أو أبيض، فينبغي أن يكون نقياً قدر الإمكان، ومُشعاً يتسم بالصفاء. إذا أخذنا الأخضر على سبيل المثال، فلا بد من البحث عن الأخضر الصريح النقي، ويجب تجاهله تماماً إذا كان مائلاً إلى الزرقة.
- الحجم ليس مهماً؛ لأنه لا يحدد جودته. إذا كان لا بد من الاختيار بين حجر كبير ذي جودة تجارية، وحجر صغير ذي جودة أعلى، فإن الأصغر أعلى قيمة.
لكن رغم كل هذه المحاذير والنصائح، يبقى اقتناء قطعة مجوهرات أياً كانت مسألة شخصية، تحكمها العاطفة أولاً والاستثمار ثانياً. فاليشم مثله مثل غيره من الأحجار، يمكن أن يتحول إلى تحفة على يد مصمم ماهر، الأمر الذي يجعل الناظر يقع في حبه من النظرة الأولى، أو أن يبقى مجرد حجر ثمين يفتقد إلى روح وإحساس. ومن البديهي حالياً أن أغلب بيوت المجوهرات تستثمر فيه، تودداً للسوق الصينية وتقرباً لها.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.