مسرحية «عا صوص ونقطة» تجربة كوميدية بريطانية بعيون لبنانية

يعود معها مروان نجار إلى المسرح بعد 13 سنة من الغياب

يشارك في مسرحية «عا صوص ونقطة» مجموعة من المواهب التمثيلية الجامعية الشابة
يشارك في مسرحية «عا صوص ونقطة» مجموعة من المواهب التمثيلية الجامعية الشابة
TT

مسرحية «عا صوص ونقطة» تجربة كوميدية بريطانية بعيون لبنانية

يشارك في مسرحية «عا صوص ونقطة» مجموعة من المواهب التمثيلية الجامعية الشابة
يشارك في مسرحية «عا صوص ونقطة» مجموعة من المواهب التمثيلية الجامعية الشابة

بعد أن طوى صفحة كتاباته للمسرح منذ عام 2006، ها هو مروان نجار يعود إلى الخشبة من جديد مع مسرحية «عا صوص ونقطة». هذه المسرحية التي يصفها بـ«التراند» الرائج حالياً في عالم المسرح الكوميدي، اشترى حقوق ملكيتها من الوكالة المختصة بحقوق الكتاب الثلاثة واضعي النص البريطاني الأساسي «The Play that Goes Wrong». فمنذ أن شاهدها بعينه اللبنانية في عام 2015 في بريطانيا، رغب في تحويلها إلى عمل مسرحي محلي، يصلح عرضه أيضاً في منطقة الشرق الأوسط. وبالتعاون مع المنتج كريستيان الجميل، استطاع تحقيق فكرته هذه.
«إنّها مسرحية خارجة عن المألوف، بموضوعها وإخراجها وتقنية الأداء المستخدم من قبل الممثلين فيها»، يوضح مروان نجار الكاتب التلفزيوني والمسرحي المخضرم في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «في هذا النّمط الجديد من المسرح الرائج اليوم، لا تقتصر البطولة على الممثلين المشاركين، بل أيضاً على الديكور. فنحن كفريق نخاف عليه من التعب والجهد، لأنّه يتنفس ويعيش تماماً كما الممثلين. ولا نحاول في هذا العمل أن نزرع الدهشة على وجه الحضور، من خلال مؤثرات صوتية وبصرية، بل من خلال كوميديا الحركة».
ويتناول العمل قصة فرقة مسرحية اسمها «التعايش والوفاق الوطني»، يقوم بأدائها مجموعة من المواهب التمثيلية الجامعية: كايلي نجيم، وإيلي حكيّم، وفريد شوقي، وطوني فرح، وجلال الشعار، وسامر سركيس، وجان جريدي، وعبير صياح. وهم يصادفون مشكلات كثيرة يحاولون تجاوزها حتى اللحظة الأخيرة من العرض.
«لم أركن يوماً إلى أسماء نجوم لامعة في مسرحي، بل إن هذا الأخير هو من صنع نجومية هؤلاء»، يؤكد نجار صاحب أكثر من 20 مسرحية حفرت في ذاكرة اللبنانيين منذ الثمانينات، مثل: «عروسين مدري من وين»، و«لعب الفار»، و«نادر مش قادر»، وغيرها. ويتابع: «نعيش اليوم مشكلة الوجه الجديد الذي لا يتم التعاطي معه من باب نظرة مستقبلية، بحيث تنضج موهبته مع الوقت، بل من باب واحد، ألا وهو: النظرة الاستهلاكية. فما يهمّ بعض المنتجين تركيب الشّخصية على اسم يعود عليهم بنتيجة مادية مبهرة، فيرمون به بعدها من دون التفكير بمستقبله».
لا اسكتشات ولا مقالب ضاحكة يتضمنها مسرح مروان نجار، لكونه يعتمد النّص الكوميدي الثابت، المتمكن من إحداث الفرق على الخشبة، في صيغة كوميدية متكاملة. وهذا الأمر يطبقه في مسرحيته الجديدة التي يستضيفها قصر المؤتمرات في انطلياس ابتداء من 12 مارس (آذار) المقبل. ويقول: «لبنان يفتقد المسرح الكوميدي الحقيقي الذي يقدّمه وحده اليوم جورج خباز. وأعد مشاهدها بأنّه لن يكفّ عن الضحك طيلة عرضها، وحتى قبل ذلك بنحو 15 دقيقة، ضمن قالب مسرحي بوليسي متماسك».
ففرقة «التعايش الوطني»، التي تفلش قصّتها على الخشبة ضمن ديكورات تخضع لأصول علمية، ستمرّ بمصائب وأحداث ضمن كوميديا تصاعدية تعرّج بنسختها اللبنانية على عناصر تتحكم بالمجتمع اللبناني، من أحزاب وأديان وطوائف وغيرها.
ويتولّى مهمة إخراج هذا العمل هاغوب ديرغيغوسيان، وهو أستاذ جامعي وثق نجار بإمكانياته الإبداعية الحديثة، فسلّمه عملية الإخراج.
«الجميع يعلم بأنّني تركت المسرح منذ مدة طويلة، لأنّ الأمور بمجملها تغيّرت، وما عادت تشبه عالم المسرح الأصيل الذي كان رائجاً في الماضي. وفي هذا العمل، سأجس نبض الناس، فإذا ما تماهوا معه وتقبلوه، سأستمر، وإلّا فإنني سأغادره بكامل إرادتي إلى غير عودة»، يقول مروان نجار في سياق حديثه.
وحسب نجار، فإنّ نص المسرحية يصلح تطبيقه في جميع بلدان العالم، بعد أن يُعدّل ويُقرّب من واقع كل بلد، مضيفاً: «لقد سبق أن عرض هذا العمل في فرنسا وبلجيكا والبرتغال، وحتى في أستراليا وكوريا والصين، وأتمنّى أن يحبّه اللبنانيون ويتفاعلون معه، لا سيما أن هذا الأسلوب الجديد في تقديم الأعمال المسرحية يعدّ رّقم واحد في عالم المسرح الكوميدي اليوم».


مقالات ذات صلة

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.